من الذين تسببوا في الهيمنة على المسلمين؟
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
د. جمالات عبد الرحيم
تعرض الإسلام لعمليات تهميش ومحاربة سواء على الصعيد الفكري أو العسكري، وقد ارتبطت هذه العمليات بأسباب سياسية، اجتماعية، وثقافية متنوعة. في هذا المقال، سوف نستعرض بعض العوامل والأطراف التي ساهمت في هذا التهميش.
وخلال القرنين التاسع عشر والعشرين، شهدت العديد من الدول الإسلامية احتلالًا من قبل القوى الاستعمارية الغربية مثل فرنسا وبريطانيا.
كما إن النزاعات الداخلية بين الجماعات المختلفة في العالم الإسلامي، مثل الصراعات الطائفية والقبلية، ساهمت في إضعاف وحدة المسلمين وجعلتهم سهلين للاستهداف من قوى خارجية. هذه الانقسامات ساعدت في خلق بيئة من عدم الاستقرار، مما جعل من السهل على القوى التي تسعى لتهميش الإسلام الاستفادة منها.
وظهرت بعض الحركات الغربية المعادية للإسلام والتي قامت بترويج فكرة أن الإسلام دين عنف وتطرّف. مثل هذه الحركات ساهمت في خلق قناعة سلبية تجاه الإسلام في المجتمعات الغربية، وكان لذلك أثره الواضح على السياسات الحكومية ضد الإسلام والمسلمين.
وتؤدي وسائل الإعلام دورًا حيويًا في تشكيل الصورة العامة للإسلام. للأسف، كثيرًا ما يتم تصوير الإسلام بصورة سلبية، حيث يتم التركيز على الأحداث العنيفة واستخدامها كأداة لتبرير سياسات تهميش المسلمين حول العالم.
وفي بعض الدول، اتبعت الحكومات سياسات قمعية تجاه الممارسات الإسلامية؛ سواء عن طريق منع الجماعات الإسلامية من ممارسة شعائرها أو من خلال فرض قوانين تتعارض مع القيم الإسلامية. هذا التوجه يُؤدي إلى تعزيز الفجوة بين المجتمعات الإسلامية والحكومة.
علاوة على أنَّ بعض الحكومات استخدمت الإسلام كأداة لتحقيق مصالح سياسية، مما أدى إلى تمييع القيم الإسلامية الحقيقية واستغلالها لأغراض غير نبيلة. هذا النوع من الاستغلال غالبًا ما يسهم في تهميش الإسلام كدين ويُعزز الاستقطاب.
إنَّ التاريخ أثبت براءة الإسلام من أي إتهام نُسِبَ إليه؛ لأن أجندة الغرب ما زالت تتحالف مع الصهاينة والأمريكان لإضعاف أمن واستقرار الدول العربية وعلى رأسهم مصر والبلد التي أنزل الله فيها القرآن الكريم وهي أرض المملكة العربية السعودية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
لا يعلم أولئك الذين استباحوا مراقدنا في الخرطوم أننا نمتلك جبلا من صبر أيوب
” ﻭﻗﻤﺤﺎ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﻳﻜﺎ
ﺧﺎﺯﻭﻕ ﺿﺮﺏ ﻓﻴﻜﺎ
ﻏﻴﺮ ﺧﻴﺮ ﺑﻮﺍﺩﻳﻜﺎ
ﻣﺎﻓﻲ ﺍﻟﻴﻜﻔﻴﻜﺎ”
لا يعلم أولئك الذين استباحوا مراقدنا في الخرطوم أننا نمتلك جبلا من صبر أيوب وحكمة من لحية الصالحين، ولكن يدعو داعيهم على نفر لم يكن حظهم من الدنيا سوى ” ضراع أخدر ” و جروف من طين، و سواقي قد كانت وصايا أسلافهم.
منذ نعومة أظافرنا التي أكل طين أرضنا منها ما أكل علمونا أن لا بديل للارض، وأن فقدانها يعني فقدان الظهر و النسب، ” تعال اوريك حق ابوك الجنب حقيق حاج اللمين” إن الحق هنا هو سلسلة متصلة من الحيوات التي أفنت عمرها و صحتها في اكتفاء القادمين و اغلاق باب السؤال و كف الجوع عن مطابخهم.
حتى وان لم يعمر هذا الحق، ونادرا ما يحدث ذلك فإنه يكون دالة على الفرد في أن له متسع في هذه الدنيا إن ختار دروبا غير دروب أسلافهم، تلك القيم التي عبر عنها الطيب صالح في قصته، نخلة على الجدول، ربما بصورة فعلية يخيل لنا نحن الذين ننتمي للنخل و ينتمي لينا أنه اجمل شيء في الوجود. ” وبدت النخلة لمحجوب في وقفتها تلك رائعة أجمل من أي شيء في الوجود”
ربما في مخيال الطيب صالح عن محجوب بطل قصته أن النخل عندما يحرك جريده فإنه يسبح يفتح الله …يفتح الله. وبالفعل يفتح الله، اتذكر جيدا في أولى أيام حضوري إلى ريفي نوري كيف كان كل شيء قاسي ولكن رويدا رويدا بدأ الفتح بالظهور، و اتذكر كيف كانت ليالي العسر و التعب و أحاجي الزراعة و مواسم الجوع و الفقر التي مرت على خالي الذي لازمته قبل الحرب و بعدها أيضا وفي كل مرة أجده أكثر تمسا بيفتح الله.
قبل أيام بينما نحن نستقبل السماسرة من كل حدب و صوب من أجل بيع محصول التمر، كان خالي يجلس جلسة ضو البيت في موسم الهجرة إلى الشمال بلحية بيضاء و عكازة طبية و مسبحة بيضاء يذكر فيها اوراده، كان يقلب رأي التجار و السماسرة لكن لا يعجبه القول فيختم بمقولته ” يفتح الله ”
ما لا يعلمه أولئك الاوغاد إننا لم نحصل من هذه البلاد اي امتياز سوى هذا الضراع الذي شق الأرض وجلب الواباورات من وراء البحار وسعى في تعليم اجيال و اجيال و عاش مر السنوات من أجل أن يكون عزيزاً ومقتدر على حفظ كرامته و وجوده الآدمي.
أعود إلى مسقط رأسي و بالرغم من الأعباء الاكاديمية و الوظيفة و الاشتغالات البحثية إلا أن دافع صباحي مشحون بنبل هذه الأرض و بعظمة نيلها في كل صباح أن أتجول في الحقل حاملا ” المنجل” و “شوال بلاستيك” أقوم بعمليات نظافة أسفل النخل ” عزاقة” كابن يحاول أن يبر أرضه، و يشبع أغنامه.
ما لا يعلمه بن زايد و مرتزقته إننا قد زرعنا مع نخيلنا وان سقط فإنه يأتي بألف فسيلة تنتشر في الأرض لتثبت الوجود و توفي الحق و تكون سترا من جور غازي و من مسغبة زمان، لذلك إننا باقون في ارضنا متمسكون بوجودنا ما شاء الله والا أن يشاء .
حسان الناصر
إنضم لقناة النيلين على واتساب