مؤخرا سجلت مصر آلة السمسمية والعزف عليها في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي باليونسكو وذلك من خلال ملف ترشيح قادته مصر  وبمشاركة بارزة من المملكة العربية السعودية ممثلةً في هيئة التراث وبالتعاون مع اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم والوفد الدائم للمملكة لدى اليونسكو.
 

كما تم تسجيل الحناء: الطقوس والممارسات الجماليّة والاجتماعيّة تراث لامادي مشترك ضم مصر والإمارات العربية المتحدة والجزائر والبحرين ومصر والعراق والأردن والكويت وموريتانيا والمغرب وعُمان وفلسطين وقطر والسعودية وتونس واليمن.

 


وذلك من خلال ما نشر على موقع لجنة التراث الثقافي اللامادي باليونسكو عن نتائج الدورة التاسعة عشرة للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التي تستضيفها أسنسيون بجمهورية باراغواي في الفترة من 2 إلى 7 ديسمبر الجارى عن إدراج عناصر جديدة في قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل.

اتفاقية التراث غير المادي


من جانبه أشار خبير الآثار الدكتور ريحان أن اتفاقية حماية وصون التراث غير المادى 2003 دخلت حيز التنفيذ عام 2006 ووقعت عليها 134 دولة منها مصر ويقصد بالتراث الثقافي غير المادي الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية تعتبرها الجماعات والمجموعات وأحيانًا الأفراد جزءًا من تراثهم
وأشار الدكتور ريحان أن آلة السمسمية آلة وترية مصرية محلية لها جذورها في مصر القديمة وتشتهر بمحافظات بورسعيد والإسماعيلية والسويس وغالبًا ما تعزف السمسمية مع رقصة مصرية تسمى" البامبوتية" ، وأصل السمسمية هي آلة الكنارة المصرية القديمة وكانت تشبه إلى حد كبير آلة الهارب الحالية إلا أنها أصغر حجمًا وبعدد سبعة أوتار مصنوعة من أمعاء الحيوان، وسميت بهذا الاسم لأن شكلها يشبه حبة السمسم، وتنقسم السمسميات الشرقية إلى 4 أنواع رئيسية السمسمية الثور والسمسمية السميكة والسمسمية الرفيعة والسمسمية العملاقة، وأشارت بعض الروايات إلى أن السمسمية وصلت إلى مدن القناة عن طريق أهل صعيد مصر الذين كانوا يعملون في حفر قناة السويس ومرت السمسمية بالعديد من التطورات حتى وصلت إلى شكلها الحالي ولعبت آلة السمسمية دورًا في فترة حرب الاستنزاف في حيث كانت الأداة الأكثر تأثيرًا في الحرب الإعلامية  حيث استخدمها سكان القناة في المقاومة.


وتُعد "آلة السمسمية" من أبرز عناصر الفنون التقليدية في السعودية التي تُستخدم في المناسبات الاجتماعية والاحتفالات بالمناطق الساحلية مثل الأعراس والمهرجانات المحلية وتروي قصصًا من التراث البحري والحياة الاجتماعية لتلك المناطق مما يعكس روح الفرح والتلاحم المجتمعي بها وتُمثّل هذه العروض الموسيقية فرصة للتواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع مع الحفاظ على الروابط الثقافية بين الأجيال.

ما هي الحناء؟ 


ونوه الدكتور ريحان إلى أن الحنّاء هي صبغة محضرة من نبات القناوية المعروف أيضًا باسم شجرة الحناء، وتم استخدام الحناء منذ عصر مصر القديمة لصبغ الجلد والشعر والأظافر وكذلك الأقمشة بما في ذلك الحرير والصوف والجلد، وتاريخيًا تم استخدام الحناء في غرب آسيا بما في ذلك شبه الجزيرة العربية وفي قرطاج وأجزاء أخرى من إفريقيا. 

أهمية الحناء


ويستخدم اسم «الحنّاء» في صبغات الجلد والشعر مثل الحناء السوداء والحناء المحايدة وكلاهما مشتق من نبات الحنّا، ولها أيضًا فوائد صحية حيث يستخدم زيت الحنّاء واللحاء والبذور للحصول على فوائد الحنّاء الطبية لما تحتويه هذه الأجزاء من تركيز عالٍ لمواد كيميائية ومغذيات مفيدة في مقاومة الالتهابات والجراثيم والفيروسات وخفض ضغط الدم وتعمل على حماية الطبقة الخارجية من الشعر مما يمنع التقصف والجفاف ويعطي للشعر مظهرًا متألقًا وتمنع تكسر الأظافر وتعالج التجاعيد وآثار الشيخوخة الأخرى، هذا بالإضافة إلى دورها في تقليل آثار الندوب والنمش وحماية الجلد ضد العدوى ومفيدة جدًا لحروق الشمس.

سيرة أبو زيد الهلالي


وتابع الدكتور ريحان بأن مصر أصبح لها 10 ممتلكات تراث لامادى مسجلة باليونسكو بعد تسجيل السمسمية والحنّاء حيث تم تسجيل السيرة الهلالية عام 2008 وهى مسلسل مصرى تاريخى من ثلاثة أجزاء يحكى تغريبة بنى هلال من خلال قصة أبو زيد الهلالى منذ ولادته إلى وفاتة، ولعبة التحطيب أدرجت عام 2016 تراث لامادى وهى من أقدم الفنون المصرية والتى بدأت من جدران المعابد المصرية ووصلت لأروقة اليونسكو الذى اعتمدها كعنصر أصيل من التراث غير المادى بمصر وهى لعبة لها قواعد وأصول، فعلى حائط معبد الكرنك بالأقصر لوحة منقوشة تمثل الإله حورس و هو يعلم الملك أمنحتب الثالث " 1448 – 1420 ق. م. " هذه الرياضة الشعبية، كما توجد نقوش لها على مقابر بنى حسن وتونة الجبل بصعيد مصر تصور المصريين القدماء وهم يمارسون التحطيب.


والأراجوز أدرج عام 2018 تراث لامادى وهو شكل من أشكال عروض الدمى المسرحية التقليدية فى مصر وتعتمد هذه العروض على استخدام دمية يدوية تقليدية تعرف فى مصر باسم "عروسة الأراجوز"، وقد استمد هذا النوع من العروض المسرحية اسمه من هذه الدمية أو "العروسة" التى تعتبر العنصر الرئيسي فيه.
 

وأدرج النسيج اليدوى المصرى عام 2020 في قائمة مواقع التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل وأدرجت الاحتفالات المرتبطة بالعائلة المقدسة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية 2022.
 

هذا بالإضافة إلى ثلاثة ممتلكات  تراث لامادى مشترك، النخلة وقد أدرجت في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو 2019 كملف عربي مشترك باسم 14 دولة عربية وتقدمت الإمارات بالملف بمشاركة البحرين ومصر والعراق والأردني والكويت وموريتانيا والمغرب وعُمان وفلسطين والسعوديّة والسودان وتونس واليمن، ثم أدرج الخط العربى عام 2022 وقد قدمته 16 دولة عربية وهي المملكة العربية السعودية والجزائر والبحرين ومصر والعراق والأردن والكويت ولبنان وموريتانيا والمغرب وعمان وفلسطين والسودان وتونس والإمارات العربية المتحدة واليمن، والفنون والمهارات المرتبطة بالنقش على المعادن… النحاس والفضة والذهب" أدرجت عام 2023 مع 10 دول عربية هي "مصر- السعودية- الجزائر- المغرب- العراق- فلسطين- السودان- السعودية- تونس- اليمن- موريتانيا".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر اليونسكو الحناء آلة السمسمية المزيد المزيد التراث الثقافی غیر المادی الدکتور ریحان آلة السمسمیة السمسمیة ا الحن اء الحن ا

إقرأ أيضاً:

اللجنة الوطنية المصرية للتربية تبحث آليات تعزيز التعاون مع اليونسكو

التقى الدكتور أيمن فريد، مساعد وزير التعليم العالي للتخطيط والتدريب والتأهيل لسوق العمل ورئيس قطاع الشؤون الثقافية والبعثات والمشرف على اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، بالدكتورة نوريا سانز، مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة، والوفد المرافق لها من أعضاء المكتب، وذلك بمقر مبنى التعليم الخاص بالقاهرة الجديدة.

وأكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، أهمية الدور المحوري لمنظمة اليونسكو ومكاتبها الإقليمية، في ظل العلاقات التاريخية التي تربط مصر بالمنظمة الأممية والتي تمتد لأكثر من 75 عامًا. وأشار إلى الدور الهام الذي يقوم به مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة في خدمة المنطقة العربية في مجالات التربية، والعلوم، والثقافة، والمعلومات، والاتصالات.

الرؤية الجديدة للجنة الوطنية المصرية للتربية 

واستعرض الدكتور أيمن فريد الرؤية الجديدة للجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، مشددًا على أهمية محاور الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030، موضحًا نقاط الالتقاء بين هذه الاستراتيجية وبرامج ومشروعات اليونسكو المتعلقة بالتعليم، والبحث العلمي، وتمكين الشباب، ونشر المعرفة، والعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما أشار إلى التطور الكبير الذي يشهده قطاع التعليم العالي في مصر، وإلى الدور البارز لبنك المعرفة المصري، ونشأة الجامعات الجديدة، مثل الجامعات الأهلية وفروع الجامعات الدولية، التي تقدم برامج تعليمية متطورة وذات جودة عالية، تسهم في بناء بيئة محفزة للإبداع وتلبية احتياجات سوق العمل المتطور.

وأوضح مساعد الوزير أن مصر تضم حاليًا 12 جامعة تكنولوجية تقدم برامج دراسية حديثة متوافقة مع متطلبات سوق العمل، مشيرًا إلى المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية" التي تهدف إلى تحقيق طفرة تنموية في مختلف الأقاليم الجغرافية بمصر وتعزيز التعاون بين الجامعات المصرية ومجتمع الصناعة والأعمال والمؤسسات الإنتاجية.

أشادت الدكتورة نوريا سانز، بالرؤية المستقبلية لمصر لتطوير التعليم العالي والبحث العلمي، وكذلك جهودها في تطوير اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، مؤكدة حرص اليونسكو على دعم التعاون مع مصر في مختلف المجالات، وتوثيق العلاقات مع وزارة التعليم العالي واللجنة الوطنية المصرية، مشيرة إلى تقدير المنظمة لدور مصر التاريخي الرائد في خدمة مجالات التعليم والثقافة والعلوم في المنطقة.

ناقش الجانبان خلال اللقاء آليات تعزيز التعاون بين مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة واللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة في تنفيذ مشروعات مشتركة، وتنظيم ورش عمل، ودورات تدريبية، وندوات على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية في قطاعات مختلفة تشمل التربية، الثقافة، العلوم، الاتصالات والمعلومات. 

كما تناول اللقاء مناقشة موضوعات ذات صلة، مثل حفظ التراث، دراسات وبحوث المياه، نشر المعرفة، زيادة عدد مدن التعلم، ومحو الأمية الرقمية.

وتم التركيز على أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم والبحث العلمي، والعمل على إنشاء كراسي يونسكو علمية جديدة بالجامعات المصرية. وتم الاتفاق على التعاون في إعداد دراسات شاملة حول مبادرات التعليم الرقمية، بما في ذلك بنك المعرفة المصري.

حضر اللقاء الدكتورة وفاء الشربيني، مساعد الوزير للمنظمات الدولية ومشروعات التعاون الدولي، والدكتورة هالة عبد الجواد، مساعد الأمين العام للجنة الوطنية لشؤون اليونسكو، والدكتور رامي مجدي، مساعد الأمين العام للجنة الوطنية لشؤون الإيسيسكو، والدكتورة سمية السيد، مساعد الأمين العام للجنة الوطنية لشؤون الألكسو.. 
 

مقالات مشابهة

  • نائب: يجب أن تكون آثارنا المهربة إلى الخارج مسجلة في اليونسكو
  • لماذا اختلفت أهداف التحالف وإسرائيل باليمن؟ خبير عسكري يجيب
  • أتلتيكو ينضم إلى قائمة منتقدي تسجيل أولمو
  • اللجنة الوطنية المصرية للتربية تبحث آليات تعزيز التعاون مع اليونسكو
  • ماذا يريد الآثاريون فى عيدهم.. خبير آثار يجيب
  • ماذا يعني تزايد المقاومة في بيت حانون الحدودية؟ خبير يجيب
  • لإدراجها ضمن شبكة "اليونسكو"..تعليم الدقهلية في اجتماع اعداد ملف المدن الابداعية
  • ما مميزات وعيوب نظام البكالوريا المصرية؟.. خبير تربوي يجيب
  • شراكة لتعزيز الحفاظ على التراث والتبادل الثقافي
  • الهيئة الملكية لمحافظة العُلا وأكاديمية دونهوانغ الصينية تعقدان شراكة لتعزيز الحفاظ على التراث والتبادل الثقافي