ساعة من الفضاء.. إبداع فني يستخدم نيزكا عمره مليون عام (شاهد)
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
في عالم صناعة الساعات الفاخرة، يتم الاحتفاء بالإرث والتاريخ باعتبارهما مكونين أساسيين في تحديد جودة التصميم والإبداع، وبينما يفاخر صانعو الساعات الأوروبيون بتقاليدهم العريقة التي تمتد عبر قرون من الزمن.
وقدما الثنائي المبدع فيليب توليدانو وألفريد تشان تصميمًا فنيًا غير تقليدي، حيث اختارا مادة من الفضاء الخارجي لصناعة ساعة فاخرة: جزء من نيزك قديم ارتطم بالأرض قبل مليون عام.
وتم تصنيع ساعة B/1M من نيزك Muonionalusta، الذي اكتشف لأول مرة في عام 1906 في قرية كيتكيويرفي السويدية، وهي واحدة من أقدم النيازك المعروفة التي ضربت الأرض.
ويعد هذا النيزك من النوع الحديدي، ويحتوي على نسب عالية من الحديد والنيكل، وهو ما يجعله مادة مثالية لصناعة قطعة فنية فاخرة.
لقد كان هذا النيزك قديمًا جدًا، فقد تم تحديد عمره بنحو مليون عام. وعلى الرغم من أنه تم العثور على العديد من قطع هذا النيزك في مختلف أنحاء العالم، فإن معظمها موجود في شمال الدول الإسكندنافية، حيث وقع الاصطدام الهائل الذي أدى إلى انتشار بقايا النيزك في المنطقة.
في حين أن هناك العديد من صناع الساعات الذين استخدموا قطعًا صغيرة من النيازك لتصميم ساعات فاخرة، قرر توليدانو وتشانه أن يبتكرا شيئًا مختلفًا تمامًا. وعندما تحدث توليدانو في مقابلة مع شبكة CNN عن هذا المشروع، أشار إلى أن “أقراص النيزك تُستخدم في عالم الساعات بشكل شائع، لكن أن تكون العلبة بأكملها، مع الميناء والعروات، مصنوعة بالكامل من النيزك هو شيء غير مألوف تمامًا".
ومن هنا جاء الابتكار الكبير في تصميم ساعة B/1M، التي تعتمد على استخدام نيزك Muonionalusta بشكل كامل في هيكل الساعة.
ويعد نيزك Muonionalusta مادة صعبة، إذ يتكون بشكل أساسي من الحديد والنيكل، وهو ما يفرض تحديات كبيرة على صانعي الساعة، خاصة فيما يتعلق بمقاومته للصدأ. لذلك، كان على توليدانو وتشانه حماية الساعة بطبقة خاصة مقاومة للتآكل.
ويرز التحدي الأكبر كان الجمال الفريد لهذه المادة السماوية، التي تتميز بأنماط مميزة تُعرف بـأنماط فيدمان شتيتن، التي تشكل خطوطًا متعددة الاتجاهات على سطح المعدن، مما يعطي الساعة مظهرًا يشبه قطعة من "العالم الآخر".
أما في تصميم الساعة ذاته، فقد اختار الثنائي أن يتسم بمظهر بسيط وعصري، حيث دمجوا العلبة المصنوعة من النيزك مع حزام مصنوع من جلد ساق النعام الرمادي، ليخلقوا تباينًا جميلًا بين المادة المعدنية القوية والنسيج العضوي الناعم.
وتعتبر ساعة B/1M ليس فقط قطعة فنية مبتكرة، ولكنها أيضًا عملًا فاخرًا جدًا، إذ يُقدّر سعر الساعة النموذجية بين 8000 و16000 دولار، وفقًا لتصريحات توليدانو، حيث يُباع الجزء المستخدم من النيزك بسعر أعلى من الذهب للغرام الواحد. لكن السعر ليس العامل الوحيد الذي يجعل هذه الساعة مميزة، بل أيضًا ندرة المادة المستخدمة فيها.
وأشار توليدانو إلى أن هذه الساعة ستُنتج بكميات محدودة فقط، وذلك بسبب ندرة نيزك Muonionalusta. كما أن طبيعة المادة تجعل كل ساعة مصنوعة منها فريدة تمامًا في مظهرها، حيث لا يمكن تكرار الأنماط المميزة للنيزك نفسها.
ويستمد تصميم ساعة B/1M إلهامه من الهندسة المعمارية، وتحديدًا من نوافذ مبنى بروير في نيويورك، الذي صممه المهندس المعماري الحداثي مارسيل بروير في الستينيات. يُعتبر هذا المبنى أحد أشهر المعالم المعمارية في المدينة، بفضل تصميمه الفريد الذي يدمج بين الخطوط الحادة والشكل البسيط. تأثّر توليدانو وتشانه بنوافذ المبنى التي تتميز بأشكال شبه منحرفة، وهو ما انعكس في تصميم الساعة التي لا تحتوي على أرقام أو رموز، مما يعزز طابعها المعماري العصري.
على الرغم من أن هذا التصميم قد يبدو غريبًا بعض الشيء للمشاهدين لأول مرة، إلا أن B/1M قد حققت نجاحًا كبيرًا منذ إطلاقها. إذ تم بيع النسخة الأولى من الساعة، B/1 المصنوعة من الفولاذ، بسعر 4000 دولار في أقل من ساعة من عرضها، ما يعكس الشعبية المتزايدة للتصاميم التي تبتعد عن الأشكال التقليدية وتقدم شيئًا جديدًا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه الفضاء ساعة الفضاء ساعة سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
100 ساعة داخل الأهرامات تحصد أكثر من 60 مليون مشاهدة خلال يوم
حصد مقطع الفيديو الذي نشره اليوتيوبر الشهير جيمي دونالدسون، المعروف باسم "مستر بيست"، على قناته في يوتيوب مشاهدات تجاوزت 60 مليونا خلال يوم واحد فقط، مثيرا ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
الفيديو الذي يوثق مغامرة استثنائية داخل أهرامات الجيزة في مصر يعد واحدا من أكثر مشاريعه جرأة وإثارة حتى الآن، فقد مكث داخل الأهرامات 100 ساعة متواصلة، مستكشفا أماكن لم تُفتح من قبل لعامة الناس، كمقبرة أوزوريس الغامضة والممرات السرية داخل تمثال أبو الهول.
وخلال ظهوره في بودكاست "بيوند ذا ريكوردز" (Beyond the Records) الذي يقدمه العداء الأولمبي نواه لايلز، كشف مستر بيست عن أن هذه المغامرة تمت بموافقة رسمية من السلطات المصرية، مما أتاح له إمكانية الوصول إلى مناطق نادرا ما يُسمح للجمهور بزيارتها، كالغرف الداخلية والممرات الضيقة والمقابر الفرعونية العميقة.
وأوضح مستر بيست أن المشروع لا يقتصر على مجرد تصوير فيديو جديد، بل هو مغامرة تاريخية تهدف إلى إلقاء الضوء على خفايا الأهرامات، وإثارة الفضول العلمي حول كيفية بنائها، والتأكد من بعض الفرضيات المتعلقة بحضارة الفراعنة.
استكشاف مقبرة أوزوريس والمعبد المخفيوخلال رحلته، توجه مستر بيست إلى مقبرة أوزوريس التي تعد من أكثر المواقع الأثرية إثارة في أهرامات الجيزة. وتقع هذه المقبرة في عمق الأرض، ويُعتقد أنها تحتوي على غرفة دفن فرعونية مقدسة لا تزال بعض تفاصيلها غير معروفة.
إعلانلكنها ظلت مغمورة جزئيا بالمياه بسبب التحولات الجيولوجية على مدار آلاف السنين، وجعلت عملية الاستكشاف صعبة. حاول مستر بيست برفقة فريقه الوصول إلى أعمق نقطة ممكنة داخل المقبرة، إلا أنهم لم يتمكنوا من اكتشاف المزيد بسبب القيود الجغرافية والمائية التي تحيط بها.
وفي مرحلة لاحقة من المغامرة، ركّز الشاب الأميركي على البحث عن المعبد المخفي داخل تمثال أبو الهول، والذي يُقال إنه قد يكون زاخرا بالكنوز التاريخية.
وفي الفيديو الذي نشره، ظهر وهو يدخل التمثال من خلال فتحة ضيقة تشبه النفق، حيث رافقه عالم الآثار المصري والوزير السابق الدكتور زاهي حواس. وقام مستر بيست بوضع سبائك ذهبية بقيمة 10 آلاف دولار أميركي داخل التمثال، مع رسالة مكتوبة بخط اليد، في خطوة رمزية تهدف إلى تخليد هذه اللحظة الفريدة.
من الدكتور زاهي حواس؟رافق مستر بيست في رحلته عالم الآثار المصري زاهي حواس الذي يُعدّ من أبرز الخبراء في علم المصريات. شغل حواس منصب وزير الدولة لشؤون الآثار في مصر، وقاد العديد من الحفريات والاكتشافات المهمة المتعلقة بالمقابر الملكية والأهرامات والمومياوات الفرعونية، كما يشتهر بجهوده في إعادة الآثار المصرية المهربة إلى خارج البلاد، ويعد من الشخصيات البارزة في مجال البحث التاريخي عن الحضارة المصرية القديمة.
وإلى جانب المشاهدات الضخمة التي حققها الفيديو، أثار محتواه نقاشات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن نشر مجموعة من الصور من مغامرته في الأهرامات عبر حسابه على إنستغرام، وكتب تعليقا مثيرا قال فيه "أحد أكثر مقاطع الفيديو التاريخية التي قمت بتصويرها على الإطلاق، استكشفت كل شبر داخل الأهرامات الثلاثة في مصر لمعرفة ما إذا كان الكائنات الفضائية هي التي قامت ببنائها أم لا، شاهد الفيديو!".
وأثار هذا التعليق موجة من الجدل، إذ انقسم الجمهور بين مؤيد لنظريته وبين من يرى أن هذه الفرضية تفتقد إلى الأدلة العلمية. ورغم ذلك، فقد أسهم الفيديو في إعادة تسليط الضوء على أهرامات الجيزة كواحدة من عجائب الدنيا السبع، وأثار فضول الملايين في أنحاء العالم للتعرف أكثر على تاريخها العريق.
View this post on InstagramA post shared by MrBeast (@mrbeast)
إعلانويشتهر مستر بيست بتقديم محتوى يعتمد على التحديات الضخمة، والمغامرات غير التقليدية، وتقديم الجوائز القيمة لمتابعيه. وتُعد هذه المغامرة داخل أهرامات الجيزة إضافة نوعية إلى سجل مشاريعه الطموحة، حيث يعكس هذا العمل اهتمامه بالمزج بين الترفيه والتاريخ والاستكشاف العلمي، مما يجعل قناته من بين الأكثر مشاهدة على مستوى العالم.
بهذا الفيديو، يُعيد مستر بيست تسليط الضوء على أهرامات الجيزة كأحد أعظم المعالم الأثرية في العالم، مما قد يسهم في تعزيز السياحة الثقافية إلى مصر، ودفع مزيد من الأشخاص في سائر بقاع العالم إلى التعرف على أسرار الحضارة الفرعونية.