فيما آثرت معظم الدول العربية الصمت إزاء الأحداث في سوريا، فقد طبعت دول قليلة بيانات بلغة حذرة.

وأصدرت كل من قطر والأردن ومصر ولبنان والعراق بيانات بخصوص الأحداث في سوريا وسقوط نظام بشار الأسد، فيما كان لافتا صمت السعودية، التي أصدرت بيانا في وقت لاحق، والإمارات والكويت.

يذكر أن الإمارات كانت تتزعم حتى الأسبوع الماضي ملف تأهيل نظام الأسد، وقد زادت اتصالاتها عقب العدوان الإسرائيلي على لبنان في مسعى لإبعاد الأسد عن خط طهران.



وقد أبدت أبوظبي وقوفها بقوة مع نظام الأسد، وأجرى الرئيس الإماراتي محمد بن زايد مطلع الأسبوع الماضي اتصالا هاتفيا مع الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.

"الحفاظ على المؤسسات"
من جانبها أكدت قطر، الأحد، وقوفها بجوار الشعب السوري وخياراته، مؤكدة "ضرورة الحفاظ على المؤسسات الوطنية ووحدة الدولة بما يحول دون انزلاقها نحو الفوضى".

جاء ذلك في بيان للخارجية القطرية عقب إعلان المعارضة السورية إسقاط نظام بشار الأسد.

وقالت قطر إنها "تتابع باهتمام بالغ تطورات الأوضاع في سوريا"، مؤكدة "ضرورة الحفاظ على المؤسسات الوطنية ووحدة الدولة بما يحول دون انزلاقها نحو الفوضى".

وجددت موقفها الداعي إلى إنهاء الأزمة السورية وفق قرارات الشرعية الدولية وقرار مجلس الأمن 2254، بما يحقق مصالح الشعب السوري، ويحافظ على وحدة بلاده وسيادتها واستقلالها.

وفي 18 كانون الأول/ ديسمبر 2015، صوت مجلس الأمن الدولي على القرار رقم 2254 المتعلق ببدء مباحثات السلام والتوصل إلى حل سياسي للوضع بسوريا.

ودعت الدوحة "كافة الأطياف إلى انتهاج الحوار بما يحقن دماء أبناء الشعب الواحد، ويحفظ للدولة مؤسساتها الوطنية، ويضمن مستقبلا أفضل للشعب السوري الشقيق ويحقق تطلعاته في التنمية والاستقرار والعدالة".

وأكدت "وقوفها الثابت إلى جانب الشعب السوري وخياراته".

ضبط الوضع الحدودي والنأي بلبنان
ودعا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الأحد، الأجهزة الأمنية لضبط الوضع الحدودي والنأي بلبنان عن تداعيات المستجدات في سوريا.

ووفق بيان من مكتب ميقاتي الإعلامي: "تابع ميقاتي الأوضاع الأمنية في البلاد، ولا سيما على الحدود مع سوريا".

وخلال اتصالات مع قائد الجيش العماد جوزيف عون وقادة الأجهزة الأمنية، شدد رئيس الحكومة اللبنانية على "أولوية التشدد في ضبط الوضع الحدودي والنأي بلبنان عن تداعيات المستجدات في سوريا".

ودعا رئيس الحكومة "اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم إلى التحلي بالحكمة والابتعاد عن الانفعالات خصوصا في هذا الوقت الدقيق الذي يمر به وطننا".

حماية أمن سوريا
من جهته دعا عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، الأحد، إلى حماية أمن سوريا ومواطنيها والعمل "سريعا" لفرض الاستقرار وتجنب أي صراع يؤدي إلى الفوضى، عقب إعلان المعارضة السورية إسقاط نظام بشار الأسد.

جاء ذلك خلال ترؤس الملك اجتماعا لمجلس الأمن القومي الأردني، وفق بيان للديوان الملكي.

وذكر البيان أن الملك عبد الله أكد في الاجتماع على أن "الأردن يقف إلى جانب الأشقاء السوريين ويحترم إرادتهم وخياراتهم".

وشدد عاهل الأردن على "ضرورة حماية أمن سوريا ومواطنيها ومنجزات شعبها، والعمل بشكل حثيث وسريع لفرض الاستقرار وتجنب أي صراع قد يؤدي إلى الفوضى".

ولفت إلى أن الأردن "لطالما وقف إلى جانب الأشقاء السوريين منذ بداية الأزمة (2011) وفتح أبوابه للاجئين خلال العقد الماضي، مقدما لهم مختلف الخدمات من صحة وتعليم وغيرها، أسوة بالأردنيين".

والأردن من أكثر الدول تأثرا بما شهدته جارته الشمالية، حيث إنه يستضيف على أراضيه نحو 1.3 مليون سوري، قرابة نصفهم يحملون صفة "لاجئ"، فيما دخل الباقون قبل بدء الثورة عام 2011، بحكم النسب والمصاهرة والمتاجرة.

نتابع باهتمام كبير
وأعلنت مصر، الأحد، أنها تتابع بـ"اهتمام كبير التغير الذي شهدته سوريا"، داعية جميع الأطراف فيها إلى بدء "عملية سياسية متكاملة وشاملة".

جاء ذلك في بيان للخارجية المصرية عقب إعلان المعارضة السورية إسقاط نظام بشار الأسد.

وقالت الخارجية في البيان ذاته: "مصر تتابع باهتمام كبير التغير الذي شهدته الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وتؤكد وقوفها إلي جانب الدولة والشعب السوري ودعمها لسيادة سوريا ووحدة وتكامل أراضيها".

وأضاف: "ندعو جميع الأطراف السورية بكافة توجهاتها إلى صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، وتغليب المصلحة العليا للبلاد، وذلك من خلال توحيد الأهداف والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلي، واستعادة وضع سوريا الإقليمي والدولي".


وأكدت مصر في هذا السياق "استمرارها في العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل علي إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار ودعم العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم، والتوصل إلى الاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري الشقيق".

دعم استقرار سوريا
من جانبها نقلت الحكومة العراقية، في بيان على لسان متحدثها باسم العوادي، قوله، إنها "تتابع مُجريات تطوّر الأوضاع في سوريا، وتواصل الاتصالات الدولية مع الدول الشقيقة والصديقة، من أجل دفع الجهود نحو الاستقرار، وحفظ الأمن والنظام العام والأرواح والممتلكات للشعب السوري الشقيق".

وأكد البيان على "أهمية عدم التدخل في الشأن الداخلي السوري، أو دعم جهة لصالح أخرى، فإنّ التدخل لن يدفع بالأوضاع في سوريا سوى إلى المزيد من الصراع والتفرقة، وسيكون المتضرر الأول هو الشعب السوري الذي دفع الكثير من الأثمان الباهظة، وهذا ما لا يقبل به العراق لبلد شقيق ومُستقلّ وذي سيادة، ويرتبط بشعبنا العراقي بروابط الأخوّة والتاريخ والدّم والدين".

"فوضى وانقسام"
دعت السعودية الأحد إلى تضافر الجهود لحماية سوريا من الانزلاق نحو "الفوضى والانقسام"، بعدما أعلنت فصائل المعارضة المسلحة دخول دمشق وإسقاط الرئيس بشار الأسد.

وقالت الخارجية السعودية في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية "إذ تؤكد المملكة وقوفها إلى جانب الشعب السوري الشقيق وخياراته في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ سوريا، تدعو إلى تضافر الجهود للحفاظ على وحدة سوريا وتلاحم شعبها، بما يحميها من الانزلاق نحو الفوضى والانقسام".

وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكام نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

وقبلها في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب، استطاعت الفصائل خلالها بسط سيطرتها على مدينة حلب ومحافظة إدلب، وفي الأيام التالية سيطرت على مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيرا دمشق.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الدول العربية سوريا بشار الأسد الإمارات سوريا الإمارات بشار الأسد الدول العربية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المعارضة السوریة نظام بشار الأسد السوری الشقیق الشعب السوری فی سوریا إلى جانب

إقرأ أيضاً:

تصريحات مصرية جديدة عما تريده القاهرة من دمشق بعد التغيير في سوريا وسقوط الأسد

سوريا – صرح وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن الوقت قد حان لرفع المعاناة عن الشعب السوري، مؤكدا ضرورة الاستجابة لمطالب الشعب السوري وعدم إقصاء أحد.

وأضاف وزير الخارجية المصري، امس الخميس، أن ما حدث من تغيير في سوريا يخص الشعب السوري، مشيرا إلى أن موقف مصر مع الشعب السوري وسياستها هي عدم التدخل في شؤون الدول.

وأعرب عن أمله في أن تظل سوريا موحدة وألا تكون مصدر تهديد لأحد، متابعا: نحن مع سوريا المستقرة وضد إيواء أي تنظيمات إرهابية.

وكان وزير الخارجية المصري قد أجرى اتصالا الشهر الماضي، مع نظيره السوري أسعد الشيباني، وأكد وقوف مصر بشكل كامل مع الشعب السوري ودعم تطلعاته المشروعة.

ودعا عبد العاطي جميع الأطراف السورية في هذه المرحلة الفاصلة إلى إعلاء المصلحة الوطنية، ودعم الاستقرار في سوريا والحفاظ على مؤسساتها الوطنية ومقدراتها ووحدة وسلامة أراضيها.

وأكد ضرورة إفساح المجال للقوى السياسية الوطنية المختلفة لأن يكون لها دور في إدارة المرحلة الانتقالية وإعادة بناء سوريا ومؤسساتها الوطنية لكى تستعيد مكانتها الإقليمية والدولية التي تستحقها.

وقال عبدالعاطي، إن مصر تأمل أن تتسم عملية الانتقال السياسي في سوريا بالشمولية وأن تتم عبر ملكية وطنية سورية خالصة دون إملاءات أو تدخلات خارجية، وبما يدعم وحدة واستقرار سوريا وشعبها بكل مكوناته وأطيافه، ويحافظ على هويتها العربية الأصيلة.

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • عربية النواب: مصر دائمًا داعمة للشعب السوري الشقيق والتاريخ شاهد على ذلك
  • رسالة مؤثرة من شابين سوريين عاشا في المملكة ويزوران سوريا لأول مرة .. فيديو
  • سوريا.. إعدام علني لمسؤول سابق في نظام الأسد
  • الأمن والعقوبات.. أولويات سوريا بعد الأسد
  • تصريحات مصرية جديدة عما تريده القاهرة من دمشق بعد التغيير في سوريا وسقوط الأسد
  • ردود فعل عربية وأجنبية على انتخاب جوزيف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية
  • السيسي: حريصون على وحدة سوريا وسلامة أراضيها ونقف دوماً مع الشعب السوري
  • رابطة العالم الإسلامي تُدين مزاعم قوات حكومة الاحتلال الإسرائيلي وادعاءاته الباطلة حيال الخريطة المنشورة من قبل حسابات رسمية تابعة له
  • بعد شهر من سقوط نظام الأسد..وفد بحريني يبحث في سوريا العلاقات بين البلدين
  • مسعى حثيث لاستقطاب سوريا لخدمة المصالح الأوروبية بعد سقوط نظام الأسد.. فيديو