بطولة سوكا في عُمان: حلم تحول إلى إنجاز وطني
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
سهام بنت أحمد الحارثي
harthisa@icloud.com
اختتمت مساء السبت بطولة "سوكا" لكرة القدم المصغرة في سلطنة عُمان، وسط أجواء حماسية وإشادة واسعة بالتنظيم والنجاح الذي حققته الفعالية، لم تكن هذه البطولة مجرد حدث رياضي عابر، بل كانت حلمًا أصبح حقيقة بفضل جهود فريق "صُنَّاع الرياضة"، الذين أظهروا شغفًا وإصرارًا استثنائيين منذ البداية.
ما زلت أذكر حديثي الأول مع فريق "صناع الرياضة"؛ حيث كان الحماس يملأ وجوههم وهم يشاركونني حلمهم باستضافة هذه البطولة على أرض عُمان. كانت رؤيتهم واضحة وطموحاتهم كبيرة؛ أرادوا أن تكون عُمان مركزًا للأحداث الرياضية العالمية، وأن يثبتوا أن السلطنة قادرة على تنظيم فعاليات رياضية بمعايير دولية، واليوم وأنا أرى النصر والاعتزاز مرسومين على ملامحهم، أشعر بالفخر بما أنجزوه وبالثقة التي وضعناها فيهم.
البطولة لم تكن مجرد تجربة رياضية، بل جسدت مفهومًا متكاملًا للتنمية، فعلى الصعيد الاقتصادي، ساهم الحدث في ضخ أكثر من 250000 ريال عُماني في الاقتصاد المحلي، من خلال تنشيط قطاعات الضيافة، والنقل، والخدمات. الفنادق الممتلئة والمطاعم المزدحمة أكدت حجم الأثر الإيجابي لهذا الحدث على الاقتصاد المحلي.
كما إن البطولة أتاحت فرص عمل لأكثر من 200 شاب عُماني؛ سواء في التنظيم أو الخدمات المساندة؛ مما أظهر أهمية الفعاليات الرياضية في دعم الشباب وتعزيز مهاراتهم، هذا النوع من الفرص يُساهم في تمكين الجيل الجديد وإشراكه في مشاريع وطنية طموحة تعزز من مكانة السلطنة.
على الجانب السياحي، كانت البطولة فرصة ذهبية للترويج لعُمان كوجهة رياضية وسياحية، الفرق المشاركة والزوار استمتعوا بجولات سياحية إلى أبرز المعالم مثل قلعة نزوى وسوق مطرح، حيث تعرفوا على التراث العُماني العريق وجمال الطبيعة، هذه التجربة عززت من صورة السلطنة كبلد يجمع بين الثقافة والحداثة، مما يفتح الباب أمام مزيد من الفعاليات المستقبلية.
استضافة بطولة "سوكا" لم تكن خالية من التحديات؛ إذ إن تنسيق مشاركة 16 فريقًا دوليًا من 12 دولة مختلفة، مع توفير جميع التسهيلات، كان يتطلب جهدًا كبيرًا وإدارة احترافية.. ومع ذلك، نجح فريق "صناع الرياضة" في تخطي كل العقبات؛ حيث أشاد المشاركون بجودة التنظيم ومستوى الاحترافية، ما دفع رئيس الاتحاد الدولي لـ”سوكا” إلى وصف الحدث بأنه “إضافة نوعية للرياضة العالمية”.
التجربة أثبتت أهمية الاستثمار في الرياضة كوسيلة لتعزيز مكانة الدول على المستوى العالمي، مثل هذه الفعاليات ليست مجرد مسابقات، بل هي أدوات دبلوماسية واقتصادية وثقافية، تسهم في بناء سمعة إيجابية للسلطنة، دعم الجهات الحكومية والخاصة لهذه البطولة كان حاسمًا في تحقيق النجاح، لكن المطلوب الآن هو الاستمرارية والبناء على هذا الإنجاز لاستضافة المزيد من الفعاليات.
بالنسبة لي، كانت هذه البطولة تجربة ملهمة بكل المقاييس، رؤية الحلم يتحقق أمام عيني، ومشاهدة شغف فريق “صناع الرياضة” وهم يعملون بلا كلل لتحقيق هذا الإنجاز، أكدت لي أن الإيمان بالطموح والعمل الجاد هما مفتاح النجاح.
إنَّ بطولة “سوكا” ليست مجرد حدث رياضي انتهى؛ بل هي شهادة على قدرة عُمان على تحقيق المستحيل عندما تتوفر الرؤية الواضحة والإرادة القوية،، اليوم، نحتفل بهذا الإنجاز، وغدًا نعمل معًا لتحقيق المزيد من الأحلام التي تضع السلطنة في قلب المشهد السياحي العالمي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تايلاند تصقل أحمر الشواطئ لبطولة كأس آسيا
وصلت بعثة منتخبنا الوطني لكرة القدم الشاطئية اليوم إلى مملكة تايلاند لخوض معسكر إعدادي أخير يستمر حتى ١٨ من الشهر، وذلك قبل انطلاق بطولة كأس آسيا لكرة القدم الشاطئية التي تحتضنها تايلاند في ٢٠ من الشهر الجاري وتستمر حتى ٣٠ منه.
وضمت البعثة التي سافرت إلى تايلاند كلا من: إبراهيم الحوسني عضو مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم رئيسا للبعثة، وعبدالله السعدي مديرا للمنتخب، وطالب الثانوي مدربا للمنتخب، ويوسف عبيد الخطيب مدربا للحراس، وحمود الطوقي معدا بدنيا، ومحمود الجفيلي طبيبا، ومنذر البرواني أخصائيا للعلاج الطبيعي، ومحمد البطاشي مدلكا، وسعيد العامري منسقا أمنيا، ومحمد العلوي منسقا إعلاميا، وإسماعيل الفارسي مصورا، وخالد الشحي مسؤول مهمات.
أما اللاعبون الذين استقر عليهم الجهاز الفني للمنتخب بقيادة المدرب الوطني طالب بن هلال الثانوي فهم: يونس العويسي وأمجد الحمداني وماجد العفاري في حراسة المرمى، وعبدالله الصوطي ونوح الزدجالي وأحمد العويسي وسالم العريمي ومنذر العريمي وسامي البلوشي ومسلم العريمي وخالد العريمي ويحيى المريكي وعبدالرحمن الفزاري ومشعل العريمي.
وسينتظم منتخبنا خلال هذا المعسكر في تدريبات يومية انطلاقا من اليوم، حيث يسعى الجهاز الفني لأن يكون اللاعبون في أتم الجاهزية استعدادا للمنافسة في البطولة الآسيوية وليس لمجرد المشاركة فقط، حيث إن جميع الظروف مهيأة لدى منتخبنا لتقديم مستويات قوية وتخطي دور المجموعات ولم لا حصد اللقب. وسيخوض الأحمر تجربة ودية أخيرة مع منتخب تايلاند يوم الأحد، ستحدد على إثرها بشكل كبير التشكيلة الأساسية التي سيبدأ بها مباراة فيتنام ضمن أولى لقاءات المنتخب في البطولة، وستكون الفرصة كبيرة لجميع اللاعبين لإثبات أحقيتهم في التواجد بصفة أساسية وتثبيت أقدامهم للمشاركة في مباريات البطولة بشكل منتظم.
وبالنظر إلى الأسماء التي جرى استدعاؤها، فإنها تعد الأفضل في مراكزها وتمتلك خبرات واسعة في البطولات، حيث ارتأى مدرب المنتخب الاعتماد على اللاعبين ذوي الخبرة الذين لهم صولات وجولات مع المنتخب خلال السنوات الماضية يتقدمهم قائد المنتخب خالد العريمي، كما شهدت القائمة تواجد سامي البلوشي بعد أن غاب عن المشاركة في بطولة كأس العالم الماضية بسبب الإصابة وسيمثل تواجده مع المنتخب قوة كبيرة لخط الهجوم.
وشهدت المباراة الأخيرة -في المعسكر الداخلي الأخير لمنتخبنا على الملعب الرملي لمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر- فوز منتخبنا على المنتخب البيلاروسي ٨ / ٥، وذلك بعد أن كان قد تلقى ثلاث هزائم متتالية أمام روسيا مرتين وواحدة أمام بيلاروسيا بالذات خلال معسكره الداخلي الذي أقامه في الفترة من ٢٤ فبراير الماضي حتى ١٠ مارس الجاري، وتألق سامي البلوشي في المباراة ونجح في هز الشباك ثلاث مرات مستعيدا بريقه التهديفي العالي قبل انطلاق بطولة آسيا، كما ظهر نجوم الأحمر بمستوى عال طمأنوا به محبيهم على جاهزية المنتخب للوصول بعيدا في البطولة الآسيوية.
ووقع منتخبنا ضمن المجموعة الرابعة التي تضم إلى جانبه منتخبات: فيتنام وماليزيا والبحرين، ويدشن منتخبنا مشواره في البطولة بمواجهة فيتنام وتحديدا في ٢١ من شهر مارس الجاري في الساعة ١٢ مساء بتوقيت مسقط، ثم سيلاقي ماليزيا في ٢٣ من الشهر في الساعة ٥:٣٠ مساء، بينما سيختتم مبارياته في دور المجموعات بملاقاة البحرين في ٢٥ من الشهر في الساعة ٥:٣٠ مساء، بينما ضمت المجموعة الأولى للبطولة منتخبات: الكويت وتايلاند ولبنان والهند، وتكونت المجموعة الثانية من: السعودية والعراق واليابان والصين، وضمت المجموعة الثالثة منتخبات: الإمارات وإيران وأفغانستان وإندونيسيا.
ويمني الأحمر النفس في العبور للدور ربع النهائي بالحلول كأول أو ثاني المجموعة ومن ثم ستكون مهمة منتخبنا الحصول على أحد المراكز الثلاثة التي ستؤهل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم.
عودة قوية
أكد سامي البلوشي لاعب منتخبنا الوطني لكرة القدم الشاطئية أن إعداد المنتخب مستمر بصورة جدية، مبينا أن جميع اللاعبين يبذلون أقصى ما لديهم من أجل أن يظهروا بمستوى جيد في البطولة، كما أوضح أن اللاعبين لديهم رغبة جامحة في تحقيق نتائج إيجابية في البطولة ويعملون بكل حماس على تحقيق ذلك.
أما عن عودته للمشاركة مع المنتخب في بطولة كأس آسيا بعد غيابه عن بطولة كأس العالم الأخيرة والصعوبات التي واجهها في استعادة مستواه ونسق المباريات، قال: كنت بحاجة إلى جهد مضاعف من أجل استعادة لياقة ورتم المباريات، مشيرا إلى أنه عمل على نفسه كثيرا خلال الفترة الماضية، ونجح في الشفاء من الإصابة بشكل كامل وتحسن مستواه تدريجيا مع توالي الحصص التدريبية والمباريات الودية، مؤكدا على جاهزيته لقيادة خط هجوم منتخبنا في بطولة آسيا، وأنه سيقدم كل ما لديه من أجل أن يكون أقوى من السابق.