الفراغ.. عدو الحياة الكريمة
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
راشد بن حميد الراشدي
الفراغ في أي مجتمع من المجتمعات، يُسبب اختلالًا في ميزان الحياة الكريمة للمُواطن ودوام استقرار الوطن وأمنه وسعادته، فما نراه اليوم من فراغ لدى أعداد كبيرة من أبناء المجتمع من الباحثين عن عمل والمُسرَّحين من أعمالهم، وما نجده من ممارسات البعض الضارة بالوطن، كل ذلك يؤثر على الحياة اليومية للمواطن، وبمثابة أدوات مضادة لأدوات الإصلاح والنجاح في هذا الوطن الغالي العزيز، ويهدد الاستقرار الاجتماعي.
عشرات الآلاف من الباحثين عن العمل يعانون من البطالة والفراغ التي جلبت لهم ولأسرهم همومًا نفسية واجتماعية صعبة جعلتهم اليوم فريسة الضياع، وهم في أوج شبابهم وعطائهم وقوتهم وفكرهم وطموحهم، الذي من المفترض في هذه المرحلة من العمر أن يَعتمد عليهم الوطن في عملية البناء والتنمية. كثيرون ينتظرون التوظيف لتأمين مستقبلهم، لكن لم يحن حظهم حتى اليوم.
آلاف من المُسرَّحين من أعمالهم يعانون الأمرين، وقد بنوا حياتهم وحلموا بالبيت والأسرة والاستقرار؛ ليتفاجأوا بالتسريح والمشاكل الأسرية والديون البنكية، فكثرت حالات الطلاق وشتات الأسر، واستقر الأمر بالبعض في السجون بسبب عدم الوفاء بالديون، فانقلبت حياتهم من الاستقرار إلى البؤس الذي تفرقت به الأسر بسبب ما آلت إليه حالتها المادية الصعبة.
وهناك آلاف من المتقاعدين إجباريًا ممن تكالبت عليهم صروف الدهر وباتت متطلبات الحياة فوق رواتبهم وفوق مصادر دخلهم وفوق طاقتهم، فأصبحوا مطلوبين في المحاكم لا حول ولا قوة لهم سوى الاستسلام لتلك الظروف الصعبة.
ولولا ما تقوم به الجمعيات الخيرية من جهود لرأينا أعدادًا أخرى من المُواطنين تنادي المجتمع بإغاثتها بما تستطيع من صدقة وفضل، وهذه الأسر بالفعل في معاناة حقيقية، فقد أخفت بعض الأسر المتعففة معاناتها عن الناس وباتت تكتم سرها فيما تُعانيه من آلام الدهر وضيق العيش، فمنهم المحتاج الى سداد فاتورة مياه أو كهرباء أو توفير مؤونة لأهله مع ما نشهده من غلاء معيشة وارتفاع أسعار الخدمات والسلع.
إن وطننا الغالي العزيز دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير، فهو مدرار بالخيرات وفائض بالمكرمات، وهو وطن غني بثرواته وموقعه المُتميِّز الزاخر، ومع وجود أعداد من الوافدين ينافسون أبناء الوطن في وظائفهم، وهناك من يُفضِّل توظيف الوافد على المواطن، في تناقض عجيب، والنتيجة تزايد أعداد الباحثين عن عمل من المواطنين.
نُجدد الشكوى لكل مسؤول عن الأمر، فالوضع بات صعبًا على أعداد كبيرة من أبناء هذا الوطن، والفراغ أصبح عدوًا للشباب، ويجب أن نعلم جميعًا أنَّ الوطن لن يحيا ولن يُبنى إلّا بسواعد أبنائه، لأنهم الثروة الحقيقية التي يجب استثمارها والالتفات إليها، وعسى نرى هذا الملف وقد حُلت فصوله في أقرب وقت واستُنفرت كل الطاقات من أجله.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وأدام عليهم نعمة الأمن والأمان والاستقرار.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«صندوق الوطن» يطلق أنشطة اليوم المفتوح في مجال الإبداع والابتكار في الهوية الوطنية
أبوظبي (وام)
أخبار ذات صلةنظّم صندوق الوطن، يوماً مفتوحاً لطلاب المدارس والجامعات تحت عنوان «الإبداع والابتكار في مجال الهوية الوطنية»، برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، والذي أقيم بجناح الصندوق المشارك في معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
شهد الحدث، حضور عدد كبير من القيادات الجامعية الإماراتية ومديري المدارس، وأصحاب التجارب الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وأكثر من 1200 طالب وطالبة من طلاب المدارس والجامعات على مستوى الإمارات، ولاسيما المنتسبين لأندية الهوية الوطنية.
وتميّز اليوم المفتوح باستعراض لمواهب إماراتية شابة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث قدم أكثر من 120 طالباً جامعياً من مختلف أنحاء الدولة، تجارب ومشاريع تطبيقية مبتكرة عكست شغفهم وحماسهم للتعامل مع تحديات العالم الحقيقي باستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى عدد من ورش العمل التي تناسب المراحل السنية المشاركة كافة، بالتعاون مع مؤسسة مايكروسوفت العالمية.
وقال ياسر القرقاوي، مدير عام صندوق الوطن، إن اليوم المفتوح للإبداع والابتكار في مجال الهوية الوطنية يمثل جزءاً من برنامج الصندوق، الذي يهدف إلى العمل مع طلبة المدارس والجامعات، من أجل تمكينهم من الاستخدام الجيد لهذه التقنيات، وتعميق ثقتهم في أنفسهم وفي قدراتهم على الإسهام الفاعل في مسيرة المجتمع، مشيراً إلى أن صندوق الوطن يقوم بهذه المهمة في إطار دعم الطلبة المشاركين، وتأكيد ارتباطهم القوي بالهوية، واعتزازهم بالمبادئ والقيم التي تشكّل مسيرة هذه الدولة العزيزة.
وأكد أن الاهتمام بالابتكار والإبداع في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ولاسيما ما يتعلق بالهوية الوطنية، إنما هو استجابة طبيعية لالتزام صندوق الوطن برعاية ودعم أبناء وبنات الإمارات للتعرف على أحدث ما وصل إليه العالم من تقنيات وممارسات، ليبدعوا فيها ويطوروها ويكونوا نموذجاً وقدوة في استخداماتها على مستوى العالم كله، وهذا ما يجسّده صندوق الوطن من حرص على تحقيق التنمية المعرفية والتقنية الناجحة، وعلى توفير كافة الفرص والإمكانات أمام أبناء وبنات الدولة للبناء والتطوير والعمل الجاد.
وقال القرقاوي، إن تنظيم هذا اليوم المفتوح الذي يضم أكثر من 35 نشاطاً مختلفاً تتنوع بين استعراض التجارب والندوات المفتوحة وورش العمل المكثّف، يجسّد اهتمام صندوق الوطن بأن يتعرف أبناء الإمارات على الإمكانات الضخمة للذكاء الاصطناعي، وما قد يترتب عليها من تغيرات إيجابية في العالم، بما في ذلك إمكاناتها المهمة في تعزيز النمو الاقتصادي وإحداث التحول المجتمعي نحو الأفضل، وتحقيق الاستدامة، والحفاظ على الهوية الوطنية، وتنمية الثقافة والتراث، وهو ما يجعل صندوق الوطن أكثر التزاماً بإطلاق المبادرات التي تهتم بهذا المجال، مشيراً إلى أن هذا الحفل يمثل نجاحاً حقيقياً في تحقيق رسالة الصندوق في تنمية قدرات الشباب على التعامل مع كافة تقنيات العصر، وتشجيعهم على تطويعها والإفادة منها، واستخداماتها في مناحي الحياة كافة.
وثمّن القرقاوي الدور الكبير الذي لعبته شركة مايكروسوفت العالمية الشريك الاستراتيجي لصندوق الوطن في هذا المشروع الكبير، ومثمناً أيضاً المشاركة الواسعة من طلاب المدارس والجامعات.
وعبّر المشاركون من طلاب المدارس والجامعات عن بالغ امتنانهم لصندوق الوطن، مشيدين بالدور الحيوي الذي يلعبه في دعمهم منذ المراحل الأولى، وحتى تحقيق الإنجازات، وأكدوا أن الدعم المقدم من الصندوق شمل الإرشاد والتوجيه والتدريب، مما كان له بالغ الأثر في صقل مهاراتهم.