الأسبوع:
2024-12-12@01:43:02 GMT

سوريا على المحك

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

سوريا على المحك

- الأسد يرحل.. هيئة تحرير الشام تسيطر.. إسرائيل تتواصل

- تفاصيل الاتفاق الذي سبق الرحيل.. وأين اختفى بشار؟

فى السابع والعشرين من نوفمبر الماضي بدأت المنظمات الإرهابية تنفيذ المخطط. وفى الثامن من ديسمبر سقطت العاصمة دمشق، وغادر الرئيس الأسد وبعض مرافقيه إلى خارج البلاد.. انهار الجيش وتفككت الكثير من وحداته.

قبلها غادر ألف من الضباط والجنود هربًا إلى داخل العراق.. طيلة الأيام الأثنى عشر لم يدخل الجيش السورى معركة حقيقية ضد هؤلاء الذين زحفوا من كل مكان، وتجاوزوا الحصون بأسلحتهم الحديثة، وعناصرهم المدربة تدريبًا جيدًا على يد ضباط غرباء جاءوا من أوكرانيا والعديد من الدول الإقليمية والدولية.. أتذكر مقولة نتنياهو التى حذر فيها الرئيس بشار الأسد فى أعقاب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان عندما قال بعد سقوط الأسد: لقد قلت قبل أسبوعين: إن بشار الأسد يلعب بالنار وسيدفع الثمن بسبب إمداده لحزب الله بالأسلحة.

كان كل شيء يمضى وفق المخطط، الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يخرج عن صمته ويعلن دعمه لهيئة تحرير الشام، ويؤكد أنها فى طريقها إلى دمشق، إيران تتخلى عن حليفها الاستراتيجي، ووزير الخارجية عراقجى يعلن أن مصير الأسد بات غير معلوم، أما روسيا فقد أعطت التعليمات للطيران الروسى بتوجيه ضربات محددة دون التورط فى الحرب بشكل كامل. الجامعة العربية تؤجل اجتماعها الوزارى بناء على طلب سوريا، بعد أن أدركت أن هناك خلافًا عربيًا حول ما يجرى على أرض سوريا.

لقد تداعت الأحداث خلال الساعات القليلة التى سبقت سقوط النظام السورى ومغادرة الرئيس بشار وبعض معاونيه إلى وجهة غير معلومة فجر الأحد الثامن من ديسمبر 2024، لقد زحفت ميليشيات «هيئة تحرير الشام» من حلب إلى إدلب إلى حماه، ثم إلى حمص وأخيرًا إلى دمشق، بينما تحركت العديد من الخلايا النائمة ومعارضو النظام فى العديد من المحافظات الأخرى وتحديدًا فى محافظة درعا الجنوبية وغيرها، لتمهيد الطريق أمام الميليشيات للسيطرة على مقاليد الحكم فى البلاد.

كان السؤال المطروح: لماذا يترك الجيش العربى السورى مواقعه، ويرفض الاشتباك مع عناصر الميليشيات التى تخترق المحافظات الواحدة تلو الأخرى؟ يبدو من الواضح أن وزير الدفاع السورى اتخذ قرارًا، وأقنع به الرئيس الأسد يقضى بانسحاب الجيش والاستعداد لمعركة حمص الكبرى، إلا أن سيناريو الأحداث قد أفضى إلى نتيجة مختلفة، فالجيش الذى احتشد حول حمص ترك مواقعه وانسحب قبل مغادرة الرئيس الأسد بساعات قليلة، وهو أمر يضع كثيرًا من علامات الاستفهام.

ووفقًا للمعلومات التى حصلت عليها «الأسبوع»، من مصادر عليمة، فإن الاتفاق الذى جرى بحضور مصر والسعودية والعراق وقطر وإيران وتركيا وروسيا والذى عقد فى قطر لبحث الأوضاع السورية جرى الاتفاق على الآتي:

- الاتفاق على تنحى الرئيس السورى بشار الأسد عن السلطة فى البلاد ومغادرة سوريا فى أسرع وقت.

- الاتفاق على تولى رئيس الوزراء السورى الحالى مهام السلطة فى البلاد، والتنسيق مع تنظيم «هيئة تحرير الشام».

- أن يظل رئيس الوزراء يدير شئون الفترة الانتقالية وإدارة شئون البلاد لحين تسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب.

- السماح بانتقال عناصر حزب الله الموجودة فى سوريا إلى لبنان، وكذلك الحال بالنسبة لقيادات التنظيمات الفلسطينية.

- انسحاب جميع الفصائل المسلحة خارج المدن مع بقاء الشرطة المدنية لإدارة الأوضاع فى الفترة الانتقالية.

- لا مذابح ولا استهداف للعلويين (الشيعة) فى مناطقهم أو خارجها، وحماية الأقليات العرقية الطائفية والمسيحية.

- حماية مراقد وبيوت ومساجد آل البيت (السيدة زينب رضى الله عنها) وغيرها.

السيناريو يتكرر:

فى العاشر من يونيو 2014 فوجئ الرأى العام فى داخل العراق وخارجها بالانتصارات «الصادمة» التى حققها تنظيم داعش على الأرض العراقية، ففى ساعات محدودة سقطت محافظة «نينوي» ثانية كُبريات المحافظات العراقية، حيث اجتاح داعش والقوى المتحالفة معه أرض المحافظة بعد أن طوقتها من اتجاهات محددة، ولم يكن من خيار أمام قوات الجيش أو الأمن العراقية إلا الهروب من ميدان المعركة وترك أسلحتهم الثقيلة لتسقط فى أيدى المقاتلين ذوى البأس الشديد، المدربين تدريبًا جيدًا على فنون الحرب المختلفة.

وقد نجحت الفصائل الإرهابية المسلحة بعد يوم واحد فقط فى أن تصل بقواتها العسكرية إلى بلدة «العظيم» ومن بعدها «الضلوعية» على مشارف بغداد الشمالية.

فى هذا الوقت أشاد الكثير من القيادات المحلية بممارسات تنظيم داعش والتنسيق مع الأهالي، تلك كانت البداية، ولكن الأحداث التالية كشفت عن الوجه الحقيقى لتنظيم داعش، حيث القتل والإرهاب وعبودية النساء، فى هذا الوقت لم تسقط بغداد تحت جحافل عناصر داعش، وإنما صمدت وبدأت حرب المواجهة التى أدت فى النهاية إلى حصار الجماعة الإرهابية وطردها من غالبية المحافظات.

الأمر يختلف هنا، فالميليشيات التى تلقت دعمًا غير محدود من قوى إقليمية ودولية استطاعت أن تسقط النظام وأن تدخل دمشق، وتبدأ فرض سيطرتها على الأماكن المختلفة، ووضع الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة المختلفة تحت سيطرتها - كما هو متفق عليه -.

وقد طلب الإرهابى أبو محمد الجولانى من رئيس الوزراء السورى محمد غازى الجلالى تسيير أعمال الحكومة إلى حين، وتم بث لقاء تليفزيونى لرئيس الوزراء يعلن فيه استعداده لإدارة الأمور لحين تسليم السلطة إلى من يختارهم الشعب لتولى السلطة فى البلاد.

وفى السادسة من صباح الأحد 8 من ديسمبر، أعلن مصدر بهيئة تحرير الشام أنه سيتم بث أول بيان إلى الشعب السورى على شاشة التليفزيون الرسمي، وقد جاء البيان ليؤكد أن هيئة تحرير الشام هى صاحبة القرار فى سياق الأحداث التى نشهدها فى سوريا.

مغادرة الأسد:

قبيل فجر الأحد بقليل، كانت الأمور تتداعى، تم إبلاغ الرئيس بشار منذ قليل، أن قوات الجيش انسحبت من حمص، وأن الميليشيات العسكرية الإرهابية على بعد كيلو مترات محدودة من دمشق، وأن هناك كتائب مسلحة قادمة من جنوب سوريا بعد سقوط محافظة درعا فى أيديهم، وأن قوات من ريف دمشق انضمت إليهم وأنهم على بعد كيلو مترات محدودة من العاصمة السورية.

كانت النصيحة للرئيس بأن يغادر القصر الرئاسي، وبالفعل على الفور جرى اتخاذ القرار، خاصة أن الاستعدادات كانت قد اكتملت فى مطار قريب من دمشق.

غادر الرئيس القصر الرئاسي، وعندما سئل رئيس الوزراء السورى عن مكان اختفاء الرئيس قال: ليس لدى معلومات عن مكان الأسد ولا متى غادر!!

الترجيحات تقول: إن الأسد كان أمامه إحدى وجهتين: إما روسيا وإما طهران. تشير المعلومات إلى أن الخلافات التى جرت مؤخرًا بين بوتين والأسد خلال زيارته الأخيرة عندما رفض عرض بوتين بترتيب لقاء بينه وبين أردوغان ترجح عدم توجه الأسد إلى موسكو، ومن هنا تشير المعلومات إلى احتمال توجهه إلى طهران، خاصة أن إيران لن تنسى للرئيس السورى دوره فى السماح بإقامة خط يربط طهران بلبنان لإمداد حزب الله بالسلاح والمال.

السيناريوهات المتوقعة:

منذ الإعلان عن سقوط الحكم فى سوريا انتشرت الفصائل العسكرية فى جميع أنحاء العاصمة السورية، وتحركت الحشود الجماهيرية لإسقاط تماثيل الرئيس السابق حافظ الأسد والرئيس بشار الأسد، وبدا أن هناك مرحلة جديدة وسيناريوهات متوقعة لمرحلة ما بعد سقوط حكم الرئيس بشار. وتشير جميع التوقعات إلى أن هناك اتفاقًا دوليًا وإقليميًا على عدم الاعتراض على شخص أو محمد الجولانى المعروف بانتماءاته المتطرفة، فهو كان ضمن تنظيم أبو مصعب الزرقاوى فى العراق، ثم انضم إلى تنظيم داعش بقيادة أبو بكر البغدادي، ثم أعلن انفصاله عنه وأسس إمارة لتنظيم القاعدة فى الرقة فى سوريا، وأعلن مبايعته لأيمن الظواهري، وأسس تنظيم «النصرة» الإرهابى الذى ارتكب جرائم قتل وإرهاب فى حق الآمنين فى سوريا..

وكانت واشنطن قد غضت النظر عن اتهام الجولانى بالإرهاب وتحديد جائزة بقيمة 10 ملايين دولار لمن يدلى بمعلومات تساعد الأجهزة الأمريكية على الوصول إليه، وقد سمحت القوات الأمريكية الموجودة فى العراق لشبكة تليفزيون (C.N.N) بإجراء حوار تليفزيونى معه فى مكانه المعروف فى إدلب.

وهكذا أصبحت سوريا الآن أمام سيناريوهات متعددة قد تفضى إلى أزمات ومشكلات تقود إلى الفوضى والانتقام والحروب الأهلية والانقسام.

أولًا- يحتمل الإعلان عن خارطة طريق تتضمن فترة انتقالية ترسخ فيها التنظيمات الإرهابية قواعدها، وتستمر فيها العمليات الانتقامية ومحاكمة رموز النظام السابق محاكمات صورية.

ثانيًا- استمرار حالة الفوضى واقتحام المقار الأمنية والسياسية والحكومية، مع انتشار عمليات السرقة والنهب كما حدث بالأمس فى القصر الجمهورى وإدارة الجمارك والسفارة الإيرانية وغيرها.

ثالثًا- دمج العناصر الإرهابية فى إطار الجيش العربى السوري، مع تولى أمور القيادة، وصولًا إلى تغيير عقيدة هذا الجيش.

رابعًا- تزايد حدة الخلافات بين المعارضة السياسية والعناصر الإرهابية التى ستصر على احتكار المناصب الرئيسية للدولة.

خامسًا- المشاركة فى حصار حزب الله وقطع طريق طهران - لبنان استجابة لمطالب إسرائيل.

سادسًا- فتح المعسكرات لتدريب الإرهابيين الذين ينتمون إلى عدد من الدول العربية وإيوائهم وتحديدًا الدول المجاورة.

سابعًا- إشعال الفتن المذهبية والطائفية مما يهدد بنشوب حروب أهلية قد تؤدى إلى تقسيم البلاد.

التطورات خطيرة، والأحداث متلاحقة، والزمن سيكشف الكثير من الحقائق الصادمة.. سوريا لن تكون الأخيرة، بل سيمتد الأمر إلى بلدان أخرى.. من هنا كان حرص الرئيس السيسى مبكرًا على بناء جيش قوي، وإعادة بناء مؤسسات الدولة، واستخدام الحكمة فى إدارة الأمور، واستخلاص العظات والعبر، ورفض التصالح مع الجماعات الإرهابية التى تحاول بكل السبل نشر الشائعات والأكاذيب والتآمر ضد الوطن ومصالحه، من هنا كان بيان وزارة الخارجية مؤكدا على ذات ثوابت الدولة المصرية عندما أكدت وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السورى حيث طالبت بضرورة إنهاء معاناة الشعب السورى والتوصل للاستقرار وبدأ عملية سياسية شاملة ومتكاملة وتؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلى واستعادة وضع سوريا الإقليمى والدولى.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: سوريا مصطفى بكري تركيا أردوغان ايران بشار الاسد سقوط سوريا هیئة تحریر الشام رئیس الوزراء الرئیس بشار تنظیم داعش بشار الأسد فى البلاد فى سوریا أن هناک

إقرأ أيضاً:

ليست الدولة الأموية!!

ونحن نبكى على أطلال سوريا المُدمرة، لايجب أن نتجاهل حقيقة أن هناك عملية مخابراتية -غير عربية- قامت باستبدال فاشية نظام الأسد الاستبدادى بالفاشية الدينية لنظام محمد الجولاني، ويجب أن نقف عند عدة حقائق مهمة إذا أردنا تحليل الموقف الحالى فى المنطقة العربية التى بلغت -بالفعل- أضعف حالات أمنها القومي!! ويجب أن نعرف ونفهم أن سوريا ستدخل بالمنطقة كلها فى أتون مرحلة جديدة من عدم الاستقرار.. فوجود نظام دينى دموى فى دمشق يعنى توترًا لن يتوقف من المحيط إلى الخليج، ويعنى ابتزازًا للأموال العربية واقتصادياتها، وبلا شك يعنى استهلاكًا للقدرات العربية لعشرات السنوات القادمة، ولكنه لايعنى بالضرورة تغيير أنظمة أو تعديل مسارات العلاقات مع الغرب!! تعالوا لنحاول فهم الخريطة من بدايتها:
> أخطأت دول عربية عديدة عندما لم تسأل خلال الخمسة عشرة عامًا الماضية «كيف نضغط على بشار الأسد» لكى يقيم حوارًا مع مكونات وفئات الشعب السوري، فالرجل عنيد لايسمع الكلام، ولايُدرك حجم مخاطر عناده، وهذا العناد تسبب فى تجميد قُدرات الجيش السورى، وسمح لقوى مختلفة بالتحالف سويًا لإيقاف مشروع بشار القائم على منح مساحات استراتيجية لإيران لكى تتوغل فى سوريا، وهو الأمر الذى استفز الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل، بل واستفز دولًا عربية مهمة إقليميًا واقتصاديًا، وأدى الأمر إلى تحرك العناصر غير العربية للقضاء عليه قضاءًا مبرمًا وإحياء مشروع قديم مشترك بينهم هدفه نشر الأنظمة الدينية الفاشية فى المنطقة.
> كان يجب أن يرحل بشار الأسد قبل عشر سنوات على الأقل عندما بدأ الاعتماد على إيران للقتال بدلًا منه ومن جيشه، والذى تحول بدوره -هذا الجيش- إلى مجرد ستارٍ لقوات إيرانية تتدرب وتحصل على خبرات قتالية مهمة مقابل جيش نظامى يجلس فى المكاتب ويُشرف من بعيد على المعارك الميدانية، وعندما حانت لحظة خروج المقاتلين الإيرانيين من المشهد.. وجد -هذا الجيش نفسه- بلا تدريب وبلا تأهيل وبلا خبرات فى تفاصيل حرب العصابات.. فقررت قياداته عدم القتال انتقامًا من بشار وخوفًا من هزيمة عظيمة وغير مسبوقة.. ولا تستبعد أن هناك اتفاقًا قد جرى بين قيادات الجيش السورى وفصائل محمد الجولانى بعدم إطلاق الجيش السورى لطلقة رصاص واحدة مقابل عدم الانتقام من هذه القيادات التى وجدت بشار الأسد عبئًا عليها بالإضافة إلى عناده وغباءه السياسى والذى أدى بدوره لتوريط الجيش فى حسابات دولية مُعقدة لن يدفع ثمنها سوى الجيش نفسه.
> لاتُصدق أن محمد الجولاني -الذى أطلق على نفسه أحمد الشرع- رجلُ مُعتدل، أو أنه «كيوت» و«مُسالم».. بل يجب أن تُدرك أنه ربيب وسليل تنظيمات دينية متطرفة قتلت وسلبت ودمرت واغتالت وأحرقت دولًا عربية عديدة.. فعلت هذا فى سوريا والعراق وليبيا.. وهى نفس التنظيمات التى قتلت ضباطنا وجنودنا فى سيناء.. فهو ابن تنظيم القاعدة وأحد قيادات داعش ورأس الحربة فى تنظيم النُصرة وقائد تنظيم جبهة تحرير الشام.. فلا تُقنعنى أنه تحول فجأة وأصبح ديمقراطيًا مُسالمًا متعاونًا يؤمن بحقوق الآخرين.. فلن تقنعنا لحيته التى تم تهذيبها ولا ملابسه الإفرنجية أن رأسه أخرجت مابها من أفكار التطرف والقتل والدموية.. هذه «حركات» قديمة تم استهلاكها منذ خمسة عشرة عامًا ولن تَخِيل علينا ولاعلى من يؤمن بأن التنظيمات الدينية المتطرفة هى جماعات أيديولوجية ثابتة غير مرنة لاتسمح لمن يخالفها -الفكر- بالحصول على مساحات وسط ميدان السياسة.. وبلا شك هى جماعات غير قادرة على ممارسة الإدارة السياسية والسلطة والحكم.. وسوف نرى!!
> لاتقل لى أن محمد الجولانى وجماعته دخلوا إلى دمشق دون تنسيق مُسبق مع تركيا والولايات المتحدة وبِعلم إسرائيل!! نعم بِعلم إسرائيل التى أعلن نتنياهو قبل تحرك هيئة تحرير الشام بأربعة وعشرين ساعة فقط أن أيام بشار الأسد فى السلطة باتت معدودة!! والغريب أن إسرائيل التى طالت يدها مناطق من إيران وسوريا ولبنان ومازالت تقتل مئات الآلاف فى غزة وجدت -من يحمل فى يده مصحف وسيف- يشارك فى تحالفٍ هى عضو فيه للخلاص من بشار الأسد فى أطار أن المصلحة أهم من هذه الحسابات الضيقة.. فماذا يعنى قتل الأطفال فى غزة؟.. المهم هو الشام والمسجد الأموي!!
> وبمناسبة المسجد الأموى.. هذا الظهور المُلفت لمحمد الجولانى فى المسجد غرضه توصيل رسالة بانتمائه إلى المذهب السُنى ومحاربته للمذهب الشيعى، ولذلك قال داخل المسجد، إن بشار الأسد قام بتسليم سوريا لإيران -وهذا حقيقى- ولكن هل الجولانى يريد توصيل هذه الرسالة فقط؟.. قطعًا هو يريد توصيل رسالة أخرى.. وهى أنه سوف يُعيد مجد الدولة الأموية التى انطلقت من دمشق.. ولكن فاته أن هذه الدولة كانت مترامية الأطراف.. وكانت دولة رائدة لا تابعة.. فكانت تحكم الشام كاملًا من دمشق إلى القدس والحجاز ومصر والمغرب العربى وبعض البلدان عند حدود إفريقيا.. ولكن «الجولانى» جاء لنا على رأس مشروع كبير لتقسيم سوريا -المُقسمة أصلًا من جسد الشام الكبير- فهل يرغب الجولانى فى توحيد سوريا؟ أم أنه سيكتفى بدمشق وريفها؟ هل سيقاوم إسرائيل التى استولت على مائتى كيلو مترمربع من المناطق المتاخمة للجولان المحتلة؟ هل سيرد على تصريح نتنياهو الذى أطلقه أمس الأول والذى قال فيه، إن الجولان ستظل إسرائيلية للأبد؟ هل سيمنع انفصال الأكراد السوريين؟ هل سيمنع تركيا من ضم أراض سورية؟ هل سيحارب إيران -على أرض العراق- فى المستقبل ويقضى على ماتبقى من سوريا؟
> كل هذه الأسئلة يجب أن تُطرح فى عقولنا ونحن نسمع كلمات الجولانى داخل المسجد الأموى.. وهو مشهد -من وجهة نظرى- لايعنى أبدًا أن الجولانى سيقوم بإحياء الدولة الأموية!!

مقالات مشابهة

  • 5 قوى دولية فى حلبة الصراع السورية
  • روسيا ترفض تسليم «الأسد» وتتمسك بقواعدها في سوريا
  • المعارضة السورية تتجاهل العربدة الإسرائيلية
  • المخطط بات واضحًا
  • ليست الدولة الأموية!!
  • أسئلة مشروعة
  • سوريا الماضى والمستقبل
  • سوريا لحظة بلحظة .. الجيش الإسرائيلي يدمر سفنا على ساحل اللاذقية | شاهد
  • سوريا: جلسة مغلقة في مجلس الأمن.. و«الكرملين»: «بوتين» اتخذ قرار منح اللجوء لـ«الأسد»
  • مصداقية بوتين على المحك بعد سقوط الأسد