بعد سقوط بشار الأسد: تفاصيل حول ثروة عائلته ومصادر دخلها
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
ومع غموض مصير الأسد ومستقبل سوريا السياسي، برز سؤال آخر: ما هي القيمة الفعلية لثروة عائلة الأسد؟
وكيف تمكنت هذه العائلة من تجميع تلك الثروات الهائلة؟ تشير التقديرات إلى أن صافي ثروة عائلة الأسد يتراوح بين مليار وملياري دولار، لكن وزارة الخزانة الأميركية أشارت في تقرير عام 2022 إلى أن هذا الرقم غير موثوق.
صعوبة تقدير ثروة العائلة تعود إلى الأصول المتنوعة التي يُعتقد أنها مخفية في حسابات، عقارات، وشركات متعددة، بما فيها ملاذات ضريبية خارجية. قد تكون بعض الأصول المحتفظ بها خارج سوريا مسجلة بأسماء مستعارة لتفادي العقوبات. الأدوار الاقتصادية لرئيس وزوجته بشار الأسد وأسماء الأسد، اللذان تم إدراجهما في قائمة العقوبات الأميركية، يحافظان على علاقات وثيقة مع شخصيات محورية في الاقتصاد السوري.
أسماء الأسد
تلعب دورًا مؤثرًا في اللجنة الاقتصادية بالبلاد وتشارك في مشروعات خيرية من خلال صندوق سوريا للتنمية.
في عام 2019، أسست شركة الاتصالات "إيما تيل" مع رجال أعمال سوريين، بينما يدير أقارب أسماء شركات استراتيجية كجزء من الاقتصاد المتعلق بالمواد المدعومة. ماهر الأسد ودوره العسكري شقيق بشار، ماهر الأسد، قائد الفرقة المدرعة الرابعة، يمارس تأثيرًا على شبكة تجارية تشمل عدة قطاعات.
يُزعم أن الفرقة تدير نقاط تفتيش تفرض رسوماً، بالإضافة إلى استثمارات في هندسة وتكنولوجيا المعلومات.
رامي مخلوف: القوة الاقتصادية في الخلفية رامي مخلوف، ابن خال بشار، يُعد من أغنى رجال الأعمال في سوريا، وقد أدرج على قائمة العقوبات الأميركية بسبب فساده.
بعد خلافه مع بشار، فقد مخلوف السيطرة على بعض مشروعاته. تُتراوح تقديرات ثروته بين 5 و10 مليارات دولار، وقد كانت له مصالح كبيرة في شركات الاتصالات قبل أن تتعرض للأزمات والعقوبات. يمثل تاريخ عائلة الأسد وثرواتها مثالاً على العلاقة بين المال والسلطة في السياق السوري، حيث تظل العديد من الأمور غامضة مع تطورات الحالة السياسية الحالية.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
فايننشال تايمز: هكذا أسست عائلة الأسد إمبراطورية الخوف في سوريا
كان سقوط بشار الأسد في سوريا مدويا، ولم تعد أسرته موجودة في دمشق، وهي التي فرضت حكم الأقلية بيد من حديد، في مشهد لم يتخيله العديد من السوريين.
لم يرد هذا الوصف على لسان أحد معارضي الأسد، بل جاء في تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية تحت عنوان "كيف أسست عائلة الأسد إمبراطورية الخوف في سوريا؟".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: هؤلاء هم الرابحون والخاسرون من سقوط الأسدlist 2 of 2نهاية الحقارة.. صحف فرنسية: مستقبل سوريا حلم جميل لكنه محفوف بالمخاطرend of listونقلت عن الكاتب السوري حايد حايد، وهو باحث أستشاري أول في معهد تشاتام هاوس في لندن، قوله إن الإرث الذي تركه النظام السابق تميز بمحاولته "القضاء على روح الشعب، وحرمهم من الحلم بإمكانية العيش في مكان أفضل".
وتشير الصحيفة إلى أن سوريا تتمتع بموارد طبيعية وتاريخ عريق غني وموقع استراتيجي على البحر الأبيض المتوسط، وتحدها العراق والأردن وإسرائيل وإيران وتركيا.
سحق الشعبونقلت عن بسام بربندي -الدبلوماسي السوري السابق الذي انشق وانضم إلى المعارضة- قوله إن نظام الأسد الذي ظل يحكم سوريا منذ عام 1970 "كان لديه كل الوقت والأدوات لجعل سوريا مثل سنغافورة لو أراد، لكنه لم يفعل. فقد حاولوا سحق الشعب (…) من أجل البقاء".
ووفقا للصحيفة، فإن الأمر انتهى ببشار وشقيقه ماهر وزوجته أسماء المولودة في لندن باستغلال سلطتهم "بلا شفقة" لتمويل النظام في وقت كان فيه الاقتصاد ينهار تحت ركام الحرب الأهلية.
إعلانونسبت إلى محللين أن عائلة الأسد كانت تسيطر على عمليات تهريب الكبتاغون، وهو مخدر يُنتج أساسا في سوريا، وتستفيد من عوائد تجارته المتنامية. بل إن محللا سوريا مقيما في لندن، اسمه مالك العبدة، وصف العائلة بأنها "أشبه ما تكون بمافيا تدير دولة"، مضيفا أن النتيجة كانت لكثير من الناس العاديين أن سوريا أضحت مرتبطة ارتباطا وثيقا بتعذيبهم، ويعتبرونها جلّأدهم "لدرجة أن المرء كاد يكره بلده".
استخبارات وقمعوباعتباره حاكما من الأقليات في بلد يعتنق أغلب شعبه المذهب السني، ركز حافظ الأسد -أب بشار- السلطة في يد أفراد طائفته الموالين له ودعم حكمه بأجهزة استخبارات وحشية تراقب كل تحركات السوريين. كما حرض الأجهزة ضد بعضها البعض، مما زاد من الشعور بالارتياب والخوف.
وأعادت الصحيفة البريطانية إلى الذاكرة كيف أن حافظ الأسد كان ديكتاتورا لم يتسامح مع أي معارضة لحكمه، حتى إنه أخمد انتفاضة الإسلاميين في مدينة حماة بمجزرة دموية عام 1982 راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأشخاص.
ولفتت إلى أنه في ظل حكم الأسد الأب، تدخل الجيش السوري في الحرب الأهلية اللبنانية، واحتل أجزاء من البلاد لسنوات، وأصبح "مرهوبا" على نطاق واسع بسبب قسوته مع اختفاء المواطنين اللبنانيين في السجون السورية.
وعرجت الصحيفة بعد ذلك إلى الحديث عن بشار -الابن الثاني لحافظ- والذي وُلد في عام 1965، وأصبح طبيبا ثم ذهب إلى لندن للتدريب كطبيب عيون. وبعد مصرع شقيقه الأكبر، باسل -في حادث سيارة عام 1994، والذي كان والده يخطط أن يورثه في الحكم- استُدعي بشار إلى دمشق وجرى إعداده لتولي الرئاسة. وبعد 6 سنوات، توفي حافظ.
أمل ضائعوأسهبت الصحيفة في إيراد تفاصيل عن محاولة القوى المختلفة في سوريا التي تنافست على استمالة بشار إلى جانبها، والذي كان عمره آنذاك 34 عاما فقط، حتى إن فرنسا التي كانت تستعمر سوريا سابقا، منحته وسام جوقة الشرف، الذي يُعد أرفع أوسمتها بعد وصوله سدة الحكم في عام 2001.
إعلانوقال تشارلز ليستر، وهو زميل بارز في معهد الشرق الأوسط بالعاصمة الأميركية واشنطن، إن الدول الغربية اعتقدت في أول الأمر أن "وصول اسم ذي نزعة غربية وتحررية أكثر وربما عالمية، إلى السلطة سيكون حدثا جيدا".
لكن بشارا أصبح مقربا من الراحل حسن نصر الله، الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني المدعوم من إيران، "ومن ثم لِما يسمى محور المقاومة الذي يضم القوى المناهضة للولايات المتحدة".
وعلى الصعيد الداخلي -تقول الصحيفة- سعى بشار إلى توجيه سوريا من نمط الاقتصاد الاشتراكي، الذي كان يتبناه والده، نحو اقتصاد السوق الحر، مما أشاع الآمال في ما يسمى ربيع دمشق الذي يمنح المواطنين قدرا أكبر من الحريات الشخصية.
وعود فارغةبيد أنه سرعان ما ثبت أن الوعود بالإصلاح كانت فارغة. ويقول الاقتصاديون السوريون إنه بدلا من ذلك أقام "حكومة لصوص"، وهو نظام اصطُلح على تسميته بــ"الكليبتوقراطية" الذي يستخدم قادتها الفاسدون السلطة السياسية للاستيلاء على ثروة شعوبهم.
واستن بشار ذلك النظام، على الرغم من أن بعض الشركات كانت قادرة على تحقيق الأرباح، إلا أن أفراد عائلته -مثل ابن خاله رامي مخلوف– هيمنوا على الاقتصاد.
وبينما كان سكان الريف والضواحي الأقل حظا يشعرون بأنهم متخلفون عن الركب، كان بشار يعتمد على دعم العائلات التجارية والأقليات في المناطق الحضرية في سوريا، حسب قول فايننشال تايمز.
وبعد موجات الربيع العربي التي عمّت بعض الدول العربية في عام 2011، والتي شهدت سوريا خلالها احتجاجات شعبية ضد الفساد والاستبداد، آثر بشار سحقها فكان أن سقط جراءها أكثر من 300 ألف مدني قتيلا في العقد الأول من الحرب الأهلية، وفق تقديرات الأمم المتحدة، بينما تتحدث المعارضة عن أرقام أكبر بكثير، ناهيك عن ملايين المهجرين والنازحين والمفقودين.
ذاكرة لن تنسىوقال كرم الشعار، المتخصص في الاقتصاد السياسي السوري المقيم في نيوزيلندا، للصحيفة إن تلك كانت لحظة فارقة، فمع تفاقم مشاكله الاقتصادية بسبب الجائحة العالمية والانهيار المالي في لبنان المجاور والعقوبات الدولية، بدأ الأسد في ابتزاز رجال الأعمال؛ والذي لم يسلم منه حتى ابن خاله مخلوف.
إعلانأما أسماء، زوجة بشار، فكانت تسيطر هي الأخرى على ما أسماها الكاتب بالغنائم؛ إذ عززت سيطرتها على قطاع المعونات، وهو مصدر ضخم ونادر للأموال النظيفة في سوريا، بينما كان حلفاؤها يناورون في مواقع القوة الاقتصادية، طبقا للصحيفة.
وأوضحت فايننشال تايمز في تقريرها أن سلالة الأسد ستبقى في الذاكرة بسبب "استخفافها الوحشي" بأرواح السوريين، ناقلة عن الكاتب الصحفي حايد تأكيده أن السوريين بدؤوا في تجاوز إمبراطورية الخوف "فقد رأينا كيف استطاع الشعب التغلب على ذلك وصنع المستقبل الذي يريده لنفسه".