يمانيون:
2025-01-11@09:43:41 GMT

ترامب المسكون بوهم العظمة

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

ترامب المسكون بوهم العظمة

يمانيون ـ بقلم ـ وديع العبسي

كان واضحا منذ الفترة الرئاسية الأولى سيطرة وهم العظمة على المعتوه ترامب الذي أخذ يُمني نفسه طويلا باستعادة المكانة الأولى المطلقة لكيانه الأمريكي، بالعمل تحت شعار (أمريكا أولا) غير أن ما أنجزه لم يكن سوى زيادة في مراكمة الدين العام على الأمريكيين والذي تجاوز حتى نوفمبر الماضي الـ(36) تريليون دولار، وربما قد يكون هذا الأمر هو القاصم لهذا الكيان وقد بدأ يترنح بظهور فكرة الانفصال لدى بعض الولايات، وهزّ ما لم يكن حاصلا إلى ما قبل عقدين من الزمن في حالة الاتحاد.

ترامب بالعودة النارية التي استهلها بإطلاق التهديد والوعيد، رسم سياسته بوضوح تجاه الشرق الأوسط القائمة على العنف، وهي في ظاهرها تستهدف المنطقة لكنها لا تقف عند هذا الحد، وإنما تعني ردع باقي القوى العالمية الناهضة والتي تنافس البيت الأبيض بقوة على سيادة العالم وإن لم يكن بنفس الطريقة الأمريكية، كما أنها بطبيعة الحال محاولة لاستعادة الهيبة المهدورة والهيمنة على دول المنطقة وتزويد خزينة واشنطن بمليارات شعوبها المستضعفة، غير أن التحديات اليوم تبدو أكثر وضوحا وقساوة، وتعمُد ترامب تجاهلها لا يعني امتلاكه لمفاتيح حلحلتها بقدر ما هي استمرار للسياسة الأمريكية في البناء على ما تريده، وما هي مقتنعة به وإن كان ذلك متعارضا مع الواقع، كما أنها في عين الوقت محاولة للهروب من غيومها التي قد تثبّط عن الاستمرار إلى بلوغ الأهداف.

ولا يبدو أن ترامب كان بمقدوره اكثر من التلويح بمساعٍ وأهداف ويريدها أن تتحقق من تلقاء نفسها دون عناء أو جهد، مستندا في ذلك إلى أوهامه بالعظمة الأمريكية الكفيلة- حسب اعتقاده- بأن تدفع للرضوخ لها، فقبل أيام هدد بجحيم ينتظر الشرق الأوسط إن لم يتم الإفراج عن المستوطنين الأسرى لدى حماس، ويريد أن يكون ذلك كافيا لإخافة دول المنطقة كي تضغط للإفراج عن هؤلاء الأسرى، مع أن ذلك يعني إقراراً بهزيمة الكيان في تحقيق هدفه باستعادة الأسرى، ليستعين بصديق، وقبل أشهر تحدث عن توسيع خارطة الكيان الصهيوني، ويريد من ذلك إرهاب من بقي من أحرار الأمة بالعودة إلى مخطط توسع الكيان في تجرؤ سافر على كل المواثيق والعهود والمبادئ الدولية التي جاءت لحفظ حقوق الإنسان وحق الدول بالسيادة على أراضيها.

لا يتجاوز ترامب وحسب في مطالبته غير العقلانية، عشرات الآلاف من الأسرى الفلسطينيين من النساء والأطفال وكبار السن، بلا أي سبب سوى أنهم فلسطينيون، ولا يتجاوز كمّ مجازر الإبادة الجماعية التي ارتكبها ولا يزال الكيان الصهيوني في غزة والضفة، لكنه وهو المؤلم ربما، تجاوز، توقع أي مستوى من ردة فعل أنظمة المنطقة، باستضعاف واضح لها، وهو ما تسبب به وهن هذه الأنظمة منذ البداية فجعلها في متناول يد أمريكا متى ما أرادت، كما جعلها هامشية في حسابات أخرى للبيت الأبيض فلا يعيرها اهتماما ولا يحسب لها وزنا.

وإذا كانت فترة بايدن قد شهدت محاولات خجولة لإشعال الحرائق هنا وهناك فإن ترامب بنهج حزبه الذي يميل أكثر للحلول العسكرية، سيُدخل العالم في فوضى لتعويض عجزه في تحقيق أي مكسب لصالح شعار «أمريكا أولا»، لكنه أيضا سيجلب الكوارث لبلاده، إذ سيتجرأ الجميع أمام المخاوف من ما يمكن أن يلحق بهم، إلى فعل مضاد لأي تحرك أمريكي طائش، والقاعدة العلمية تقول إن «لكل فعل رد فعل»، وسيكون من الغباء أن يعتقد ترامب أنه سيمضي إلى أهدافه على طرق مفروشة بعبارات الترحيب والتمكين.

من حظ ترامب السيئ أنه يأتي على واقع مرتبك وفوضى يعيشها الشرق الأوسط بسبب بلطجة الكيان الصهيوني على العرب، وحقيقة أن هذه البلطجة تسببت في حصار بحري على الكيان الذي سمع صرخاته القاصي والداني بسبب آثار هذا الحصار عليه، كما يأتي ترامب وقد أجرت بلاده ما أمكن لها من المحاولات لاستعادة السيطرة على الوضع والتخلص من الأطراف التي ظهرت في مشهد المعركة بقوة كاليمن والعراق، إلا النتيجة كانت خلو البحر الأحمر من البارجات والمدمرات الأمريكية، ولن نقول انه يأتي وقد أصبحت مصداقية الشعارات الأمريكية مثيرة للسخرية، لأنه يدرك ذلك ويعي أن قاعدة أمريكا في اللعبة هي تجاوز كل شيء من أجل الوصول إلى الهدف.

ما ينتظر ترامب قد لا يهيء له أي فرصة من النجاح، لكنها يمكن أن تكون محاولته الأخيرة لإثبات أهليته في الإدارة السياسية، كما هو في الاقتصاد، خصوصا وأن الأمريكيين يؤكدون أنه لا يفقه شيئا في السياسة ودهاءه اكثر في الاقتصاد، رغم انه في نسخته الرئاسية الأولى أثبت أنه فاشل حتى في الاقتصاد بمفهومه الاستراتيجي الواسع الذي يعني الدولة، دون الاعتماد على البلطجة وفرض الجبايات على دول العالم.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

رداً على تهديدات ترامب.. كندا تدرس فرض رسوم جمركية واسعة على السلع الأمريكية

الثورة نت/..

ذكرت صحيفة “بلومبرغ”، إنّ الحكومة الكندية تدرس إمكانية فرض رسوم جمركية شاملة، على المنتجات الأميركية في حال تنفيذ الرئيس دونالد ترامب تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السلع الكندية.

ووفقاً لمسؤولين حكوميين، تتجاوز خطط الحكومة الكندية للانتقام التجاري، الأهداف المحدودة التي كانت تستهدف السلع المصنعة في الولايات المتحدة، والتي فرضت عليها رسوم جمركية مضادة في عام 2018، مشيرةً إلى أن الحكومة الحالية تدرس مجموعة أوسع من المنتجات الأميركية.

وستطال التدابير الكندية، ليس فقط المنتجات نفسها التي تم فرض رسوم عليها سابقاً، بل أيضاً سلعاً أخرى مثل عصير البرتقال من فلوريدا.

وقال مسؤولون، إن حكومة رئيس الوزراء ترودو، تستعد للتصعيد في حال الضرورة، وفقًا لتقارير “بلومبرغ”.

وأوضح أحد المسؤولين، أن إحدى القوائم المتداولة داخلياً تضم تقريباً، جميع المنتجات التي تصدرها الولايات المتحدة إلى كندا، مع هدف فرض “دولار مقابل دولار” في الرسوم الجمركية.

قال مسؤول آخر، إنه في أسوأ السيناريوهات، إذا فرض ترامب تعريفات جمركية على جميع الصادرات الكندية إلى الولايات المتحدة، فقد يكون من الصعب تحقيق التوازن الكامل في القيمة، لكن الحكومة الكندية تدرس كافة الخيارات من أجل إلحاق الضرر بالمصدرين الأميركيين، بحسب ما أفادت به “بلومبرغ”.

أكد مسؤولون حكوميون أنّ رد كندا على تهديدات ترامب، سيعتمد على أفعاله بعد توليه منصبه، كما أنّ إدارة ترودو تأمل في تجنب حرب تجارية وتعتبر مخاوف الأمن الأميركي جادة، وفقاً لما نقلته الصحيفة.

ودرست الحكومة الكندية أيضاً، فرض ضرائب على صادرات السلع الاستراتيجية مثل النفط واليورانيوم. ووصفت “بلومبرغ” هذه الخطوة بـ “المتطرفة، لكنها قد تؤثر فوراً على أسعار الطاقة الأميركية”.

وتوقّع المسؤولون الكنديون أن يحاول ترامب تقليص الصادرات الكندية، وربما يركز على استهداف صناعة المعادن كما حدث في نزاع 2018، وفقاً لتقارير “بلومبرغ”.

مقالات مشابهة

  • صدمة في السياسة الأمريكية.. ترامب يبدأ ولايته بـ100 أمر تنفيذي
  • غازبروم الروسية: مستعدون للعقوبات الأمريكية
  • ستورمي دانيالز .. الممثلة التي جرجت ترامب في المحاكم
  • رداً على تهديدات ترامب.. كندا تدرس فرض رسوم جمركية واسعة على السلع الأمريكية
  • الرئيس السيسي: مصر بخير رغم كل الصعوبات التي نواجهها منذ 4 سنوات
  • “إنفيديا” الأمريكية تنتقد القيود التي تعتزم إدارة بايدن فرضها
  • الصنابير التي تنقط واحتلال جرينلاند وقناة بنما.. ترامب عاد والفوضى تسود
  • هل سيكون العراق جزءًا من جحيم السياسة الأمريكية الجديدة؟
  • روان أبو العينين تكشف التحديات التي تواجه إدارة «ترامب»
  • محلل سياسي: مصر الدولة الوحيدة بالمنطقة التي اختارها الاتحاد الأوروبي لترفيع العلاقات