خبير لـ صدى البلد: الشعب السوري أمام فرصة سانحة لبناء مؤسسات وطنية
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
أكد الدكتور جهاد أبو لحية أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، إنه خلال الفترة الماضية عاد مقعد سوريا إلى الجامعة العربية وتصالح النظام السوري مع معظم القادة العرب، وكانت المؤشرات تشير إلى استقرار كبير وسيطرة واضحة لنظام بشار الأسد على الأوضاع داخل البلاد.
وأضاف أبو لحية - خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الأحداث تسارعت بشكل مفاجئ خلال أسبوع واحد، كما أن المدن السورية لم تشهد الصدامات العسكرية التي توقعها الكثيرون، بل جرت الأمور بسلاسة أقرب إلى انتقال سلمي للسلطة.
وأشار أبو لحية، إلى أن الشعب السوري يقف على أعتاب نهاية مرحلة طويلة، وأرى أن الفرصة سانحة الآن لبناء مؤسسات وطنية قائمة على الولاء للوطن فقط، بعيدا عن أي أيديولوجيات".
وأكد أستاذ القانون والنظم الفلسطينية، أنه يتعين على السوريين الالتفاف حول دولتهم الوطنية والعمل على ضمان أن يكون القرار السوري نابعا من إرادتهم ومن خلال مؤسساتهم فقط.
واختتم: "على السوريين، بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم، أن يتجاوزوا خلافاتهم ويتحدوا على رؤية وطنية واحدة تحت مظلة العلم السوري، فالأراضي السورية أصبحت مطمعا لكثير من القوى الإقليمية والدولية، وإذا لم يتحرك السوريون سريعا لحماية وطنهم، فإن البلاد قد تدخل في دوامة من الفوضى لن يستفيد منها سوى الأعداء، وفي مقدمتهم إسرائيل، التي بدأت بالفعل في خطواتها لاستغلال هذه المرحلة الحرجة".
وشهدت سوريا تطورات دراماتيكية فجر الأحد، مع إعلان قوات المعارضة السورية دخولها العاصمة دمشق، ومغادرة الرئيس بشار الأسد البلاد بعد أن ترك منصبه مع إعطاء التعليمات بإجراء عملية نقل السلطة سلميًا وفقًا لما أعلنته وزارة الخارجية الروسية.
من جانبه، أعلن رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي استعداده للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب السوري.
وأضاف الجلالي في كلمة بثها عبر “فيسبوك” الأحد: “هذا البلد يستطيع أن يكون دولة طبيعية تبني علاقات طيبة مع الجوار ومع العالم. نحن مستعدون لتقديم كل التسهيلات الممكنة للقيادة التي يختارها الشعب”.
فيما أصدر قائد "هيئة تحرير الشام"، أحمد الشرع الملقب بـ"أبو محمد الجولاني"، الأحد، بيانًا طالب فيه قواته في مدينة دمشق بعدم الاقتراب من المؤسسات العامة، مشيراً إلى أنها “ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء محمد غازي الجلالي حتى يتم تسليمها رسمياً.
وفي أول مقابلة تلفزيونية رسمية معه، أكد الجولاني أن الأقليات في سوريا ستحظى بالحماية، لافتًا إلى أن البلاد ملك لجميع السوريين. ودعا السوريين أيضاً إلى "حماية كافة المؤسسات الحكومية".
كما أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا، قالت فيه إن البلاد تتابع باهتمام كبير التغير الذي شهدته الجمهورية العربية السورية الشقيقة، مؤكدة وقوفها إلي جانب الدولة والشعب السوري ودعمها لسيادة سوريا ووحدة وتكامل أراضيها.
ودعت الخارجية المصرية في بيان لها جميع الأطراف السورية بكافة توجهاتها إلي صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، وتغليب المصلحة العليا للبلاد، وذلك من خلال توحيد الأهداف والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلي، واستعادة وضع سوريا الإقليمي والدولي.
وأكدت مصر في هذا السياق استمرارها في العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل علي إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار ودعم العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري الشقيق.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سوريا بشار الأسد الاحتلال سقوط بشار الأسد مصير سوريا سقوط نظام بشار الأسد المزيد المزيد الشعب السوری بشار الأسد
إقرأ أيضاً:
"لإنكار الجرائم الأسدية".. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي
أعلنت نقابة الفنانين السوريين عن شطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي من سجلاتها، بعد تصريحات مثيرة أدلت بها مؤخرا عبّرت فيها عن دعمها للرئيس السوري السابق بشار الأسد، معتبرة إياه "صمام أمان" للبلاد، ومشيدة بطريقة حكمه لسوريا خلال السنوات الماضية.
وبحسب ما نُشر عبر الصفحة الرسمية للنقابة على فيسبوك، فإن القرار المفاجئ، الذي صدر بتوقيع نقيب الفنانين مازن الناطور، استند إلى القانون الذي يجيز شطب الأعضاء في حال "الخروج عن أهداف النقابة".
وجاء الشطب بسبب ما وصفه البيان بـ"إنكار الجرائم الأسدية" و"التنكر لآلام الشعب السوري"، في إشارة واضحة إلى تصريحات سلاف فواخرجي الأخيرة التي قالت فيها إن "بشار الأسد عاش حياة بسيطة، وكان يمثل الاستقرار السياسي في البلاد"، مشددة على أن "المشكلة ليست في الحاكم، بل في الشعب المنقسم".
وكانت سلاف فواخرجي قد صرّحت بأن بشار الأسد حكم البلاد بسياسة دولة ومؤسسات وليس بالدين، وقالت إن "أيام الثورة الأولى كانت جيدة، لكنها اختُطفت لاحقاً من تيارات دينية".
وأضافت أن مشاهد سجن صيدنايا مؤلمة بلا شك، خاصة أنهم سمعوا كثيرا عن وجود مخالفات وانتهاكات، لكنهم لم يكونوا على دراية كاملة بما يجري داخله، لكنها أشارت في الوقت ذاته إلى أن هؤلاء المساجين كان بينهم بعض القتلة واللصوص والمغتصبين، كما أن بعض المشاهد المتداولة عن السجن "مفبركة"، مما أدى إلى طمس الحقيقة وإثارة الجدل.