جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-13@02:12:55 GMT

عُمان نحو عصر الفضاء

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

عُمان نحو عصر الفضاء

 

مصطفى بن مبارك القاسمي

 

تخطو سلطنة عُمان خطوات واثقة نحو المُستقبل المُشرق مُجسدةً رؤيتها الطموحة "عُمان 2040" من خلال استعدادها لدخول عصر الفضاء من خلال إطلاق أول صاروخ علمي تجريبي يحمل اسم "الدقم-1".

هذه الخطوة تمثل علامة فارقة في مسيرة التطور العلمي والتكنولوجي للسلطنة وتؤكد سعيها نحو تعزيز الابتكار وترسيخ مكانتها كدولة رائدة في استكشاف الفضاء على المستوى الإقليمي والعالمي.

وتتمتع السلطنة بموقع استراتيجي فريد من نوعه؛ حيث القرب من خط الاستواء ومدار السرطان، ما يُتيح لها تحقيق تكاليف منخفضة وفعالية أكبر في إطلاق الصواريخ إلى الفضاء. إضافة إلى ذلك يتميز الشريط الساحلي للسلطنة بكونه منطقة آمنة لإطلاق المشاريع الفضائية مما يمنحها مزايا تنافسية على المستوى الإقليمي والعالمي.

إنَّ إطلاق "الدقم-1" ليس مجرد إنجاز وطني وحسب؛ بل هو بداية لمشوار طويل نحو تطوير البنية التحتية للفضاء ونقل وتوطين علوم وتقنيات الفضاء. وتسعى السلطنة أيضًا إلى تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص في هذا المجال مما يفتح المجال لفرص استثمارية واعدة وواسعة في خلق بيئة مستدامة للابتكار.

ولهذا المشروع عدة مزايا، منها أنَّه يعزز التقدم العلمي والتكنولوجي؛ إذ يضع إطلاق "الدقم-1" سلطنة عُمان في مصاف الدول الساعية لاستكشاف الفضاء، مما يُعزز مكانتها كدولة رائدة في البحث والتطوير العلمي.

إلى جانب الاستفادة من الموقع الجغرافي، حيث إنَّ القرب من خط الاستواء يُقلل من التكاليف ويزيد من كفاءة الإطلاق.

وإطلاق صناعات فضائية جديدة؛ حيث يوفر المشروع فرصًا متنوعة للتوظيف ويشجع الشباب العُماني على الانخراط في علوم الفضاء.

إلى جانب الريادة الإقليمية؛ إذ تُعد هذه الخطوة دليلًا على قدرة سلطنة عُمان على التفوق إقليميًا في مجال جديد وحيوي.

ولقد تم اختيار منطقة "الكحل" في الدقم كموقع للإطلاق، ما يعزز مكانة الدقم كمركز محوري وجاذب للصناعات الاستراتيجية. ويأتي هذا الإنجاز ضمن رؤية "عُمان 2040"، التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز مجالات الابتكار والبحث العلمي. وتُمثِّل الاستثمارات في قطاع الفضاء فرصة كبيرة لنقل السلطنة إلى عصر جديد من التطور الاقتصادي والعلمي.

وبإطلاق "الدقم-1"، تُثبت سلطنة عُمان قدرتها على تحويل التحديات إلى فرص ومزايا تنافسية وتحويل الفرص إلى إنجازات. وهذه الخطوة تعزز من مكانة السلطنة كواحدة من أبرز الدول الطامحة لتبوء مكانة رائدة في مجال علوم الفضاء على مستوى العالم بما يحقق أهداف وأولويات رؤية "عُمان 2040".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هيثم المجد

 

حمود بن علي الطوقي

 

الحادي عشر من يناير لعام 2025، يوافق الذكرى الخامسة لتولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم، وقد شهدت السلطنة على مدى السنوات الخمس الماضية، سلسلةً من الإنجازات النوعية التي رسَّخت مسيرة النهضة العُمانية المُتجدِّدة.

بفضل رؤية حكيمة وسياسات مدروسة، تمكنت السلطنة من مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية وتعزيز موقعها كدولة تسير بثبات نحو مُستقبل مشرق. ومن أبرز الإنجازات خلال هذه الفترة إطلاق خطة التوازن المالي، التي نجحت في تقليص العجز المالي بشكل ملحوظ، وخفض الدين العام بنسب كبيرة، مما أسهم في تعزيز استقرار الاقتصاد الوطني. ولم يقتصر الأمر على ذلك؛ بل شهدت السلطنة إطلاق مشاريع تنموية استراتيجية ركزت على تنويع مصادر الدخل، ودعم القطاعات الإنتاجية، وتعزيز البنية التحتية. كما أُعطيت الأولوية لتنمية المحافظات، حيث تم تخصيص استثمارات لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتحفيز الأنشطة الاقتصادية المحلية، مما ساهم في تحقيق التنمية المتوازنة بين جميع مناطق السلطنة. هذه الجهود تعكس حرص جلالة السلطان- حفظه الله- على توفير فرص اقتصادية واجتماعية عادلة لكل مواطن.

لم تكن هذه الإنجازات إلا جزءًا من التوجهات الطموحة لرؤية "عُمان 2040"، التي أرسى جلالة السلطان أساساتها بنفسه، لتكون خارطة طريق تقود السلطنة نحو مستقبل أكثر إشراقًا. تتضمن الرؤية محاور رئيسة تهدف إلى بناء مجتمع إنسانه مبدع يرتكز على التعليم والبحث العلمي وتمكين القدرات الوطنية، واقتصاد بيئته تنافسية يسعى إلى تنويع مصادر الدخل والاستدامة المالية وتحفيز الاستثمار، وبيئة مواردها مُستدامة تركز على حماية البيئة والموارد الطبيعية، ودولة أجهزتها مسؤولة تهدف إلى تعزيز الحوكمة وتطوير التشريعات ورفع كفاءة الأداء الحكومي.

ومنذ اليوم الأول لتوليه مقاليد الحكم، أظهر جلالة السلطان هيثم بن طارق- أيده الله- التزامًا راسخًا بمواصلة مسيرة النهضة التي أسسها القائد الراحل السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه-. وشملت هذه المسيرة إصلاحات إدارية وتشريعية واسعة، بما في ذلك إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة وتطوير منظومة التشريعات بهدف تعزيز الكفاءة وتحقيق التكامل بين مختلف القطاعات. كما حرص جلالته- أعزه الله- على وضع الإنسان في قلب عملية التنمية، من خلال تحسين الخدمات الاجتماعية والصحية، وتعزيز جودة التعليم، والارتقاء بالمستوى المعيشي للمواطنين. هذه الجهود تُبرز اهتمام القيادة الحكيمة بتلبية تطلعات الشعب، مع الحفاظ على مكتسبات الماضي والبناء عليها.

إنني كصحفي ومتابع للشأن الوطني، أستطيع القول إنَّ السنوات الخمس الماضية شهدت منافسة إيجابية بين الأجهزة الحكومية في ترجمة توجيهات صاحب الجلالة لرفع كفاءتها وإبراز قدراتها. وقامت المؤسسات الحكومية بعقد ملتقيات إعلامية بشكل سنوي ونصف سنوي، لإبراز جهودها وإنجازاتها أمام الإعلام والرأي العام. وهذه الخطوة ساعدتنا كمراقبين في الاطلاع المستمر على التطورات والمبادرات التي تصب جميعها في مصلحة الوطن والمواطن، وعكست الشفافية التي تتسم بها مؤسسات الدولة، إضافة إلى حرصها على تعزيز الثقة مع المجتمع وإشراكه في مسيرة التنمية.

وفي كل مناسبة وطنية، أستعيدُ ذكريات الطفولة وأحداث النهضة الأولى التي عايشتها. وبوصفي صحفيًا، فقد كنت شاهدًا على التحولات الكبرى التي شهدتها السلطنة، من واقع بسيط إلى دولة عصرية تتقدم بخطى واثقة نحو المستقبل. وقد رأيت كيف ساهمت القيادة الحكيمة في تحويل السلطنة إلى نموذج يُحتذى به في التنمية المستدامة والانفتاح الثقافي والسياسة الحكيمة التي تقوم على الحوار والسلم. هذه الإنجازات جعلت من السلطنة دولة تحظى باحترام العالم وتقديره.

اليوم.. تستمر سلطنة عُمان في تعزيز مكانتها الإقليمية والدولية بفضل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه، حيث بفضل نهجه السامي الحكيم، أصبحت عُمان نموذجًا فريدًا يجمع بين الأصالة والمعاصرة ويوازن بين التقاليد العريقة والتطلعات الحديثة.

إنَّنا في هذه الذكرى المجيدة، نُجدِّد الولاء والعرفان لجلالة السلطان المُفدّى، ونسأل الله أن يحفظه ويمده بموفور الصحة والعافية، ليواصل قيادة عُمان نحو مزيد من التقدم والازدهار.

حفظ الله جلالة السلطان، ودامت عُمان شامخة بأمجادها.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • هشام العسكرى: سرعة الرياح سبب رئيس في حرائق لوس أنجلوس
  • 40 هزة في 10 أيام.. هل تؤثر الزلازل المتتالية على السد الإثيوبي؟
  • 11 يناير.. ذكرى تجلِّي الحكمة السلطانية
  • ماذا بعد وقف إطلاق النار في غزة؟.. أستاذ علوم سياسية يجيب
  • مدينة السلطان هيثم الاقتصادية وعاصمة عُمان المُتجدِّدة
  • تأثر أجواء السلطنة بأخدود من منخفض جوي.. غدًا
  • هيثم المجد
  • البحث العلمي تعلن عن بدء قبول مقترحات بحثية للأعوام 2025 /2026
  • سلطنة عمان تحتفي غدًا بالذكرى الخامسة لتولي جلالة السلطان مقاليد الحكم
  • عمان والعالم.. استعراض لـ5 سنوات من الإنجازات