أنور قرقاش: مكان بشار الأسد ليس مهما.. والفشل السياسي أدى لإنهيار نظامه بشكل سريع
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN-- تحدث أنور قرقاش مستشار الرئيس الإماراتي، عن سياسة الإمارات تجاه الأزمة السورية، مؤكدا أن سوريا كان لديها تاريخ من التعذيب، وأن الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، عندما كان في السلطة لم يستغل أي من "أطواق النجاة" التي أُلقيت له، وإن "الفشل السياسي" أدى إلى سقوط نظام الأسد بشكل سريع.
قال أنور قرقاش، الأحد، إن "من خلال مشاهدة الوضع خلال الـ24 ساعة الماضية، فإنه من الواضح أنه لا يزال وقتا متوترا وصعبا للغاية في المنطقة وفي العالم كله... رأينا أزمات حولنا في غزة وفي لبنان والسودان وأوكرانيا، والتطورات الدرماتيكية خلال الأيام القليلة في سوريا".
وأضاف قرقاش خلال كلمته في "حوار المنامة": "كل هذه الأمور لها تداعيات خطيرة على الناس في المنطقة وعلى الاقتصاد وعلى استقرار الدول، والتوقعات المستقبلية، فالأمن العالمي وفي الشرق الأوسط مرتبطان بشكل كبير، والنظام الدولي يتأثر بالتنافس الجيوسياسي سواء في الشرق الأوسط، أو في منطقة معينة وآي مكان آخر، بتزايد التعددية، أو بالتهديدات للقيم العالمية، فهذه بيئة أمنية عالمية معقدة وغير مؤكدة على نحو متزايد".
وأشار مستشار الرئيس الإماراتي في كلمته إلى أنه "نظرا للرفض الحالي للنظام العالمي، فإنه طموح مشروع أن تبحث الدول الشرق أوسطية عن الحفاظ على علاقتها الدولية وتعزيز استقلالها الاستيراتيجي، وخلال أكثر من عام على الحرب في غزة، لا يزال الشرق الأوسط في أزمات متداخلة، أدت إلى ظهور معاناة إنسانية هائلة، ولا تزال هناك حالة من عدم اليقين حول ما هي صيغة الحل لتلك الأزمات، وما هو مؤكد هو أنه يجب أن نحاول بجدية أكبر من خلال الدبلوماسية لحل النزاعات ومنعها من التحول إلى حروب لا تنتهي، والعمل بجدية على كسر حلقة الفوضى والعنف في المنطقة، وعلى الجبهة الإسرائيلية- الفلسطينية، هناك حاجة لحراك سياسي، يؤدي إلى حل الدولتين، ونحتاج إلى البحث بطريقة بناءة فيما يمكن أن نعمله الآن على وقف حلقة العنف من الانتشار..، ومساعدة السكان المحليين الذين يعانون ويحتاجون بشدة للمساعدات الطبية والغذائية والمأوى".
وتحدث أنور قرقاش عن تحول إيجابي منذ أسبوعين بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار مؤقتا في لبنان، والحاجة إلى مزيد من العمل، قائلا إنه "إذا صمد هذا الاتفاق سيقدم أملا في وقف دائم للأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان"، معربا عن أمله في "التوصل إلى إنجازات دبلوماسية أخرى لعودة الاستقرار في المنطقة".
وعن الوضع في سوريا، قال أنور قرقاش إن "الأحداث المتطورة في سوريا هي أيضا مؤشر واضح على الفشل السياسي والطبيعية التدميرية للصراع والفوضى".
وأكد أن "الدروس المهمة التي تعلمناها من تاريخ الصراع الحالي في الشرق الأوسط، هو أنه كلما تُركت المشكلات دون حل، فإن الوضع يزداد سوءا، وأن الأطراف الفاعلة خارج سيطرة الدولة سوف تسعى لاستغلال الوضع، وهناك أهمية لتأكيد أنه لا يجب منح الفاعلين من غير الدول الفرصة لاستغلال الفراغ السياسي، إن الأحداث التي وقعت خلال العام الماضي، تظهر لنا الدور التدميري الذي يمكن أن يلعبه هؤلاء الفاعلون، وتؤكد أهمية تعزيز دور الدولة الوطنية في الشرق الأوسط ودور مؤسسات الدولة الوطنية، وبخاصة يجب أن تكون الأدوار العسكرية الدفاعية والعسكرية تحت سيطرة الدول فقط بشكل كامل وليس تحت سيطرة المليشيات أو الجيوش الخاصة".
وأكد قرقاش أنه "إذا لم نقم ببناء جسور وشراكات وإذا لم نعمل بشكل تعاوني، فإن البديل قد يكون صراعا لا ينتهي في المنطقة".
وخلال مداخلة ردا على سؤال حول سوريا، قال أنور قرقاش إن "سوريا كان لديها تاريخ من التعذيب، وهذا التاريخ الفعلي ممتد من أول انقلاب عسكري في عام 1949، وسوريا مليئة بالموهوبين والطاقات والقدرات والتاريخ العريق، ولكنها في نفس الوقت شهدت عدم استقرار سياسي واقتصادي...".
وأردف أنور قرقاش: "عندما يسأل الناس إلى أين سيذهب بشار الأسد. أقول: عندما تنظر إلى هذا فإنه يبدو كأمر ليس مهما تاريخيا. إنه يذكرني قليلا بالقيصر الألماني فيلهلم الثاني الذي أُجبر على التنازل عن العرش عام 1918، وانتقل إلى المنفى لفترة طويلة، واعتقد العديد من الناس أنه عاش في المنفى في هولندا، ولكني أعتقد أنه عندما تنظر إلى ذلك فإنه ليس مهما جدا، ولكن المخاوف الفعلية بالنسبة لنا، هي وحدة وسلامة أراضي سوريا التي لا تزال تحت التهديد، وما يتعلق بانتشار الفوضى والعنف التي شهدها العالم العربي منذ الربيع العربي في 2011، والتطرف والإرهاب وهي تبقى مخاوف أساسية، ونأمل أن يعمل السوريون معا من أجل عدم وجود حلقة أخرى من الفوضى".
وأردف أنور قرقاش ردا على سؤال حول رؤيته للسياسة الإماراتية حول سوريا، قائلا: "أعتقد أن السياسة الاماراتية تجاه سوريا منذ البداية كانت عملية إلى حد كبير ومبنية على التطورات في سوريا، ففي 2011، أتذكر أن الحكومة السورية طلبت دعمنا لمواجهة المظاهرات في البداية هناك، وقلنا لهم إنه يجب أن تحلوا ذلك داخليا من خلال الحوار والنقاش، وكنا جزءا من الائتلاف ضد نظام الأسد منذ سنوات عديدة، وكنا جزءا من قرار الجامعة العربية لطرد نظام الأسد من الجامعة العربية في ذلك الوقت، وفي النهاية انتهى الأمر فعليا بعدم وجود أي تأثير للعرب على الأحداث في سوريا".
وتحدث قرقاش أيضا عن "مخاوف حقيقية من انضمام المزيد والمزيد من المقاتلين الذين يتبعون نهج تنظيم القاعدة إلى بعض الأطراف في المعارضة السورية، وفي الوقت نفسه من دائرة العنف الممتدة لفترة طويلة".
وأردف قرقاش: "أعتقد أن موقف العرب تجاه بشار الأسد، ناتج عن الإحباط من 10 سنوات قبل ذلك، ولم يحدث بين ليلة وضحاها، وكان نتيجة تطورات الوضع على الأرض، وكان هناك فشل كبير بشكل أساسي على مستوى السياسة، لأن الأسد لم يستغل أي من (أطواق النجاة) التي أُلقيت له من قبل العديد من الدول العربية بما فيها الإمارات، ولم يستخدم كل ذلك للانفتاح لإجراء نقاشات دستورية، ولم يحاول أن ينفتح على تركيا، وكلنا نصحناه بذلك، ولكن في النهاية كان هناك فشل سياسي كبير، ورأينا هذا الانهيار السريع للنظام بسبب الفشل السياسي".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أنور قرقاش الثورة السورية الجيش السوري الحكومة السورية الربيع العربي بشار الأسد فی الشرق الأوسط بشار الأسد فی المنطقة أنور قرقاش فی سوریا
إقرأ أيضاً:
وثائق تنشر للمرة الأولى تكشف مراقبة حافظ الأسد لنجله بشار خلال دراسته في بريطانيا
سرايا - نشر الصحافي السوري المعارض، نزار نيوف، وثائق ترجح أنّ حافظ الأسد كان يُعارض زواج ابنه بشار من أسماء الأخرس.
وشارك نيوف عبر صفحته على “فيسبوك” وثائق تؤكد أنّ حافظ الأسد كلّف مدير الاستخبارات العسكرية السابق علي دوبا، بمراقبة بشار خلال فترة دراسته في بريطانيا، حيث أرسل دوبا تقريراً عام 1992 يتضمّن معلومات حول تنظيم سحر العطري والدة أسماء لقاءات سرية لبشار مع ضابط مخابرات وقوات خاصة في الجيش البريطاني.
وقال نيوف: إن زواج أسماء الأخرس من بشار الأسد لم يكن نتيجة علاقة حب مزعومة، بل مجرد «زواج استخباري – وظيفي» وتابع: «الأسد الأب» لم يجد سوى «علي دوبا» ليكلفه بعملية «مراقبة إيجابية» (كما أسموها في الوثائق الرسمية) لابنه «بشار» خلال دراسته في بريطانيا.
وتابع في منشوره: في الأرشيف الخاص بـ «بشار الأسد» في شعبة المخابرات العسكرية وحده، أكثر من عشرين وثيقة ذات صلة، واليوم سأتطرق إلى وثيقتين تفصل بينهما ست سنوات. الأولى تعود إلى أواخر العام 1992، أي بعد وصول «بشار» إلى لندن بفترة قصيرة كما أفترض؛ والثانية تعود إلى أواخر العام 1998، وتتعلق بـ «أسماء الأخرس» وحدها، بعد أن جيء بها على غفلة من نيويورك إلى لندن لتشغل وظيفة بنكية لصالح المخابرات البريطانية!.
ـ الوثيقة الأولى التي تحمل تاريخ 14/ 12/ 1992 : يشير محتواها إلى أن «بشار» تناول الغداء في جناح خاص في مطعم فندق «تشيستفيلد ميفير» عصر يوم السبت 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 1992 بصحبة كل من «سحر العطري» (حماته المستقبلية) وابنتها «أسماء». وكان معهم سيدة تدعى «إليزا مانينغهام- بولر»، التي وصفها التقرير بأنها رئيس قسم هام في المخابرات الداخلية البريطانية ( إم آي 5). وبعد ذلك بحوالي أسبوعين، حصلت سهرة اجتماعية خاصة في منزل الدكتور «فواز الأخرس» (حماه المستقبلي) في حي «أكتون»، حضرها بالإضافة إلى أفراد العائلة و السيدة المذكورة آنفاً ( إليزا بولر) كل من الدكتور «غيث أرمنازي» وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية البريطانية، عرف منهم «ريموند أسكويث» الذي وصفه التقرير بأنه ضابط في المخابرات الخارجية (إم آي 6) ورئيس سابق لمحطتها في موسكو، وبأنه تورط في قضية تجنيد وتهريب ضابط مخابرات سوفييتي (يقصد قضية «اوليغ غورديفسكي» الشهيرة، التي دفعت سلطات موسكو إلى طرده في العام 1985). وشارك في السهرة أيضاً شخص يدعى «جون هولمز» الذي وصفه التقرير بأنه ضابط كبير في القوات الخاصة في سلاح الجو الملكي البريطاني. ويشير التقرير إلى أن الضيوف البريطانيين، رغم الطابع الاجتماعي للسهرة، طرحوا أسئلة على «بشار» تتعلق بموقفه من السلام مع إسرائيل والمفاوضات التي كانت بدأت صيف ذلك العام، وما إذا كان يعرف الدكتور «موفق العلاف» (رئيس الوفد السوري في تلك المفاوضات).
ـ الوثيقة الثانية التي تحمل تاريخ 27/ 11/ 1998: في هذا التقرير الذي رفعه «علي دوبا» إلى «الأسد الأب» يكشف الضباط والديبلوماسيون، الذين جرى تكليفهم بـ «المراقبة الإيجابية» لابنه و علاقاته مع «آل الأخرس» وابنتهم، أن «إليزا مولر(ضابطة المخابرات التي ورد ذكرها في الوثيقة الأولى) أمّنت وظيفة لـ «أسماء الأخرس» في «بنك مورغان» الأمريكي في لندن، وطلبت منها ترك «البنك الألماني في نيويورك» والعودة إلى لندن للالتحاق بها. أما وظيفتها الجديدة في لندن فكانت مراقبة الاستثمارات الآسيوية، لاسيما الصينية، في قطاع الصناعات الكيميائية والدوائية. وسيكون عليها أن ترفع تقاريرها السرية إلى شخص يدعى «كولين ماكول»، الذي كان آنذاك عضو المجلس الاستشاري في مؤسسة «أوكسفورد أناليتيكا». وكما يذكر التقرير بحق، فإن هذا الشخص كان مدير المخابرات الخارجية البريطانية خلال الفترة 1989- 1994.
وزاد: ما يلفت الانتباه إدارياً وأمنياً، في جميع التقارير التي كان يرفعها «دوبا» إلى «الأسد الأب» حول «المراقبة الإيجابية لبشار» هو أن جميعها كانت بلا رقم، واقتصرت على تواريخ الإرسال. ومعنى هذا أنها لم تكن تسجل في سجلات البريد الصادر. وما يؤكد هذا أن جميعها رُوّست بعبارة «سري للغاية، يسلم باليد من قبل الضابط المكلف ويفتح بالذات». وهذا يعني أن ضابطاً كان مكلفاً بنقل هذه التقارير «العائلية» الخاصة من «دوبا» إلى «الأسد». لكن «دوبا» كان حريصاً على وضع نسخ منها في أرشيف الشعبة، الذي – كما أخبرني أحدهم مؤخراً – أقدم النظام على حرقه في محرقة شعبة المخابرات العسكرية في «مدرسة ميسلون للمخابرات» بريف دمشق بعد عودة بشار من موسكو بتاريخ 1 كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وهو ما أقدمت عليه الأجهزة الأخرى (مكتب الأمن الوطني/ القومي، إدارة المخابرات الجوية، إدارة المخابرات العامة، القصر الجمهوري، بعض الدوائر المدنية ..إلخ)، حيث حرقت أراشيفها الورقية الحساسة في الفترة نفسها في «محرقة إدارة المخابرات العامة» و «محرقة رئاسة الأركان»، فضلاً عن تدمير الحافظات (الهارديسكات الخارجية) التي تحتفظ بالوثائق الرقمية بعد أتمتة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية.
إقرأ أيضاً : لبنان .. إجراءات أمنية مشددة قبيل جلسة انتخاب الرئيسإقرأ أيضاً : قائد الجيش اللبناني يقترب من القصر الرئاسي بدعم داخلي ودوليإقرأ أيضاً : انتهاء عملية ملاحقة عناصر نظام الأسد بريف اللاذقية
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1779
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 09-01-2025 11:50 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...