عواصم - الوكالات

قال زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع الملقب بـ "أبو محمد الجولاني" في بيان بثه التلفزيون السوري الرسمي بعد سيطرة قوات الهيئة على دمشق: "إنه لا مجال للعودة إلى الوراء وأن الهيئة عازمة على مواصلة المسار الذي بدأته في 2011، وأن المستقبل لنا.

وبعد سقوط نظام بشار الأسد والسيطرة على العاصمة السورية دمشق أصبح أسم الجولاني يتردد بشكل كبير في نشرات الأخبار وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، فهو أحد أبرز اللاعبين في المشهد السوري الجديد، وقائد جبهة تحرير الشام التي تمكنت من إسقاط النظام السوري وتغيير موازين القوى.

تصدر الجولاني الواجهة كقائد عسكري برز بشكل واضح خلال الأيام الأخيرة، وينتظر أن يلعب دورًا بارزًا في مرحلة ما بعد الأسد.

رغم بروز اسم الجولاني خلال الأيام الأخيرة، إلا أن بدايته سبقت ذلك بوقت طويل. ولد أحمد حسين الشرع وهو الاسم الحقيقي للقيادي العسكري عام 1982، ونشأ في حي المزة بالعاصمة دمشق، وتربى في عائلة ميسورة نشأ فيها ليبدأ دراسة الطب لاحقًا.

تنحدر أصول عائلة الشرع من مرتفعات الجولان السوري المحتل، الذي نزحت منه عائلته لدمشق بعد الاحتلال الإسرائيلي لها عام 1967، ليختار القيادي منها اسمه الحركي "أبو محمد الجولاني" نسبة للجولان، وذلك بحسب ما ذكر هو في مقابلة سابقة مع قناة "بي بي إس" الأمريكية.

بدأ الجولاني حياته في المجال العسكري مبكرًا، فمع الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، سافر الطبيب للانضمام للحرب وانضم إلى تنظيم "القاعدة" تحت زعامة أبي مصعب الزرقاوي، وساهم في العمليات ضد القوات الأمريكية خلال الحرب العراقية، حتى تم القبض عليه عام 2004 من قبل القوات العراقية قضى على إثرها عدة سنوات في السجن حتى الإفراج عنه عام 2008 ليعود إلى سوريا.

مع اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، عاود الجولاني نشاطه العسكري مرة أخرى، ليكون أحد المؤسسين لـ"جبهة النصرة"، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، والتي أصبحت فيما بعد واحدة من أقوى الفصائل المسلحة في البلاد.

خلال تلك الفترة وطد الجولاني علاقته مع تنظيم القاعدة، حيث امتدح زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، علانية في مقطع فيديو وبايعه تم نشره، وذلك بحسب ما ذكرت صفحة "مكافآت من أجل العدالة" التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، وبينما كان الجولاني كذلك لكنه رفض التقرب منه أبي بكر البغدادي، زعيم "داعش" الذي قتل لاحقا في غارة أمريكية على سوريا عام 2019.

لم يرغب الطبيب في الاستمرار تحت عباءة القاعدة لوقت طويل، فأعلن عام 2017 فك ارتباط "جبهة النصرة" بالقاعدة، ليؤسس "جبهة تحرير الشام" في خطوة تهدف إلى تحسين صورتها وتحقيق استقلالية أكبر عن التنظيمات المسلحة الأخرى وهو ما لم يكن شفيعًا له حيث ظل الجولاني محط اهتمام كبير من قبل المجتمع الدولي، وتم إدراجه في قوائم الإرهاب الأمريكية، بسبب ارتباطه بالإرهاب والعمليات المسلحة ضد القوات الغربية.

ورغم محاولات محمد الجولاني لإبعاد "هيئة تحرير الشام" عن ارتباطاتها السابقة بتنظيمي القاعدة وداعش، فقد استمرت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى في تصنيفها كمنظمة إرهابية.

عام 2018، أدرجت الولايات المتحدة "هيئة تحرير الشام" على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وعرضت مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل أي معلومات تؤدي إلى القبض على الجولاني.

في 16 مايو 2013، صنفت وزارة الخارجية الأمريكية الجولاني كـ"إرهابي عالمي" بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، وبموجب هذا التصنيف، تم تجميد جميع ممتلكات الجولاني تحت الولاية القضائية الأمريكية، ومنعت الحكومة الأمريكية مواطنيها من إجراء أي تعاملات معه.

كما حذرت واشنطن من أن تقديم الدعم المادي أو التورط في أي نشاط من شأنه أن يساعد جبهة النصرة أو أي فصيل تابع لها يعد جريمة، مشيرة إلى أن أي محاولات لتوفير الإمكانيات المادية أو التآمر لصالح هذه الجماعات ستعرض الأفراد للمسائلة القانونية.

وفي مقابلة نادرة، أجرى محمد الجولاني، زعيم "جبهة تحرير الشام"، مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، والتي أثارت جدلاً واسعاً، مع حصولها في وقت لا يزال القيادي فيه على قوائم الإرهاب الأمريكية.

خلال المقابلة حاول الجولاني تقديم نفسه بشكل أكثر اعتدالاً مقارنة بصورته السابقة في الإعلام الغربي، وكانت هذه المقابلة واحدة من أولى المرات التي يظهر فيها الجولاني علنًا في حديث مباشر مع وسائل الإعلام الدولية.

في المقابلة، سعى الجولاني إلى الترويج لصورة جديدة عن "جبهة تحرير الشام"، مبرزًا أنها قد تخطت علاقتها بتنظيم القاعدة وأنها تركز الآن على تحقيق أهداف محلية تخص الوضع في سوريا.

وأوضح أن جماعته لم تعد مرتبطة بأي تنظيمات خارجية مثل "القاعدة"، وأنها تسعى لبناء "دولة إسلامية" في سوريا ضمن إطار الشريعة الإسلامية، مشددًا على أن هذه الأهداف محلية ولا تشمل التوسع خارج حدود سوريا.

كما تحدث الجولاني عن الدور الذي تلعبه "جبهة تحرير الشام"، مشيرًا إلى أنها تقاتل ضد النظام السوري وحلفائه من أجل تحقيق "الحرية" للسوريين، ومع ذلك فإنه رغم محاولاته لتقديم صورة أكثر اعتدالًا، فقد تمسك بالخطاب الإسلامي الجهادي الذي يتبناه تنظيمه.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية سوريا يجتمع بمسؤولين بالخارجية الأمريكية في نيويورك

قال مصدران مطلعان لوكالة رويترز، إن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني سيلتقي بمسؤولين كبار في وزارة الخارجية الأمريكية في وقت لاحق اليوم الثلاثاء في نيويورك، وسيطلب من واشنطن تقديم خارطة طريق واضحة لتخفيف العقوبات بشكل دائم على سوريا.

ويزور الشيباني الولايات المتحدة لحضور اجتماعات في الأمم المتحدة، حيث رُفع علم الثورة السورية ليكون العلم الرسمي لسوريا بعد 14 عاما من اندلاع الحرب.

وسيكون هذا أول اجتماع بين مسؤولين أمريكيين والشيباني على الأراضي الأمريكية، ويأتي بعد رد سوريا في وقت سابق من هذا الشهر على قائمة شروط وضعتها واشنطن لاحتمال تخفيف جانب من العقوبات.



ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية بعد على طلب للتعليق. وسلمت الولايات المتحدة سوريا الشهر الماضي قائمة بثمانية شروط تريد من دمشق الوفاء بها، منها تدمير ما تبقى من مخزونات الأسلحة الكيماوية، وضمان عدم تولي أجانب مناصب قيادية في الحكومة.

كانت رويترز أول من أفاد بأن ناتاشا فرانشيسكي، نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، سلمت قائمة الشروط إلى الشيباني في اجتماع شخصي على هامش مؤتمر المانحين لسوريا في بروكسل في 18 آذار/ مارس.



وتحتاج سوريا بشدة إلى تخفيف العقوبات لإنعاش اقتصادها المنهار بسبب فترة الحرب التي فرضت خلالها الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا عقوبات صارمة في محاولة للضغط على الرئيس السابق بشار الأسد.

وفي كانون الثاني/ يناير، أصدرت الولايات المتحدة إعفاء لمدة ستة أشهر لبعض العقوبات لتشجيع المساعدات، لكن هذا الإعفاء لم يكن له تأثير يُذكر.

وقال أحد المصادر إن دمشق حريصة على رؤية جدول زمني واقعي من الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات بشكل دائم.

وواصل الشيباني، الثلاثاء، سلسلة لقاءات مكثفة على هامش زيارته الحالية إلى نيويورك، شملت مندوبي روسيا وتركيا لدى الأمم المتحدة.

وقالت وزارة الخارجية السورية في منشورات على تطبيق "تلغرام" إن الشيباني التقى في نيويورك، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، والمندوب التركي لدى المنظمة الدولية أحمد يلديز.



وأضافت أن الشيباني التقى في نيويورك كذلك رئيسة المؤسسة المستقلة المعنية بالأشخاص المفقودين في سوريا كارلا كينتانا.

ولم تقدم الوزارة تفاصيل بشأن المباحثات خلال هذه اللقاءات، وأشارت إلى أن الشيباني التقى أيضًا بوفد من الجالية السورية اليهودية.

وأوضحت أنه "جرى خلال اللقاء الحديث عن أهمية تعزيز جسور التواصل والتفاهم، وعرض القضايا التي تهم أبناء الجالية وروابطهم الثقافية والتاريخية بالوطن الأم، كما تم التأكيد على أهمية دورهم في عملية إعادة البناء".

والتقى الشيباني مندوب الصين لدى الأمم المتحدة فو كونغ، ومندوبة المملكة المتحدة باربرا وودوارد، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيليمون يانغ.

كما شملت لقاءاته، الاثنين، مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح إيزومي ناكاميتسو.

مقالات مشابهة

  • رأي.. عمر حرقوص يكتب: سوريا بين الساحل العلوي والهجمات ضد الدروز.. الشرع أم الجولاني؟
  • ماذا يحدث في ميناء رأس عيسى؟ هيئة بريطانية تكشف التفاصيل
  • هل رفع العقوبات الأمريكية على سوريا مشروط بالتطبيع؟
  • من النكبة ثم الولاء للدولة إلى الاختبار "الأكبر"... ماذا نعرف عن دروز إسرائيل؟
  • عاجل. الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "فنسون" وقطعها الحربية
  • عاجل. أردوغان: تركيا لن تسمح بأي كيانٍ آخر غير سوريا موحدة
  • ماذا يعني تحرير سوق الكهرباء بعد فصل المصرية للنقل عن القابضة؟
  • هيئة الإشراف على التأمين تعلن أبرز إجراءات إعادة هيكلة قطاع ‏التأمين ‏الصحي في سوريا ‏
  • الشوبكي يكتب .. الأردن بين مطرقة الضغوط الأمريكية وسندان المصارحة الوطنية: ماذا ينتظرنا؟
  • وزير خارجية سوريا يجتمع بمسؤولين بالخارجية الأمريكية في نيويورك