إسرائيل تسيطر على المنطقة العازلة في الجولان المحتل وتتطلع لعلاقة حسن جوار مع الحكام الجدد في دمشق
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
وصف نتنياهو رحيل الأسد بأنه "يوم تاريخي في تاريخ الشرق الأوسط" محذرا من وجود مخاطر هامة حسب رأيه ومعربا عن أمله في فتح صفحة جديدة مع سوريا. وقال في هذا الصدد: "إذا استطعنا إقامة علاقات جوار طيبة وسلمية مع القوى الجديدة الصاعدة في سوريا فإنه أملنا.
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صباح الأحد أن قواته سيطرت على المنطقة العازلة في الجولان السوري المحتل والتي أقيمت بموجب اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 إثر حرب تشرين الأول أكتوبر من عام 1973.
وكان نتنياهو يتحدث من مكان قريب من الحدود بين سوريا والجولان السوري المحتل الذي ضمته إسرائيل إلى أراضيها وقد أتى هذا الإعلان بعد سيطرة الجماعات المسلحة المعارضة على أغلب المدن السورية ودخولها العاصمة دمشق معلنة بذلك نهاية حكم بشار الأسد الذي غادر البلاد إلى مكان غير معروف حتى الآن.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن الاتفاق الذي عمره 50 عقود قد سقط وأن الجيش السوري قد غادر مواقعه ما استدعى حسب رأيه سيطرة إسرائيلية على المكان. وأضاف إن هذا الإجراء مؤقت ريثما يتم التوصل إلى اتفاق ملائم وفق تعبيره.
وفي تعليق على رحيل الأسد، وصف نتنياهو الحدث بأنه "يوم تاريخي في تاريخ الشرق الأوسط" محذرا من وجود مخاطر هامة حسب رأيه ومعربا عن أمله في فتح صفحة جديدة مع سوريا. وقال في هذا الصدد: "إذا استطعنا إقامة علاقات جوار طيبة وسلمية مع القوى الجديدة الصاعدة في سوريا فإنه أملنا لكن إذا لم نستطع ذلك، فإننا سنعمل كل ما يلزم للدفاع عن دولة وحدود إسرائيل." حسب تعبيره.
Relatedصور الأقمار الاصطناعية تكشف.. إسرائيل تخرق اتفاقية عمرها 50 عامًا في مرتفعات الجولانقبل خمسين عاما كانت حرب أكتوبر.. فأين أصبحت مصر الآن؟وكانت الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية في سبتمبر الماضي وحصلت عليها وكالة أسوشياتد برس قد أظهرت أن تل أبيب قد بدأت بناء ما بدا وكأنه طريق على امتداد طريق ألفا التي تفصل الجولان السوري المحتل عن باقي أراضي الوطن الأم سوريا. وقد أكدت الأمم المتحدة وقتها أن القوات الإسرائيلية قد دخلت المنطقة العازلة أثناء عملية تشييد الطريق.
وتحتفظ الأمم المتحدة بقوة حفظ سلام تسمى الأندوف تنتشر في المنطقة العازلة ويبلغ قوامها 1,100 جندي ينحدرون من الهند وكازاخستان ونيبال وفيجي والأوروغواي.
وقد تم نشر هذه القوة بموجب قرار لمجلس الأمن بعد حرب أكتوبر 1973 بغرض القيام بدوريات على طول المنطقة العازلة البالغة مساحتها 400 كم مربع والحفاظ على السلام هناك بحسب القرار الأممي.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إما فرحة أواعتذار أودعوات لوحدة الصفّ.. هكذا تفاعل نجوم سوريا مع سقوط الأسد؟ سوريا على مفترق طرق.. أي مصير ينتظر البلاد ومن الرابح والخاسر بعد سقوط الأسد؟ "فرنسا ارحلي".. مظاهرات في تشاد تطالب بسحب القوات الفرنسية بعد إنهاء الاتفاق العسكري حفظ السلاممنظمة الأمم المتحدةمجلس الأمن الدوليبشار الأسدهضبة الجولانبنيامين نتنياهوالمصدر: euronews
كلمات دلالية: بشار الأسد الحرب في سوريا دمشق سوريا إيران روسيا بشار الأسد الحرب في سوريا دمشق سوريا إيران روسيا حفظ السلام منظمة الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي بشار الأسد هضبة الجولان بنيامين نتنياهو بشار الأسد الحرب في سوريا دمشق سوريا إيران روسيا فرنسا مظاهرات معارضة دونالد ترامب داعش عيد الميلاد المنطقة العازلة یعرض الآن Next بشار الأسد سقوط الأسد بعد سقوط
إقرأ أيضاً:
على الغرب أن يرفع عقوبات سوريا الآن
ترجمة: أحمد شافعي -
لم تحظ خطط البنتاجون غير المعلنة مسبقا بسحب القوات الأمريكية البالغ عددها ألفي فردا من شرقي سوريا إلا باهتمام ضئيل الأسبوع الماضي، بعد أن طغى عليها عرض البانتومايم السريالي الذي قام به دونالد ترامب بشأن غزة. ومن المعروف أن هذه القوات الأمريكية تساعد القوات الكردية السورية في احتواء بقايا الخطر الذي يمثله الجهاديون التابعون للدولة الإسلامية المعتقل منهم تسعة آلاف فرد في معسكرات اعتقال. والخوف في حالة رحيل الولايات المتحدة يتمثل في أن يحدث هروب جماعي يؤدي بمرور الوقت إلى تجدد خطر الدولة الإسلامية الإرهابي على أوروبا وبريطانيا والغرب.
يمثل الانسحاب الأمريكي المقترح قطعة واحدة من قطع أحجية الصورة السورية المعقدة التي تتحدى الأصدقاء والخصوم على السواء في أعقاب ما جرى في ديسمبر من إطاحة بدكتاتورية بشار الأسد. خلافا لترامب، تريد تركيا والمملكة العربية السعودية ودول الخليج ـ المتنافسة جميعا على النفوذ ـ زيادة انخراطها في سوريا وليس تقليله. وتريد أوروبا دولة ديمقراطية مستقرة يمكن أن يرجع إليها اللاجئون آمنين. ولا ترى إسرائيل ـ التي تعاني من جنون عظمة عدواني ـ إلا أخطارا محتملة، في حين تسعى روسيا وإيران المهزومتان إلى استعادة موطئ قدم.
ووسط كل ذلك ثمة أحمد الشرع، مقاتل القاعدة السابق وزعيم هيئة تحرير الشام الإسلامية التي أطاحت بالأسد، والمعين حديثا رئيسا مؤقتا لسوريا. ويتوقف عليه ـ بدرجة غير مريحة ـ مستقبل هذا البلد المقسم الخرب. ومن حوله تعاد صياغة جغرافيا الشرق الأوسط السياسية وتوازن القوى على نحو جذري.
وثمة سؤال واحد يهيمن الآن. لقد كان سقوط الأسد خبرا سعيدا في منطقة يعز فيها الأمل. فهل الفرصة التي تسنح بسبب هذه الثورة الشعبية معرضة الآن لخطر الزوال؟
في لقاءين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوجان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قال الشرع إن أولوياته هي حماية سلامة الأراضي السورية، وتوحيد الفصائل المتنافسة في جيش وطني، وتكوين إدارة شاملة منتخبة، وإعادة البناء بعد ثلاثة عشر عاما من الحرب الأهلية. وهذه مهمة هائلة الضخامة، والشرع يفتقر إلى الخبرة. ويتشكك البعض في تخليه عن جذوره. غير أن مساعدته ـ في ظل غياب أي بدائل جيدة ـ مقامرة يجب أن يقبلها قادة المنطقة.
وإردوجان ـ الذي ساعد هيئة تحرير الشام في قاعدة إدلب ـ له أولوياته الأنانية. فهو يرجو أن يفرض نفوذا بعيد الأمد على ممتلكاته العثمانية السابقة. ويريد للملايين الثلاثة من النازحين السوريين إلى تركيا أن يرجعوا إلى وطنهم، فضلا عن عقود إعادة الإعمار المربحة. وفوق ذلك كله يريد إنهاء ما يراه خطرا إرهابيا كرديا.
ويأتي اقتراح الشرع بدمج المقاتلين الأكراد السوريين ـ المجتمعين في (القوات الديمقراطية السورية) المدعومة أمريكيا ـ في جيشه الوطني الجيد ملائما لتركيا. ولا يميز إردوجان بين (القوات الديمقراطية السورية) وحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض تمردا في جنوب شرق تركيا منذ ثمانينيات القرن الماضي. وتحتل قوات تركية مناطق من شمالي سوريا. وترعى أنقرة الجيش الوطني السوري ـ وهو عبارة عن ميلشيات عربية متفرقة تتصادم بين الحين والآخر مع (القوات الديمقراطية السورية).
تزعم تركيا أنها قادرة على قيادة القتال ضد الدولة الإسلامية، ولذلك فلا حاجة لمواصلة قوات أمريكية التعاون مع أكراد سوريا، وذلك طرح مشكوك فيه. ولكن هذا الغرور [التركي] يروق لترامب الذي سعى ولم ينجح في سحب القوات الأمريكية خلال ولايته الأولى. ويقول ترامب الآن ـ بقصر نظر ـ إن سوريا "ليست معركتنا". وصحيح أن قرار الولايات المتحدة بالتخلي عن حلفائها الأكراد يزيل مصدر إزعاج رئيسيا في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا.
ولكن هناك عقبة ــ بل عدة عقبات في واقع الأمر. فأكراد سوريا يفضلون ـ على نحو مفهوم ـ الاحتفاظ بالحكم الذاتي الذي اكتسبوه بشق الأنفس في روج آفا. ولا يريدون استيعابهم في جيش تديره ميليشيات الشرع، التي كان بينهم وبينها قتال ذات يوم. وليست لهم أي مصلحة في مساعدة تركيا على سحق الحلم البعيد العزيز القديم بتقرير المصير الوطني في المناطق ذات الأغلبية الكردية في سوريا والعراق وإيران وتركياـ حتى لو كان زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان مستعدا للاستسلام كما تردد.
مرة أخرى، تواجه القضية الكردية نقطة تحول ــ وتخاطر بتصادم مع دمشق وأنقرة في آن واحد.
وقد يسعد لاعبون إقليميون آخرون برؤية الشرع فاشلا. فقد استغلت إسرائيل الفوضى المحيطة بسقوط الأسد في تدمير القوات المسلحة السورية. كما رسخت احتلالها لمرتفعات الجولان. وبرغم دعوات الشرع إلى التعايش السلمي، تظل إسرائيل مستريبة فيه بشدة وحليفه أردوجان الداعم لحماس الذي يعد خصما محتملا في المستقبل. والواقع أن سوريا، الضعيفة، وإن لم تكن فوضوية، تناسب أغراض إسرائيل.
ولا تزال روسيا وإيران، داعمتا الأسد السابقتان، كامنتين تتربصان. فبعد انسحابها في ديسمبر، تتحدث طهران عن إعادة بناء النفوذ عبر الباب الخلفي، باستخدام "خلايا المقاومة" والشبكات السرية. وفي الوقت نفسه، تتفاوض روسيا بلا خجل من أجل الاحتفاظ بقاعدتيها العسكريتين. وفي محادثات جرت الشهر الماضي مع الشرع، الذي أمضى فلاديمير بوتن عقدا من الزمان وهو يحاول قتله، قيل للدبلوماسيين الروس إن موسكو "يجب أن تعالج أخطاء الماضي". وطالب الشرع أيضا بإعادة الأسد من موسكو لمواجهة العدالة. لكنه كان حريصا على ألا يحرق جسوره مع روسيا. والواقع أن القوى الغربية تنبهت لذلك.
يواجه الشرع مشاكل أخرى لا حصر لها، منها كيفية المضي قدما في "الحوار الوطني" والتحرك نحو الانتخابات الموعودة، وضمان حماية حقوق الأقليات ضمانا فعليا، وإعادة بناء المؤسسات الوطنية في أرض ممزقة لا يسيطر على معظمها سيطرة ملموسة. وذلك بحق أمر شاق. ومهما يكن سجل الشرع السابق، فإنه والشعب السوري بحاجة إلى المساعدة في الوقت الحاضر، لأن تكلفة الفشل، إذا ما قيست بتجدد الفوضى وسوء التحالفات، قد تكون باهظة.
ولهذا السبب فإن مشكلة رئيسية أخرى ـ هي التأخر غير المبرر في رفع العقوبات الغربية المفروضة في عهد الأسد ـ تعد ضارة للغاية ومدمرة للذات. فعلى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، بل وأميركا في عهد ترامب، أن تتوقف عن المراوغة، وعن حساب المزايا، وأن تفتح بالكامل منافذ المساعدات المالية والتجارية والأمنية وإعادة الإعمار، بالتعاون مع الشركاء المحليين والدول العربية. فالفرصة نادرة لتحويل الأخبار الجيدة إلى قصة نجاح دائمة وخدمة للمصالح الغربية من خلال بناء سوريا صديقة ومزدهرة ومتسامحة وديمقراطية.
هي فرصة لا تتكرر إلا مرة في كل جيل. ولن تسنح مرة أخرى. ويمكن بسهولة أن تضيع.
• سيمون تيسدال معلق في الشؤون الخارجية بصحيفة أوبزرفر.
** عن ذي جارديان البريطانية