لا يزال سجن صيدنايا سيئ الصيت في ريف دمشق يكشف عن فصوله القاسية، حيث تناشد عائلات سورية الجهات المعنية بالعمل على إخراج ذويهم الذين لا يزالون معتقلين في طوابق سفلية بالسجن لم يُتوصل إليهم بعد.

وحسب تقرير لمراسل الجزيرة أدهم أبو الحسام، فقد نجحت قوات المعارضة في السيطرة على السجن وإطلاق سراح الآلاف من المعتقلين من الطوابق العلوية، لكن الطوابق السفلية الثلاثة، المعروفة باسم السجن الأحمر، والسجن الأبيض، والسجن الأصفر، لا تزال تحت الأرض ومعزولة عن الخارج، فيما يواجه المعتقلون فيها ظروفا مأساوية.

ورغم الجهود الحثيثة، لم يتمكن الأهالي ولا قوات المعارضة من الوصول إلى هذه الطوابق، ويشير السكان إلى وجود أبواب سرية معقدة تؤدي إلى تلك المناطق، وهي مغلقة بإحكام.

ومع انقطاع التيار الكهربائي، أصبحت حياة المعتقلين أكثر صعوبة، حيث يعانون من نقص حاد في المياه والطعام والهواء، وسط مطالبات متزايدة للمنظمات الدولية والخبراء بالتدخل.

والتقى مراسل الجزيرة ببعض الأهالي الذين فقدوا أبناءهم منذ أكثر من عقد، من بينهم فلسطينيون من مخيم اليرموك، أكدوا أن أبناءهم كانوا معتقلين في هذا السجن منذ 13 عاما، ولم يُعرف مصيرهم حتى الآن.

إعلان

ووفقا للأهالي، شوهدت مروحية سورية تحط في السجن الليلة السابقة، يُعتقد أنها قامت بنقل ضباط السجن، وبعد ذلك، تمكنت فصائل المعارضة من اقتحام الطوابق العلوية، لكن الطوابق السفلية ظلت عصية على الوصول.

ورصد مراسل الجزيرة خلال جولته داخل السجن غرف تعذيب وأخرى تحتوي على مشانق تحمل آثار دماء حديثة، كما وُجدت سجلات تُظهر أسماء المعتقلين، والتي يبحث الأهالي فيها عن ذويهم على أمل العثور على أي معلومات.

ويحاول بعض الأهالي وقوات المعارضة الحفر حول محيط السجن للوصول إلى الطوابق السفلية، كما يبحثون عن خبراء أو ضباط خدموا سابقا في السجن ليفكوا لغز الأبواب السرية التي تعيق تحرير المعتقلين.

وتجسد الأوضاع داخل سجن صيدنايا واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية، حيث يواصل الأهالي نداءاتهم للمنظمات الدولية والخبراء لإيجاد حلول تنقذ من تبقى من أبنائهم المحاصرين في أعماق الأرض.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

مفقودو سجن صيدنايا.. لوعة الأحبة ولغز ينتظر الحل

بعد سنوات من فظاعات السجن والتعذيب التي أزهق بها نظام بشار الأسد المخلوع حياة الآلاف، يظل مصير العديد من المفقودين في سجن صيدنايا بريف دمشق، لغزا مؤلما ينتظر حله، بينما تتصاعد نداءات ذويهم للبحث عن العدالة.

ويطالب أهالي مفقودي سجن صيدنايا السلطات الجديدة في سوريا بتحقيق العدالة والوصول إلى ذويهم.

ومنذ انطلاق الثورة الشعبية بسوريا في مارس/آذار 2011، ارتكب نظام الأسد البعثي جرائم يندى لها جبين الإنسانية.

وتشير التقارير إلى ممارسة نظام الأسد شتى أنواع التعذيب التي أفضت إلى قتل الآلاف داخل مراكز الاعتقال.

ويعد سجن صيدنايا أحد أبرز مراكز التعذيب بسوريا في عهد نظام الأسد، حيث قُتل فيه عشرات الآلاف من المعتقلين.

غنى الكردي وياسمين الفاعوري، وهما من سكان دمشق، اثنتان بين آلاف الضحايا الذين لا يزالون يجهلون مصير أحبائهم المحتجزين في صيدنايا والذين لم يكشف عن مصيرهم بعد.

يطالب أهالي مفقودي سجن صيدنايا السلطات الجديدة في سوريا بتحقيق العدالة والوصول إلى ذويهم (الأناضول) سنوات الإهانة

قالت غنى الكردي إن أغلب من تعرضوا لانتهاكات على يد النظام احتجزوا في صيدنايا.

وأوضحت أن شقيقها اعتُقل في الخامس من مايو/أيار 2013، عندما كان يبلغ من العمر 20 عاما، أثناء مروره بأحد شوارع العاصمة السورية دمشق.

إعلان

وذكرت الكردي أنها لم تتمكن من معرفة مكان احتجازه بعد القبض عليه، إلى أن اكتشفت لاحقا أنه محتجز في صيدنايا، حيث لم يسمح لهم بزيارته، ولم يحصلوا سوى على بطاقة هوية عمله دون أي مستندات أخرى.

وقالت "تقدمنا بطلبات زيارة لكنها قوبلت بالرفض. عشنا سنوات طويلة من الخداع والإهانة والألم. كانت هذه السنوات صعبة للغاية علينا، في ظل سعينا المحموم للحصول على أي معلومة تخبرنا النزر اليسير عن مصيره".

مولودون من جديد

أشارت الكردي إلى أن الأخبار التي وصلتهم بعد سقوط النظام عن شقيقها، تفيد بإخراج جثث من سجن صيدنايا، لكنهم لم يعرفوا أين تم نقل هذه الجثث أو هوياتها.

وأضافت "نريد أن نعرف ما إذا كان هؤلاء الأشخاص أحياء أم أمواتا. إذا كانوا أمواتا، نريد الحصول على أي أدلة تثبت ذلك".

ووجهت الكردي شكرها للثوار، وخاصة في إدلب، على جهودهم في تحرير سوريا، معربة عن امتنانها لكل من ساهم في إسقاط نظام الأسد.

كما تحدثت عن إنشاء موقع إلكتروني باسم "المولودون من جديد"، يهدف إلى تقديم الدعم للناجين من صيدنايا، مع التركيز على العمليات الجراحية وأنشطة الرعاية الصحية التي تتكفل بها وزارة الصحة تجاه أولئك الناجين.

أثر مفقود

من جانبها، أوضحت ياسمين الفاعوري أن زوجها أحمد الشبلي اعتُقل في 17 يناير/ كانون الثاني 2018، وأنها منذ ذلك الحين لم تستطع التواصل معه ومعرفة مصيره، مضيفة أن آخر ما عرفته عنه أنه كان محتجزا في صيدنايا.

وقالت الفاعوري "حاولنا بكل الطرق تتبع أثره، لكننا فشلنا بسبب الظروف المادية والخوف من العواقب".

وأشارت إلى أنها لم تحصل على أي معلومات عن مصير زوجها حتى بعد تحرير سجن صيدنايا وإطلاق سراح العديد من المعتقلين.

وختمت بقولها "نناشد جميع من يناضلون من أجل حرية سوريا بمساعدتنا. ونطلب من القائد أحمد الشرع أن يدعمنا في هذه القضية".

إعلان

وفي الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق وقبلها على مدن أخرى، منهية بذلك 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 عاما من سيطرة عائلة الأسد.

وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير، رئيس الحكومة التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة جديدة لإدارة مرحلة انتقالية.

مقالات مشابهة

  • المعارضة الكورية: الرئيس يون سوك يقترب من السجن
  • القبض على عزرائيل صيدنايا خطوة نحو العدالة في سوريا
  • مجلة أمريكية: فتح سجن صيدنايا أعاد التذكير بدور CIA في التعذيب
  • محافظ الأقصر يتفقد معدية الأهالي…وأعمال مرسى اللنشات
  • الحبس الاحتياطي بمصر يهدر حياة المعتقلين السياسيين.. ماذا قالت ابنة صحفي معتقل؟
  • الكشف عن إعدام حفيد الأمير عبد القادر الجزائري في سجن صيدنايا بسوريا
  • مفقودو سجن صيدنايا.. لوعة الأحبة ولغز ينتظر الحل
  • شاهد | صمود الأهالي في غزة.. درس لتعليم الأمة العيش بعزة وكرامة
  • الباعور: ما نستطيع تقديمه لسوريا هو نقل التجربة الليبية إليهم
  • عاجل | مراسل الجزيرة: سليمان فرنجية يسحب ترشحه لرئاسة الجمهورية ويدعم ترشيح قائد الجيش اللبناني