عاجل - بعد 24 عاما.. تايم لاين سقوط بشار الأسد وبداية مرحلة جديدة في سوريا (تفاصيل)
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
منذ توليه السلطة في عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الأسد، هيمن بشار الأسد على الحياة السياسية في سوريا لمدة 24 عامًا، شهدت خلالها البلاد صعودًا وهبوطًا متسارعًا، من سنوات من الاستقرار النسبي إلى حرب مدمرة أدت إلى تدمير البلاد وإزاحة النظام عن السلطة في 2024.
طوال فترة حكمه، واجه بشار الأسد تحديات محلية وعالمية، بدءًا من بدء الاحتجاجات في عام 2011 ضد حكمه والتي تطورت إلى صراع مسلح شامل، مرورًا بتدخلات خارجية متعددة من القوى الإقليمية والدولية، وصولًا إلى خسارة السيطرة على العديد من المدن الكبرى في سوريا.
ومع الدعم العسكري من روسيا وإيران، وفرض سلطته من خلال سياسة الحديد والنار، تمكن بشار الأسد من البقاء في السلطة لسنوات، لكن سقوطه المفاجئ في عام 2024 كان بمثابة النهاية المدوية لحكم استمر أكثر من عقدين. في هذا التايم لاين، نستعرض أهم محطات هذه الحقبة، التي بدأت بترتيب داخلي وحروب خارجية وانتهت بخروج الأسد من السلطة، تاركًا وراءه سوريا في حالة من الفوضى والدمار.
2011.. بداية الاحتجاجات وتحولها إلى نزاع مسلحمارس 2011: اندلعت الاحتجاجات ضد حكم الأسد في عدة مدن سورية، لتواجَه بعنف شديد من قوات الأمن، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى. تحول الاحتجاجات إلى انتفاضة مسلحة مع حمل بعض المتظاهرين السلاح وانشقاق عدد من الوحدات العسكرية.أغسطس 2011: تفجير في دمشق نفذته جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة في سوريا) كان بداية لتصاعد العمليات العسكرية.ديسمبر 2011: القوى الدولية، من خلال مؤتمر جنيف، تتفق على ضرورة انتقال سياسي، لكن الانقسامات بين الدول الكبرى تعرقل أي حلول.2013.. التدخلات الإقليمية وتجاوز الخطوط الحمراء2013: حزب الله اللبناني يساند النظام السوري في معركة القصير، مما يوقف زخم المعارضة المسلحة في المنطقة.أغسطس 2013: هجوم بغاز السارين على الغوطة الشرقية، قتل فيه المئات من المدنيين، إلا أن الولايات المتحدة لم ترد عسكريًا على الرغم من تحديد الأسلحة الكيميائية كـ "خط أحمر".2014.. صعود داعش وحروب متعددة الجبهات2014: تنظيم داعش يسيطر على مدينة الرقة، ليؤسس عاصمته في سوريا. في الوقت نفسه، تتراجع المعارضة المسلحة في حمص بعد اتفاقات "إخلاء" في بعض المناطق.2014: تشكيل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة داعش، مع تنفيذ ضربات جوية في سوريا.2015.. التدخل الروسي وتغيير موازين الحربسبتمبر 2015: تدخل روسيا عسكريًا إلى جانب النظام السوري، ما أسهم في تقوية قدرات الأسد العسكرية وتحقيق سلسلة من الانتصارات الهامة في معركة حلب.2016.. استعادة حلب والانقسامات بين الفصائلديسمبر 2016: القوات الحكومية وحلفاؤها يتمكنون من استعادة السيطرة على مدينة حلب من المعارضة، ما يُعتبر أكبر انتصار لقوات النظام.2016: انفصال جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة وتأسيس "هيئة تحرير الشام"، التي حاولت تقديم نفسها كـ "معتدلة".2017.. هزيمة داعش وتزايد الضغوط الدولية2017: طرد داعش من الرقة على يد قوات مدعومة من الولايات المتحدة بقيادة الأكراد، وتنتهي بذلك السيطرة الإقليمية للتنظيم الإرهابي في سوريا.2018.. استعادة النظام لمناطق المعارضة2018: الجيش السوري يواصل استعادة المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة، بما في ذلك الغوطة الشرقية ودرعا، بينما يبقى بعض المناطق الشمالية خارج سيطرة النظام.2019.. نهاية داعش وتواجد أميركي مستمر2019: داعش يفقد آخر معاقله في سوريا، لكن الولايات المتحدة تقرر إبقاء قواتها في البلاد لمساندة الأكراد ومنع أي هجمات على حلفائها.2020.. وقف إطلاق النار ومناطق النفوذ المتعددة2020: هجوم روسي مدعوم من القوات السورية على إدلب، مع وقف لإطلاق النار تم التوصل إليه مع تركيا. يتجمد القتال عند خطوط المواجهة الرئيسية، بينما تنقسم البلاد إلى مناطق نفوذ تسيطر عليها قوى مختلفة: الجيش السوري في الغرب، القوات التركية في الشمال، والقوات الكردية في الشمال الشرقي.2023.. التوترات الإقليمية وتداعياتها على سورياأكتوبر 2023: هجوم حركة حماس على إسرائيل يعيد إشعال التوترات في المنطقة، مما يؤدي إلى تقليص وجود حزب الله في سوريا ويعزز تحركات المعارضة.2024.. الهجوم الأخير وسقوط دمشقأبريل 2024: المعارضة تبدأ هجومًا جديدًا على مدينة حلب، مستغلة انشغال حلفاء الأسد في مناطق أخرى.بعد 8 أيام من سقوط حلب: مع انهيار الخطوط الدفاعية، تواصل المعارضة تقدمها نحو العاصمة دمشق، وفي 8 ديسمبر، تدخل دمشق بعد انسحاب القوات السورية، مما يؤدي إلى انهيار نظام الأسد بشكل مفاجئ.وتسلسل هذه الأحداث يظهر بوضوح كيف أن نظام الأسد كان يعتمد على التدخلات الخارجية، سواء من روسيا أو إيران، للحفاظ على قبضته على السلطة. ومع استمرار الضغوط العسكرية والسياسية، تدهورت قدرات الجيش السوري، حتى وصلنا إلى اللحظة الحاسمة التي سقط فيها النظام في دمشق، ليعطي نهاية حربٍ استمرت أكثر من عقد من الزمان.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بشار الأسد سقوط النظام 24 عام ا الاستبداد الحرب السورية المعارضة المسلحة سوريا 2024 انهيار الحكم دمشق القمع الحرب الأهلية الثورة السورية سقوط الأسد الطغيان الفصائل المعارضة الحرب الدموية سوريا بعد الأسد الجيش السورى دمشق 2024 حكم بشار الأسد الفوضى في سوريا تغيير النظام الولایات المتحدة بشار الأسد فی سوریا
إقرأ أيضاً:
سوريا والمشوار الطويل
ما حدث في سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية، وأسفر عن سقوط حكم آل الأسد، ولجوء الرئيس المزمن بشار إلى روسيا، كان نتاج ثورة، والحراك السلمي والمسلح الذي أرغم معمر القذافي على اللجوء إلى أنبوب للصرف الصحي، كان نتاج ثورة، بينما الحراك التونسي الذي أدى إلى هرب زوج ليلى الطرابلسي (زين العابدين بن علي)، كان انتفاضة شعبية، ألهمت شعوب المنطقة فاستيقظت من غفلتها، وخرجت تنشد إسقاط الأنظمة، وما قاد إلى سقوط حكومة زوج سوزان ثابت (حسني مبارك)، انتفاضة شعبية، وفي تشرين أول/ أكتوبر من عام 2019 انتفض شعب لبنان ضد نظام حكم فاسد ومعتل، ولكنه لم ينجح في إسقاطه، وانتفض الجزائريون ضد الحكم العسكري المتنكر في ثياب مدنية، في مطالع عام 2019، ولكنهم لم يحققوا الغاية المنشودة.
ما من ثورة تمشي في خط مستقيم، فمهما تمنى وجاهد من هم وقودها وقادتها، كي تبقى على المسار المنشود لتحقيق غاياتها، فإن للثورات ديناميتها الخاصة المتسمة بالفجائية، لأنها لا تتحرك إلى الأمام أو تتراجع فقط برغبات وجهود القوى الفاعلة فيها، والمحركة لها، بل أيضا تنحني، بل وتنتكس بسبب جهود قوى الثورة المضادةوبإجماع أهل الرأي السياسي في العالم، فإن ما أدى إلى سقوط النظام الملكي في فرنسا في أواخر القرن الثامن عشر كان ثورة، وما يعرف بالثورة البلشفية هي التي نتج عنها سقوط النظام القيصري في روسيا، والثورة العارمة الكاسحة هي التي قادت إلى سقوط حكم الشاه، وصعود الملالي إلى السلطة في إيران، فالثورة تنشد التغيير الحاسم والشامل لنظام الحكم، بالمظاهرات الحاشدة والإضرابات، ثم العنف. والثورة، وليس الانتفاضة الشعبية، هي التي تؤدي عند انتصارها إلى التغيير الكامل لجميع المؤسسات والسلطات الحكومية للنظام السابق، وإقامة نظام بديل.
ما استدعى الفذلكة أعلاه، هو ما سبق أن أشرت إليه هنا بأن هناك من يحاول تبخيس الانتصار الذي حققته الثورة السورية، والقول بأن كل ما حدث في سوريا هو أن جماعة مسلحة من أنصار "داعش" والقاعدة، وصلوا إلى السلطة، وأنهم سيشكلون حكومة طالبانية الهوية والأهداف، أي أن سوريا ستنتقل من ديكتاتورية علمانية إلى ديكتاتورية تتوشح بالإسلام، مسلحة بشعارات "رومانسية" من جنس "الإسلام هو الحل" و"الحاكمية لله". بينما ما حدث فعلا في سوريا هو أن الملايين أبناء وبنات الشعب السوري ظلوا في حال نضال واستبسال على مدى 13 سنة، وكان شرف حسم المعركة من نصيب هيئة تحرير الشام "الإسلامية"، ومن ثم صار تشكيل الحكومة الانتقالية من أوجب واجباتها.
ولكن الانتصار الذي حققته الثورة السورية جزئي، فقد رحل بشار الأسد ولكن الدولة العميقة التي أسسها ووالده حافظ، ما زالت قائمة، ولكن يبدو أن الحكومة الجديدة، لا تعتزم تكرار الخطأ الذي حدث في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، حينما قرر المندوب السامي الأمريكي، بول بريمر، الذي صار الحاكم الفعلي للعراق في عام 2003، حل جميع المؤسسات العسكرية والأمنية، وزج بالبلاد في فوضى أنهكتها، ولكن شواهد التاريخ تقول إن سوريا ستشهد فترة شديدة التعقيد في مقبل الأيام، لأن الفيروس الذي غرسه بشار وأبوه، فتك بمؤسسات الدولة، وسيظل نشطا لحين من الدهر، وفوق هذا كله فقد دك بشار البيوت والمرافق العامة والخاصة، مما سيجعل ملايين العائدين من الشتات السوري، لاجئين داخل وطنهم.
وشواهد التاريخ تقول إنه ما من ثورة تمشي في خط مستقيم، فمهما تمنى وجاهد من هم وقودها وقادتها، كي تبقى على المسار المنشود لتحقيق غاياتها، فإن للثورات ديناميتها الخاصة المتسمة بالفجائية، لأنها لا تتحرك إلى الأمام أو تتراجع فقط برغبات وجهود القوى الفاعلة فيها، والمحركة لها، بل أيضا تنحني، بل وتنتكس بسبب جهود قوى الثورة المضادة، وجسم الدولة المعلول في سوريا يغري فلول النظام المباد، وبعض الطامحين في السلطة بزعزعة الاستقرار المنشود.
جسم الدولة المعلول في سوريا يغري فلول النظام المباد، وبعض الطامحين في السلطة بزعزعة الاستقرار المنشود.عندما يرحل الديكتاتوريون يتركون وراءهم أوطانا معتلة ومختلة، لأن أسلوبهم في الحكم يقوم على المزاج الفردي، وليس على المؤسسية، وانظر حال الصومال الذي أسقط شعبه نظام سياد بري في عام 1992، ولم تسكت البنادق فيه منذ يومها، ثم انظر حال ليبيا التي خاض شعبها غمار ثورة أذهلت العالم، وأسقطت ديكتاتورية القذافي التي دامت 42 سنة، وها هي اليوم خاضعة لحكومتين، وانتفاضة تونس الملهِمة في 2011، تعرضت للسرقة لغير صالح من كانوا وقودها، وانتفاضة مصر التي تلتها أطاحت برأس النظام، ثم أُجهضت بانقلاب عسكري، وفي السودان سقط في عام 2019 رأس نظام (عمر البشير) حكم البلاد ثلاثين سنة، وجاءت حكومة كوكتيل عسكري ـ مدني، ثم انفرد العسكر بالحكم، وها هو السودان في حال صوملة كاملة اليوم.
وقطعا فإن سوريا ليست ليبيا أو السودان أو الصومال، لأن "مجتمعها متمدين" بدرجة طيبة، وليس فيها قبلية تنذر بفتنة، ورئيسها المؤقت أحمد الشرع يقول كلاما ينم عن إدراكه لأهمية احترام التنوع العرقي المتمثل في الأكراد، والتنوع المذهبي الذي يتمثل في الطائفة العلوية، ولكن الصعود من الهاوية التي أسقط فيها بشار وأبوه البلاد، سيحتاج إلى الكثير من الدأب والجلد والحكمة، أخذا في الاعتبار أن جميع بلدان "الربيع العربي"، لم تكن تواجه عدوا خارجيا شرسا، كما هو الحال مع سوريا، التي تسعى إسرائيل إلى تقطيع أوصالها.
يرحل الطواغيت عن كراسي الحكم قسرا أو بأمر ملك الموت، ولكن الفيروسات التي يغرسونها خلال سنوات حكمهم في أجسام بلدانهم، تظل سارية المفعول لآماد طويلة، ولكن على قدر أهل العزم تأتي العزائم، وبوحدة الصف الوطني وحده، ستنجح سوريا في التعافي، والعافية درجات: خطوة، خطوة.