إنترسبت: هذا الرجل فقد الأمل برؤية حلب مجددا لكنه عاد ولقي أباه
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
اندفع المدرس والناشط عبد الكافي الحمدو بسيارته باتجاه حلب هذه الجمعة عند سماعه خبر تحريرها، متجاهلا بذلك تحذيرات قوات المعارضة المسلحة السورية بأن الوضع لا يزال غير آمن كليا، وما كاد أن يدخل شقته التي نزح منها في 2016، حتى أمسك هاتفه المحمول وصور مقطعا من شرفة شقته، تماما حيث وقف قبل 8 سنوات.
بهذا افتتح تقرير لموقع إنترسبت قصة الناشط الحمدو الذي أكمل بدوره وصف يوم نزوحه، وكان آخر ما رآه حينها أكوام الأنقاض التي خلفها قصف القوات الموالية للحكومة السورية بدعم من روسيا، وكان الحمدو قد أمضى شهورا في توثيق الموت والدمار والمجازر من حوله على أمل أن تضع الدول الأخرى حدا للعنف الجاري، ولكن بلا طائل.
وفي آخر مقطع مصور قبل نزوحه تحدث إلى كاميرا هاتفه عن فقدانه الثقة في المجتمع الدولي، وأعرب عن قلقه على عائلته، وقهره من مشاهد جنود الحكومة وهم يحتفلون فوق جثث الثوار، وكان قد انضم للثورة السورية في 2011، التي "بثت في روحه الحياة" ضد "ديكتاتورية عائلة الأسد وحزب البعث الذي حكم البلاد لأكثر من 50 عاما".
وفي السنوات الماضية، عاش وعائلته في منطقة قريبة من حلب تحت سيطرة المعارضة، وأمضى أيامه في تدريس الأدب الإنجليزي في جامعة حلب الحرة، حيث روى قصصا عن منزله لأولاده وطلابه، مؤكدا رغبته في التحرر من حكومة الرئيس المخلوع بشار الأسد، وواعدا نفسه وإياهم أن يكون من أول العائدين إذا ما تحررت مدينته، وفق الموقع.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفتان إسرائيليتان: قد يكون إسقاط نظام الأسد نبأ سيئا لإسرائيلlist 2 of 2صحف عالمية: سقوط آل الأسد زلزال مذهل سيعيد تشكيل المنطقةend of list إعلان
جذور مفقودة
ومرت الأيام، وكبرت طفلة الحمدو التي كان عمرها 10 أشهر حين النزوح، وأصبح عمرها 8 سنوات، كما صار لها أشقاء بعمر 6 سنوات وسنة ونصف، وأصبح بإمكان والدهم هذا الأسبوع لأول مرة أن يريهم أن "لديهم جذورا تاريخية، وأن لديهم أقارب".
وقال الحمدو لموقع إنترسبت "لا يمكنك أن تتخيل مشاعري لدى عودتي، كنت أركض كالطفل، كنت أبكي وأبكي".
كما سمحت عودة الحمدو بلم شمله مع شقيقته وعمته وعمه، بالإضافة إلى والده الذي لم يره منذ 20 عاما، وعندما التقوا أخيرا، احتضن الأب البالغ من العمر 85 عاما ابنه بقوة، وقبله مرارا وتكرارا، قائلا إنه لم يكن يعتقد أنه سيعيش ليراه مرة أخرى.
وأخذ الجد أحفاده بعد ذلك ليريهم معالم المدينة القديمة -كما ذكر الحمدو- وزاروا باحاتها وأسواقها، وأخذهم لزيارة قلعة حلب التي لم يروها إلا بالصور.
أرواح ما زالت تبكيوتابع الحمدو أنه زار قبور أصدقائه الذين قتلوا في الحرب، وبكى أمامهم ودعا لهم، وطلب منهم أن يسامحوه لأنه تركهم عندما أُجبر على الخروج في 2016.
ومضى إلى ذكر زيارته نهر قويق، وهو مجرى مائي قديم يمر عبر المدينة، حيث جرفت المياه في 2013 ما لا يقل عن 230 جثة من المناطق التي تسيطر عليها قوات الأسد، وقضى أغلبهم بطلقات نارية في الرأس، وأيديهم مكبلة خلف ظهورهم، وأفواههم مقفلة بشريط لاصق، وقد ألقت جماعات حقوق الإنسان باللوم على حكومة الأسد في مقتلهم.
وعلق الحمدو بمقطع مصور أمام النهر قائلا "عشرات الأرواح لا تزال تبكي من أجل العدالة، لهذا عدنا إلى حلب، لنجلب العدالة لهؤلاء الذين لم يحصلوا عليها".
وأكمل "أيها العالم، أنت مسؤول أيضا عن محاسبة الذين ارتكبوا مثل هذه الجرائم".
تطلع للمستقبل
ولفت التقرير، بقلم مراسل الموقع المتخصص بالسياسة جوناه فالديز، إلى أن هناك كثيرين مثل الحمدو، الذين عادوا إلى حلب حاملين معهم ذكريات الفقد والنزوح الطويل، محتفلين بفرصة رؤية مدينتهم لأول مرة منذ ما يقارب عقدا من الزمن، والعودة لمنازلهم وأقاربهم وأصدقائهم.
إعلانوفي حلب وحماة وصيدنايا وحول البلاد، أطلق الثوار سراح مئات السجناء الذين عانوا سنوات من "التعذيب والظلم في سجون النظام"، ليواجهوا الآن واقعا مختلفا، وفق التقرير.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إنترسبت تنتقد المعاملة الخاصة لترامب: أدين في 34 جريمة جنائية ولم يعاقب
قال المدافعون العامون والمهنيون القانونيون إنهم لم يروا أبدا مع المتهمين الآخرين، مثل التساهل الممنوح من القضاء للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، مما يسلط الضوء على إخفاقات النظام القانوني الأميركي، وعلى وجود مستويين من العدالة.
وقال موقع إنترسبت إن ترامب كان من الممكن أن يواجه عواقب وخيمة بعد إدانته في 34 تهمة جنائية، إذ إن كل تهمة جنائية تتعلق بتزوير السجلات التجارية يعاقب عليها بالسجن مدة تصل إلى 4 سنوات وغرامات تصل إلى 5 آلاف دولار، لكن قاضي المحكمة الجزئية الأميركية خوان ميرشان اتخذ نهجا تخفيفيا بشكل ملحوظ، وأصدر لترامب "إفراجا غير مشروط"، مما يعني أنه لا سجن ولا غرامات ولا عقوبة فعليا باستثناء احتفاظه بإدانته بالجناية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: أسماء ألف جندي إسرائيلي لدى الجنائية الدوليةlist 2 of 2صحف عالمية: انتخاب عون يحيي آمالا بالتغيير في لحظة محوريةend of listوحسب التقرير -الذي أعدته جيسيكا واشنطن- يسلط هذا الحكم الخفيف الذي صدر بحق ترامب -حسب العديد من الناشطين في مجال إصلاح العدالة الجنائية وإلغاء العبودية- الضوء على إخفاقات النظام القانوني الجنائي الذي يترك مئات الآلاف من الأميركيين خلف القضبان، دون أن تتم إدانتهم، ناهيك عن ارتكاب جناية.
ترامب ينتقدورغم غياب العقوبات، بصرف النظر عن القيود المفروضة على ملكيته للأسلحة النارية والمتطلبات التي تلزمه بتقديم عينة من الحمض النووي لقاعدة بيانات ولاية نيويورك، واصل ترامب انتقاد محاكمته، ووصفها بأنها "تجربة مروعة للغاية" كانت ذات دوافع سياسية، مرددا بذلك ادعاءاته السابقة بأنه يواجه "نظام عدالة من مستويين".
إعلانوتوافق آن ماثيوز، المديرة الإدارية لمؤسسة "برونكس ديفندرز" غير الربحية التي تخدم سكان برونكس بولاية نيويورك من ذوي الدخل المنخفض، على أن هذه القضية تسلط الضوء على مستويين من العدالة فعلا، ولكن ليس بالطريقة التي يقصدها ترامب، وقالت "هذا لا يحدث أبدا لعملائنا. لقد شعرنا بالغضب".
حكم غير مسبوق
ويرى بول هندرسون، المدعي العام السابق في سان فرانسيسكو، أن مثل هذا الحكم غير مسبوق في قضية مثل هذه، وقال "لقد كنت مدعيا عاما لفترة طويلة، وعملت في المساءلة طوال حياتي المهنية، ولم أر أحكاما مثل هذه".
بيد أن هذا النوع من المعاملة الخاصة -حسب الموقع- ليس جديدا على ترامب الذي يعامله نظام العدالة بشكل روتيني وكأنه فوق القانون، وأبرز ما في ذلك قرار المحكمة العليا في يوليو/تموز الذي منحه الحصانة من الملاحقة القضائية عن "الأفعال الرسمية".
ولاحظت ماثيوز أن ترامب طوال المحاكمة مُنح حريات لا تمنح أبدا لعملائها، مثل حضور محاميه في مقابلة المراقبة الخاصة به، وقالت ماثيوز "يحظر علينا الحضور هناك أثناء مقابلة المراقبة، وهي لحظة مهمة للغاية في القضية بالنسبة للعميل الذي سيُحكم عليه"، وذكرت بأنها لا تعترض على السماح له بمحاميه، ولكنه ينبغي للجميع أن يكون لديهم محام حاضر أثناء مقابلة المراقبة، أن يكون هذا هو القاعدة".
سمة أساسيةوأشارت ماثيوز إلى أن عدم المساواة سمة أساسية لنظام العدالة الجنائية الذي تعمل فيه، وقالت إن بعض القضاة يعاملون المتهمين الذين لديهم محامون مدفوعو الأجر بشكل مختلف عن أولئك الذين يتعين عليهم الاعتماد على خدمات مجانية مثل برونكس ديفندرز.
وليس الأثرياء فقط هم من يتمتعون بالتمييز الإيجابي، فالعرق طبقة أخرى من عدم المساواة في النظام، قال أستاذ الحقوق فينسنت ساذرلاند "لدينا، وهذا جزء من تاريخ طويل لأميركا، افتراض الإجرام والخطورة الذي يرتبط بالبشرة البنية وعرق المرء"، وأضاف يواجه المتهمون السود، واللاتينيون على وجه الخصوص، أحكاما أطول ومعدلات إدانة أعلى، ومن السهل أن يُدانوا ظلما بارتكاب جريمة خطيرة".
إعلان