صحف عالمية: سقوط الأسد يعيد رسم خارطة الشرق الأوسط بأكملها
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
8 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: السقوط المدوي للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد أثار عاصفة من التحليلات والتوقعات حول مستقبل سوريا والمنطقة.
الصحف والمواقع الإخبارية العالمية لم تتوانَ عن تسليط الضوء على هذا الحدث الذي وصفته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية بأنه “تسارع مذهل في التاريخ”، مشيرة إلى أن الهجوم الخاطف الذي أسقط الأسد لم يتجاوز 12 يوماً.
الصحيفة دعت إلى تفادي السيناريو العراقي، حيث تسببت الإطاحة بصدام حسين في فوضى عارمة.
في سياق مشابه، سخرت صحيفة “لوموند” من إرث الأسد، واصفة إياه بالطاغية الذي وصل إلى السلطة صدفةً إثر وفاة شقيقه الأكبر. الصحيفة أشارت إلى أن الأسد ترك وراءه سوريا مدمرة، وهو الذي قضى ربع قرن في سحق البلاد وشعبها.
أما على الجانب الأميركي، فقد اعتبرت “أكسيوس” الحدث تطوراً مذهلاً وزلزالاً سياسياً، من شأنه أن يعيد تشكيل خارطة التحالفات الإقليمية.
سقوط الأسد يهدد مصالح حلفائه، إيران وروسيا وحزب الله، الذين لطالما سعوا إلى إبقاء قبضته على سوريا.
الكاتب كيلي كاسيس رأى أن ما يحدث الآن سيعيد رسم خارطة الشرق الأوسط بأكملها، مشيراً إلى أن تداعيات هذا السقوط ستتجاوز الحدود السورية لتؤثر على المنطقة برمتها.
صحيفة “نيويورك تايمز” ركزت على أبعاد الصراع الإقليمي، مشيرة إلى أن سقوط الأسد يشعل تنافساً بين القوى الكبرى في المنطقة
. إسرائيل وتركيا تراقب تطورات الأوضاع عن كثب، حيث تتباين مصالحها وأهدافها. بينما ترى تركيا في التغيير فرصة لإعادة اللاجئين السوريين، وتعزيز دورها الإقليمي.
في تحليل لملامح المستقبل، أشارت الصحيفة إلى أن روسيا تواجه معضلة استراتيجية في سوريا، حيث تبدو غير قادرة على الاستمرار بالنهج نفسه. في الوقت نفسه، أقدمت طهران على سحب قادتها العسكريين، ما يشير إلى إدراكها بأن خسارتها في سوريا حتمية.
واشنطن بدورها لم تكن بمنأى عن الأزمة، إذ أظهرت سياستها تجاه سوريا على مدار السنوات الماضية تخبطاً واضحاً. الصحيفة نقلت عن مسؤولين ومحللين أن واشنطن لا تزال تبحث عن استراتيجيتها في هذا الملف، خاصة في ظل التغيرات الإقليمية المتسارعة.
المشهد السوري بعد سقوط الأسد يُظهر تحديات كبيرة، لكنه يحمل أيضاً آمالاً بتحول سياسي يعيد الاستقرار إلى بلد أنهكته الحروب. الأطراف الإقليمية والدولية تسعى إلى تأمين مصالحها، وسط تحذيرات من أن التدخلات المتعددة قد تعيد إنتاج الأزمة بدل حلها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: سقوط الأسد إلى أن
إقرأ أيضاً:
الديمقراطي الأمريكي لـ بغداد اليوم: ما يحدث في المنطقة إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط - عاجل
بغداد اليوم - واشنطن
أكد عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي مهدي عفيفي، اليوم الأربعاء (11 كانون الأول 2024)، أن ما يحدث الان في المنطقة هو إعادة رسم لخارطة الشرق الأوسط والتوازنات.
وقال عفيفي في حديث لـ "بغداد اليوم"، "بواقعية شديدة، الولايات المتحدة الامريكية كدولة عظمى لديها اهتمام خاص بمناطق الشرق الأوسط وفي جميع انحاء العالم وهي دائما على تواصل مع جميع الأطراف لان المصلحة العامة تقتضي بان يكون هناك تواصل حتى مع الأطراف المعادية للولايات المتحدة الامريكية"، مبينا ان "تعامل واشنطن مع من كانت تسميهم إرهابيين هو ما اسميه البراغماتية حيث سبق لها في أفغانستان ان تعاملت مع طالبان الذين كانوا اعدائها بعد تسلمهم الحكم في أفغانستان".
وأضاف ان "التعامل مع الامر الواقع هو يعني خصائص النظام الامريكي سواء كان ديمقراطيا او جمهوريا على اعتبار انهما لا يختلفان بالقضايا المصيرية الا في بعض التفاصيل الصغيرة جدا لكن في الخطوط العريضة هي ترسم منذ عقود طويلة"، لافتا الى انه "من الطبيعي ان يكون هنالك دور من الولايات الامريكية في دعم إسرائيل وهو ما رأيناه من دعم اعمى لها في احتلالها وضربها غزة والجنوب اللبناني والفصائل في العراق وسوريا"، مشددا على أن "ما يحدث الان هو إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط وإعادة التوازنات حتى يكون هناك إعادة لما كان يسمى من الاتفاقات الابراهيمية وما نراه في سوريا اكبر دليل على ما يمكن ان يحدث".
وتابع: "رأينا انسحاب ايران بشكل كبير من اي معادلة في سوريا بل على العكس بالأمس كان هناك يعني تأييد إيراني لما يسمى باختيار الشعب السوري والدول الأخرى مثل روسيا رفعت دعمها التي رفعت دعمها عن نظام بشار الأسد وهي الان تحاول ان تتواصل مع المجموعات الجديدة القديمة في سوريا "، مشيرا الى ان "إسرائيل استغلت الفرصة وقامت بالفعل بتدمير كل ما يملكه الجيش السوري سواء كان في القطع البحرية او الطائرات او الذخائر بحيث لا تستطيع سوريا في اي وقت من الأوقات بالوقت القريب من ان تمثل تهديدا لاسرائيل كما تزعم".
واكد ان "الوضع حاليا هو محاولة تحييد سوريا بالكامل وتركها فيما يحدث داخليا"، منوها الى انه "بحال لم تكن واشنطن موافقة ضمنيا او على دراية بما حصل في سوريا لما راينا التواجد الامريكي في سوريا خلال الاحداث وتاييد جبهة تحرير الشام، كما رأينا ان الدول الاوروبية وعلى رأسها بريطانيا تقول انها بصدد رفع جبهة تحرير الشام وبعض الفصائل الاخرى من قوائم الارهاب".
وبين ان "الولايات المتحدة الامريكية ستنظر في خلال الأشهر القادمة ماذا سيحدث على ارض الواقع وكما قال وزير خارجيتها الحالي انتوني بلينكين نحن نراقب ما يحدث في سوريا وسيتم معه البناء على معطيات الواقع السوري"، مشددا على ان "أمريكا ليست بسيطة فلديها من الأقمار الصناعية والأجهزة التي تستطيع ان تعرف بها ما يحدث على ارض الواقع بالضبط ولديها أيضا المخابرات الامريكية او الاذرع الامريكية مثل إسرائيل".
وبشان حديث قائد الثورة الإيراني علي خامنئي بشان تورط واشنطن وتل ابيب في احداث سوريا، أكد عفيفي أن "كلام خامنئي فيه شيء من الصحة وكما ذكرت ان الإدارة الامريكية لا يخفى عليها ما يحدث واعتقد ان هناك نوع من الموافقة او التنسيق بشكل ما حتى ولو بطريقة غير مباشرة"، مشددا على أنه "بعد الدروس التي تعلمتها الولايات المتحدة الامريكية اعتقد ان تكرار سيناريو احداث 2014 سيكون بعيد المنال وان الولايات المتحدة الامريكية لا تريد خاصة تحت الإدارة الامريكية الجديدة الزج نفسها في اي صراعات او حروب أخرى بل هناك تأكيد على محاولة التركيز على المصلحة الامريكية الداخلية اولا وعلى القوى المنافسة الحقيقية للولايات المتحدة الامريكية مثل الصين وروسيا ".
وشدد عفيفي على أن "الولايات المتحدة الامريكية تعتبر العراق حليفا طالما هناك التزام بالاتفاقات التوافقات الامريكية العراقية"، منوها إلى أنها "لا تريد فتح يعني صراعات أخرى في المنطقة"، مستدركا بالقول "لكن لابد ان نعلم ان إسرائيل لديها طموحات كبيرة ولابد من الحذر بما قد تقوم به إسرائيل لانها عندما تتحرك تكون هي المتحرك الأول وتدعمها الولايات المتحدة الامريكية في كل ما تقوم به".