رحيل الأسد.. أحداث سوريا زلزال كبير يعيد تشكيل خارطة الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
شهد العالم تطورًا غير متوقع مع سقوط نظام آل الأسد في سوريا بعد حملة عسكرية خاطفة قادتها المعارضة المسلحة. هذا الحدث وصفته وسائل إعلام دولية بـ"الزلزال الإقليمي الكبير"، إذ قد يكون نقطة تحول في مستقبل المنطقة بأسرها.
رمزية سقوط النظامصورة لبشار الأسد مثقوبة بالرصاص على مبنى بلدية حماة أصبحت رمزًا لما وصفته وسائل الإعلام بـ"التطور المذهل".
ذكرت صحيفة لوفيجارو أن الإطاحة بالأسد تمت في غضون 12 يومًا فقط، وهو تطور لم يكن أحد يتوقعه. وأشارت إلى ضرورة توحيد صفوف المعارضة لتجنب تكرار سيناريو العراق بعد سقوط صدام حسين عام 2003.
بينما وصفت لوموند الأسد بأن وصوله إلى الحكم كان صدفة، حيث كان أخوه باسل المرشح الأول للرئاسة قبل وفاته في حادث مأساوي.
وفقًا لموقع أكسيوس الأمريكي، فإن هذا السقوط يمثل زلزالًا سيؤدي إلى زعزعة استقرار سوريا والمنطقة على المدى القصير، مع عواقب بعيدة المدى على حلفاء الأسد، مثل روسيا وإيران وحزب الله.
نيويورك تايمز تناولت التحولات في ميزان القوى بين الأطراف الإقليمية الكبرى:
إسرائيل تخشى أن تؤدي حكومة ذات طابع إسلامي في سوريا إلى تعزيز النفوذ التركي.إيران بدأت سحب قادتها العسكريين في سوريا بعد أن بات نفوذها على المحك.تركيا استغلت انهيار النظام لتعزيز نفوذها في الشمال السوري، وتسعى إلى إعادة أكثر من 3 ملايين لاجئ إلى ديارهم.الدور الروسيروسيا تواجه معضلة بشأن استمرار وجودها في سوريا. وأشارت تقارير إلى أن موسكو دعت رعاياها إلى مغادرة البلاد، ما يعكس تراجع ثقتها في الحفاظ على نفوذها كما كان سابقًا.
الولايات المتحدة في مرحلة انتقاليةوصفت نيويورك تايمز النظام السوري بـ"القوقعة الجوفاء"، مشيرة إلى أن سقوطه يكشف عن ضعف هيكلي كان يدار بعقلية متأخرة تشبه "سيارة قديمة جُمعت بأيدٍ غير محترفة"، وفق تعبير الباحث أندرو تابلر.
السؤال المطروح الآن هو: هل يستطيع السوريون بناء دولة جديدة تمثل الجميع، أم أن سوريا ما بعد الأسد ستواجه تحديات جديدة تزيد من تعقيد المشهد الإقليمي؟
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سوريا الشرق الاوسط الاسد المزيد المزيد فی سوریا
إقرأ أيضاً:
سقوط الأسد "نقطة تحول" لروسيا والشرق الأوسط
شهدت منطقة الشرق الأوسط تطورات دراماتيكية، على مدار 8 أيام فقط، انهار نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وسواء تم تفكيك حكومة الأسد بالكامل أو ظلت ضعيفة بشكل كبير، فإن هذا التحول يتردد صداه بالفعل في جميع أنحاء المنطقة.
سوريا كانت بمثابة جزء حيوي من "الهلال الشيعي"
وفي هذا الإطار، قال جون ليونز، محرر الشؤون العالمية، في تقرير بموقع الإذاعة النوزيلندية، إن الخاسرين الجيوسياسيين الأكثر أهمية في هذه الأزمة هم روسيا وإيران، وكلاهما كانا فعالين في دعم الأسد منذ بدء الانتفاضة السورية في عام 2011.وفّر الوجود العسكري الروسي في سوريا، بما في ذلك قاعدتها البحرية في طرطوس والقاعدة الجوية في اللاذقية، لموسكو موطئ قدم استراتيجياً في البحر الأبيض المتوسط ونفوذاً في جميع أنحاء المنطقة. ويهدد سقوط الأسد بتقليص هذه الميزة الحاسمة.
كيف أثرت الإطاحة بالأسد على قطاع الطاقة السوري؟ - موقع 24عادت ناقلة نفط إيرانية كانت متجهة إلى سوريا أدراجها في البحر الأحمر، مبتعدة عن وجهتها الأصلية، بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وتنطبق العواقب الوخيمة ذاتها على إيران بالقدر نفسه، يضيف التقرير، موضحاً أن سوريا كانت بمثابة جزء حيوي من "الهلال الشيعي"، الذي يمتد من إيران عبر سوريا إلى لبنان. ويؤدي انهيار نظام الأسد إلى تعطيل هذه الشبكة وإضعاف قدرة إيران على دعم وكيلها الرئيسي "حزب الله" في لبنان.
كيف بدأ سقوط الأسد؟ وحدد ليونز مسار النظام بدءاً من التحديات الأولية التي واجهها خلال انتفاضات "الربيع العربي" في عام 2011 إلى سقوطه السريع مؤخراً. ونجا نظام الأسد من الاحتجاجات الواسعة النطاق، مما حولها إلى حرب أهلية وحشية، شهدت تورط حلفاء أقوياء مثل روسيا وإيران وحزب الله.ولعبت إيران دوراً رئيساً في تعزيز حكومة الأسد من خلال نشر مقاتلي حزب الله. وأشار ليونز إلى أن هؤلاء المقاتلين كانوا عامل الحسم في هزيمة الجماعات المتمردة السنية. ومع ذلك، فإن الهجوم الأخير من قبل واحد من هذه الفصائل، هيئة تحرير الشام، أدى إلى تحول جذري في ميزان القوى. وكانت هذه المجموعة المتمركزة في إدلب قد رفضها النظام سابقاً بوصفها مصدر إزعاج بسيط، ومع ذلك، أثبت هجومهم على دمشق أنه كارثي للأسد.
3 عوامل ساهمت في السقوط السريع لنظام الأسد - موقع 24أطاحت فصائل مسلحة بحكم الرئيس بشار الأسد، الأحد، بعد هجوم استمر أسبوعين، شهد سقوط المدن الكبرى الواحدة تلو الأخرى، حتى استولت الفصائل على العاصمة دمشق دون قتال. لماذا تعثر الدعم الخارجي للأسد؟ ويعزو ليونز ضعف الأسد المفاجئ إلى تشتيت انتباه حلفائه. فروسيا، المتورطة في الحرب الجارية في أوكرانيا، لديها قدرة ضئيلة على التدخل بشكل حاسم في سوريا. وأدى الصراع الأوكراني إلى استنزاف الموارد العسكرية والسياسية لموسكو، وتفاقم ذلك بسبب الهجوم المضاد الأوكراني الجريء الذي استولى على جزء كبير من كورسك. وتحول تركيز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استعادة هذه المنطقة، تاركاً سوريا في الخلفية.
من ناحية أخرى، تنشغل إيران بتوتراتها المتصاعدة مع إسرائيل. وأعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأولوية لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة. وفي أعقاب وقف إطلاق النار الأخير في لبنان، ركزت إسرائيل على استهداف الأصول الإيرانية، مما ترك طهران في حالة تأهب قصوى لمزيد من الهجمات.
وقد ضعف حزب الله، أقوى وكيل لإيران، بشدة بعد خسارة قادة رئيسين، بما في ذلك السيد حسن نصر الله، وعدد كبير من المقاتلين في اشتباكات مع إسرائيل، وتعرضه للنقد الشديد كأحد أسباب تدمير البنية التحتية في لبنان من قِبل القوات الإسرائيلية.
موقف مفاجئ لزوجة ماهر الأسد بعد التطورات في سوريا - موقع 24هاجمت منال الجدعان الأسد، زوجة ماهر الأسد، الرئيس السوري السابق بشار الأسد، ونشرت صورة تعبر عن تأييدها للجماعة المسلحة في سوريا. توقيت الهجوم ورأى التقرير أن ضربة هيئة تحرير الشام على دمشق جاءت في توقيت لا تشوبه شائبة. ومع تشتيت انتباه روسيا وإيران وتضاؤل حزب الله، تمكن المتمردون من استغلال ضعف النظام. وتؤكد قدرة هذه الجماعة على شن مثل هذا الهجوم المؤثر على هشاشة قبضة الأسد على السلطة والديناميكيات المتغيرة للصراع السوري. التداعيات على الشرق الأوسط وقال الكاتب إن سقوط نظام الأسد يمثل أحد أهم التغييرات في الشرق الأوسط في التاريخ الحديث. ويقدم الفراغ في السلطة الذي خلفته حكومته شكوكاً ومخاطر جديدة في منطقة مليئة بالفعل بالحروب بالوكالة والتنافسات الجيوسياسية.
ورأت روسيا أن خسارة سوريا تقلل من نفوذها في الشرق الأوسط، مما يقلل من قدرتها على فرض قوتها والحفاظ على وجود استراتيجي في البحر الأبيض المتوسط. أما إيران، فإن خسارتها سوريا تضعف شبكتها الإقليمية وتقوض قدرتها على دعم حزب الله.
الجولاني يتعهد بمحاكمة "مجرمي الحرب" في سوريا - موقع 24أعلن زعيم "هيئة تحرير الشام"، أبو محمّد الجولاني، قائد الفصائل المسلحة، التي أطاحت بالرئيس بشار الأسد، أنّ السلطات الجديدة في سوريا ستنشر قريباً قائمة أولى بأسماء كبار المتورّطين بتعذيب الشعب السوري، لملاحقتهم ومحاسبتهم. ماذا بعد؟ في حين أن العواقب المباشرة لانهيار الأسد واضحة، يقر ليونز بأن التداعيات طويلة الأجل ما تزال غير مؤكدة. لقد وصل الشرق الأوسط الآن إلى مفترق طرق، مع ظهور ديناميكيات جديدة بين القوى الإقليمية والعالمية. أعادت القوات المتمردة التي فككت حكومة الأسد تشكيل المنطقة بطرق ما تزال تتكشف، وهو ما لا يساعد على التنبؤ بما يمكن أن تحمله اللحظات القادمة، ولكن من المؤكد أن سقوط الأسد يمثل لحظة تحول في الشرق الأوسط والمشهد الجيوسياسي الأوسع نطاقاً.