جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-11@17:56:03 GMT

الفراغ.. عدو الحياة الكريمة

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

الفراغ.. عدو الحياة الكريمة

 

 

راشد بن حميد الراشدي

 

الفراغ في أي مجتمع من المجتمعات، يُسبب اختلالًا في ميزان الحياة الكريمة للمُواطن ودوام استقرار الوطن وأمنه وسعادته، فما نراه اليوم من فراغ لدى أعداد كبيرة من أبناء المجتمع من الباحثين عن عمل والمُسرَّحين من أعمالهم، وما نجده من ممارسات البعض الضارة بالوطن، كل ذلك يؤثر على الحياة اليومية للمواطن، وبمثابة أدوات مضادة لأدوات الإصلاح والنجاح في هذا الوطن الغالي العزيز، ويهدد الاستقرار الاجتماعي.

عشرات الآلاف من الباحثين عن العمل يعانون من البطالة والفراغ التي جلبت لهم ولأسرهم همومًا نفسية واجتماعية صعبة جعلتهم اليوم فريسة الضياع، وهم في أوج شبابهم وعطائهم وقوتهم وفكرهم وطموحهم، الذي من المفترض في هذه المرحلة من العمر أن يَعتمد عليهم الوطن في عملية البناء والتنمية. كثيرون ينتظرون التوظيف لتأمين مستقبلهم، لكن لم يحن حظهم حتى اليوم.

آلاف من المُسرَّحين من أعمالهم يعانون الأمرين، وقد بنوا حياتهم وحلموا بالبيت والأسرة والاستقرار؛ ليتفاجأوا بالتسريح والمشاكل الأسرية والديون البنكية، فكثرت حالات الطلاق وشتات الأسر، واستقر الأمر بالبعض في السجون بسبب عدم الوفاء بالديون، فانقلبت حياتهم من الاستقرار إلى البؤس الذي تفرقت به الأسر بسبب ما آلت إليه حالتها المادية الصعبة.

وهناك آلاف من المتقاعدين إجباريًا ممن تكالبت عليهم صروف الدهر وباتت متطلبات الحياة فوق رواتبهم وفوق مصادر دخلهم وفوق طاقتهم، فأصبحوا مطلوبين في المحاكم لا حول ولا قوة لهم سوى الاستسلام لتلك الظروف الصعبة.

ولولا ما تقوم به الجمعيات الخيرية من جهود لرأينا أعدادًا أخرى من المُواطنين تنادي المجتمع بإغاثتها بما تستطيع من صدقة وفضل، وهذه الأسر بالفعل في معاناة حقيقية، فقد أخفت بعض الأسر المتعففة معاناتها عن الناس وباتت تكتم سرها فيما تُعانيه من آلام الدهر وضيق العيش، فمنهم المحتاج الى سداد فاتورة مياه أو كهرباء أو توفير مؤونة لأهله مع ما نشهده من غلاء معيشة وارتفاع أسعار الخدمات والسلع.

إن وطننا الغالي العزيز دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير، فهو مدرار بالخيرات وفائض بالمكرمات، وهو وطن غني بثرواته وموقعه المُتميِّز الزاخر، ومع وجود أعداد من الوافدين ينافسون أبناء الوطن في وظائفهم، وهناك من يُفضِّل توظيف الوافد على المواطن، في تناقض عجيب، والنتيجة تزايد أعداد الباحثين عن عمل من المواطنين.

نُجدد الشكوى لكل مسؤول عن الأمر، فالوضع بات صعبًا على أعداد كبيرة من أبناء هذا الوطن، والفراغ أصبح عدوًا للشباب، ويجب أن نعلم جميعًا أنَّ الوطن لن يحيا ولن يُبنى إلّا بسواعد أبنائه، لأنهم الثروة الحقيقية التي يجب استثمارها والالتفات إليها، وعسى نرى هذا الملف وقد حُلت فصوله في أقرب وقت واستُنفرت كل الطاقات من أجله.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وأدام عليهم نعمة الأمن والأمان والاستقرار.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بشير عبدالفتاح: تشكيل الحكومة اللبنانية خطوة مهمة رغم المشهد السياسي المعقد

أكد الدكتور بشير عبدالفتاح، الكاتب والباحث السياسي في مؤسسة الأهرام، على أن تشكيل الحكومة اللبنانية بعد فترة طويلة من التعثر يعد خطوة إيجابية، لكنه لا يزال يعكس حالة عدم الاستقرار السياسي التي تعاني منها البلاد.

الفراغ السياسي بين الجمود وعدم الاستقرار

وفي مداخلة على قناة القاهرة الإخبارية، أوضح عبدالفتاح، أنه في علم النظم السياسية، فإن التغير السريع للحكومات يشير إلى عدم الاستقرار، بينما استمرار الفراغ السياسي لفترة طويلة يعني جمودًا وتيبسًا سياسيًا.

لافتًا إلى أن لبنان كان يعاني من هذا الجمود بسبب الفراغ الرئاسي والحكومي وتعطل تفعيل الدستور، ما أثر على الحياة السياسية وأعاق دوران عجلة العمل السياسي في البلاد.

التحديات الراهنة: الاحتلال الإسرائيلي والأزمة الاقتصادية

وأشار إلى أن نجاح لبنان في تجاوز أزمة الفراغ الرئاسي وتشكيل حكومة جديدة يمثل إنجازًا مهمًا، خصوصًا في ظل التحديات التي تواجهها البلاد على المستويات السياسية، والاقتصادية، والأمنية.

مضيفًا: «هذه الخطوة تأتي في توقيت حساس جدًا، مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان والعدوان المتواصل رغم اتفاق وقف إطلاق النار، فضلًا عن الأزمة الاقتصادية الحادة التي تشهدها البلاد، بما في ذلك انهيار العملة الوطنية وهروب رؤوس الأموال».

المحاصصة الطائفية عقبة أمام الديمقراطية

وحول أزمة المحاصصة الطائفية وتأثيرها على تشكيل الحكومة، شدد عبدالفتاح على أنها لا تزال إحدى أبرز العقبات أمام التقدم السياسي في لبنان، حيث تخضع عملية اختيار رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب لمعادلات طائفية معقدة.

وأوضح أن علم النظم السياسية لا يعترف بمبدأ المحاصصة، وإنما يؤكد على ضرورة أن تكون الديمقراطية شاملة لجميع فئات المجتمع، على أن تأتي المشاركة السياسية كنتيجة طبيعية لعملية انتخابية نزيهة تستند إلى دستور واضح، مضيفًا: «في بعض المراحل الانتقالية، قد تكون هناك تدابير مؤقتة لضمان تمثيل المرأة أو الأقليات، ولكن لا ينبغي أن تصبح هذه التدابير قاعدة دائمة تعيق التطور الديمقراطي الطبيعي».

التدخلات الخارجية وتأثيرها على السياسة اللبنانية

وأشار إلى أن اتفاق الطائف، الذي نظم العملية السياسية في لبنان منذ عام 1989، كان ينبغي أن يكون خطوة نحو التخلص التدريجي من المحاصصة الطائفية، إلا أن لبنان لا يزال عالقًا في هذه المعادلة بسبب استمرار التدخلات الخارجية والتوازنات الطائفية المعقدة.

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس الشورى يعزي أمين عام المجلس في وفاة خاله الشيخ حفظ الله الصباحي
  • تركيا ومهمة ملء الفراغ العسكري الإيراني في سوريا
  • ظاهرة فلكية مميزة.. القمر والمريخ يلتقيان في سماء الوطن العربي اليوم
  • هدى حسين تواجه شائعات سحب الجنسية بأغنية وطنية: "الوطن نعمة من الله"
  • طريقة عمل شوربة الكريمة الخضراء بمذاق شهي
  • حسن عزالدين: هذا الوطن جزء لا يتجزأ من هويتنا وتاريخنا وانتمائنا
  • بغضت الحياة مع زوجها.. حيثيات حكم محكمة الأسرة بخلع ربة منزل
  • طعام الحياة الأبدية في عظة الأحد للقمص باخوميوس حكيم
  • بشير عبدالفتاح: تشكيل الحكومة اللبنانية خطوة مهمة رغم المشهد السياسي المعقد
  • ‏توأم الأسر والنصر