د. جمالات عبد الرحيم

تعرض الإسلام لعمليات تهميش ومحاربة سواء على الصعيد الفكري أو العسكري، وقد ارتبطت هذه العمليات بأسباب سياسية، اجتماعية، وثقافية متنوعة. في هذا المقال، سوف نستعرض بعض العوامل والأطراف التي ساهمت في هذا التهميش.

وخلال القرنين التاسع عشر والعشرين، شهدت العديد من الدول الإسلامية احتلالًا من قبل القوى الاستعمارية الغربية مثل فرنسا وبريطانيا.

كانت هذه القوى تسعى إلى فرض سيطرتها على الموارد والسيطرة السياسية، مما أدى إلى تهميش الثقافات الإسلامية ومُحاربة القيم والتقاليد الإسلامية.

كما إن النزاعات الداخلية بين الجماعات المختلفة في العالم الإسلامي، مثل الصراعات الطائفية والقبلية، ساهمت في إضعاف وحدة المسلمين وجعلتهم سهلين للاستهداف من قوى خارجية. هذه الانقسامات ساعدت في خلق بيئة من عدم الاستقرار، مما جعل من السهل على القوى التي تسعى لتهميش الإسلام الاستفادة منها.

وظهرت بعض الحركات الغربية المعادية للإسلام والتي قامت بترويج فكرة أن الإسلام دين عنف وتطرّف. مثل هذه الحركات ساهمت في خلق قناعة سلبية تجاه الإسلام في المجتمعات الغربية، وكان لذلك أثره الواضح على السياسات الحكومية ضد الإسلام والمسلمين.

وتؤدي وسائل الإعلام دورًا حيويًا في تشكيل الصورة العامة للإسلام. للأسف، كثيرًا ما يتم تصوير الإسلام بصورة سلبية، حيث يتم التركيز على الأحداث العنيفة واستخدامها كأداة لتبرير سياسات تهميش المسلمين حول العالم.

وفي بعض الدول، اتبعت الحكومات سياسات قمعية تجاه الممارسات الإسلامية؛ سواء عن طريق منع الجماعات الإسلامية من ممارسة شعائرها أو من خلال فرض قوانين تتعارض مع القيم الإسلامية. هذا التوجه يُؤدي إلى تعزيز الفجوة بين المجتمعات الإسلامية والحكومة.

علاوة على أنَّ بعض الحكومات استخدمت الإسلام كأداة لتحقيق مصالح سياسية، مما أدى إلى تمييع القيم الإسلامية الحقيقية واستغلالها لأغراض غير نبيلة. هذا النوع من الاستغلال غالبًا ما يسهم في تهميش الإسلام كدين ويُعزز الاستقطاب.

إنَّ التاريخ أثبت براءة الإسلام من أي إتهام نُسِبَ إليه؛ لأن أجندة الغرب ما زالت تتحالف مع الصهاينة والأمريكان لإضعاف أمن واستقرار الدول العربية وعلى رأسهم مصر والبلد التي أنزل الله فيها القرآن الكريم وهي أرض المملكة العربية السعودية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نهيان بن مبارك: وزارة التسامح تعزز القيم الإنسانية

أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، أن دولة الإمارات في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ستظل رمزاً للتسامح والتعايش والأخوة الإنسانية إقليمياً وعالمياً، لما يبذله سموه من جهود مقدرة، محلياً ودولياً لتعزيز هذه القيم الأصيلة لدى فئات المجتمع كافة.
وأكد أن وزارة التسامح والتعايش تسير وفق رؤية سموه الحكيمة لتعزيز هذه القيم الإنسانية الراقية لدى كافة فئات المجتمع وكذلك على المستوى العالمي.
قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: «إن صاحب السمو رئيس الدولة يؤمن بأن تمكين أبناء هذا الوطن هو الاستثمار الأكثر قيمة وأهمية لهذا الوطن، لأنهم يشكلون أساس التقدم والتنمية، ويلهمنا سموه أن نعمل دائماً على جعل هذا الاستثمار مثمراً ومواكباً دائماً لاحتياجات وأهداف وطننا الغالي، ونتعهد بأن نكون على قدر تطلعاته وتوقعاته العالية».
جاء ذلك خلال الاجتماع الاستثنائي مع كوادر الوزارة والعاملين فيها، لاستعراض مبادرات الوزارة ومنجزاتها خلال المرحلة السابقة، وأهم الخطط والمبادرات التي تم إعدادها لتطوير أنشطة الوزارة خلال عام 2025، والتي تركز على تطوير الأداء والتطرق إلى نطاقات أوسع في عمل الوزارة سواء في التعاون مع مختلف فئات المجتمع ومؤسساته، أو على المستوى العالمي، في إطار جهودها المتميزة لتعزيز قيم التسامح والتعايش محلياً ودولياً. وعبر في بداية الاجتماع عن فخره واعتزازه بالجهود التي بذلها العاملون في الوزارة، والتي ساهمت في إبراز دور الإمارات كنموذج عالمي يحتذى به في نشر قيم التعايش والسلام والاحترام بين البشر.
وقال: «إن ما تحقق من نجاحات وإنجازات هو انعكاس لإيمانكم العميق برسالة الوزارة، فعملكم وجهودكم لم تكن مجرد تنفيذ للمهام، بل أصبحت معالم واضحة على طريق تعزيز ثقافة التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، ليس على المستوى المحلي وبين فئات المجتمع الإماراتي فقط، وإنما على مستوى البشر أجمعين، وسيظل شعارنا أننا وزارة الجميع ونعمل مع الجميع من أجل الجميع». وسلط الضوء على المشاريع والمبادرات المتميزة التي أطلقتها الوزارة، مشيداً بالشراكات المثمرة التي أبرمتها الوزارة مع مختلف الجهات المحلية والاتحادية والخاصة والدولية لتعزيز مكانة الإمارات كدولة رائدة في دعم الحوار والتفاهم.
وأكد الشيخ نهيان بن مبارك أهمية الاستمرار في تقديم مبادرات مبتكرة تعكس رؤية الوزارة وتدعم قيم القيادة الرشيدة للدولة.
وأضاف: «ومع احتفالنا بعيد الاتحاد الثالث والخمسين، نتطلع إلى عام جديد بثقة وأمل، يتركز نظري على المستقبل، وهي عادة وطنية تبناها ودعمها بقوة صاحب السمو رئيس الدولة، وفيما ننظر إلى المستقبل، ستؤكد خططنا وبرامجنا أكثر من أي وقت مضى على تعزيز التسامح والهوية الوطنية وقيم وتقاليد الإمارات، في جميع برامج الوزارة، وسنؤكد مبدأ العمل مع الجميع لصالح الجميع، ما يعكس قناعتنا بأن عملنا يركز على ضمان الوصول والشمولية، كما سنظل ملتزمين بالابتكار وتطبيق المعرفة وتعزيز قدرات أبناء وبنات الوطن الجماعية للتكيف مع عالم متغير، وكي تكون الإمارات في المقدمة دائماً». وخلال الاجتماع فتح الشيخ نهيان بن مبارك باب النقاش والحوار مع فريق العمل، حيث استمع إلى آرائهم وتصوراتهم والمقترحات التي يمكن أن تساهم في تطوير آليات العمل وتحقيق الأهداف الطموحة للوزارة، مشيدا بتلك الأفكار والمقترحات، مؤكداً أن الابتكار والمرونة هما العنصران الأساسيان لتحقيق التميز في عمل الوزارة خلال المرحلة المقبلة.
وقال: «أدعوكم إلى تجديد التزامكم برسالة وأهداف وزارة التسامح والتعايش، لأن وطننا يحتاج إلى جهودنا المشتركة كفريق واحد ملتزم بالأهداف والطموحات نفسها، وسنظل معاً فريقاً قوياً يمكنه أن ينجز بنجاح كافة برامجنا ومبادراتنا كي تحقق أهدافها السامية لصالح مجتمعنا ووطننا». (وام)

مقالات مشابهة

  • قراءة واقعية: مخطّطاتُ العدوّ الإسرائيلي وسيناريو الهيمنة
  • انطلاق "ملتقى الحياة الأول" بالداخلية لتعزيز القيم المجتمعية
  • وزارة الأوقاف تعقد لقاءات توعوية بمراكز الثقافة الإسلامية لتعزيز القيم الوطنية
  • بأكثر من 220 إصدارًا.. مجلس حكماء المسلمين يشارك في معرض جدة للكتاب
  • MEE: تقرير يكشف معاداة قناة بريطانية للإسلام والتحريض ضد المسلمين
  • محمد البخيتي*: رسالتي إلى جماعة الإخوان المسلمين
  • مجلس حكماء المسلمين يشارك في «جدة الدولي للكتاب»
  • نهيان بن مبارك: وزارة التسامح تعزز القيم الإنسانية
  • علماء المسلمين يناشد العالم الحر التحرك لوقف إبادة الشعب الفلسطيني
  • منطقة «وعظ الإسماعيلية» تنظم محاضرات توعوية ترسيخ القيم الأخلاقية الحميدة