قيّم مدير الأخبار في صحيفة تركيا، فاتح سيليك، الأحداث الأخيرة في سوريا، مشيرًا إلى أن تشكيل حكومة انتقالية في سوريا بات قريبًا. وأوضح أن هذه التطورات تصب في مصلحة تركيا، بينما تُعتبر إيران الطرف الأكثر خسارة في المشهد.

انهيار نظام البعث بعد 61 عامًا

شهدت سوريا تطورات متسارعة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث انهار نظام حزب البعث، الذي حكم البلاد منذ عام 1963، بعد سيطرة المعارضة على العاصمة دمشق.

وأشار سيليك إلى أن الحرب الأهلية، التي بدأت عام 2011 نتيجة قمع النظام للاحتجاجات المطالبة بالحرية، دخلت مرحلة جديدة مع هذا الانهيار.

“تطورات غير متوقعة في وقت قياسي”

في حديثه عبر قناة صحيفة تركيا على يوتيوب الذي تابعه موقع تركيا الان٬، قال سيليك: “لم يتوقع أحد أن تتغير الأمور بهذه السرعة. خلال 11 يومًا فقط، انهار نظام الأسد الذي كان يسيطر على البلاد منذ 61 عامًا. المعارضة بدأت تحركاتها نحو دمشق في 27 نوفمبر، وما حدث بعدها كان غير متوقع. سقوط حلب وحده كان يُعتبر إنجازًا كبيرًا، ولكن اليوم نحن أمام انهيار كامل للنظام”.

وأضاف سيليك أن تركيا لعبت دورًا استراتيجيًا في هذه التطورات، مستغلةً ظروفًا دولية مثل انشغال روسيا بالحرب الأوكرانية، وتوترات إيران مع إسرائيل، وتراجع دور حزب الله، إلى جانب التغيرات السياسية في الولايات المتحدة.

الحكومة الانتقالية والقضية الكردية

توقع سيليك أن يتم تشكيل حكومة انتقالية في سوريا قريبًا، مشيرًا إلى أن هوية من سيتولى قيادتها ما زالت مجهولة. وأكد أن استعادة الأمن والنظام العام ستكون من أولويات المرحلة المقبلة.

وفيما يتعلق بموقف تركيا، شدد سيليك على أن القضية الأكثر حساسية بالنسبة لأنقرة هي وضع التنظيم الإرهابي PYD/YPG، الذي يسيطر حاليًا على نصف الأراضي السورية. وقال: “يبقى السؤال ما إذا كانت تركيا ستطلق عملية عسكرية ضد هذا التنظيم، أو إذا ما كان سيشارك في المرحلة الانتقالية”.

“انتصار تركيا وخسارة إيران”

أكد سيليك أن التطورات الأخيرة تصب في مصلحة تركيا، التي تحملت العبء الأكبر خلال الأزمة السورية بسبب اللاجئين. وقال: “تركيا هي الرابح الأكبر من هذه الأحداث، بينما تُعتبر إيران الطرف الأكثر خسارة، حيث تراجع نفوذها بشكل كبير رغم عدم امتلاكها حدودًا مباشرة مع سوريا”.

المصدر: تركيا الآن

كلمات دلالية: تركيا اخبار تركيا اردوغان فی سوریا

إقرأ أيضاً:

زعيم المعارضة التركية يتهم أردوغان بالتخلي عن فلسطين.. ما علاقة سوريا؟

انتقد زعيم المعارضة التركية ورئيس حزب "الشعب الجمهوري"، أوزغور أوزيل، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة بسبب ما اعتبره "تخليه" عن القضية الفلسطينية بسبب الصمت إزاء خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير أهالي قطاع غزة، معتبرا أن ذلك يأتي مقابل مكاسب جديدة لأردوغان في سوريا.

وقال أوزيل  في تصريحات صحفية خلال زيارته إلى منطقة زلزال 6 شباط /فبراير جنوبي تركيا، "أقول للجميع في تركيا: القضية الفلسطينية كانت دائما قضيتنا، منذ أن أسس رئيسنا الثالث بولنت أجاويد علاقاته مع ياسر عرفات، ومنذ دعم اليسار التركي لنضال تحرير فلسطين. كما أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال قضية وطنية بالنسبة لحكومات تركيا".

وأضاف منتقدا الرئيس التركي "عندما كان الصراع مع إسرائيل مفيدا له، استغل أردوغان ذلك إلى أقصى حد. والآن، بعد أن توصلت إسرائيل وأمريكا إلى اتفاق بشأن ترتيب الأوضاع في سوريا، يبدو أن الرئيس المشارك السابق لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي لم يتخلَّ عن هذا الدور كما يزعم، قد مُنح دورا في هذه الخطة".


واعتبر زعيم المعارضة التركية أن أردوغان "راضٍ عن هذا الدور، رغم أنه يتضمن اقتلاع الفلسطينيين من غزة وترحيلهم، ومع ذلك يلتزم الصمت"، مضيفا "ليس من حقه أن يظل صامتا أمام ذلك. وكل يوم يمر وهو صامت، يفقد شرعيته أكثر".

وتطرق أوزيل إلى نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة وموقف الناخبين الذين صوتوا لأردوغان من القضية الفلسطينية، وقال إن "أردوغان لم يتمكن من الفوز في الجولة الأولى، وفي الجولة الثانية فاز بفارق ضئيل، حيث حصل على 51.5 بالمئة من الأصوات الصحيحة. فهل من صوتوا له فعلوا ذلك ليتخلى عن فلسطين بهذه الطريقة؟".

وأضاف أن "كل يوم يمر وهو صامت بشأن هذه القضية، فإن شرعيته تتآكل أكثر. لأن الأغلبية الساحقة ممن صوتوا له فعلوا ذلك بناءً على افتراض أنه سيحافظ على موقف تركيا التقليدي من فلسطين، وسيلتزم بالتصريحات التي أدلى بها سابقا".

وأردف أوزيل مخاطبا أردوغان "ولكن إذا أدرت وجهك إلى إسرائيل وأدرت ظهرك لفلسطين، فأنت تفقد شرعيتك. وهذا سبب إضافي يدعو إلى ضرورة وضع صناديق الاقتراع في أقرب وقت، وطرح السؤال على الشعب: ماذا تقولون الآن؟".

في المقابل، علق المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم عمر تشليك على تصريحات زعيم المعارضة التركية بحق أردوغان، مشددا على موقف الأخير الثابت من دعم القضية الفلسطينية.


وقال تشليك في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، السبت، إن "أوزيل ارتكب أحد أكثر الأفعال اللاواعية في التاريخ السياسي بمحاولته التشكيك في حساسية رئيسنا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية"، معتبرا أن الاتهام التي وجهها زعيم المعارضة لأردوغان إن "سقوط سياسي كامل".

وأضاف أنه جرى التعبير عن موقف أردوغان بشكل واضح "في التصريحات الصادرة نيابة عن حزبنا وحكومتنا"، لافتا إلى أن الرئيس التركي "يؤكد أن إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة والمتكاملة جغرافيا في حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو أحد المبادئ الأساسية في حياته السياسية".

وكان رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش، أكد أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين إلى دول أخرى "حلم" يستحيل تحقيقه، مشددا على أن ذلك يتعارض أيضا مع حقوق الإنسان والقانون الدولي.

مقالات مشابهة

  • المسيرات.. سلاح الحروب الحديثة الذي يغير موازين القوى
  • إيران تدين المخطط الأمريكي الإسرائيلي الذي يهدف إلى تهجير سكان غزة قسرا
  • أردوغان: تركيا لا تفقد الأمل للتوصل لحل سلمي للنزاع في أوكرانيا
  • الكشف عن اتفاق أمريكي مع «يغير توازن القوى» في سوريا
  • تركيا تواجه تحديات هيمنتها على زراعة الشعر مع انخفاض تكلفتها في أوروبا
  • تغيير المعادلة.. ما تداعيات عقوبات ترامب ضد إيران على العراق؟
  • في 5 أعوام صادرات تركيا لدول الخليج تلامس 127 مليار دولار
  • زعيم المعارضة التركية يتهم أردوغان بالتخلي عن فلسطين.. ما علاقة سوريا؟
  • الإيكونوميست: أردوغان يستثمر في الفضاء ومهندسي تركيا يهربون
  • أردوغان يؤكد لماكرون ضرورة رفع كامل العقوبات عن سوريا بشكل عاجل