سوريا درس للعراق.. قبل أن تهوي الجدران مع الرياح
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
8 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: في ليلة لم ينم فيها القمر، غلف الضباب قصور السلطة البعثية، وتبدلت الرياح، تنبئ بنهاية عهدٍ كان يستمد قوته من الظلم لا من العدل، ومن الفساد لا من النزاهة والعفة.
انه نظام البعث الذي قيل إنه لا يهتز، انهار كقلعة ورقية تحت أمطار صرخات الناس.
عائلة الأسد، التي ظنت أن الشعب سحابة عابرة في سمائها، صارت هي السحابة التي تبددت دون أثر.
بشار، الذي حمل إرث الطغيان من أبيه، وجد نفسه هارباً بلا وجهة.
كان الهروب عارياً من كل وقار، فلم تحمه جدران القصر ولا أوهام القوة التي بناها.
والشعب، ذلك العملاق النائم لعقود، استيقظ أخيراً ليردد بصوت واحد: “من لا يعمل لشعبه، سيبقى وحيداً.”
في الخلفية، أصداء الماضي تتردد كأنها همسات الأشباح. من دمشق إلى حلب، كانت صرخات الأجيال المكبلة تتجمع، تصير عاصفةً هوجاء لا ترحم.
سقوط نظام البعث كان أشبه بانهيار جبل، مزلزلاً الأرض تحته، لتكتب النهاية بحبر الهزيمة: “الطغيان لا يخلد.”
وفي العراق، حيث تقرأ الأعين المترقبة ما حدث في الجوار، كان هناك تحذير كأنه قادم من مرآة المستقبل: “تعلموا من هذا المشهد، فالفساد والنهب كالسحر الأسود، يقوض القلاع من الداخل.”
قد تكون لحظة السقوط هناك أقرب مما يتصورون، إلا إذا استبدلوا الظلال بالنور، وخاطبوا العراقيين بلغة العدل والتنمية، وكفوا أيديهم عن نهب المال العام.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
حراك أوروبي لرفع سريع للعقوبات التي تعيق تعافي سوريا
قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الأربعاء، إن العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا وتعوق حاليا تسليم المساعدات الإنسانية وتعافي البلاد قد تُرفع سريعا.
وأصدرت الولايات المتحدة الاثنين، إعفاء من العقوبات للمعاملات مع المؤسسات الحاكمة في سوريا لمدة ستة أشهر في محاولة لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى البلاد بعد سقوط بشار الأسد.
وذكر بارو في حديث لإذاعة فرانس أنتير أن الاتحاد الأوروبي قد يتخذ قرارا مماثلا في وقت قريب، دون الإشارة إلى موعد محدد.
وأضاف، أن رفع المزيد من العقوبات السياسية يتوقف على كيفية قيادة الحكام الجدد للفترة الانتقالية وضمانهم أن تكون شاملة لجميع السوريين.
اظهار ألبوم ليست
وتابع، "هناك (عقوبات) أخرى تعوق حاليا وصول المساعدات الإنسانية وتعوق تعافي البلاد. ويمكن رفع هذه العقوبات سريعا".
وأردف، "أخيرا، هناك عقوبات أخرى نناقشها مع شركائنا الأوروبيين ويمكن رفعها، ولكن من الواضح أن ذلك يعتمد على السرعة التي تؤخذ بها توقعاتنا لسوريا فيما يتعلق بالنساء والأمن في الاعتبار".
وقال ثلاثة دبلوماسيين طلبوا عدم ذكر أسمائهم إن الاتحاد الأوروبي سيسعى إلى الموافقة على رفع بعض العقوبات بحلول الوقت الذي يجتمع فيه وزراء خارجية الاتحاد في بروكسل في 27 من الشهر الجاري.
وأوضح اثنان من الدبلوماسيين أن أحد الأهداف هو تسهيل المعاملات المالية للسماح بعودة الأموال إلى البلاد وتسهيل النقل الجوي وتخفيف العقوبات التي تستهدف قطاع الطاقة لتحسين الإمدادات. وقال الثالث إن ألمانيا قدمت ورقة موقف بشأن العقوبات المحتملة التي يتعين رفعها.
وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية كريستيان فاجنر، "بسبب الوضع الجديد، تخضع العقوبات الحالية للتدقيق. طرحت ألمانيا بالفعل أفكارا حول هذه القضية".
وأضاف "التركيز ينصب على المسائل الاقتصادية وإعادة أموال المغتربين السوريين".
ورحبت وزارة الخارجية السورية، بإعفاءات واستثناءات الولايات المتحدة الأمريكية بشأن العقوبات الاقتصادية المفروضة على دمشق.
وقالت في بيانها: "نرحب بالإعفاءات والاستثناءات المتعلقة بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا والتي صدرت عن الإدارة الأمريكية".
وأضافت: "حققنا هذا التقدم نتيجة الجلسات المكثفة التي عقدناها مؤخرا، ونشكر كافة الكوادر السورية الرائعة التي بذلت جهدا كبيرا في هذا الصدد".
وأكدت الخارجية أن "العقوبات الاقتصادية باتت تستهدف الشعب السوري بعد زوال السبب الذي وجدت من أجله، ورفعها بشكل كامل بات ضروريا لدفع عجلة التعافي في سوريا، وتحقيق الاستقرار والازدهار".