بالفيديو.. "الوفد" في جولة داخل متحف حزب الصين الشيوعي ومشاهدة الصين الجميلة
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
على مساحة شاسعة في حي تشاويانغ بقلب بكين، يقف متحف حزب الصين الشيوعي ليتحدث عن تاريخ من النضال والكفاح المتواصل لتصبح الصين معجزة اقتصادية وتصنف ثاني أكبر قوة اقتصادية بعد الولايات المتحدة بعدما كانت تصنف من الدول النامية.
اتفقا على تجويع طفلتيهما الرضيعة للتخلص منها.. تفاصيل جريمة المطريةولمعرفة تاريخ هذا التطور ، تجول " الوفد" داخل أقسام المتحف الجذابة، وجاء ذلك ضمن فعاليات المنتدي الصينى العربي للسياسين الشباب فى دورته الثالثة، بدعوة رسمية من دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات السياسية والثقافية بين مصر والصين، وترأس وفد شمال أفريقيا المستشار أحمد سعد الدين وكيل أول مجلس النواب المصري، وضم هذا الوفد مجموعة من الشباب السياسين في مصر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا و جيبوتي وجزر القمر يمثلون أحزاب وايدولوجيات مختلفة، ولكن يجمعهم هدف واحد تعزيز التعاون العربي الصيني لخدمة بلادهم وتحقيق التنمية المستدامة.
تأتي هذه الزيارة في سياق رغبة الوفد في الإطلاع على تاريخ الحزب ودوره في تشكيل السياسات الصينية الحديثة.
مقتنيات تروي قصة نجاح
يتكون المتحف من عدة أقسام رئيسية، وخلال جولة لـ"الوفد"، أوضح المسؤولين أن المتحف يتكون من أربعة أقسام، يتم من خلاله عرض أكثر من 2600 صورة ، و 4548 قطعة أو مجموعة من الآثار الثقافية المعروضة ، بما في ذلك 420 قطعة أثرية أصلية ،منها دفتر ملاحظات كارل ماركس في بروكسل ، ومعطف ماو تسي تونج وقبعته التي ارتداها عند إعلان جمهورية الصين الشعبية، وأول علم أحمر من فئة الخمس نجوم للصين تم رفعه بالضغط على الزر، ومسودة ماو تسي تونج ونقش تشو إن لاي بخط اليد على النصب التذكاري لأبطال الشعب، والسيرة الذاتية للي دا تشاو بعد اعتقاله والمشنقة لقتله، وترجمة تشين وانجداو للبيان الشيوعي ورؤوس البرونز في القصر الصيفي القديم.
وتجتنوع القطع المعروضة والصور مما يوفر عرضًا شاملاً وبانوراميًا وملحميًا للرحلة العظيمة التي دامت قرنًا من الزمان للحزب الشيوعي الصيني، يستخدم المتحف أيضًا تقنيات سمعية بصرية مختلفة، بما في ذلك المواد الرقمية والسينمائية، مما يسمح للزوار بالتفاعل والانغماس في الاحداث التي يشاهدونها.
أضخم لوحةفي بهو المتحف، توجد لوحة ضخمة تعد من أكبر اللوحات مطلية بالورنيش بطول 600 متر تجسد سور الصين العظيم (长城颂)، والتي تتكون من 100 لوحة مطلية بالورنيش. وقد أنشأها تشنغ شيانغجو أستاذ في كلية الفنون بجامعة تسينغهوا.
وخلال الجولة بين أروقة المتحف، تري مراحل النضال والحروب والتحديات وأيضا مراحل كفاح جيش التحرير الصيني، مع عرض مقتنيات تاريخية لهذه المرحلة.
الصين الجميلة بالقطاريعرض المتحف فيلم ثلاثي الأبعاد بعنوان "الصين الجميلة"، يركب المشاهد قطار يقوده الي مشاهدة كل المدن الصينية ليشاهد مراحل النهضة والتطور، أما الفيلم الأخر فهو يركز على مشاريع الصين من الوصول للفضاء وأعماق البحار.
وفي القسم الرابع من المتحف، نري إنجازات الرئيس الصيني شي جين بينج ويعرض السيارة التي ركبها في أحد العروض العسكرية ولقاءاته مع أفراد الشعب الصيني، نهاية بمبادرة الحزام والطريق.
ويستعرض المتحف معلومات حول مراحل تطور الحزب، من خلال عرض وثائق تاريخية ومراسلات لكارل ماركس وصور نادرة.
كما يبرز المشاريع الاقتصادية الكبرى التي نفذها الحزب، مثل الإصلاحات الاقتصادية التي بدأت في الثمانينات، كما يقدم لمحات عن الثقافة الصينية وطرق المعيشة وتأثيرها على السياسة والحياة اليومية.
ويستعرض المتحف أيضا دور الحزب في السياسة الدولية وكيفية تعامله مع التحديات العالمية مثل مواجهة فيروس كورونا، كما هناك بلورة تضم عينة تراب من سطح القمر ، حيث تعتبر الصين أول دولة تقوم بعمليتين ناجحتين من الهبوط على سطح القمر.
تتميز تصميمات المتحف بجمالها ورمزيتها، حيث تم تقسيم الأقسام بشكل يسهل على الزوار التنقل بين فصول التاريخ المختلفة. ويستخدم المتحف تقنيات الذكاء الاصطناعي في بعض العروض التفاعلية، مما يتيح للزوار تجربة مميزة تفاعلية، حيث يمكنهم استكشاف الأحداث التاريخية ورؤية الإنجازات التي تحققت في الصين من خلال غرفة ثلاثية الابعاد
الوفد المصريكتب أحمد سعد الدين كلمة في كتاب الكلمات التذكارية لكبار الزوار، معبرًا عن إعجابه بالمتحف، حيث قال: " لقد كانت زيارة رائعة لهذا المتحف، وهذا الصرح العظيم الذي يدل على حضارة عظيمة وهائلة، كلنا فخر بهذا الصرح الرائع وكانت تعليقات المشاركين من كافة الدول العربية رائعة"
وفي ختام كلمته التي كتبها أكد على أهمية التعاون
المشترك بين الصين وكافة الدول العربية، معربا عن تقديره للحزب الشيوعي لتحقيق إنجازات عظيمة .
وعلى هامش اللقاء تحدثت مونيكا عياد الأمين العام للعاملين بجريدة الوفد ، مع جناو تشيشين مدير عام إدارة غرب آسيا وشمال إفريقيا لدائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ، وأكدت إن زيارة متحف حزب الصين الشيوعي تعد تجربة فريدة تعكس تاريخاً غنياً، وتجسد الجهود الكبيرة التي بذلها الحزب في مسيرة التنمية، موضحة أن هذا المتحف يجب تصويره بتقنيات الواقع الافتراضي حتي يستطيع أي شخص في أي مكان في العالم أن يزوره وهو في مكانه ، وذلك لأهمية التجربة الصينية التي يعرضها المتحف ، مؤكده أن هذه الزيارة خطوة هامة نحو تعزيز الفهم المتبادل بين الثقافات، وتتيح لمصر فرصة التعرف على تجربة الصين الفريدة في التنمية.
الهدف من المتحفيهدف المتحف إلى توثيق تاريخ حزب الصين الشيوعي منذ تأسيسه في عام 1921، ويعتبر من أهم المراكز الثقافية التي تعكس التطورات السياسية والاجتماعية في الصين. يعرض المتحف إنجازات الحزب منذ نشأته وحتى اليوم، مع التركيز على دوره في تحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.
بدأ مشروع بناء المتحف في 10 سبتمبر 2018، واكتمل في 5 مايو 2021، بعد الف يوم عمل شارك فيه أكثر من 50 ألف شخص، واستقبل متحف الحزب الشيوعي الصيني ما يزيد عن 3.5 مليون زيارة منذ افتتاحه في 18 يونيو 2021، وفقا للبيانات الصادرة عن المتحف.
يتخذ التصميم المعماري الرائع شكل الحرف الصيني "جونغ"، والذي يبدو وكأنه حرف H أفقي. ويعني "جونغ" العمال أو العمل بالصينية، مما يدل على أن الحزب الشيوعي الصيني هو طليعة الطبقة العاملة الصينية والشعب الصيني.
تكون حزب الصين الشيوعي من 50 عضوًا في وقت تأسيسه، ليصبح اليوم أكبر حزب حاكم في العالم بأكثر من 95 مليون عضو، ويقود دولة يزيد عدد سكانها عن 1.4 مليار نسمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بكين الوفد الشیوعی الصینی الشیوعی الصین للحزب الشیوعی
إقرأ أيضاً:
من باريس إلى نيويورك.. أهم متاحف العالم تُطلق خططا تجديدية
في ظلّ الازدحام السياحي المتزايد والتحديات المناخية المتفاقمة، تسعى المتاحف الكبرى حول العالم إلى تكييف مساحاتها وتحسين تجربة زوارها، وعلى رأسها متحف اللوفر في باريس الذي أطلق خطة طموحة لتحديث بنيته التحتية وتنظيم تدفق السياح، خصوصًا أمام لوحة الموناليزا، أكثر الأعمال الفنية استقطابًا للزوّار.
مشروع تجديد شاملأعلنت مديرة متحف اللوفر لورانس دي كار عن خطة تجديد كبرى تهدف إلى إعادة تصميم المتحف بالكامل بحلول عام 2031 استجابة لما وصفته بـ"التغير الجذري" في نموذج عمل المتاحف، الذي تأثر بازدياد أعداد السياح، وتعقيدات الأمن، وحالة الطوارئ المناخية، والتطورات الرقمية.
ويعدّ اللوفر أكثر متاحف العالم استقطابا للزوار، إذ استقبل نحو 9 ملايين زائر في عام 2024، 80% منهم سياح أجانب، متقدّمًا بذلك على "المتحف البريطاني" في لندن ومتاحف الفاتيكان ومتحف متروبوليتان في نيويورك.
تتمثل أبرز ملامح خطة التجديد في إنشاء مدخل جديد كبير لتخفيف الضغط على الهرم الزجاجي عند المدخل الرئيسي، بالإضافة إلى تخصيص قاعة خاصة لعرض لوحة الموناليزا، التي يقصدها نحو 80% من زوار المتحف، أي ما يعادل 30 ألف شخص يوميًا، معظمهم يسعون إلى التقاط صور شخصية معها. وسيتم استحداث بطاقة دخول إضافية لمن يرغب في مشاهدة اللوحة عن قرب.
إعلان متاحف أخرى تواجه التحدي نفسهالتحديات التي يواجهها اللوفر ليست حكرًا عليه، إذ يعمل متحف برادو في مدريد، الذي استقبل 3.5 ملايين زائر في 2024، على تخفيف الاكتظاظ من خلال فتح أبوابه يوميًا لتوزيع أعداد الزوار بشكل أفضل. كما تبنى سياسة صارمة بمنع التصوير داخل قاعاته، حيث ترى إدارته أنه "إذا زار 8500 شخص المتحف يوميًا، فذلك يعني 8500 صورة أمام اللوحات نفسها مثل لاس مينيناس أو حديقة المباهج الأرضية".
تشمل خطة التجديد في متحف اللوفر تحديث مبنى المتحف وإضافة صالات عرض جديدة بتكلفة تقديرية تتراوح بين 700 و800 مليون يورو على مدى عشر سنوات، وقد تصل إلى مليار يورو، وفقًا للنقابات.
وأعلنت الحكومة الفرنسية أنها ستسهم بمبلغ لا يقلّ عن 160 مليون يورو خلال 15 عامًا، وفقما صرّحت به وزارة الثقافة، في حين سيعتمد المتحف على موارده الخاصة مثل عائدات التذاكر والرعاية، إضافة إلى عائدات متحف اللوفر في أبو ظبي. كما يخطط المتحف لزيادة سعر تذكرة الدخول للزوار من خارج الاتحاد الأوروبي إلى 30 يورو اعتبارًا من عام 2026 بهدف تعزيز تمويل المشروع.
في لندن، حيث تظل المجموعات الدائمة للمتاحف مفتوحة مجانًا للجمهور، بينما تتطلب المعارض المؤقتة تذاكر دخول، أنهى متحف "المعرض الوطني" (ذا ناشونال غاليري) مشاريع تطويرية رئيسية بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لتأسيسه.
تركزت الخطة على إعادة تصميم المدخل لاستيعاب تدفق الزوار بشكل أفضل، خاصة مع تسجيل أكثر من 6 ملايين زائر سنويًا قبل جائحة كوفيد-19، و4.2 ملايين عام 2023. كما تضمنت الخطة إنشاء مساحة مخصصة للبحث والتعليم بتكلفة إجمالية تبلغ 85 مليون جنيه إسترليني (نحو 105 ملايين دولار).
يهدف المشروع أيضًا إلى تعزيز كفاءة الطاقة في المتحف وجعله أكثر "مرونة في مواجهة تأثيرات التغير المناخي" عبر زيادة الاعتماد على الإضاءة والتهوية الطبيعية واستخدام مواد مستدامة، وفقًا لإدارة المتحف.
إعلان "متروبوليتان" في نيويوركفي نيويورك، يعاني متحف متروبوليتان من تراجع أعداد الزوار منذ عام 2019، مما دفع إدارته إلى تنفيذ مشروع تجديد واسع لجناحه المخصص للفنون الأوروبية من القرن الرابع عشر إلى القرن التاسع عشر، والذي يضم واحدة من كبرى مجموعات اللوحات الأوروبية في العالم.
استمرت أعمال التجديد، التي بلغت تكلفتها 150 مليون دولار، لمدة خمس سنوات، وشملت تحسين الإضاءة عبر إعادة تأهيل الأسطح الزجاجية التاريخية التي يعود تاريخها إلى عام 1939، وتركيب مصابيح "ليد" حديثة، فضلًا عن إعادة طلاء القاعات بالكامل.
وفي إطار إستراتيجياته لجذب جمهور أكثر تنوعًا وأصغر سنا، اعتمد المتحف نهجًا جديدا "أقل تركيزًا على الغرب" في طريقة عرض مجموعاته، وفقًا لمديره ماكس هولين. ومن المقرر أن يعيد المتحف في الربيع افتتاح جناحه المخصص للفنون الأفريقية وفنون أوقيانيا (منطقة جغرافية تشمل أستراليا ونيوزلندا وما حولها) وأميركا ما قبل الاستعمار والاستيطان الأوروبي، بعد عملية تحديث كلفت عشرات الملايين من الدولارات.
كما سلط المتحف الضوء العام الماضي على التراث الثقافي الأميركي من أصل أفريقي من خلال معرض مخصص لـ"نهضة هارلم"، وهي أول حركة فنية عالمية حديثة أسسها فنانون من هذه الجالية.
وفي خطوة غير مسبوقة، انضم متحف اللوفر إلى قائمة المتاحف التي تستضيف فعاليات تتجاوز الفنون التقليدية، إذ نظم لأول مرة معرضًا يضم قطعًا بارزة في تاريخ عالم الأزياء والموضة، بعد أن كان يستضيف عروض الأزياء لمدة طويلة.
وتعكس هذه المشاريع اتجاهًا عالميا متزايدًا نحو تحويل المتاحف إلى فضاءات أكثر تكيفا مع احتياجات الزوار وأكثر استدامة بيئيا وأوسع انفتاحا على التعددية الثقافية. في ظل المنافسة المتزايدة على استقطاب الزوار، يبدو أن المتاحف لم تعد مجرد أماكن لعرض الفنون، بل منصات ديناميكية للتجارب الثقافية والتعليمية.
إعلان