بعد سقوط الأسد.. تعرف على خريطة الطوائف الدينية في سوريا
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
تتميَّز سوريا بتنوع عرقي وديني كبير يعود بالدرجة الأولى إلى كونها من أكثر المناطق حيوية في التاريخ القديم، ومن أقدم الأراضي التي تم اكتشاف آثار الإنسان فيها منذ عصور ما قبل التاريخ، إلاّ أنّ ذلك التنوع الطائفي كان سبباً في سقوط عشرات الآلاف من الضحايا منذ اندلاع احتجاجات الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد منتصف مارس عام 2011.
برز الحديث عن الطائفية في سوريا بعد تولي الأب حافظ الأسد المنتمي لحزب البعث مقاليد الحكم وزمام الأمور في أوائل عام 1971، إذ كانت الأقلية العلوية التي ينتمي لها مهمشة، ليعمل خلال سنوات حكمه الممتدة لأكثر من ربع قرن على توطيدها وتغلغها في الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد، وجعلها الطائفة الدينية الأولى في سوريا.
وحول التعرف على الطوائف الدينية السورية وأماكن تمركزها، واستنادا إلى تقرير الأمم المتحدة الديمغرافي السنوي الصادر عام 2008، فإن المجتمع السوري يتكون من خمس طوائف وديانات أساسية، وهي كالتالي مشيرة إلى أن النسب المئوية الواردة قد تختلف قليلاً..
- المسلمون السُنَّة ويمثلون نحو 76.1% من الشعب.
-العلويون 11.5%.
- المسيحيون 4.5%.
-الدروز 3%.
- الإسماعيليون 1% والشيعة 0.4%.
ويتركز أتباع الطائفة العلوية التي حكمت سوريا لأكثر من 5 عقود، وتتبع المذهب الجعفري الشيعي الاثنى عشري، في قرى الساحل السوري، وتحديداً محافظتي اللاذقية وطرطوس، إذ يشكَّلون نحو 50% من سكانهما، وبعض مناطق الداخل والقريبة من الداخل، كما أن هناك تجمعا آخر لهم في حمص وحماة يشكِّل نحو 10% من سكان المدينتين، أما أفراد الطائفة الدرزية فالكثافة الأعلى لهم في المنطقة الجنوبية بالجبل بمحافظة السويداء، فضلا عن وجود أكثر من 40 ألف درزي في هضبة الجولان المحتل.
فيما يتركز العرب السُنَّة والذين يمثلون الغالبية العظمى من سكان الأراضي السورية في محافظة دير الزور ومدينة البوكمال والقرى القريبة من الحدود مع العراق فغالبيتها، ويتركز الشركس في دمشق، في حين يتركز الأرمن بالدرجة الأولى في حلب وريف اللاذقية والقامشلي في شمال شرق البلاد، أما الأكراد، الذين يُقدَّر عددهم بأكثر من مليون كردي، فيتركزون في المناطق الشمالية الشرقية، خاصة محافظة الحسكة والقامشلي والشمالية في ريف حلب قريبا من الحدود مع تركيا.
في حين يذكر تقرير وزارة الخارجية الأمريكية للحريات الدينية أن نسبة المسلمين السنة في سوريا تبلغ 77%، و10% علويون، و3% دروز وإسماعيليون وشيعة إثنا عشرية، و8% من السكان مسيحيون من طوائف مختلفة تتبع غالبيتها الكنيسة الشرقية وتهيمن الطائفة الأرثوذكسية بشكل كبير على التوزع المسيحي، وتوجد أيضا أقلية يزيدية في منطقة جبل سنجار على الحدود مع العراق.
ويتركز المسيحيون في المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية من سوريا، وتحديداً في محافظات الحسكة ودير الزور والرقة، ووادي النصارى وهو منطقة تقع في ريف حمص الغربي، وجبال القلمون.
أما بالنسبة لليهود فقد هاجر معظمهم بعد سماح الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد لهم بمغادرة البلاد في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، وتشير الإحصائيات إلى بقاء عدد قليل جدا لا يتجاوز الآلاف في كل من حلب ودمشق.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سوريا الجمهورية العربية السورية المسلمين السنة الشيعة الدروز فی سوریا
إقرأ أيضاً:
كندا تخفّف عقوباتها وتعيّن سفيرة غير مقيمة في دمشق
أعلنت كندا، أمس الأربعاء، عزمها على تخفيف عقوباتها المالية على سوريا، وتعيين سفيرتها في بيروت سفيرة غير مقيمة في دمشق، مندّدة من جهة ثانية بالفظائع التي ارتُكبت في الأيام الأخيرة في غرب البلاد، بحقّ مئات المدنيين من الأقليّة العلوية.
وقال المبعوث الكندي الخاص إلى سوريا، عمر الغبرة، إنّه "يمكن لكندا أن تؤدّي دوراً فاعلاً في تمكين السوريين من بناء دولة جامعة تحترم جميع مواطنيها".
وأضاف "يمكننا أيضاً المساعدة في منع سوريا من الوقوع في الفوضى وعدم الاستقرار"، مشيراً إلى أنه سيتم تقديم 84 مليون دولار كندي (59 مليون دولار أمريكي)، كتمويل جديد للمساعدات الإنسانية.
Today, the government of Canada announced several key measures to help the Syrian people build a stable country that respects all of its citizens:
- $84 million in humanitarian aid
- Easing economic sanctions
- Restoring diplomatic relations https://t.co/XKZ9JVKP1r
وتأتي هذه الخطوة الكندية في الوقت، الذي تسعى فيه السلطات الانتقالية السورية للحصول على دعم دولي.
وقالت وزارة الخارجية الكندية في بيان إنّه "سيتم تخفيف العقوبات للسماح بإرسال أموال عبر بعض البنوك في البلاد، مثل البنك المركزي السوري". وأضاف البيان أنّ "السفيرة الكندية في لبنان ستيفاني ماكولوم، ستتولى مهمة إضافية إذ تمّ تعيينها أيضاً سفيرة غير مقيمة لدى سوريا".
وعلى غرار دول غربية عديدة أخرى، كانت كندا تفرض عقوبات مشدّدة على حكومة الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وبحسب بيان وزارة الخارجية الكندية فإنّ "هذه العقوبات استُخدمت كأداة ضد نظام الأسد، وتخفيفها سيساعد على تمكين إيصال المساعدات بشكل مستقر ومستدام، ودعم جهود إعادة التنمية المحلية، والمساهمة في تعافي سوريا السريع".
Canada strongly condemns atrocities perpetrated in coastal Syria. Violence must stop. All civilians-regardless of religion or ethnicity-must be protected, and perpetrators held accountable.
— Mélanie Joly (@melaniejoly) March 13, 2025وفرّ الأسد من سوريا في مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعدما أطاح بنظامه تحالف فصائل مسلّحة تقودها هيئة تحرير الشام، التي بات زعيمها أحمد الشرع رئيساً انتقالياً لسوريا. ورحّبت عواصم عديدة بسقوط الأسد، لكنّها ظلت حذرة إزاء نوايا السلطات الجديدة في دمشق.
وتعهّدت السلطات الانتقالية السورية، حماية الأقليات الدينية والعرقية في البلاد، لكنّ تقارير عديدة أفادت بأنّ قوات موالية للحكومة الانتقالية، قتلت في الأيام الأخيرة مئات المدنيين العلويين في غرب البلاد ووسطها.
ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قُتل ما لا يقلّ عن 1383 مدنياً منذ 6 مارس (أذار) الجاري، على يد قوات الأمن السورية وجماعات متحالفة معها، في عمليات نفذت في معقل الأقلية العلوية التي يتحدّر منها الرئيس المخلوع.
واندلعت أعمال العنف، الخميس الماضي، بعد هجوم دموي شنّه موالون للأسد على قوات الأمن، في جبلة قرب مدينة اللاذقية الساحلية غربي البلاد.
وفي بيان إعلان تخفيف العقوبات، أعربت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، ووزير التنمية الدولية الكندي أحمد حسين، عن قلقهما إزاء هذه الفظائع التي ارتكبت بحق المدنيين.
وقال الوزيران "ندين بشدّة هذه الفظائع وندعو السلطات المؤقتة إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لإنهاء العنف". وأضافا "يجب حماية المدنيين، وصون كرامة وحقوق كل الجماعات الدينية والعرقية، ومحاسبة الجناة".