أستاذ علوم سياسية: المرحلة المقبلة بسوريا تتطلب تكاتف الجميع لإعادة البناء
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن مستقبل سوريا بعد الأحداث التي شهدتها يعتمد بشكل كبير على تضافر الجهود الإقليمية والدولية، لتحقيق تسوية شاملة تعيد بناء الدولة السورية على أسس الاستقرار والتنمية، مشيرا إلى أن الصراع الطويل الذي شهدته سوريا منذ عام 2011 تسبب في تدمير البنية التحتية وتفكيك النسيج الاجتماعي، مما يجعل المرحلة المقبلة تحديا يتطلب تكاتف الجميع لإعادة البناء.
وأوضح الدكتور رضا فرحات في تصريحات لـ«الوطن»، أن الأولوية يجب أن تكون لاستعادة وحدة الدولة السورية وسيادتها على كامل أراضيها، مع التركيز على الحل السياسي كركيزة أساسية لضمان وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء المعاناة الإنسانية ويستلزم تحقيق هذا الهدف تنشيط مسار جنيف واستكمال الجهود التي بذلت تحت مظلة الأمم المتحدة، بالتعاون مع الدول الفاعلة في الملف السوري.
وأشار نائب رئيس حزب المؤتمر إلى أن إعادة الإعمار ستكون أحد التحديات الكبرى أمام سوريا، وهي عملية تحتاج إلى دعم اقتصادي واسع النطاق من المجتمع الدولي والمؤسسات المالية الكبرى، فضلاً عن مساهمة الدول العربية والإقليمية، مشيرا إلى أن إعادة البناء ليست مجرد جهد اقتصادي، بل تشمل أيضًا إعادة بناء النسيج الاجتماعي وتعزيز التماسك الوطني من خلال حوار شامل يضم جميع أطياف الشعب السوري.
أهمية عودة سورياوفيما يتعلق بالدور العربي، أكد الدكتور رضا فرحات أهمية عودة سوريا إلى الحضن العربي عبر جامعة الدول العربية لتعزيز التعاون الإقليمي ودعم استقرار المنطقة مشيدا بالجهود المصرية في هذا الصدد، مشددا على ضرورة استكمال هذه الجهود لتعزيز السلام والتنمية في سوريا والمنطقة.
وشدد الدكتور رضا فرحات على أن استقرار سوريا لا يقتصر على الشعب السوري فقط، بل ينعكس على استقرار المنطقة بأسرها وتحقيق رؤية مستقبلية لسوريا مزدهرة يتطلب التزاما دوليا وإقليميا مستداما لدعم الشعب السوري في بناء دولته على أسس العدالة والتنمية الشاملة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سوريا السوريين الدولة السورية حزب المؤتمر الدکتور رضا فرحات
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: تصريحات ترامب تكتيكية .. وتراجعه لا يعني موت الفكرة
أكد الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الطروحات التي قدمها الرئيس الأمريكي في مؤتمره مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الثلاثاء الماضي تختلف تمامًا عن العناصر المطروحة حاليًا.
وخلال لقائه في برنامج "كلمة أخيرة"، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON، أوضح كمال: "تحدث الرئيس الأمريكي عن فكرة امتلاك قطاع غزة والسيطرة عليه، وإمكانية نشر قوات أمريكية على الأرض، لكن تم التراجع رسميًا عن تلك التصريحات والأفكار، حيث أُعلن لاحقًا أنه لا يمكن أن تكون هناك قوات أو استثمارات أمريكية في غزة، كما أُشير إلى عدم وجود نية للاستعجال في تنفيذ تلك الفكرة."
وأضاف: "الأمر الأكثر غرابة هو الحديث عن تسليم إسرائيل قطاع غزة للولايات المتحدة، بحيث تتولى واشنطن مسؤولية حفظ الأمن أثناء عملية إعادة الإعمار، لكن لم تُقدَّم أي إجابة حول الجهة التي ستتحمل تكلفة إعادة البناء."
وأشار كمال إلى أن هذا التغيير في الطرح ناتج عن عدة عوامل، موضحًا أن شخصية الرئيس الأمريكي تجعل من الصعب التمييز بين تصريحاته التكتيكية وتوجهاته الاستراتيجية، إذ إن معظم مواقفه تنطلق من حسابات تكتيكية قد تؤدي بالمصادفة إلى تحقيق أهداف استراتيجية.
وتابع: "حتى لو شهدنا بعض التراجع في تصريحات الرئيس الأمريكي، فإن ذلك لا يعني أن الفكرة قد انتهت تمامًا، فقد تعود مجددًا بشكل مختلف. خاصةً أن بعض الجمهوريين انتقدوه قائلين: (وعدتنا خلال الانتخابات بعدم الارتباط بالشرق الأوسط وعدم نشر قوات عسكرية هناك، والآن تغلق هيئة المعونة الأمريكية ثم تتحدث عن الاستثمار الخارجي!)، فضلًا عن معارضة الديمقراطيين لهذا الطرح."
وأكد كمال أن المعارضة الأهم التي واجهها الرئيس الأمريكي جاءت من دول المنطقة، خصوصًا مصر والأردن، وهما الطرفان اللذان كان يعوِّل عليهما في استقبال المهجرين من قطاع غزة. كما لاقى رفضًا عربيًا موحدًا، وهو ما قد يُثمر عن قمة عربية طارئة قبل نهاية الشهر في القاهرة لمعالجة هذا الملف، إلى جانب معارضة بعض الحلفاء الغربيين، مثل فرنسا.
واختتم حديثه قائلًا: "العديد من أفكار الرئيس الأمريكي لا تجد سبيلًا للتطبيق على أرض الواقع، ويتم تعديلها أو تغييرها، لكنها بالتأكيد تترك آثارًا سلبية تستمر لفترة طويلة. ومن أخطر هذه الآثار منح الشرعية لفكرة التهجير، وهي مسألة في غاية الخطورة. فقد قام خلال ولايته الأولى بإحداث تغيير جذري في مسار الحلول السياسية عبر منح الموافقة على ضم القدس والاعتراف بشرعية ضم أراضٍ محتلة مثل الجولان. وخلال ولايته الثانية، يتحدث عن قضية اللاجئين والتهجير، وكأنه يسعى لإفراغ غزة من سكانها."