بغداد اليوم - بغداد 

قدم أستاذ العلوم السياسية خليفة محمد، اليوم الاحد (8 كانون الأول 2024)، قراءة لطبيعة مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، فيما أشار إلى أن الأيام المقبلة ستكون صعبة جدا وهي من سترسم ملامح سوريا.

وقال محمد في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "قوى دولية وأخرى إقليمية سارعت باتجاه الانهيار السريع لنظام الأسد الذي حكم لأكثر من نصف قرن"، مؤكدا بان "السقوط تم من خلال سلسلة متنوعة ومعقدة من التنظيمات المسلحة التي لكل منها ايدلوجية فكرية بعضها متطرف وهناك قيادات مهمة على لائحة الإرهاب الدولي".

وأضاف، ان "نظام الأسد سقط وهناك اسرار كبيرة ربما ستكشف في الأيام المقبلة عن الصفقة التي دفعت رئيس النظام للتخلي دون اي مقاومة تذكر وتسليم المدن الواحدة تلو الأخرى وما هو مصير القواعد الروسية والأمريكية وغيرها من الملفات المعقدة الأخرى".

وأشار محمد الى، ان "دمشق امام 3 تحديات صعبة وهي من ستقود المرحلة المقبلة وكيف ستقبل التنظيمات المختلفة فكريا ان تنسجم في جسد حكومي واحد وماهي اليات التعامل مع مؤيدي النظام السابق بالإضافة الى ان هناك دولًا كبرى لديها مصالح في سوريا متناقضة مع دول أخرى ولكل منها تنظيمات مسلحة تعمل على الأرض".

وبين، أن" الايام المقبلة ستكون صعبة جدا وهي من سترسم ملامح سوريا بعد الأسد لكن في كل الأحوال الأوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات في ظل أجواء قلقة جدا".

وأعلنت الفصائل المسلحة، صباح اليوم الأحد، أن الرئيس السوري بشار الأسد غادر البلاد، فيما اعتبرته "نهاية الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا".

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ووكالة "رويترز" أعلنا الأحد، أن الأسد "غادر البلاد إلى وجهة غير معلومة".

وقال المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة أنباء "أسوشيتد برس" إن الأسد استقل طائرة من دمشق في وقت مبكر من صباح الأحد.

وجاءت تعليقات عبد الرحمن بعد أن أعلنت الفصائل المسلحة دخول دمشق، بعدما حققت تقدما كبيرا وسريعا عبر البلاد.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها الفصائل إلى دمشق منذ عام 2018، عندما استعادت القوات السورية مناطق في ضواحي العاصمة بعد حصار استمر سنوات.

من جهته اعلت أعلن رئيس الوزراء السوري محمد الجلالي أنه يتمنى أن يسود عهد جديد وأنه سيكون في مجلس الوزراء صباحا ومستعد لأي إجراء للتسليم.

هذا وأصدر المجلس الوطني الانتقالي للحكم في سوريا بيان رقم واحد، تعهد فيه بالالتزام ببناء "دولة حرة وعادلة وديمقراطية يتساوى فيها جميع المواطنين دون تمييز".

وقال المجلس في بيان اليوم الأحد، "نعلن اليوم للشعب السوري العظيم وللعالم أجمع أن نظام بشار الأسد قد سقط، وأنه قد فرّ هارباً إلى خارج البلاد، تاركاً خلفه إرثاً من الدمار والمعاناة".

وأضاف البيان "إننا في هذا اليوم التاريخي، نعلن أن قوى الثورة والمعارضة قد تولت زمام الأمور في سوريا".

كما وتعهد المجلس في بيانه بالحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها، وحماية المواطنين وممتلكاتهم كافة، بغض النظر عن انتماءاتهم، العمل على إعادة بناء الدولة ومؤسساتها على أسس من الحرية والعدالة.

وأكد البيان على السعي لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، وإعادة اللاجئين والمهجّرين إلى ديارهم بأمان وكرامة، مشددا على محاسبة كل من أجرم بحق الشعب السوري، وفقاً للقانون والعدالة.

ودعا المجلس في بيانه، جميع أبناء الشعب السوري إلى "الوحدة والتكاتف في هذه المرحلة التاريخية"، مؤكدا أن "سوريا الجديدة لن تكون حكراً على أحد، بل هي وطن للجميع". 

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: فی سوریا

إقرأ أيضاً:

تحديات المرحلة الانتقالية الكبيرة في سوريا محور مؤتمر دولي في باريس

يشارك وزير الخارجية السوري في باريس، اليوم الخميس، في مؤتمر دولي حول الانتقال السياسي والتحديات الأمنية والاقتصادية الكبيرة التي تواجهها بلاده، بعد سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

ويقوم أسعد الشيباني، بأول زيارة رسمية له لدولة في الاتحاد الأوروبي، بعدما شارك في منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا في يناير (كانون الثاني) الماضي.

ويعكس مؤتمر باريس، وهو الثالث بعد لقاء مماثل في الأردن والمملكة العربية السعودية، منذ الإطاحة بالأسد، اهتمام الأسرة الدولية التي تراقب السلطات الجديدة عن كثب وتريد تشجيع العملية الانتقالية في سوريا.

La troisième conférence internationale sur la transition en Syrie s'ouvre à Paris
➡️ https://t.co/4R7yiWPtYX pic.twitter.com/E3z8avt40w

— FRANCE 24 Français (@France24_fr) February 13, 2025

ويعقد المؤتمر فيما أعلنت السلطات السورية أمس الأربعاء، أنها تعتزم تشكيل حكومة انتقالية مطلع الشهر المقبل، "ممثلة للشعب السوري قدر الإمكان وتراعي تنوعه". كما يأتي في ظل تغييرات جيوسياسية عميقة في المنطقة ولا سيما تراجع النفوذ الإيراني.

وفي مؤتمر باريس، تشارك الدول العربية على مستوى الوزراء، فضلاً عن تركيا ودول مجموعة السبع ودول أوربية عدة. وتشارك الولايات المتحدة التي لم تعلن استراتيجيتها حيال سوريا بعد، إلا أن تحركها العسكري والإنساني يبقى حاسماً، بصفة مراقب. ولن تتثمل إسرائيل في المؤتمر وكذلك ممثلون لأكراد سوريا.

ويهدف المؤتمر الذي يختتمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى إقامة "طوق أمان" لحماية العملية الانتقالية السورية من التدخلات الأجنبية، وتنسيق المساعدات وتمرير رسائل إلى السلطة السورية الجديدة، على ما أفادت مصادر دبلوماسية عدة. ويهدف كذلك إلى دعم القضاء الانتقالي ومكافحة الإفلات من العقاب.

عقوبات وإعمار 

وأشارت الرئاسة الفرنسية، إلى أن باريس التي ستعيد قريباً فتح سفارتها في دمشق، ستستقبل الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع "في الأسابيع المقبلة"، بعدما وجهت إليه دعوة خلال اتصال هاتفي بينه وبين ماكرون.

وقال السفير الفرنسي السابق لدى سوريا ميشال دوكلو: "لم يرتكب الشرع حتى الآن أي خطأ، لكن الوضع يبقى هشاً وثمة تساؤلات حول الفترة التالية".

ولا يتوقع أن تصدر إعلانات عن مؤتمر اليوم الخميس، فيما قال مصدر في وزارة الخارجية السورية إن "توقعات الإدارة الجديدة من مؤتمر باريس هو رفع العقوبات بالدرجة الأولى، لأنها الأساس لتنفيذ كل شيء آخر، سواء إصلاح البينة التحتية وتطويرها، وتحسين الواقع الحالي للخدمات والرواتب والكهرباء والماء والمدارس المشافي، والانتقال لاحقاً إلى مرحلة إعادة الإعمار".

وزير الخارجية السوري يزور فرنسا اليوم - موقع 24من المقرر أن يحضر وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني، مؤتمراً دولياً في باريس، اليوم الخميس، في الوقت الذي تسعى فيه القوى الإقليمية والغربية إلى حماية البلاد خلال الفترة الانتقالية.

وتبحث بروكسل في ملف رفع العقوبات المفروضة على سوريا. وقد يعلن تخفيفاً جزئياً لها في الأسابيع المقبلة. وأما رفع العقوبات المصرفية والعوائق أمام تحويل الأموال وهو نقطة حاسمة، فيمر عبر واشنطن.

وشدد مصدر دبلوماسي أوروبي على أنه "من دون دعم مالي كبير لا يمكن للمرحلة الانتقالية أن تسلك مجراها"، مشككاً في ظل الأجواء العالمية الحالية في إمكان وضع "خطة مارشال" لسوريا، التي تقدر الأمم المتحدة كلفة إعمارها بأكثر من 400 مليار دولار.

تحد أمني

وتجتمع الأطراف المانحة المتعددة الأطراف ووكالات دولية، صباح الخميس، لوضع "استراتيجية تنسيق للمساعدة الدولية" المجزأة حتى الآن على ما أكدت الرئاسة الفرنسية، مشددة على "أهمية حشد الجهود الأمريكية" في وقت سيكون لتجميد مساعدات واشنطن عواقب مأسوية.

وقالت منظمة "مهاد" غير الحكومية المتخصصة، إن وقف المساعدات الأمريكية وجّه "ضربة قاتلة" إلى منشآت صحية في مناطق عدة، مشددة على أن 16.5 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة في سوريا.

وكتب الباحث تشارلز ليستر لدى عودته من سوريا، قبل فترة قصيرة عبر منصة إكس "قائمة الحاجات لا تحصى والوقت يداهم".

وشددت الرئاسة الفرنسية "يجب أن نعمل على قيام سوريا موحدة ومستقرة تستعيد السيادة على كامل أراضيها".

ولكنّ سوريا البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، تبقى مجزأة وقد تقع في الفوضى في أي لحظة، على ما أفاد مصدر دبلوماسي، مشيراً إلى أن سلطة الشرع لا تستند إلا على 30 ألف مقاتل. وأعلن الرئيس الانتقالي الذي حل الجيش وأعلن ضم الجماعات المسلحة إلى جيش وطني في المستقبل مطلع الأسبوع، أن "آلاف المتطوعين ينضمون إلى الجيش السوري الجديد".

وفي سوريا أيضاً قوات مؤيدة لتركيا تتواجه في شمال البلاد مع الأكراد، أعداء أنقرة، لكنهم حلفاء الغرب أيضاً. وتستمر القوات الكردية في ضرب جماعة تنظيم داعش الإرهابي، الذين هزموا في 2019 لكنهم لا يزالون يشكلون تهديداً معيناً. ولكن التواصل بوشر بين الأكراد والسلطة الجديدة في دمشق، ومع تركيا بدفع من واشنطن وباريس على ما أشار مصدر فرنسي.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية السوري يصل فرنسا للمشاركة بمؤتمر دولي.. أول زيارة إلى أوروبا
  • تحديات المرحلة الانتقالية الكبيرة في سوريا محور مؤتمر دولي في باريس  
  • تحديات المرحلة الانتقالية الكبيرة في سوريا محور مؤتمر دولي في باريس
  • وزير الخارجية السوري يزور فرنسا اليوم
  • نجل بشار الأسد يظهر لأول مرة على مواقع التواصل من موسكو (شاهد)
  • حكومة سورية جديدة “متعددة الأطياف”.. مطلع مارس
  • بفيديو مصور.. حافظ الأسد يتحدث لأول مرة منذ سقوط النظام
  • بفيديو مصور.. حافظ الأسد يتحدث حول منشوره الأخير
  • إذاعة مونتي كارلو تؤكد رفض الرئيس السوري إطلاق سراح معتقلين من الجيش الجزائري و البوليساريو
  • أسماء الأسد.. إيما التي لم تكن تهتم بالشرق الأوسط