حملة دولية لتوزيع صور جنود الاحتلال في المطارات لتفعيل محاكمات دولية واعتقالهم
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
تواصل آلة الدعاية الاسرائيلية شنّ هجومها على مفهوم "الولاية القضائية العالمية"، بزعم أنه يتسبب للاحتلال بإزعاج حقيقي، خاصة بعد أن حوّلت المنظمات المناصرة للفلسطينيين استخدامه لأسلوب عمل حقيقي؛ حيث بدأت بتقديم شكاوى محلية قبل زيارات المسؤولين الإسرائيليين لبلدانها، أو توزيع قوائم بتفاصيل جنود الاحتلال ممّن ارتكبوا جرائم حرب في غزة، في المطارات العالمية.
وبحسب مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، وترجمته "عربي21"، زعم مدير مكتب "الهسبارا" للدعاية الحكومية، ومؤلف كتاب "11 يوما في غزة"، وضابط الاحتياط في سلاح المظليين، غادي عيزرا، أنّ: "الحرب القانونية التي يشنّها الفلسطينيون ضد الاحتلال لا تتوقف عند المحكمة الجنائية الدولية".
وتابع عيزرا: "مذكرات الاعتقال الصادرة ضد بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت تثير إشكالية بالفعل، لكنها قد تكون مقدمة لحملة أوسع، ليس في قاعات المحكمة بلاهاي فحسب، بل في المطارات، وبلدان مختلفة حول العالم".
وأضاف: "الشكاوى التي تم تقديمها ضد الملحق العسكري بسفارة الاحتلال ببلجيكا مؤخراً، والإجراءات التي تم تحديدها بالفعل في 30 قضية مختلفة مشابهة حول العالم، جزء من هذه الحرب القانونية، لأن المحرك الذي يقف وراءها اسمه "الولاية القضائية العالمية".
وأشار إلى أن الأمر: "يجب أن يثير القلق في دولة الاحتلال، لأنه مبدأ قانوني فريد من نوعه، يسمح للدول باعتقال أي شخص يدخل أراضيها تقريبًا، إذا اشتبهت بارتكابه جرائم حرب، أو جرائم ضد الإنسانية".
مخاوف الاحتلال الإسرائيلي
"الولاية القضائية العالمية خلافاً للقانون الدولي، تشكل استثناءً في المشهد القانوني، لأنها تسمح بمثل هذا الاعتقال حتى لو لم يكن المعتقل من مواطني الدولة المضيفة، ولم ترتكب الجرائم المتهم بها على أراضيها، ولم يتم الإضرار بأي من مصالحها" أبرز مؤلف كتاب "11 يوما في غزة".
وأردف: "لكن هذه الولاية تجبر هذه الدولة، بوصفها جزء من أسرة الأمم، على التصرف بحكم سلطتها العالمية، ولعل أحد أبرز الأمثلة في تاريخ ممارستها هو الضابط النازي أدولف أيخمان، والغريب أن هذا المبدأ استفاد منه الاحتلال في هذه الحالة".
"من أيخمان إلى ألموغ"
استدرك بالقول إنّ: "محاكمة أيخمان تمت في برلين وليس تل أبيب، لأن جرائمه أضرت بالإنسانية جمعاء، وصدمت ضمير العالم، مما دفع غدعون هاوزنر، المدعي العام في القضية، لافتتاح مرافعته بالقول إنه يقف هنا باسم ملايين الضحايا الذين قتلتهم النازية".
واستطرد: "رغم هذه الاستفادة الإسرائيلية المؤقّتة من الولاية القضائية العالمية، لكنها في السنوات الأخيرة أصبحت سيفاَ مسلطاً على الاحتلال بسبب جرائمه ضد الفلسطينيين".
واعترف قائلا إنه "من المفارقات أن المنظمات المؤيدة للفلسطينيين حول العالم حوّلت الولاية القضائية العالمية لأسلوب عمل حقيقي، لأنها بدأت باستقبال شكاوى محلية قبل زيارات كبار المسئولين الإسرائيليين لدول العالم، أو نشر قوائم بتفاصيل جنود الاحتلال في المطارات، دون أن تؤدي بالضرورة لحدوث اعتقالات فورية، لكن بث المخاوف في نفوس الإسرائيليين كفيل بأن يتخيل كل إسرائيلي نفسه يتم اقتياده لغرفة التحقيق في المطار، وهو مكبّل اليدين".
إلى ذلك، أعاد الكاتب للأذهان ما حصل "مع الجنرال دورون ألموغ حين صدرت بحقه مذكرة اعتقال بريطانية، وقد كاد أن يتحقق، بجانب قائمة لمائتي جندي وضابط شاركوا في العدوان على غزة 2008-2009، وتم نشرها على الإنترنت، وتداولها في أماكن مختلفة حول العالم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الولاية القضائية الاحتلال غزة الحرب القانونية غزة الاحتلال الحرب القانونية الولاية القضائية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المطارات حول العالم
إقرأ أيضاً:
أدانوا أنفسهم بأنفسهم.. هكذا وثق جنود الاحتلال جرائمهم في غزة
فقد دأب جنود الاحتلال على تصوير عمليات تعذيب المدنيين أو قتلهم وتدمير البيوت بطريقة تكشف رغبة جارفة في الانتقام من الناس، وقد نشروا بعض هذه المقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبينما كان الجنود يقومون بهذه الممارسات دون خوف من العواقب، كانت هناك وسائل إعلام ترصد وتوثق ما يتم نشره على مواقع التواصل من جرائم، مع أسماء مرتكبيها وتواريخ وأماكن وقوعها.
لقد احتفل الجنود بتفجير وتدمير ونهب البيوت والمدارس والمستشفيات، ووثقوا هذه العمليات على نحو لا يمكن معه إنكارها أو التنصل منها.
ومع تراكم المشاهد التي تمثل أدلة إدانة واضحة لمرتكبي هذه الجرائم وقادتهم السياسيين والعسكريين، أثارت وسائل الإعلام والساسة في إسرائيل عاصفة من التحذيرات والانتقادات.
تنبيه بعدم السفروعلى إثر هذه الانتقادات، تلقى قادة الجيش الإسرائيلي أوامر بعدم السفر للخارج خصوصا مع توصيف مسؤولين إسرائيليين سابقين ما يحدث في غزة بأنه "إبادة جماعية"، مما عزز المخاوف من المحكمة الجنائية الدولية.
وفي بداية الشهر الجاري، نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية تحقيقا تناول عاما كاملا من الفيديوهات التي أخرجها جنود الاحتلال من داخل القطاع. واستعرض التقرير 120 صورة ومقطع فيديو تداولها جنود الاحتلال لما كانوا يقومون به داخل القطاع.
إعلانوتعليقا على هذا التحقيق، قالت مديرة الإستراتيجيات في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان مها الحسيني إنه يكتسب أهمية كبيرة لأنه صادر عن صحيفة أميركية كبيرة "لأن الكثير من الدول لا تعترف بالتقارير الصادرة عن المنظمات أو الإعلام المحلي".
وقد أشارت الحسيني إلى أن الجنود الإسرائيليين نشروا مئات الصور والمقاطع التي يقولون من خلالها إنهم يرتكبون جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لكنها لم تلق أي إدانة دولية.
بيد أن هذه التقارير التي بدأ الإعلام الغربي نشرها مؤخرها، تمثل خطوة على طريق رفع الحصانة عن الجنود أو الضباط الذين ارتكبوا أو أمروا بارتكاب هذه الجرائم ومحاسبتهم عليها، كما تقول مها الحسيني.
وقبل تحقيق واشنطن، أنتجت وحدة التحقيقات الاستقصائية في شبكة الجزيرة فيلما وثائقيا بعنوان "غزة"، رصدت فيه الكثير من عمليات التدمير الممنهج والمتعمد التي مارستها قوات الاحتلال في القطاع.
وقد أكد خبراء دوليون أن هذه الصور التي وثقها الجنود بأنفسهم تمثل دليل إدانة لا يمكن دحضه على ارتكابهم جريمة الإبادة الجماعية.
10/12/2024