دفعت المعارضة السورية المسلحة بقوات إلى دمشق لتأمينها، وذلك بعد ساعات من إعلانها إسقاط نظام بشار الأسد، بينما تتواصل الاحتفالات في المدن السورية بهذا الحدث.

وقال مراسل الجزيرة إن رتلا كبيرا من قوات إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة دخل العاصمة دمشق لتأمينها، مضيفا أن الرتل يضم قوات النخبة وقوات حفظ النظام.

وأضاف المراسل أن أوامر صدرت من القائد في إدارة العمليات أحمد الشرع (الجولاني) بتأمين كل المنشآت الحيوية وفرض الأمن في دمشق.

وجاء هذا التطور بينما وصل الجولاني إلى دمشق.

وكانت إدارة العمليات العسكرية أعلنت عن حظر تجول في العاصمة يبدأ من الرابعة عصر اليوم الأحد حتى الخامسة من فجر غد الاثنين.

ويأتي إعلان حظر التجول بينما تسعى المعارضة لبسط الأمن في دمشق عقب انهيار النظام وتفكك أجهزته الأمنية.

وكانت عدة مناطق في دمشق شهدت صباح اليوم إطلاق نار، وأفادت تقارير بوقوع إخلالات أمنية محدودة شملت حرق مقر أمني وقاعة استقبال في القصر الرئاسي.

وفي وقت سابق، أفادت تقارير إعلامية بأن المعارضة ستنشر وحدات من الشرطة لتأمين العاصمة.

وتعهدت قيادة المعارضة بتأمين العاصمة والمدن الأخرت التي سيطرت عليها، حذرت من المساس بالمؤسسات العامة والممتلكات الخاصة.

إعلان

وبعد 10 أيام من بدء عملية "ردع العدوان" التي أطلقتها هيئة تحرير الشام وفصائل من الجيش الوطني باتجاه مدن حلب وحماة وحمص، نجح مقاتلو المعارضة في دخول دمشق بعد أن أطبقوا عليها من عدة جهات مما أدى لفرار الأسد وانهيار قواته.

صور من مدخل العاصمة #دمشق تظهر بقايا آليات عسكرية للقوات النظامية#الجزيرة_سوريا #الأخبار pic.twitter.com/kM4iMqjs3K

— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 8, 2024

السيطرة على دمشق

وصباح اليوم، أعلنت إدارة العمليات العسكرية أن الأسد هرب، كما أعلنت أن "مدينة دمشق أصبحت حرة"، وذلك بعيد دخول مقاتليها العاصمة تتويجا لسلسلة من الانتصارات الخاطفة التي حققتها في الأيام الماضية.

وبينما كانت التقارير تفيد بفرار بشار الاسد على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة، كان مقاتلو المعارضة يبثون بيانا عبر التلفزيون الرسمي يعلنون فيه انتصارالثورة وسقوط النظام.

كما دخل المقاتلون القصر الجمهوري ومنزل الأسد في حي المالكي الراقي.

وكانت القوات الموالية للنظام السابق قد انسحبت من المواقع السيادية والأمنية في العاصمة والمواقع العسكرية الرئيسية في محيطها، في حين أكدت مواقع سورية توقف جميع الرحلات في مطار دمشق الدولي وإخلاءه من العاملين.

وأفادت تقارير إعلامية بأن كثيرين من جنود الجيش السوري غادروا مواقعهم العسكرية وتركوا المقرات دون أي حماية. ومن أبرز المواقع التي أخليت مقرات الاستخبارات العسكرية ومبنى قيادة الأركان في ساحة الأمويين.

احتفالات بسقوط النظام

وشهدت الساحات الرئيسية في دمشق، بما فيها ساحتا الأمويين والعباسيين، احتفالات بانهيار نظام بشار الأسد.

وارتفعت أصوات الرصاص في عموم العاصمة وعلى مداخلها وكافة محاورها احتفالا بانهاء 61 عاما من حكم حزب البعث.

واحتضنت ساحة الأمويين في وسط دمشق جزءا من هذه الاحتفالات التي امتدت أيضا إلى محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون بالتزامن مع فرار قوات الجيش والأمن من مقرات عدة أبرزها قيادة الأركان ووزارة الدفاع بالعاصمة.

إعلان

وقال عدد من سكان دمشق إن الشوارع أخليت من عناصر القوات الحكومية وإن احتفالات تجري في الكثير من عموم العاصمة احتفالا بسقوط النظام بعد أنباء عن مغادرة بشار الأسد.

وشهدت معظم المدن السورية الأخرى، بما فيها حماة وحلب وحمص التي سيطرت عليها المعارضة في الأيام القليلة المضاية، احتفالات مماثلة.

وامتدت الاحتفالات إلى عدد من مدن الساحل السوري ومنها اللاذقية التي كانت توصف بأنها معقل للنظام، وكذلك إلى مدن خاضة لسيطرة ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية مثل الرقة.

تحرير المعتقلين

وفي طريقهم إلى قلب العاصمة، حرر مقاتلو المعارضة مئات المعتقلين من سجن صيدنايا العسكري بريف دمشق.

وكان من بين المعتقلين الذين جرى تحريرهم نساء وأطفال.

والعديد ممن خرجوا من هذا السجن اعتقلوا خلال الاحتجاجات التي اندلعت في سوريا في مارس/آذار 2011.

ويوصف سجن صيدنايا العسكري، حيث شهد في السنوات الماضي انتهاكات واسعة بحق معتقل الرأي شملت التعذيب حتى الموت والإعدام، بحسب المعارضة السورية ومنظمات دولية.

وكانت المعارضة المسلحة حررت آلفا المعتقلين من سجون حلب وحماة وحمص.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إدارة العملیات فی دمشق

إقرأ أيضاً:

استخدام الصواريخ الباليستية والمجنحة والمسيّرات في قصف الأهداف البحرية .. العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة نموذجاً

وكذلك هو الحال بالنسبة للطائرات المسيّرة، حيث لم يجري

 

استخدامها في الحروب والمواجهات العسكرية البحرية الحديثة، كما يجرى استخدامها في قصف الأهداف البرية الساكنة، نظراً لذات الأسباب السابقة، إضافة إلى أنها أسلحة غير حرارية أو موجهة بالمفهوم التقني الحربي.

القوات المسلحة اليمنية كسرت هذه القاعدة السائدة بعد استخدامها الصواريخ الباليستية التقليدية وكذلك المسيّرات خلال مشاركتها في معركة طوفان الأقصى إسناداً للشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة، وذلك في استهداف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بالاحتلال، وضرب القطع الحربية البحرية الأمريكية بما فيها المدمرات وحاملات الطائرات العملاقة، الأمر الذي أثار المخاوف والحيرة لدى الأجهزة العسكرية والاستخباراتية الأمريكية من هذا التطور النوعي غير المسبوق في استخدام هذا النوع من الأسلحة، كما أثار الجدل والدهشة والتساؤلات لدى جنرالات الحرب والخبراء العسكريين حول العالم، بما فيهم الأمريكيين، الذين وللمرة الأولى يشهدون ويشاهدون هذه الطريقة في توجيه الصواريخ الباليستية ونجاحها في تحقيق إصابات بالغة ودقيقة، وهو ما سنستعرضه في هذا التقرير.

 

اليمن أول دولة تطلق صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن

 

منذ منتصف نوفمبر 2023م، بدأت القوات المسلحة اليمنية في استهداف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بالاحتلال، وذلك باستخدام الصواريخ الباليستية والمجنحة التقليدية والمسيّرات مثل صواريخ "عاصف" و"محيط" و"تنكيل"، وحتى قبيل إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في 20 يناير 2025، نفذت القوات المسلحة اليمنية عمليات واسعة بنحو 1255 ما بين صواريخ باليستية ومجنحة وفرط صوتية وطائرات مسيرة، علاوة على الزوارق الحربية، وفقاً لما أعلنه قائد أنصار الله في اليمن، السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، كما نجحت القوات المسلحة اليمنية في اصطياد أكثر من 210 سفينة إسرائيلية وأمريكية وبريطانية، تجارية وحربية، خلال ذات الفترة.

ومن ذلك الحين، بات اليمن أول دولة في العالم تستخدم الصواريخ الباليستية في قصف الأهداف البحرية، وهو ما أكده الخبير العسكري الأمريكي وأستاذ الاستراتيجية البحرية في كلية الحرب البحرية الأمريكية، جيمس هولمز، الذي أقر في تصريحات لموقع "TWZ" بأن اليمنيون هم أول جهة في العالم تطلق صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن.

وهذه الحقيقة، كان قد اتفق عليها وأقرها أيضاً نائب قائد الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط، الأدميرال براد كوبر، الذي أكد في لقاء صحفي بتاريخ 24 يونيو 2024، أن اليمن هو الكيان الأول في تاريخ العالم الذي استخدم الصواريخ الباليستية المضادة للسفن على الإطلاق.

 

تطوير الصواريخ الباليستية لقصف الأهداف البحرية

 

الإستخدام النوعي الناجح للصواريخ الباليستية التقليدية في ضرب الأهداف البحرية المتحركة، دفع القوات المسلحة اليمنية لتطوير الأسلحة الباليستية والموجهة التي بحوزتها، وسبق وأن استخدمتها خلال المواجهة العسكرية مع التحالف السعودي الإماراتي، بضربها أهدافاً برية ثابتة في السعودية والإمارات، واستخدمتها أيضاً في مستهل عملياتها الأولى ضد السفن الإسرائيلية مباشرةً بعد إعلان قرارها فرض الحصار على الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب، حتى سرعان ما أسدلت الستار عن صواريخ باليستية متطورة جديدة لأغراض بحرية، ودخولها إلى الخدمة في خضم المواجهة العسكرية التي تخوضها ضد كبرى الأساطيل البحرية العالمية، دعماً لغزة.

ففي 14 يناير 2024، أي بعد يومين فقط من بدء التحالف البحري الدولي "تحالف الازدهار" عملياته ضد اليمن، والذي شكلته الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد من حلفائهما بهدف حماية الملاحة الإسرائيلية؛ أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، استهداف سفينة (MSC SARAH V) الإسرائيلية في البحر العربي بصاروخ باليستي جديد دخل الخدمة "حاطم2"، وهو

 

صاروخ فرط صوتي محلي الصنع يمتلك تكنولوجيا متقدمة ودقيق الإصابة، ويصل إلى مدى بعيد.

وفي ذات السياق، أفاد موقع (Naval News) المتخصص بشؤون الدفاع البحري، نقلاً عن مسؤولين وخبراء عسكريين أمريكيين، بأن القوات المسلحة اليمنية نجحت منذ اندلاع حرب غزة، في "تحديث منظومة الصواريخ الباليستية المعيارية المضادة للسفن، حيث طورت نسخة مضادة للسفن من صاروخها الباليستي "محيط" منذ أكثر من 10 سنوات، وشمل ذلك تركيب باحث كهربائي بصري، يعمل بالأشعة تحت الحمراء، أما النوع الأكبر والأكثر تطوراً على الأرجح فهو "صاروخ تنكيل".

 

اقتحام مجال الصواريخ الباليستية البحرية

 

التطور النوعي والسريع في الصواريخ الباليستية البحرية، منح اليمن الأسبقية في اقتحام هذا المجال على مستوى العالم، خصوصاً مع توالي الضربات اليمنية الناجحة ضد الملاحة الإسرائيلية، وكذلك ضد السفن الحربية الأمريكية والبريطانية، في وقت أظهرت الأخيرة رغم تفوقها في التكنولوجيا الحربية، الهجومية والدفاعية، عجزاً واضحاً وفاضحاً في التصدي للصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة اليمنية.

والدليل على الفشل الأمريكي البريطاني، هو استمرارية

 

العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة، سواءً البحرية ضد السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، أو الجوية بقصف الأهداف الحيوية والمواقع والقواعد العسكرية للكيان الصهيوني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي استمرت حتى الساعات والدقائق الأخيرة قبيل دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال، حيز التنفيذ في صباح الـ20 من يناير 2025، ناهيك عن الاعترافات الأمريكية بهذا الفشل على المستوى الرسمي والعسكري والإعلامي.

وقد أقرّ نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية، الأدميرال براد كوبر، بإنه خلال 15 شهراً من حملتها العسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن، نفذت القوات المسلحة اليمنية أكثر من 140 هجوماً على السفن التجارية الإسرائيلية والمرتبطة بالاحتلال، ونحو 170 هجوماً على السفن الحربية البحرية الأمريكية والبريطانية، وذلك في لقاء تلفزيوني تحدث فيه عن تجربته في مشاهدة أهوال الضربات اليمنية عن قرب خلال تواجده على متن المدمرة الأمريكية "ستوكديل"، والتي تعرضت لهجوم يمني منسق في نوفمبر الماضي أثناء محاولة مرورها في البحر الأحمر، مشيراً إلى أن الهجوم شمل إطلاق 4 صواريخ باليستية وأعقبه صاروخ كروز مضاد للسفن وطائرات مُسيّرة واستمر طوال ساعات الليل، واصفاً الهجوم بأنه كان" معقداً ومتطوراً ومنسقاً".

 

أهوال الضربات اليمنية على البحرية الأمريكية

 

الأهوال التي تعرضت لها المدمرات وحاملات الطائرات الأمريكية، جراء الضربات اليمنية، أقرّت بها معظم أفراد وجنرالات القوات البحرية الأمريكية من طواقم القطع الحربية البحرية إلى وزير البحرية الأمريكية، الأدميرال كارلوس ديل تورو، الذي تحدث عن دقة وشراسة الصواريخ والمسيّرات اليمنية، مؤكداً في تصريحات صحفية، أن هجمات القوات المسلحة اليمنية " ليست روتينية بأي حال من الأحوال ــ ففي البحر الأحمر، نشارك في أطول عمليات قتالية بحرية متواصلة واجهناها منذ الحرب العالمية الثانية".

وفي مشهد آخر يكشف عن عجز البحرية الأمريكية عن التعامل مع الهجمات اليمنية الذكية، يقول قائد الجناح الجوي الثالث لحاملة الطائرات آيزنهاور، مارتن سكوت، في تصريحات نشرها موقع "American Homefront" الأمريكي، إن "أحد الأشياء التي تعلمها الطيارون الحربيون في البحر الأحمر هو أن الطائرات بدون طيار يصعب رؤيتها على رادار الطائرة".

 

 

تطور التكتكيات العسكرية اليمنية

 

ومن خلال هذه التصريحات لكبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين، فإن الحديث لم يعد يقتصر على تطور ودقة استخدام القوات المسلحة اليمنية للصواريخ والطائرات المسيّرة في قصف الأهداف البحرية؛ بل في تطور التكتكيات العسكرية اليمنية ونجاحها في إدارة الإشتباك البحري مع كبرى الأساطيل الأمريكية والبريطانية، وهو ما أكدته الأوساط العسكرية الأمريكية، حيث أقرّت صحيفة "مارين كوربس تايمز" المعنية بأخبار البحرية الأمريكية، بفعالية التكتيات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية خلال المواجهة البحرية المباشرة مع التحالف الأمريكي البريطاني، قائلةً في تقرير إن "الحوثيون" يحددون مواقع السفن ثم يطلقون طائرات بدون طيار ويطلقون صواريخ مضادة للسفن عليها، ثم ينتقلون إلى مكان آخر، مما يجعل من الصعب تعقبهم، ومشيرةً إلى أن مشاة البحرية الأمريكية يتعلمون من تكتيكات "الحوثيون" في البحر الأحمر.

وقد أوضحت الصحيفة الأمريكية في تقريها، أن اليمنيون أظهروا "أن القوة البرية المجهزة بأجهزة استشعار وصواريخ يمكن أن تشكل تحديات كبيرة للسفن"، مبينةً أن اليمنيون" تطورت جهودهم بسرعة إلى مثال ممتاز لكيفية إجراء استطلاع فعال واستطلاع مضاد ومنع دخول البحر خلال المواجهات".

من جهته، أقرّ موقع "ذا ويرزون" الأمريكي للتحليلات

 

العسكرية، بأن الأساطيل البحرية الأمريكية خاضت معركة قوية وواسعة القوات المسلحة اليمنية، مؤكداً في تقرير نشره أواخر يناير الماضي، أن" القتال الذي خاصه أسطول البحرية الأمريكية خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية مع "الحوثيين" هو الأكثر كثافة الذي شهدته سفن الخدمة البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية".

 

خبراء عسكريين: اليمن هزم أقوى جيوش العالم

 

النجاح اليمني في تطوير وتطويع قدرات الصواريخ الباليستية والمجنحة والمسيّرات في استهداف السفن والقطع الحربية الأمريكية، كان مذهلاً ومفاجئاً للغاية، حيث لم تنجح 3 حاملات طائرات أمريكية بأساطيلها وبوارجها من اعتراض هذه الصواريخ والمسيّرات، وهي روزفلت وابراهام لينكولن وهاري ترومان، بعد أن تم إرسالها تباعاً إلى البحر الأحمر قبل أن تعود هاربةً تجرُ معها أذيال الهزيمة والإنكسار، وهو ما جعلها مادة للسخرية والتندر، وباتت صورة تختزل هزيمة "الإمبراطورية العجوز" يتداولها المحللين والخبراء العسكريين حول العالم لتأكيد أبعاد هذه الهزيمة.

الخبير العسكري والإستراتيجي اللبناني، إلياس حنا، في لقاء مع قناة الجزيرة في تاريخ 10 يناير 2025، أكد أن

 

القوات المسلحة اليمنية نجحت في هزيمة أهم وأقوى الجيوش في العالم، وأصبحت على نفس المستوى والمسافة مع هذه الجيوش من حيث القوة العسكرية والجيوسياسية، وهو ما أكده أيضاً الخبير العسكري الأردني، اللواء محمد الصمادي، في لقاء تلفزيوني آخر، والذي أشار فيه إلى تطور التكتكيات والأسلحة اليمنية، وعدم قدرة الغرب على مواجهتها وإيقاف الهجمات اليمنية المساندة لغزة.

بدوره، أقرّ محلل المخاطر في شركة لويدز ليست إنتليجنس المتخصصة في مجال البيانات البحرية، بأن القوات المسلحة اليمنية، هي القوة الوحيدة المتحكمة بالبحر الأحمر، مشيراً إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في ‎غزة هو خطوة أولى مرحب بها نحو عودة الشحن إلى ‎البحر الأحمر، لكن القوة الحقيقية لإعادة فتح ‎باب المندب أمام جميع حركة المرور لا تزال في أيدي "الحوثيون".

 

تأثير الأسلحة الباليستية على أنظمة القطع البحرية الأمريكية والبريطانية

 

تفوق الأسلحة الباليستية والموجهة والمسيّرات اليمنية خلال المواجهة البحرية مع القطع الحربية الأمريكية والبريطانية، يكشفه أيضاً اندفاع قيادة الأسطول الأمريكي

لتحديث أنظمتها البحرية، وترميم جوانب الفشل

 

والإخفاقات التي شهدتها خلال هذه المواجهة، حيث كشفت شركة "بي إيه إي سيستمز" الأمريكية، عن إبرام صفقة بقيمة 70 مليون دولار مع البحرية الأمريكية، لإجراء تحديثات جديدة لمدافع السفن الحربية، لمواكبة التحديات الكبيرة التي أنتجتها المواجهة الاستثنائية مع القوات اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن، خلال العام الماضي، والتي فشلت الولايات المتحدة في تجاوزها، وذلك بعد أيام قليلة من توقف الهجمات اليمنية استجابةً لإعلان وقف إطلاق النار في غزة.

وهو الأمر ذاته الذي اتجهت إليه البحرية البريطانية في أعقاب انتهاء المعركة التي خاضتها رفقة البحرية الأمريكية في مواجهة القوات المسلحة اليمنية، حيث أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، أنها وقعت عقداً بقيمة 285 مليون جنيه إسترليني ( 355 مليون دولار)، لتحديث الأنظمة القتالية في أسطولها البحري، بعد عام كامل من المواجهة مع القوات اليمنية.

 

تطور ذاتي للقدرات العسكرية اليمنية

 

يجب الإشارة هنا إلى أن التطور النوعي للقدرات العسكرية اليمنية هو تطور ذاتي بتأكيد القيادة السياسية والعسكرية اليمنية، وبإقرار الأوساط الأمريكية أيضاً. ففي تقرير نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أواخر يناير الماضي، نقلاً عن خبراء عسكريين ومراقبين، فإن

 

الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية على اليمن لم تمنع صنعاء من الاحتفاظ بترسانة عسكرية متطورة، تشمل الصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز، والطائرات المسيّرة الهجومية بعيدة المدى، بل أن القوات المسلحة اليمنية تسعى إلى توسيع صناعاتها الدفاعية وإنتاج أسلحة متطورة بكميات كبيرة وباستقلالية تامة.

وهو أيضاً ما أقر به مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفيان، والذي أكد في مؤتمر صحفي أجراه منتصف يناير الماضي، بأن القوات المسلحة اليمنية يمكنها أن تنتج أسلحة بسرعة وببساطة أكثر مما تنتجه الولايات المتحدة الأمريكية، زاعماً أن الأسلحة اليمنية ليست بجودة الأسلحة الأمريكية، لكنه أقر بأنها "جيدة بما يكفي لإحداث تأثير كبير في ساحة المعركة".

 

آلية تطوير الأسلحة الباليستية التقليدية للحروب البحرية

 

استناداً لكل ما سبق، يمكن التأكيد بأن استخدام القوات المسلحة اليمنية الصواريخ الباليستية التقليدية والمسيّرات في قصف الأهداف البحرية المتحركة، واقتحام هذا المجال المعقد والصعب والغير مسبوق في العلوم العسكرية، والتطور الحربي اللاحق في تعزيز قدرات الأسلحة لاستخدامها في هذا المجال، لم يكن مغامرة عسكرية بحتة،

 

بل كان قراراً إستراتيجياً مدروساً بعناية فائقة تم تنفيذه بواسطة خبرات وأدمغة يمنية عملت على ابتكار آليات علمية دقيقة لتطويع ما تملكه من قدرات مادية وفكرية، وذلك لتصنيع أسلحة نوعية من خارج العلوم والقدرات العسكرية المتعارف عليها عالمياً وغربياً على وجه الخصوص، شكلاً ومضموناً واختصاصاً، وعبر مجالات لم تطرقها العقول والأسلحة الحربية من قبل، وهو ما تكشفه حالة الذهول التي أصابت شركات التصنيع الحربي ومراكز البحوث العسكرية العالمية، والتي لم تجد تفسيراً لفشل أحدث التقنيات الأمريكية والبريطانية والغربية أمام الصواريخ الباليستية والمجنحة والمسيّرات اليمنية، سوى أن اليمن بات يملك أسلحة متطورة في هذا المجال، غير معروفة وغير تقليدية، ومن خارج "الصندوق الأمريكي الغربي".

الأمر الذي يمكن تأكيده أيضاً، من خلال المناخ العام الذي يشهده قطاع التصنيع العسكري في اليمن، والتطور الملحوظ في مختلف الأسلحة الهجومية والدفاعية، الجوية والبرية والبحرية، فخلال المعركة التي خاضتها القوات المسلحة اليمنية إسناداً لغزة على مدى 15 شهراً، كشفت القوات اليمنية عن عدد من الأسلحة الإستراتيجية النوعية الجديدة في مختلف المجالات والتخصصات، من بينها صاروخ فلسطين 2" محلي الصنع الذي كشفت عنه القوات المسلحة اليمنية منتصف سبتمبر 2024م، وينتمي إلى

 

طراز الصواريخ الباليستية الفرط صوتية، ويصل مداه إلى 2150 كيلومترا وتصل سرعته إلى 16 ماخا، حيث يمتلك الصاروخ القدرة على المناورة وتضليل الدفاعات الجوية المتطورة، ويستطيع قطع مسافات كبيرة في غضون دقائق، ولديه 4 شفرات هوائية تساعد في ضبط مساره، وقد استخدمته القوات اليمنية في تدشين المرحلة الخامسة من التصعيد ضد "إسرائيل" بقصف عدد من الأهداف الحيوية في عمق الكيان الصهيوني خلال معركة طوفان الأقصى، بينها قواعد عسكرية ووزارة الدفاع الإسرائيلية وسط "تل أبيب" بعد تجاوزه المنظومات الدفاعات الإسرائيلية "حيتس" والقبة الحديدية، وكذا منظومة "ثاد" الأمريكية المنتشرة على إمتداد المنطقة.

وبدخوله مجال تصنيع صواريخ الفرط صوتية، يصبح اليمن أول دولة عربية منتجة لهذا السلاح الإستراتيجي، وواحدة من 6 دول فقط تمتلك وتصنع صواريخ الفرط صوتية في العالم، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية.

وفي المجال البحري، كشفت القوات المسلحة اليمنية خلال مناورة عسكرية بحرية أجرتها في 28 أكتوبر 2024م، عن غواصة "القارعة" غير المأهولة والمسيّرة عن بعد، القادرة على تنفيذ عمليات نوعية دقيقة وكبرى ضد السفن والبوارج، وصولاً إلى انتقاء الأهداف الاستراتيجية، فهي تبحر بسرعات عالية تصل إلى أكثر من 5 عقد بحرية، مما يمكّنها التنقل بسرعة عبر المياه، وتنفيذ مهام استطلاعية

 

وهجومية بشكل فعّال، ويعزز قدرتها على جمع المعلومات الاستخباراتية في الوقت المناسب، وتوفير معلومات دقيقة عن الأهداف البحرية المحيطة بها.

وإلى جانب التطور الملحوظ في الأسلحة الهجومية، فقد ظهر أن القوات المسلحة اليمنية باتت تمتلك منظومة دفاعية متطورة، خاصةً بعد نجاحها في إسقاط 14 مقاتلة أمريكية مسيّرة من نوع MQ9 خلال عام واحد فقط من مشاركتها في معركة طوفان الأقصى، وهو رقم قياسي غير مسبوق لعدد الطائرات التي يخسرها الجيش الأمريكي في حرب على مدى تاريخه، وتعد MQ9 من أحدث الطائرات التجسسية والهجومية التي يمتلكها سلاح الجو الأمريكي، وتصل قيمتها إلى 17 مليون دولار أمريكي.

 

انعكاسات تغيير المفاهيم العسكرية

 

إلى ذلك، فإن أقل ما يمكن قوله عن الملاحم العسكرية التي سطرتها البندقية اليمنية خلال اشتباكها المفتوح مع الأساطيل الأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب على مدى أكثر من عام، بأنها لن تكون لحظة عابرة تنتهي تأثيراتها بانتهاء الإشتباك المباشر على وقع معركة الطوفان، بل بداية لمرحلة جديدة يلتحم فيها اليمن مع مكتسبات هذه الملاحم وثمار الصمود في وجه أعتى الترسانات الحربية الغربية، والإنتقال إلى

 

مصاف الدول الكبرى المتقدمة، كقوة إقليمية صاعدة ومنافسة في مختلف المجالات وعلى رأسها مجال التصنيع العسكري، فمن نجح في تغيير المفاهيم العسكرية وتحويل الصواريخ الباليستية كمضادة للسفن، ونجح في تصنيع صواريخ الفرط صوتية في خضم الحرب والحصار، لديه كل المقومات للوصول إلى ما هو أبعد في عالم الصناعات العسكرية وبزمن قياسي أيضا، وربما يكون اليمن هو مفاجأة القرن الواحد والعشرين في هذا المجال .

 

 

مقالات مشابهة

  • حساب منسوب لنجل الأسد يروي اللحظات الأخيرة قبيل سقوط النظام
  • عن المعارضة والاصطفاف والمعارك الآمنة
  • استخدام الصواريخ الباليستية والمجنحة والمسيّرات في قصف الأهداف البحرية .. العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة نموذجاً
  • رئيس هيئة العمليات يزور مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية بالمكلا
  • الشرع: آلاف المتطوعين ينضمون إلى الجيش السوري الجديد بعد الإطاحة بـ"نظام الأسد"
  • معاناة مشتركة بين أبناء فلسطين والجولان على أطراف دمشق
  • هكذا سخّر نظام الأسد الحواجز الأمنية لإرهاب السوريين وابتزازهم
  • مدبّر مجزرة التضامن.. "صقر" نظام الأسد يثير الغضب في سوريا
  • أوكرانيا تنشر سلاحًا «تجريبيًا» يعمل على تدمير قنابل روسيا الانزلاقية
  • الشرع يلتقي وزير الخارجية الجزائري في دمشق