من غزة إلى سوريا.. هذه آمال وتطلعات الفلسطينيين بعد سقوط الأسد (شاهد)
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
سقوط النظام السوري وتحرير العديد من المدن والمناطق من قبضة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، فتح أبواب الأمل للأهالي بقلب قطاع غزة المحاصر، ممّن يرون في هذا التطوّر اللاّفت والمُتسارع، فرصة لتحريرهم كذلك في المستقبل القريب.
رصدت "عربي21" خلال الساعات القليلة الماضية، جُملة صور ومقاطع فيديو، توثّق فرحة الفلسطينيين بتحرير سوريا، خاصة من قلب غزة، حيث تحدّث كثيرون عن آمالهم وتطلّعاتهم لمُعانقة الحرية، كما وجّهوا في الوقت ذاته تحيات للشعب السوري.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة المحامية إيڤا شوكت (@eva_shawkat369)
فصل جديد للأمل
بينما يعم الفرح في سوريا بسبب تحقيق المعارضة السورية لما يوصف بـ"التحرير"، بات الفلسطينيون يترقّبون، الأثر الذي قد يحدثه الوضع الجديد في سوريا على حياتهم اليومية.
"اليوم تم تحرير سوريا بالكامل، الحمد لله، وألف مبارك لأهلنا بسوريا، عقبال أهلنا بغزة بالنصر والتحرير"، قالت طفلة غزّية، وهي تحمل بين يديها علما لسوريا، رُسم بألوان خشبية، والابتسامة لم تخفت على ملامحها، أملا في غد أفضل.
وتابعت الطفلة جويرية، وهي المعروفة بإلقائها للقصائد العربية على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "انستغرام"، خلال مقطع عرف تفاعلا متسارعا: "كبري وهللي يا أمتي للفجر، كبري وهللي فاليوم يوم النصر، كبّري يا شام واكسري القيود، وانثري على الفرات قبلة السجود، كبّري وهلّلي يا أمتي بالنصر".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Juwayriya adwan (@juwayriya208)
أيضا، تداولت حسابات أخرى لفلسطينيين من قلب غزة، عدة مقاطع توثّق لفرحتهم لتحرير سوريا من جهة، وآمالهم وتطلّعاتهم الشخصية للتخلّص من الاحتلال الاسرائيلي واستنشاق رياح الحرية من جهة ثانية. خاصة عقب سنوات من الاحتلال والمعاناة التي عاشوها، وأكثر من عام كامل من حرب الإبادة التي يشنّها عليهم الاحتلال.
على الرغم من الفرحة، التي تداولها الغزّيين، لا يزال هناك شيئ من القلق بخصوص مستقبل الفلسطينيين في سوريا. تتعلق بعدم الاستقرار الأمني في سوريا بعد سقوط النظام المخلوع. وهو ما عبّر عليه عدد من الغزّيين خلال منشورات وتغريدات متفرّقة.
6- يعلم الاحتلال مكانة #سوريا في الإقلبم والأمّة، وأنّ الاحتلال واقع في خاصرتها، وأنّ شعبها رغم متاعبه وآلامه مناهض جذريا لهذا الاحتلال وملتحم معنويا مع #فلسطين منذ البواكير (القسـام مثلا) وأنّ فلسطين متشابكة مصيريا مع عمقها الشامي، لهذا ينبغي إبقاء الشعب مقموعا و/أو مُنهكا.
يتبع pic.twitter.com/plRrttGYil — حسام شاكر (@Hos_Shaker) December 7, 2024 فرصة رائعة بعد إغلاق حدود مصر والأردن ورفضهما لجعل أراضيهم ملاجئ للترحيل الفلسطيني الذي سعت له إسرائيل منذ شهور؛ أرسلت إسرائيل عميل ليحرر سوريا بين ليلة وضحاها لتجهيز أرض جديدة للترحيل الفلسطيني لم تكن في الحسبان أصلا:) pic.twitter.com/cS7vbZlNxY — Amthal Hamad AlOraifan,Ph.D (@AmthalAlOraifan) December 8, 2024
وفي السياق نفسه، كشفت مصادر فلسطينية، أن المعارضة السورية حررت مئات المعتقلين الفلسطينيين، الأحد، من سجن صيدنايا الذي اشتهر بكونه "سيئ السمعة"، وذلك عقب سيطرتها على العاصمة السورية، دمشق.
وقالت مصادر فلسطينية معنية بقضايا اللاجئين في سوريا، إن نحو 630 أسيرا فلسطينيا، جرى إطلاق سراحهم من السجن، بينهم من كان في عداد المفقودين ومنهم من تم الإعلان عن وفاته قبل سنوات، مشيرة إلى أن من بين هؤلاء ما يزيد على الـ 60 عنصرا من كتائب القسام، الذين اعتقلوا على إثر إعلان حركة حماس انحيازها إلى الثورة السورية التي اندلعت عام 2011.
هل سيحقق التغيير أمل العودة؟
تقول نجلاء شاوا، وهي ناشطة من غزة على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "الله يحمي سوريا ويفرحهم بالحرية بعد المعاناة من الاستبداد. لا يمكن أن يستمر الظلم للأبد".
وأضافت خلال تغريدة لها: "مخاوفنا كفلسطينين على إسكات قضيتنا أكثر وأكثر. ومخاوفنا كمنطقة أن الانتهاء من طاغية بعد كل هذه الشرذمة مخيف للغاية".
الله يحمي سوريا ويفرحهم بالحرية بعد المعاناة من الاستبداد. لا يمكن ان يستمر الظلم للابد.
مخاوفنا كفلسطينين على إسكات قضيتنا اكثر و اكثر. و مخاوفنا كمنطقة ان الانتهاء من طاغية بعد كل هذه الشرذمة مخيف للغاية. — Najla Shawa (@WhateverInGaza) December 8, 2024
رغم تلك المخاوف، هناك أمل في أن هذا التغيير قد يعزّز أكثر من حقوق الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم، أو على الأقل، تحسين وضعهم في البلدان التي يقطنون فيها.
إلى ذلك، يرى الغزّيين أساسا، أن التغييرات في سوريا قد تسهم في تسليط الضوء على معاناتهم ومطالبهم أكثر، خاصة في ظل عدم استقرار المنطقة والتوترات السياسية التي قد توفر فرصاً للحلول السلمية التي تشمل قضيتهم.
مع كل هذه التحولات، يبقى السؤال حول ما إذا كان الفلسطينيون في سوريا وقطاع غزة سوف يلعبون دورا أساسيا في العملية السياسية المقبلة. إذ أنه قد تمثل مرحلة ما بعد الرئيس المخلوع، بشار الأسد، فرصة لحشد الدعم الدولي لتحسين أوضاعهم الإنسانية، وفي نفس الوقت، قد تكون نقطة تحول لصالح الحلول السياسية التي تشمل الفلسطينيين، سواء بالعودة إلى أراضيهم أو في تحسين أوضاعهم أينما حلّوا وارتحلو.
وسيطرت المعارضة السورية على العاصمة السورية دمشق، فجر الأحد، معلنة سقوط نظام بشار الأسد وحزب البعث السوري، الذي حكم البلاد مدة تزيد عن 60 عاما. بينما أفادت "إدارة العمليات العسكرية" التابعة لفصائل المعارضة السورية، بدخول مقاتليها إلى العاصمة دمشق، في حين نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين عسكريين هروب بشار الأسد إلى خارج البلاد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات غزة الفلسطينيين سوريا سوريا فلسطين غزة المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟
أثار توقيع الرئيس السوري احمد الشرع وقائد “قوات سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي اتفاقاً من 8 بنود، صدمة في الأوساط الداخلية والخارجية، تزامن مع الأخذات الخطيرة في الساحل السوري ومحاولة محاصرة القيادة السورية الجديدة من عدة جبهات على الصعيد الأمني والسياسي في آن.
هذا الاتفاق وفق أحد المراقبين سيكون له تداعياته، لاسيما ما ورد في البند الرابع الذي يقضي بدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن الدولة السورية وهي تشكل حوالي 28% من الاراضي السورية، تشمل المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز التي تديرها بدعم من التحالف الدولي التي تقوده الولايات المتحدة وتحتوي على اهم الحقول ابرزها “العمر” التنف” “رميلان” “كونيكو” “الجفرة” و”التيم”.
مع سقوط نظام بشار الأسد استعاد قسم كبير من الشعب السوري حريته، والاكراد حكما وهم الذين حرموا من الهوية السورية وهجروا من العديد من المناطق شمال سوريا ايام حكم آل الاسد وغيرها من الامور التي وصلت الى حدود منعهم من استعمال لغتهم والاحتفال بالمناسبات الخاصة بهم.
لا شك ان التطورات والتغييرات في المنطقة كان لها انعكاساتها لكنها دعمت برغبة من الطرفين وستكون لها تداعياتها ليس فقط على سوريا انما على تركيا والعراق، وهذا ما سيشكل كتلة ضاغطة في مواجهة المحور الإيراني.
خلافا لما يتم تداوله حول الاتفاق الذي وقع بين مظلوم عبدي والرئيس الشرع، يشير الكاتب والباحث في الشؤون العسكرية والأمنية والإرهاب العقيد الركن السابق في الجيش السوري خالد المطلق في حديث لـ”صوت بيروت إنترناشونال” الى ان المباحثات بين الطرفين كانت قائمة منذ ما يقارب الشهر لكنها لم تخرج الى العلن الا حين نضجت البنود التي تم التباحث بها وباتت جاهزة للاعلان والتوقيع.
بالنسبة للظروف التي ساهمت في ولادة هذا الاتفاق التاريخي وانعكاساته على الاكراد والقيادة الجديدة للجمهورية العربية السورية، وهل الاحداث في الساحل السوري أرخت بثقلها لتسريع عملية التوقيع، اعتبر العقيد الركن انه لا يمكن فصلها عن الاحداث الخطيرة التي جرت في الساحل السوري، حيث وردت معلومات عن تحرك للجناح الايراني في “قسد” للمشاركة في عملية الانقلاب على الشرعية.
بالنسبة للمصالح التي أمنت التقارب الكردي مع القيادة السورية الجديدة للوصول الى اتفاق واضح لناحية الانضمام الى الشرعية بشكل كامل، يرى العقيد المطلق ان مظلوم عبدي قرأ الواقع السياسي بشكل جيد ان على الصعيد الداخلي او الدولي بعد وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى رئاسة الولايات المتحدة الاميركية وهو الذي اعلن في رئاسته الاولى عن رغبة ادارته بالانسحاب من سوريا، وتداركا لاي متغير يطرأ على سياسة ترامب من خلال قرار مفاجئ فيما يرتبط بانسحاب القوات الاميركية، قد يدفع ثمنها الاكراد بغياب المظلة الاميركية التي كانت مؤمنة له من خلال التحالف الدولي ، وهذا ما سيدفعه الى قبول اي شرط يمكن ان يوضع عليه.
بالنسبة للمكسب الذي حققته قيادة الشرع من اعلان هذا الاتفاق، يعتبر العقيد المطلق ان المكسب الرئيسي نجاحه في ضرب المحور الايراني معنويا، وانهى مشروع تقسيم سوريا خاصة وان التفاهمات انسحبت على الدروز في السويداء على جزء كبير من وجهاء دروز السويداء، وهذا الامر انعكس على العلويين في الساحل الذين باتوا وحيدين سياسيا نتيجة هذه التفاهمات. اما على الصعيد العسكري يمكن القول انهم فقدوا قدرتهم على التأثير وانتهوا ، ما خلا بعض العمليات والكمائن التي يمكن ان يخرجوا بها في عدة مناطق وستكون فردية لا يمكنها فرض واقع معين.
لا يربط العقيد المطلق قرار رئيس “حزب العمال الكردستاني” عبد الله اوجلان بإلقاء السلاح بالاتفاق بين عبدي وقيادة الشرع كونه شأن داخلي تركي، اما على صعيد التصعيد الاسرائيلي تجاه الرئاسة السورية الجديدة والجنوح باتجاه الدفاع عن انقلاب العلويين، وإبداء الاستعداد لحماية الدروز في سوريا، يشير المطلق الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حامل عباءة مشروع “بن غوريون” لحماية الاقليات وتعزيز تفكيك المجتمعات، وهذا ما يفسر تحركه في شمال شرق سوريا من خلال تعاونهم مع المحور الايراني في هذا التوقيت والدفاع عن من يدور فلكهم من العلويين والدروز والاكراد، للدفع باتجاه الانفصال في وقت تسعى الادارة الاميركية الى الحفاظ على دولة مركزية، بعدما بات الاكراد عبئا عليها، بعيدا عن الروايات حول حماية حقول النفط، لان الوجود الاميركي في تلك المنطقة هو فقط لضبط ايقاع المنطقة ومقاتلة “داعش”، بعد رفض الجيش الحر التخلي عن قتال نظام الاسد ومشاركتها في مواجهة الإرهابيين.
في الختام يبدو ان المنطقة مقبلة على تطورات عديدة لم تشهدها منذ عقود وقد تؤدي الى انهاء الدور الايراني في المنطقة الذي بات محاصرا في الدول التي اخترقتها بأذرعها ، ولم تعد تملك مقومات تغيير الواقع التي بات ثابتا في المنطقة