لم يكن أكثر المتشائمين من حلفاء الرئيس السوري السابق بشار الأسد، يتوقعون سقوطه في غضون أيام قليلة من انطلاق عملية عسكرية شنتها فصائل المعارضة من الشمال والجنوب، بد صموده لأكثر من 13 عاماً في وجه الثورة التي اندلعت في مارس (آذار) 2011.

اليوم، ومع إعلان المعارضة سقوط نظام الأسد، تلقى تنظيم حزب الله اللبناني ضربة قاصمة جديدة، بعد خسائر فادحة لحقت به في الحرب مع إسرائيل التي توقفت بموجب اتفاق "هدنة هش" في 27 نوفمبر (تشرين الثاني).

لماذا حزب الله أكثر المتضررين؟

بعد سقوط النظام السوري، تثار العديد من التساؤلات حول مصير حزب الله اللبناني وتأثير ذلك على الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة، والتي عُرفت بمشروع "الهلال الإيراني".
هذا المشروع الذي يربط طهران بدمشق وصولاً إلى حزب الله في لبنان، يواجه الآن تحديات كبيرة بعد انهيار النظام السوري وغياب الأسد.

سوريا بعد الأسد.. هل يرفع ترامب عقوبات "قانون قيصر"؟ - موقع 24بعد إعلان المعارضة السورية السيطرة على دمشق وفرار بشار الأسد إلى وجهة مجهولة، يثار التساؤل حول مصير "قانون قيصر"، الذي فرضته إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب السابقة في 2019 لعزل النظام السوري السابق اقتصادياً وإضعاف موارده.

واعتمد حزب الله، الذي يعتبر أحد أذرع إيران العسكرية والسياسية في المنطقة، بشكل كبير على الدعم اللوجستي والعسكري من دمشق.
وكان النظام السوري تحت قيادة الأسد بمثابة الجسر الحيوي لحزب الله في نقل الأسلحة والإمدادات عبر الأراضي السورية إلى لبنان، مما يعني أن سقوط هذا النظام قطع أحد أهم خطوط الإمداد، ما قد يضع الحزب في مأزق كبير.
ويقول خبراء إن قادة حزب الله كانوا يأملون إعادة تنظيم صفوفهم وتغذية مخازن أسلحتهم بعد الحرب رغم الرقابة الجوية الإسرائيلية والشروط الصارمة التي تضمنها اتفاق وقف إطلاق النار.
وكان الاتفاق نص على أن لإسرائيل حرية التحرك في لبنان لمواجهة أي تهديدات جديدة يفرضها حزب الله.
ويقول المحلل السياسي حسن الخالدي، إن انهيار النظام السوري يشكل تهديدًا حقيقيًا لاستمرار تحالف حزب الله مع إيران.
منذ بداية الحرب السورية، لعب حزب الله دورًا محوريًا في دعم النظام السوري من خلال القتال إلى جانب قوات الأسد ضد المعارضة، وهذا الدعم العسكري الكبير لم يكن فقط دفاعًا عن النظام السوري، بل كان جزءًا من استراتيجية إيران لتعزيز نفوذها في المنطقة وخلق شراكة مستدامة بين طهران وحزب الله، كما يرى الخالدي في حديثه لـ"24".
لكن بعد سقوط الأسد، قد تواجه إيران تحديات جديدة في تمويل وتسليح حزب الله، إذ لا يمكن للتنظيم الاعتماد بشكل كامل على الأراضي اللبنانية حاليا، خاصة مع التوترات المستمرة في المنطقة.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز، فإن فقدان سوريا كممر حيوي للإمدادات من إيران قد يؤدي إلى إضعاف قدرة حزب الله على العمل بفعالية على الجبهة اللبنانية، خاصة في ظل تزايد العقوبات الدولية على إيران.

سيناريوهات استراتيجية إيران بالمنطقة بعد سقوط الأسد - موقع 24اهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية، صباح اليوم الأحد، بالتطورات في سوريا، وعرضت سيناريوهات تغيير إيران لاستراتيجيتها في المنطقة التي تعرضت معظمها لضربات قوية، آخرها سقوط النظام السوري حليف الإيرانيين.

من جهة أخرى، يرى بعض المحللين السياسيين أن حزب الله قد يواجه أزمة داخلية بعد التغيرات الكبيرة في المشهد السوري، بحسب الصحيفة.
وتقول الصحيفة إن الحزب الذي اعتاد على التمتع بحصانة في ظل دعم الأسد، قد يضطر إلى إعادة تقييم تحالفاته.
وتؤكد أن "حزب الله سيكون في وضع صعب جدًا إذا لم يتمكن من إيجاد بديل لاستراتيجية الإمداد عبر سوريا، وهو ما قد يضعف قوته العسكرية بشكل ملحوظ."
ومع ذلك، قد يحاول حزب الله إيجاد حلول بديلة لتعويض هذا الانكسار، مثل تعزيز علاقاته مع إيران في أماكن أخرى في المنطقة.
لكن التحدي الأكبر سيكون في الحفاظ على استقراره الداخلي ومواقعه السياسية في لبنان في ظل هذا التغيير الكبير.
ويؤكد الخالدي أن "سقوط الأسد يشكل ضربة قاسية لمشروع "الهلال الإيراني"، مما يهدد مستقبل حزب الله ويدفعه إلى إعادة النظر في استراتيجياته في المنطقة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الأسد حزب الله النظام السوري سقوط الأسد إسرائيل وحزب الله النظام السوری فی المنطقة حزب الله

إقرأ أيضاً:

سمير جعجع : أول مرة ينتخب رئيس لبناني "مش على يد النظام السوري ولا الممانعة"

بيروت - اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن انتخاب جوزيف عون رئيسا للبلاد، هو "أول مرة يُنتخب فيها رئيس للبنان ليس عن طريق النظام السوري أو الممانعة"، مباركا "لكل اللبنانيين".

وفي تصريحات لبرنامج "صار الوقت" المذاع على قناة "MTV" اللبنانية، قال سمير جعجع: "أول مرة ينتخب رئيس مش على يد النظام السوري، ولا الممانعة.. مبروك لكل اللبنانيين"، مردفا: "كلنا لازم نشتغل لتسهيل مهمة العهد الجديد".
وأضاف جعجع أن "الرئيس عون لم يخضع للضغوطات الكثيرة التي تعرض لها لقمع ثورة 17 أكتوبر"، لافتا إلى أن :قائد الجيش العماد عون أعطى الأوامر للعسكر لتفادي الاشتباكات بين الأهالي وحمى السلم الأهلي وهذا جزء من تاريخ العلاقة معه".

وأردف: "نحنا وكثيرون من الفرقاء السياسيين كنا نفضل أن تأخذ الحياة السياسية في لبنان منحاها الطبيعي"، متابعا: "لست مع التفسير الخاطئ لانتخاب عون من ناحية أن الثنائي الشيعي كان هو سبب الانتخاب.. لا أريد أن أفسد هذا الأمر ولكن تفسيري الشخصي هو أن "جماعة الممانعة ما قدروا إلا إنو يصوتوا" للعماد عون".

وأعرب سمير جعجع عن خجله من القول أن لبنان وصل في مكان ما إلى أن يكون "أرضا سايبة" .

وأكمل رئيس "القوات اللبنانية": "صراحة أول مرة نسمع هكذا كلام من رئيس جمهورية.. العماد جوزيف عون في خطابه اليوم كان رجل دولة".

وانتخب مجلس النواب اللبناني في وقت سابق من الخميس، قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية، ليكون الرئيس الـ14 للبلاد بعد شغور المنصب منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر 2022.

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • إيران : بقيادة السوداني العراق جزء فعال من المحور الإيراني
  • انتخاب رئيس للبنان مسمار جديد في نعش المحور الإيراني
  • سمير جعجع : أول مرة ينتخب رئيس لبناني "مش على يد النظام السوري ولا الممانعة"
  • العقوبات الدولية تضع النظام الصحي السوري في حالة احتضار
  • حامد فارس: هجوم الاحتلال على اليمن محاولة لقطع الذراع الأخيرة لـ إيران
  • الحرس الثوري الإيراني: إيران لا تزال قوية وستتصدى لأي تهديد
  • ما حجم خسائر إيران الاقتصادية في المنطقة؟
  • تركيا بديلة إيران.. قلق إسرائيلي من عدو جديد بعد سقوط الأسد
  • وزير الخارجية الأمريكي: اتفاق وشيك بشأن الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة
  • وزير الدفاع السوري: النظام البائد استعمل الجيش لأطماعه وقتل الشعب