مقتل رئيس شركة تأمين يعكس أزمة النظام الصحي في أميركا
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
كشف مقتل بريان تومبسون، الرئيس التنفيذي لشركة "يونايتد هيلث كير" الأميركية، عن استياء كبير من النظام الصحي الأميركي البالغ قيمته تريليون دولار، مما أثار موجة من الغضب والجدل.
وفي واقعة جديدة، قُتل تومبسون في هجوم وصفته الشرطة بأنه "مستهدف وبطريقة وقحة" خارج فندق في نيويورك، وفق ما نقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطاني "بي بي سي".
هذه الجريمة، رغم أن دوافعها لم تُكشف بعد، سلطت الضوء على الغضب المتزايد تجاه شركات التأمين الصحي التي تواجه اتهامات برفض تغطية مطالب المرضى، بحسب "بي بي سي".
تفاصيل الجريمة وآثارهاواكتشفت الشرطة رسائل مكتوبة على الأغلفة الفارغة للرصاص المستخدم في الجريمة، تحمل كلمات مثل "ارفض"، "دافع"، و"اعزل"، التي يعتقد أنها تشير إلى تكتيكات تستخدمها شركات التأمين لزيادة الأرباح.
وفقا لتصريحات زوجة تومبسون، بوليت تومبسون، فإن زوجها تلقى تهديدات مسبقا، وقالت "كانت هناك تهديدات بسبب نقص التغطية الطبية، لكن لا أعرف التفاصيل".
تومبسون تلقى تهديدات مسبقة بسبب نقص التغطية الطبية، حسبما أفادت زوجته ( (الأناضول) غضب شعبي من شركات التأمينوفي احتجاجات نُظمت هذا الصيف أمام مقر "يونايتد هيلث كير" في مينيسوتا الأميركية، تجمع أكثر من 100 شخص للاعتراض على سياسات الشركة.
إعلانوقال أوناي مونتيس-إيروستي، منظم الاحتجاجات، "المتظاهرون لديهم تجارب شخصية مع رفض المطالب الصحية".
وظهر هذا الغضب -أيضا- على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصف العديد من العملاء تجاربهم مع رفض تغطية العلاجات الموصى بها من الأطباء.
وفي أحد التعليقات على منشور لتومبسون على موقع "لينكد إن" كتبت امرأة تعاني من سرطان الرئة "تركنا يونايتد هيلث كير بسبب الرفض المستمر لتغطية أدويتي".
تعقيد وتكاليف متصاعدةوقالت سارة كولينز، باحثة بارزة في مؤسسة "ذي كومونويلث فند" لبي بي سي، "النظام معقد للغاية. حتى الأشخاص المؤمن عليهم يواجهون صعوبات مالية بسبب الفواتير غير المتوقعة أو رفض التغطية".
ووجدت أبحاث حديثة أن:
%45 من البالغين العاملين المؤمَّن عليهم دفعوا تكاليف كانوا يعتقدون أنها مغطاة. %17 تم رفض تغطية الرعاية الطبية التي أوصى بها الأطباء. ووفقا لمؤسسة "كيه إف إف" المسحية، فإن حوالي ثلثي الأميركيين يعتقدون أن شركات التأمين تتحمل "جزءا كبيرا" من اللوم على ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية. %45 من البالغين العاملين المؤمَّن عليهم دفعوا تكاليف كانوا يعتقدون أنها مغطاة (الفرنسية) تحديات التأمين وأزمات الديونوأظهرت البيانات أن تكلفة التأمين لعائلة أميركية معيارية تصل إلى 25 ألف دولار سنويا، مع تكاليف إضافية يمكن أن تصل إلى آلاف الدولارات حسب المواقف.
ويقول كريستين إيبر، اقتصادي في مؤسسة "راند" لبي بي سي: "تزايد رفض تغطية العلاجات، مما يضع عبئا ماليا كبيرا على الأفراد".
وتواجه شركة "يونايتد هيلث كير" حاليا دعوى قضائية جماعية، بسبب استخدام الذكاء الاصطناعي لإنهاء العلاجات بشكل مبكر.
كما سبق لها أن دفعت تسوية في قضية طالبت فيها طالبا جامعيا مريضا بتغطية تكاليف علاجه التي بلغت 800 ألف دولار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات شرکات التأمین بی بی سی
إقرأ أيضاً:
العقوبات الدولية تضع النظام الصحي السوري في حالة احتضار
كانت الرضيعة رايان ضاهر، التي لم يتجاوز عمرها 11 شهراً، ترقد على سرير المستشفى، بحجمها الضئيل الذي لا يناسب عمرها. عانت من تأخر في النمو وصعوبة في التنفس بسبب عيب خلقي في القلب. وقد أمضت معظم حياتها على قائمة الانتظار لإجراء عملية جراحية لإغلاق الثقب في قلبها.
وفي أحد مستشفيات دمشق، كان أطباء القلب يمرّون على غرفة رايان لطمأنة والدتها، هند، بأن العملية ستُجرى خلال أيام. لكن الممرضات المجاورات لم يبدين نفس التفاؤل، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".
International sanctions have left Syria’s health system on life support https://t.co/l8AaAUvrcC #Washington #Syria
— Eye on Syria (@Eye_on_Syria) January 10, 2025 العقوبات وتأثيرهاأضعفت العقوبات الأمريكية والأوروبية، التي تهدف إلى معاقبة نظام الرئيس بشار الأسد، النظام الطبي الذي يعتمد عليه ملايين السوريين. فقد أدت هذه العقوبات إلى عرقلة استيراد الأجهزة الطبية اللازمة وتشغيلها، مما جعل من الصعب تقديم الرعاية الصحية في الوقت المناسب للمرضى والمصابين.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، يوم الإثنين الماضي، تمديد إعفاء جزئي للعقوبات لمدة 6 أشهر كدعم محدود للحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا، بقيادة أحمد الشرع، المعروف سابقاً بأبو محمد الجولاني، الذي قاد هجوماً سريعاً من شمال سوريا أدى إلى إسقاط نظام الأسد.
وجاء في بيان الوزارة: "هذا الإجراء يؤكد التزام الولايات المتحدة بضمان أن العقوبات الأمريكية لا تعيق الأنشطة التي تهدف إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية".
Syria's army command notified officers that President Bashar al-Assad's rule ended following a lightning rebel offensive, a Syrian officer who was informed of the move told Reuters. Syrian rebels said Damascus was 'now free of Assad' https://t.co/yHQJb7hWxb
— Reuters (@Reuters) December 8, 2024 مستقبل العقوباتولكن الرئيس جو بايدن، ترك قرار رفع تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية، وهو خطوة أساسية قبل أي تخفيف شامل للعقوبات، للإدارة الأمريكية القادمة.
وفي مركز أمراض القلب بجامعة دمشق، حيث كانت عائلة رايان تنتظر، تعطلت نصف أجهزة الفحص اللازمة لحالتها، وكان الجهاز الأخير بالكاد يعمل، وفقاً لمدير المستشفى محمد بشار عزت. كما أن غرفة عمليات واحدة فقط كانت تعمل بشكل كامل، والمستشفى لم يكن لديه سوى عدد قليل من أطباء التخدير، القادرين على إجراء 3 عمليات أسبوعياً فقط.
ومع تدهور الخدمات في المستشفيات الكبرى، اضطرت العائلات مثل عائلة رايان إلى السفر لمسافات طويلة، للحصول على الرعاية المتخصصة. قطعت الأسرة 250 ميلاً من شمال سوريا إلى دمشق، ما أثار قلق الممرضات من أن الطفلة قد أصيبت بنزلة برد خلال الرحلة الطويلة.
وقالت الممرضة هيام زرزور (51 عاماً)، أثناء فحصها للطفلة: "إذا أصيبت بنزلة برد، لا يمكننا إجراء الجراحة". وأشارت إلى أن العقوبات أثرت أيضاً على استيراد منتجات الوقود، مما أدى إلى أزمة كهرباء تركت المستشفى يعاني من برد الشتاء.
وأدى نقص الكوادر والمعدات، إلى وجود قائمة انتظار تصل إلى عامين لجراحات القلب للأطفال، وعام واحد للحالات الطارئة. وقال عزت بأسف: "من المفترض أن تتم العمليات خلال أسبوع".
Like so many autocrats who claim to serve the people, "Assad lived in quiet luxury while Syrians went hungry." https://t.co/9Sq0pyryTI
— Kenneth Roth (@KenRoth) December 14, 2024 العقوبات وتأثيرها غير المباشرويصر المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون، على أن العقوبات لا تستهدف النظام الصحي السوري بشكل مباشر، لكن تأثيرها يُشعر به بعمق.
وتعطلت أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية، وأصبح من الصعب استبدالها. أما الصناعات الدوائية المحلية، التي كانت تغطي 90% من السوق المحلي، فقد انهارت تقريباً، تاركة الأرفف مليئة بأدوية مستوردة باهظة الثمن وذات جودة مشكوك فيها.
وقالت كريستينا بيثكي، الممثلة المؤقتة لمنظمة الصحة العالمية في سوريا: "الصحة غالباً ما تكون مستثناة من العقوبات نظرياً، لكن التأثيرات غير المباشرة على تنفيذ الخدمات الصحية تجعلها واحدة من أكثر القطاعات تأثراً بالعقوبات".
ورحّبت بيثكي بالإعفاء المؤقت للعقوبات، الذي يسمح للمجموعات الإنسانية بتقديم خدمات مثل المياه والصرف الصحي والكهرباء، لكنها أشارت إلى أن الوقت غير كافٍ لتحقيق تقدم ملموس. وأوضحت أن استيراد المعدات الطبية الكبيرة يستغرق وقتاً طويلاً، وأن العقوبات السابقة، مثل تلك التي صدرت بعد زلزال عام 2023، لم تحقق تخفيفاً كافياً لمعاناة السوريين.
The health system in north-west Syria has been over-stretched for years. To meet people’s health needs, @WHO provides partner health facilities with medicines and equipment. Hear from one of them on how dire the situation is ⬇️ pic.twitter.com/wPUyNZB92o
— World Health Organization (WHO) (@WHO) March 2, 2023 معاناة الشعبووجدت دراسة أجراها معهد الحوكمة العالمية في جامعة كوليدج لندن عام 2018، أن انخفاض متوسط العمر المتوقع وتراجع معدلات التطعيم الروتينية في سوريا، مرتبطان جزئياً بالعقوبات، وذلك قبل تشديد العقوبات في عام 2019.
وأشار صالح الجديع، الباحث في الصحة العامة الصيدلانية، إلى أن العقوبات المفروضة على نظام الأسد مستحقة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، لكنه أضاف "إذا نظرنا إلى الواقع، فإن الالتزام بتخفيف التأثير على المدنيين لم يتحقق".
وفي إحدى صيدليات دمشق، كان مازن كتان ( 50 عاماً)، يحسب أسعار الأدوية للمرضى باستخدام آلة حاسبة كبيرة، بينما شقيقه سمير، الصيدلي، أوضح أن أحد العملاء استغرق شهوراً لجمع المال اللازم لشراء دواء السرطان، لكنه توفي قبل وصول الدواء إلى سوريا.
وبإحباط، تساءل سمير: "كيف يمكن فرض عقوبات على المرضى؟ قالوا إن العقوبات تستهدف الأقوياء، لكن انظر حولك. من يعاني أكثر؟".