كيف نجحت الدولة المصرية في بناء اقتصاد قادر على مواجهة الأزمات؟
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
تعرض الاقتصاد المصري خلال السنوات العشرة الأخيرة، لضغوط متزايدة وصدمات متتالية من الداخل والخارج، إلا أن القرارات والإجراءات التي اتخذتها الدولة المصرية في هذه الفترة، كانت داعمة للاقتصاد بشكل واضح، وأصبح معها الاقتصاد قادرًا على مواجهة هذه الصدمات والعبور من الأزمات التي كانت أغلبها عالمية.
بناء اقتصاد قوي يستطيع مواجهة التحدياتودائمًا ما يوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، المسئولين بتوجيهات محددة وواضحة، تركز على بناء اقتصاد قوي يستطيع مواجهة التحديات وأية طوارئ أو ظروف استثنائية تتعرض لها مصر، أساس هذه التوجيهات هو إعادة هيكلة وبناء الاقتصاد المصري.
واستطاعت مصر مواجهة تحديات فيروس كوفيد -19 في عام 2020، بدعم من توافر الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية، وتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، ليأتي بعد ذلك وفي أقل من عامين حرب روسيا على أوكرانيا في فبراير 2022، ثم أحداث السودان، وبعد عام ونصف وتحديداً في أكتوبر 2023 حرب إسرائيل على غزة والأحداث المتصاعدة في البحر الأحمر.
تحرير سعر صرف الجنيه المصريوجاءت بداية الإصلاحات الاقتصادية، بقيام البنك المركزي في 14 مارس 2016، بتحرير سعر صرف الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية، مما ترتب عليه رفع أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض؛ للحد من آثار التضخم، وواصل الدولار رحلة صعوده أمام الجنيه حتى بلغ ذروته في سبتمبر 2016 ووصل سعره في السوق الموازية 20 جنيهًا في الوقت الذي كان يباع في البنوك بـ 8.85 جنيه، وهنا كان لابد من استمرار الدولة في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، ليأتي بعد ذلك قرار البنك المركزي المصري، بتحرير سعر صرف الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية في 3 نوفمبر 2016، ليمثل طوق نجاة للجنيه المصري والحفاظ على الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية وزيادته.
القضاء على السوق السوداء للدولاروساهم قرار تحرير سعر صرف الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية في 3 نوفمبر 2016، في القضاء على السوق السوداء للدولار وتقليص الضغط على العملة الأجنبية، وتزامن معه بدء تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي ساهم في تخفيض الواردات المصرية من الخارج بقيمة تجاوزت 120 مليار دولار، فضلاً عن زيادة تدفقات النقد الأجنبي والتي تجاوزت 200 مليار دولار.
تنفيذ برنامج الاصلاح الاقتصاديواتجهت الدولة المصرية، إلى تنفيذ عدد من الإجراءات بهدف السيطرة على سوق الصرف، وتوصلت الحكومة المصرية خلال الشهور الأخيرة من عام 2022، لإبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي لتنفيذ برنامج الاصلاح الاقتصادي يتضمن إصلاحات هيكلية للاقتصاد المصري، واتباع سعر صرف مرن يحكمه العرض والطلب، بجانب تشديد السياسة النقدية، وتشجيع القطاع الخاص وتحسين بيئة الأعمال، وزيادة برامج الحماية الاجتماعية، وخفض الدين المحلي، وتسريع برنامج الطروحات الحكومية.
تنفيذ صفقة رأس الحكمةونجحت مصر، في تنفيذ صفقة رأس الحكمة، وهى أكبر صفقة تم تنفيذها باستثمارات أجنبية مباشرة تتجاوز الـ35 مليار دولار لحدوث انتعاشة في الأسواق المحلية، ومع توافر السيولة من العملات الأجنبية سواء الدولار أو غيره من العملات الأجنبية في القنوات الرسمية من خلال البنوك أو شركات الصرافة، تم القضاء بشكل كبير على السوق السوداء للعملة، خاصة بعدما أصبح سعر السوق الرسمي نفس السعر في السوق السوداء.
تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في مصروشهد صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر، تطورًا ملحوظا على مدار السنوات الماضية، ليسجل نحو 10 مليارات دولار خلال العام المالي 2023 / 2022 بنسبة ارتفاع بلغت نحو 12.4%، مقارنة بنحو 8.9 مليار دولار خلال العام المالي 2022 / 2021، وفي العام المالي 2016 / 2017 كانت عند مستويات 7.9 مليار دولار، وفي العام المالي 2017 / 2018 بلغت نحو 7.7 مليار دولار، بينما في العام المالي 2018 / 2019 بلغت نحو 8.2 مليار دولار، وفقًا لبيانات البنك المركزي المصري.
ووفقًا لبيانات البنك المركزي، بلغ حجم تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر، نحو 7.5 مليار دولار فى العام المالي 2019/2020، ثم انخفض إلى 5.2 مليار دولار في العام المالي 2020/2021، وعاد إلى الصعود خلال العام المالي 2021 / 2022 ليصل إلى 8.9 مليار دولار ثم 10 مليار دولار في العام المالي 2022 / 2023.
جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرةوفيما يخص الاستثمار وجذب الاستثمارات الأجنبية، اتخذت الحكومة المصرية عدة قرارات لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتحفيز الاستثمار، من بينها خفض تكلفة تأسيس الشركات، والحد من القيود المفروضة على التأسيس وتسهيل تملك الأراضي، والتوسع في إصدار الرخصة الذهبية، وتسهيل استيراد مستلزمات الإنتاج، وتخفيف الأعباء المالية والضريبية على المستثمرين، وتحفيز الاستثمار المحلي والأجنبي.
تعديل بعض مواد اللائحة التنفيذية لقانون الاستثمارومن أبرز قرارات الحكومة، لدعم الاستثمار، الموافقة على مشروع قرار بدراسة تعديل بعض مواد اللائحة التنفيذية لقانون الاستثمار للسماح بالترخيص لمشروعات الصناعة القائمة على الغاز الطبيعي كأحد مدخلات الإنتاج، للعمل بنظام المناطق الحرة، كما حددت الحكومة مدى زمني 10 أيام لموافقات التأسيس، وإنشاء منصة إلكترونية لتأسيس وتشغيل وتصفية المشروعات بما يعمل على خفض الحواجز البيروقراطية وتبسيط الإجراءات.
التوسع في إصدار الرخصة الذهبيةومن بين الإجراءات التي اتخذتها الدولة، لتحفيز جذب الاستثمارات المباشرة، التوسع في إصدار الرخصة الذهبية، وعدم اقتصارها على الشركات التي تؤسس لإقامة مشروعات استراتيجية أو قومية فقط، وتعديل المواد رقم 40 و41 و42 للرخصة الذهبية بما يضمن جواز منحها للشركات المنشأة قبل قانون الاستثمار لعام 2017، والموافقة على إجراء تعديلات على بعض المواد القانونية التي تمنح معاملة تفضيلية للشركات والجهات المملوكة للدولة، بهدف تعزيز الحياد التنافسي في السوق المصرية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التنمية المصرية العاصمة الجديدة مشروعات التنمية سعر صرف الجنیه المصری من العملات الأجنبیة فی العام المالی البنک المرکزی السوق السوداء ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
«الوزراء»: مصر أكبر منتج ومستهلك للأدوية في إفريقيا بقيمة سوقية 56.6 مليار دولار
أكد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أن صناعة الدواء محرك أساسي للنمو الاقتصادي، إذ تعد من أكبر مصادر توليد الثروة في العالم إذا تساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي للدول، وتُقدر قيمة السوق الدوائية العالمية بتريليونات الدولارات، وشهدت السوق نموًا كبيرًا خلال العقدين الماضيين وبلغ إجمالي إيرادات الأدوية في جميع أنحاء العالم 1.4 تريليون دولار أمريكي عام 2022، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تنمو إلى 1.8 تريليون دولار بحلول عام 2026.
وجاء ذلك في العدد الثامن من مجلة المركز الدورية «آفاق صناعية» تحت عنوان «الصناعات الدوائية»، والتي استعرضت العديد من مقالات الرأي لمجموعة من الخبراء والأكاديميين والمتخصصين، تسلِّط الضوء على موضوع العدد، بهدف تعزيز آليات البحث والتطوير في مجال صناعة الأدوية، منها مقالات حول اتجاهات وآفاق صناعة الدواء عالميًا مع التركيز على التجربة الصينية، ومجال الصناعة الدوائية في الهند، والملكية الفكرية في الصناعات الدوائية.
مصر من الأسواق الناشئة الواعدة في قطاع صناعة الأدويةوأشار إلى أن مصر من الأسواق الناشئة الواعدة في قطاع صناعة الأدوية بشكل عام وأحد أكبر وأهم الأسواق في إفريقيا، ويرجع ذلك إلى موقعها الجغرافي الاستراتيجي المتميز والذي يجعلها مركزًا إقليميًا لتوزيع الأدوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى تطور البنية الصناعية لمصر بصورة تدعم صناعة الأدوية، وإنشاء العديد من المناطق الصناعية المتخصصة.
وأوضح أن مصر تعد أكبر منتج ومستهلك للأدوية في إفريقيا بقيمة سوقية تقدر بـ56.6 مليار دولار عام 2023، وهي لاعب مهم في سلاسل التوريد العالمية للمنتجات الصيدلانية حيث سجلت صادرات بقيمة 400 مليون دولار في عام 2023 مما يدل على قوة وأهمية القطاع للاقتصاد المصري، ومن المتوقع أن تشهد السوق في المستقبل معدل نمو سنوي ثابت (معدل النمو السنوي المركب 2024- 2029) بنسبة 5.48% ليبلغ حجم السوق 2045 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2029.
تستثمر الشركات حوالي 20% أو أكثر من إيرادات مبيعاتهاولفت إلى أن صناعة الأدوية توفر وظائف للأفراد في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، كما يهتم قطاع الصناعات الدوائية بتحفيز البحث العلمي والتطوير أكثر من أي صناعة أخرى حيث تستثمر الشركات حوالي 20% أو أكثر من إيرادات مبيعاتها في مشروعات البحث والتطوير، وتشير التقارير إلى أن التطور المستمر في التركيبات الصيدلانية والصناعات الدوائية كان السبب بنسبة 73% في زيادة متوسط عمر الإنسان في 30 دولة نامية ومرتفعة الدخل، ولا يجب إغفال تأثير شركات الأدوية ودور البحث العلمي في أزمة جائحة كورونا 2020 وحتى الآن، حيث قادت تلك الشركات مسيرة تطوير العلاجات الجديدة واستحداث لقاحات كوفيد_19.
كما استعرض التجارب الدولية الرائدة في صناعة الدواء مثل «الولايات المتحدة الأمريكية، وسويسرا، والمملكة المتحدة، واليابان»، وأيضًا الدول الناشئة في هذا المجال والتحديات والفرص التي أمامها.