بوابة الوفد:
2025-02-12@01:38:09 GMT

تحديات سوريا الجديدة

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

لا أحد يمكنه أن يصادر على فرحة قطاعات واسعة من الشعب السوري برحيل نظام الأسد.. لكن يجب النظر بحذر إلي تحديات ما بعد بشار، لأن التحديات صعبة جداً وأكثر تعقيداً، خاصة أن هناك أصابع إقليمية ودولية تلعب في سوريا وكانت لها الذراع الطولى في إسقاط بشار ونظامه الذي استمر لسنوات طوال لتحقيق مآربها وأطماعها. 

هنا يبقى التحدي الأصعب وهو الحفاظ على وحدة الدولة السورية، خاصة أنها تضم أطيافاً متنوعة من الأعراق والأقليات تطمح إلى الانفصال، بالإضافة إلى أن عودة المُهجرين وبناء الاقتصاد المنهار من أهم القضايا التي يجب أن تكون على رأس أولويات القيادة الجديدة.

ولا شك أن وضع مصلحة الشعب السوري كأولى الأولويات لن يتحقق إلا بتشكيل حكومة وحدة مدنية قادرة على تلبية مطالب وتطلعات السوريين.

في هذا السياق جاء الموقف المصري واضحاً تجاه ما يحدث في سوريا الشقيقة، وتضمن البيان أن مصر تتابع باهتمام كبير التغير الذي شهدته الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وتؤكد وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السوري ودعمهما لسيادة سوريا ووحدة أراضيها.. ودعا البيان جميع الأطراف السورية بكافة توجهاتها إلى صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، وتغليب المصلحة العليا للبلاد، من خلال توحيد الأهداف والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلى واستعادة وضع سوريا الإقليمي والدولى.

مع الحديث عن مستقبل سوريا في ظل الأزمات السياسية والاجتماعية المستفحلة، يبرز سؤال جوهري حول شكل الدولة السورية في مرحلة ما بعد بشار الأسد.

هذا السؤال يتعلق بمستقبل وطن دُمّرت مؤسساته وشُرّد شعبه على مدى أكثر من عقد من الزمان.

رحيل بشار الأسد، ليس نهاية للمشكلات السورية، بل بداية لمرحلة شديدة التعقيد.

 هناك عدد من التحديات الأساسية التي ستواجه سوريا الجديدة، منها إعادة بناء الدولة خاصة بعد تدمير المؤسسات الحكومية خلال الحرب التي تحتاج إلى إعادة هيكلة، بدءًا من القضاء والتعليم وصولاً إلى الأمن والاقتصاد.

وضرورة معالجة الانقسام المجتمعي خاصة أن الصراعات الطائفية والإثنية تركت جروحًا عميقة تحتاج إلى جهود مصالحة وطنية شاملة.

كما يجب التعامل بحنكة مع القوى الخارجية والتدخلات الأجنبية، سواء كانت عسكرية أو اقتصادية، تُشكل عقبة أمام استعادة السيادة السورية.

على الرغم من كل هذه التحديات، هناك فرص حقيقية لإعادة بناء سوريا كدولة حديثة.

الأوضاع بعد بشار تحتاج إلى صياغة دستور يعكس تطلعات جميع مكونات الشعب السوري ويضمن الحقوق المتساوية.

سوريا تحتاج إلى دعم دولى ورعاية التوافق على حل سياسي شامل، يمكن أن يسهم الدعم الدولي في إعادة إعمار البنية التحتية والاقتصاد.

وتبقى سوريا في حاجة إلى ظهور قيادة قادرة على تجاوز الإرث القديم وفتح صفحة جديدة مع الداخل والخارج.

ونأمل أن يتم التحول السياسي في سوريا سلمياً عبر انتقال تدريجي للسلطة يتضمن إصلاح النظام من الداخل، وتشكيل حكومة انتقالية تشرف على إعادة بناء الدولة.

أما  في حالة انهيار النظام ومؤسسات الدولة فقد تدخل البلاد في فوضى مؤقتة تتطلب جهودًا إقليمية ودولية لتثبيت الأمن.

سوريا بعد بشار ليست مجرد حلم وردي، بل معركة طويلة لإعادة بناء الوطن. التحديات كثيرة، لكن إرادة الشعب السوري وإمكاناته الثقافية والاقتصادية تمثل حجر الأساس لأي مستقبل مستدام. المهم هو أن يتوحد السوريون حول هدف مشترك وهو بناء دولة لكل أبنائها، بعيدًا عن الاستبداد والطائفية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عاطف خليل رؤية قطاعات واسعة الشعب السورى استمر التحدي الأصعب الدولة السورية الشعب السوری إعادة بناء تحتاج إلى بعد بشار

إقرأ أيضاً:

وزارة الإنتاج الحربي تعقد ندوة حول «التحديات الاقتصادية للدولة المصرية»

نظمت وزارة الإنتاج الحربي، ندوة بعنوان «التحديات الاقتصادية للدولة المصرية»، بالمسرح الكبير بقطاع التدريب التابع للوزارة، بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية للتدريب، وذلك في ضوء حرص المهندس محمد صلاح الدين مصطفى وزير الدولة للإنتاج الحربي على تنفيذ المبادرة الرئاسية بداية لبناء الإنسان والعمل الدائم على تنمية الوعي لدى العاملين بالوزارة والجهات التابعة لها.

وذكرت الوزارة، في بيان لها اليوم الأحد، أن الندوة حاضر بها الدكتور محمد شادي مدرس الاقتصاد السياسي بالأكاديمية الوطنية للتدريب، حيث أشاد بالدور الوطني الهام الذي تقوم به الوزارة لتلبية احتياجات القوات المسلحة والشرطة من مختلف الأسلحة والذخائر والمعدات، وكذلك استغلال فائض الطاقات الإنتاجية بشركاتها التابعة لتصنيع منتجات مدنية تلبي احتياجات المواطنين، فضلا عن مشاركة شركات ووحدات الإنتاج الحربي في تنفيذ المشروعات القومية والتنموية بالدولة.

كما ثمن شادي المجهودات التي بذلت في السنوات الأخيرة، والتي جعلت من الإنتاج الحربي ذراعاً صناعياً هاماً للدولة المصرية، مشيراً إلى أهمية تكامل الجهود بين جميع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لمواجهة كافة التحديات الاقتصادية التي تهدد العالم.

وأكد شادي، أن مصر تواجه العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، حيث تأثرت مصر سلباً بسلسلة الأحداث العالمية، بدءًا من جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية الصعبة، مرورًا باندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، وتداعياتها الاقتصادية الصعبة على العالم مما أثر سلبًا على سلاسل التوريد والإمداد بالسلع الضرورية مثل الطاقة والغذاء، ووصولاً إلى حرب غزة في أكتوبر 2023 والعدوان الإسرائيلي على القطاع المستمر حتى اليوم، والتطورات الخطيرة في المنطقة واتساع دائرة الصراعات واضطراب الأوضاع لتصل إلى لبنان وسوريا، فضلاً عن الأزمة السودانية والأوضاع في ليبيا واليمن وغيرها.

وأوضح الدكتور محمد شادي، أن الأوضاع الخطيرة في المنطقة ساهمت في مضاعفة حجم التحديات الإقتصادية الجسيمة التي تواجه الدولة المصرية، فعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر لدعم الاقتصاد الوطني وإزالة المعوقات لجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية وتوطين الصناعة، إلا أن التحديات الاقتصادية والسياسية صعبة جدا، ورأينا كيف تأثرت قناة السويس أهم مصادر الدخل والنقد الأجنبي لمصر، حيث انخفضت إيراداتها بشكل كبير جداً، والجميع يعلم أن مصر مستهدفة وهناك مؤامرات ومخططات تحاك لها للنيل منها وهدم استقرارها ومحاولات لحصارها اقتصاديا، مما يحتاج إلى التكاتف وتضافر جهود الجميع لمواجهة هذه التحديات.

وأضاف أن المجتمع المدني والقطاع الخاص لهما دور هام ومؤثر في مساندة الدولة ودعمها في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية، ولا شك أنه على المستوى السياسي والاجتماعي، يمكن أن يؤدي المجتمع المدني دوراً كبيراً سواء الجمعيات والمؤسسات الأهلية والمنظمات أو الأحزاب السياسية والنقابات وغيرها من مكونات المجتمع المدني في مصر، وذلك في التوعية بالتحديات التي تواجهها الدولة وخطورتها وأهمية التكاتف والتماسك للتصدي للشائعات والأكاذيب التي تبثها الجماعة الإرهابية وأبواق الشر للنيل من أمن واستقرار الدولة المصرية، وأهمية الوقوف خلف القيادة السياسية ومؤسسات الدولة لدعم جهودها للنهوض بالاقتصاد والحفاظ على الاستقرار واستمرار معركة التنمية والبناء، والحفاظ على الأمن القومي المصري.

اقرأ أيضاًوزارة الإنتاج الحربي تدشن شركة TUYA TECHNoLoGY لنظم المعلومات

وزير الدفاع والإنتاج الحربي يتفقد إحدى القواعد الجوية ويلتقى عددا من المقاتلين

وزير الإنتاج الحربي: نطبق الحوكمة لترشيد الاستهلاك والاستفادة من الموارد والأصول المتاحة

مقالات مشابهة

  • شنقريحة:التحديات الأمنية التي تواجه عالمنا تتطلب تعزيز التعاون متعدد الأطراف
  • اتفاق بين سوريا والأردن على إعفاء الشاحنات السورية من الرسوم المفروضة
  • إلغاء مسيرة قافلة عسكرية روسية في سوريا بعد تدخل وزارة الدفاع
  • مسؤول أممي يؤكد التزام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بإعادة بناء الثقة مع سوريا
  • رئيس الأعلى للإعلام: توحيد دور الصحافة والإعلام يعكس صورة الدولة في مواجهة التحديات
  • بداية لبناء الإنسان.. الإنتاج الحربى تناقش التحديات الإقتصادية في مصر
  • الإنتاج الحربى تعقد ندوة حول التحديات الاقتصادية
  • وزارة الإنتاج الحربي تعقد ندوة حول «التحديات الاقتصادية للدولة المصرية»
  • أرسلان بعد تشكيل الحكومة الجديدة: التحديات أمامها كبيرة
  • الانسحاب الأمريكي الوشيك من سوريا يضع قسد أمام تحديات مقلقة