تتميَّز سوريا بتنوع عرقي وديني كبير يعود بالدرجة الأولى إلى كونها من أكثر المناطق حيوية في التاريخ القديم، ومن أقدم الأراضي التي تم اكتشاف آثار الإنسان فيها منذ عصور ما قبل التاريخ، إلاّ أنّ ذلك التنوع الطائفي كان سبباً في سقوط عشرات الآلاف من الضحايا منذ اندلاع احتجاجات الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد منتصف مارس عام 2011.

ظهور الطائفة العلوية وهيمنتها على البلاد

برز الحديث عن الطائفية في سوريا بعد تولي الأب حافظ الأسد المنتمي لحزب البعث مقاليد الحكم وزمام الأمور في أوائل عام 1971، إذ كانت الأقلية العلوية التي ينتمي لها مهمشة، ليعمل خلال سنوات حكمه الممتدة لأكثر من ربع قرن على توطيدها وتغلغها في الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد، وجعلها الطائفة الدينية الأولى في سوريا. 

الطوائف الدينية في سوريا وأماكن تمركزها

وحول التعرف على الطوائف الدينية السورية وأماكن تمركزها، واستنادا إلى تقرير الأمم المتحدة الديمغرافي السنوي الصادر عام 2008، فإن المجتمع السوري يتكون من خمس طوائف وديانات أساسية، وهي كالتالي مشيرة إلى أن النسب المئوية الواردة قد تختلف قليلاً..

- المسلمون السُنَّة ويمثلون نحو 76.1% من الشعب.

-العلويون 11.5%.

- المسيحيون 4.5%.

-الدروز 3%.

- الإسماعيليون 1% والشيعة 0.4%.

ويتركز أتباع الطائفة العلوية التي حكمت سوريا لأكثر من 5 عقود، وتتبع المذهب الجعفري الشيعي الاثنى عشري، في قرى الساحل السوري، وتحديداً محافظتي اللاذقية وطرطوس، إذ يشكَّلون نحو 50% من سكانهما، وبعض مناطق الداخل والقريبة من الداخل، كما أن هناك تجمعا آخر لهم في حمص وحماة يشكِّل نحو 10% من سكان المدينتين، أما أفراد الطائفة الدرزية فالكثافة الأعلى لهم في المنطقة الجنوبية بالجبل بمحافظة السويداء، فضلا عن وجود أكثر من 40 ألف درزي في هضبة الجولان المحتل.

فيما يتركز العرب السُنَّة والذين يمثلون الغالبية العظمى من سكان الأراضي السورية في محافظة دير الزور ومدينة البوكمال والقرى القريبة من الحدود مع العراق فغالبيتها، ويتركز الشركس في دمشق، في حين يتركز الأرمن بالدرجة الأولى في حلب وريف اللاذقية والقامشلي في شمال شرق البلاد، أما الأكراد، الذين يُقدَّر عددهم بأكثر من مليون كردي، فيتركزون في المناطق الشمالية الشرقية، خاصة محافظة الحسكة والقامشلي والشمالية في ريف حلب قريبا من الحدود مع تركيا.

في حين يذكر تقرير وزارة الخارجية الأمريكية للحريات الدينية أن نسبة المسلمين السنة في سوريا تبلغ 77%، و10% علويون، و3% دروز وإسماعيليون وشيعة إثنا عشرية، و8% من السكان مسيحيون من طوائف مختلفة تتبع غالبيتها الكنيسة الشرقية وتهيمن الطائفة الأرثوذكسية بشكل كبير على التوزع المسيحي، وتوجد أيضا أقلية يزيدية في منطقة جبل سنجار على الحدود مع العراق.

ويتركز المسيحيون في المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية من سوريا، وتحديداً في محافظات الحسكة ودير الزور والرقة، ووادي النصارى وهو منطقة تقع في ريف حمص الغربي، وجبال القلمون.

أما بالنسبة لليهود فقد هاجر معظمهم بعد سماح الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد لهم بمغادرة البلاد في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، وتشير الإحصائيات إلى بقاء عدد قليل جدا لا يتجاوز الآلاف في كل من حلب ودمشق.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سوريا الجمهورية العربية السورية المسلمين السنة الشيعة الدروز فی سوریا

إقرأ أيضاً:

ساكس: أوباما كان وراء حرب سوريا.. وأمريكا سبب الفوضى بالشرق الأوسط

كشف الاقتصادي العالمي جيفري ساكس، أن الحرب في سوريا اندلعت نتيجة قرار من الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، مشيراً إلى أن واشنطن كانت المحرك الرئيسي للحروب في الشرق الأوسط. 

وقال ساكس، وهو مدير شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة وأستاذ الاقتصاد في جامعة كولومبيا، في تصريحات خلال مشاركته في "منتدى أنطاليا الدبلوماسي" إن الحرب في سوريا لم تنشأ بسبب قمع النظام السوري فحسب؛ بل كانت بتوجيه من أوباما للإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ربيع 2011. 

واعتبر ساكس، أن مقتل 600 ألف شخص في الحرب، لا يمكن تفسيره بالاحتجاجات وقمع النظام فقط؛ بل كان نتيجة حرب شاملة تتطلب تمويلاً وتسليحاً بمليارات الدولارات.

وأكد ساكس، أن المنطقة تشهد تدخلات مستمرة من القوى الغربية، وهو ما يعود إلى اتفاقيات سابقة مثل معاهدة فرساي.

كما انتقد بشدة فكرة الاعتماد على الولايات المتحدة لحل المشكلات الإقليمية، قائلاً إن الإمبراطوريات تسعى للهيمنة، ولا يمكن لواشنطن تحقيق مصالح الدول العربية والتركية والفارسية.

وتطرق ساكس أيضاً إلى تفاصيل فشل اتفاق السلام الذي توسط فيه كوفي عنان عام 2012، حيث اتهم الولايات المتحدة بعرقلة الاتفاق بسبب تمسكها برحيل الأسد الفوري.

 وقال إن جميع الأطراف وافقت على السلام، إلا أن الولايات المتحدة أصرت على رحيل الأسد في اليوم الأول، مما أدى إلى فشل الاتفاق واستمرار الحرب.

كما تحدث عن الدعم الأمريكي لإسرائيل في النزاعات، مؤكداً أن ما يحدث في غزة اليوم من إبادة جماعية، يتم بـ"تواطؤ أمريكي".

 واختتم دعوته لدول المنطقة إلى تحديد مصيرها بأنفسها بعيداً عن التدخلات الخارجية، مشددا على ضرورة إنهاء سياسة "فرق تسد" التي تمارسها القوى الإمبريالية منذ قرن.

مقالات مشابهة

  • السفير السوري في روسيا يطلب اللجوء بعد استدعائه إلى دمشق
  • بيان تاريخي وقعه زوجة الرئيس السوري في تركيا: تعرف على تفاصيله
  • سوريا ولبنان.. من الجوار الصعب إلى التعاون
  • اليوم.. رئيس الوزراء اللبناني يزور سوريا
  • الأمن السوري يعتقل عميداً سابقاً بجيش الأسد في طرطوس
  • تركيا.. وقفة في مرسين تطالب بحماية العلويين في سوريا
  • أردوغان يزور سوريا لأول مرة منذ سقوط الأسد
  • بعد سقوط الأسد.. هكذا تحرّك أحمد الشرع لقطع طرقات الإمداد لـحزب الله
  • ساكس: أوباما كان وراء حرب سوريا.. وأمريكا سبب الفوضى بالشرق الأوسط
  • عودة أكثر من 1.4 مليون سوري إلى ديارهم منذ سقوط نظام الأسد