عين ليبيا:
2025-02-11@20:44:49 GMT

الربيع العربي.. شرارة لم تنطفئ وثورة لا تعرف اليأس

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

ظن كثيرون أن الربيع العربي قد مات، وأن الشعوب التي انتفضت في وجه الطغيان قد خمدت إرادتها تحت وطأة الأنظمة القمعية، التي تسلقت على أكتاف الثورات لتبني عروشها وتعيد عجلة الاستبداد إلى الوراء. لكن ما حدث في سوريا، بسقوط نظام الأسد، هو أكبر دليل على أن الربيع العربي لم يمت، إنه يعيش في قلوب الشعوب، ينتظر الفرصة المناسبة ليشتعل من جديد، ولن يُطفأ حتى يحقق أهدافه في الحرية والكرامة والعدالة.

سقوط الأسد: رسالة لكل الطغاة ودرس للحكام العرب

مارس بشار الأسد كل أنواع البطش على شعبه، من استخدام الأسلحة الكيميائية إلى تدمير المدن وتشريد الملايين. تخلى عن كرامته وسيادة بلاده لصالح روسيا، وأدخل المرتزقة من الفاغنر وحرس إيران الثوري ليحموا نظامه. ورغم ذلك، لم يستطع النجاة من إرادة الشعب السوري الذي استمر في مقاومته حتى أسقطه. سقوط الأسد ليس مجرد حدث محلي، بل هو رسالة لكل الحكام الذين يسيرون على دربه: القمع والتبعية للخارج لن تحميكم من شعوبكم.

من تونس إلى مصر، ومن ليبيا إلى الخليج، الأنظمة التي اغتصبت السلطة أو استبدت بها يجب أن تدرك أن الربيع العربي قد يستيقظ في أي لحظة:

1. قيس سعيد (تونس):

الرئيس التونسي الذي خيب آمال شعبه بتجميد المؤسسات الديمقراطية والانفراد بالسلطة، عليه أن يتعلم من درس الأسد. الشعب الذي أسقط نظام بن علي لن يتردد في الانتفاض مجددًا إذا استمرت خيبة الأمل في تحقيق تطلعات الثورة.

2. عبد الفتاح السيسي (مصر):

السيسي الذي وصل إلى الحكم بانقلاب عسكري، وأعاد البلاد إلى عصر القمع والسجون المكتظة بالمعارضين، عليه أن يدرك أن البطش لا يخلق استقرارًا دائمًا. الشعب المصري الذي أسقط مبارك يمكنه أن يفعلها مرة أخرى.

3. عبد الحميد الدبيبة وخليفة حفتر (ليبيا):

في ليبيا، انقسام السلطة بين الشرق والغرب لم يُنه معاناة الشعب، بل زادها. الدبيبة في طرابلس وحفتر في الشرق كلاهما يتشبث بالسلطة بطرق مختلفة، لكن الشعوب الليبية، التي ثارت ضد القذافي، لن تقبل أن تعيش تحت حكم مستبد جديد، سواء اعتمد على روسيا والفاغنر أو غيرها من القوى الأجنبية.

4. محمد بن سلمان (السعودية):

انفتاح ولي العهد السعودي على الثقافة الغربية بشكل مفرط قد يكون بمثابة فتيل يشعل موجة احتجاجات جديدة. الشعب السعودي، رغم قبوله بالإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، قد لا يتحمل تجاوز الحدود الثقافية والدينية التي تحكم مجتمعه.

5. محمد بن زايد (الإمارات):

التطبيع مع إسـ ــرائـــيل قد يكون خطوة استراتيجية بالنسبة له، لكنه قد يستفز مشاعر الكثيرين داخل الإمارات. رغم الهدوء الظاهري، فإن الربيع العربي قد يطرق أبواب الإمارات لأول مرة، خاصة مع زيادة الوعي الشعبي والتأثير الخارجي.

6. المغرب:

الوضع في المغرب يبدو الأكثر هشاشة. الاقتصاد المتدهور، وارتفاع مستويات الفقر، وتراجع مستوى الحرية يجعل البلاد مهيأة لانتفاضة جديدة. الملكية المغربية التي لطالما اعتُبرت أكثر مرونة من غيرها قد تجد نفسها أمام احتجاجات تطالب بإصلاح جذري، خاصة إذا استمر الوضع الاقتصادي في التدهور.

الربيع العربي: ثورة مستمرة وليست حدثًا عابرًا

الربيع العربي ليس مجرد سلسلة من الأحداث التي بدأت في 2011 وانتهت بالفشل أو النجاح. إنه عملية مستمرة، تعكس توق الشعوب العربية للحرية والعدالة. الأنظمة التي تظن أنها انتصرت على شعوبها يجب أن تدرك أن الشعوب لا تموت، وأن طموحاتها قد تخبو مؤقتًا لكنها لا تختفي.

سقوط الأسد هو تذكير بأن إرادة الشعوب أقوى من جبروت الطغاة. على الأنظمة العربية أن تقرأ الدرس جيدًا، وأن تدرك أن الربيع العربي لم ينتهِ. الشعوب العربية، التي دفعت أثمانًا باهظة من الدماء والدموع، لن تتوقف حتى تحقق أحلامها في حياة كريمة وحكم عادل. الربيع العربي لم يمت، بل ينتظر اللحظة المناسبة ليعود، وهذه المرة قد يكون أكثر شمولًا وتأثيرًا.

تبينوا هذا والله تعالى أعلم

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

المجلس الوطني: نرفض التصريحات التي تدعو إلى تهجير أبناء شعبنا

عبر المجلس الوطني الفلسطيني، اليوم الاثنين 10 فبراير 2025، عن رفضه للتصريحات العدوانية التي تدعو إلى تهجير أبناء شعبنا من قطاع غزة .

وأوضح في بيان له، أن هذه التصريحات هي جريمة تطهير عرقي ضد الإنسانية، ولا تعدو كونها أحلام يقظة لا تمت إلى الواقع بصلة، بل تنتمي إلى عالم افتراضي بالأفلام غير الواقعية، إذ يختلط الخيال بالحقيقة ويرسم واقعا افتراضيا.

وتابع: من لا يعرف تاريخ الشعب الفلسطيني وصموده الأسطوري، ومن يتجاهل حقوقه الوطنية المشروعة فهو يعيش في وهم بعيد عن الحقيقة.

وشدد المجلس الوطني، على أن القضية والوطن الفلسطيني ليست سلعة للبيع أو المقايضة، بل هي وطن وحق تاريخي لشعب مكافح لن يتنازل عن أرضه ومقدساته، ولن يقبل بأن يرسم مستقبله وفق مخططات استعمارية مرفوضة.

وأكد، أن الشعب الفلسطيني بقيادته وفصائله، سيظل متمسكا بحقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال وعودة اللاجئين، ولن تثنيه أوهام المستعمرين وأمنياتهم.

كما استنكر المجلس الوطني، تصريحات نتنياهو ضد جمهورية مصر، معتبرا هذه التصريحات امتدادا للعدوان الشامل والحرب التي يشنها للإساءة إلى الأشقاء المصريين والمملكة العربية السعودية الذين طالبوا بإقامة دولة فلسطينية على أراضيها، معتبرا هذه التصريحات تعبر عن العنجهية والعدوانية وعدم احترام سيادة الدول وشعوبها، وانتهاكا صارخا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين أبو مرزوق يكشف سبب عدم إنطلاق المرحلة الثانية من المفاوضات الخارجية: حقوق شعبنا وأرضنا ليست للبيع أو المقايضة والمساومة حماس: الشعب الفلسطيني لن يغادر أرضه ومشاريع ترامب "إلى زوال" الأكثر قراءة تحقيق إسرائيلي: فشل خطير لـ "القبة الحديدية" أثناء هجوم 7 أكتوبر هآرتس تكشف عن هدف زيارة نتنياهو لواشنطن.. هل ينسف اتفاق غزة؟ طولكرم: إصابة طفلة بشظايا رصاص الاحتلال في حارة العكاشة سموتريتش يعقب على إمكانية التطبيع مع السعودية وإقامة دولة فلسطينية عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • أسماء الأسد.. إيما التي لم تكن تهتم بالشرق الأوسط
  • هنو: الثقافة المصرية قوة ناعمة تربط بين الشعوب وتعزز التعاون العربي
  • محلل سياسي فلسطيني: الموقف العربي الموحد مهم والبيانات التي تصدر «ذكية»
  • مجلس شباب الثورة: فبراير مشروع وطني مستمر حتى استعادة حق الشعب اليمني ومحاسبة كل من أجرم بحقه
  • المجلس الوطني: نرفض التصريحات التي تدعو إلى تهجير أبناء شعبنا
  • رئاسة الجولاني ولادة بلا مخاض ديمقراطية بلا انتخابات
  • البابا فرنسيس: يجب الإصغاء إلى صرخة الشعوب المطالِبة بالسلام
  • الكشف عن أبرز البنود التي تحوي المشروع الوطني الذي قدمته القوى السياسية
  • العربي الناصري: شائعات الإخوان تستهدف تدمير الأمة العربية والوحدة الوطنية
  • تعرف على محور نتساريم الذي سينسحب منه الاحتلال