أبو محمد الجولاني.. زرقاوي سوريا برجماتي
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، الذي ارتبط اسمه لفترة طويلة بالتشدد الديني والجهادي، بدأ يتبنى نهجاً أكثر اعتدالاً، في محاولة لتحسين صورته وتوسيع دائرة دعم فصائله.
الجولاني الذي كان يوماً ما يمثل فرع تنظيم القاعدة في سوريا، في إطار جبهة النصرة، تمكن من التحكم بمناطق واسعة في سوريا، حيث عمل على تحقيق هدفه الرئيسي: إسقاط نظام بشار الأسد.
تحولات الجولاني: من الجهاد إلى السياسة
في تحول ملحوظ، تراجع الجولاني عن ارتداء العمامة، التي كانت تميز مظهره في بداية الحرب، ليعتمد الزي العسكري أو المدني بدلاً منها. وظهر هذا التحول جلياً خلال زيارته لقلعة حلب التاريخية، حيث وجه رسائل طمأنة للمسيحيين في المدينة، مؤكداً أنهم لن يتعرضوا لأذى في المناطق التي تسيطر عليها فصائل المليشيات.
ومنذ انفصال هيئة تحرير الشام عن تنظيم القاعدة في عام 2016، سعى الجولاني لإعادة تشكيل صورته في أعين الرأي العام، محاولاً التخفيف من حدة تصريحاته الجهادية والتقليل من الطابع المتشدد لجماعته. لكن، رغم محاولاته للظهور كـ"رجل دولة"، لا تزال هيئة تحرير الشام مصنفة كـ "منظمة إرهابية" من قبل الحكومات الغربية.
من الجولان إلى دمشق: بداية الجهاد
الجولاني، الذي ولد في دمشق عام 1982، بدأ حياته كطالب طب قبل أن تتغير مسار حياته بعد الهجمات الإرهابية التي شهدتها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001. على إثر تلك الأحداث، بدأ الجولاني في حضور الخطب الدينية والانضمام إلى مجموعات إسلامية متشددة، ليجد نفسه في العراق بعد غزو عام 2003، حيث انضم إلى تنظيم القاعدة بقيادة الزرقاوي، قبل أن يعود إلى سوريا في 2011 ويؤسس جبهة النصرة، والتي تحولت لاحقاً إلى هيئة تحرير الشام.
التحدي الحالي: السعي لتغيير الصورة
اليوم، في خضم الهجوم على قوات الأسد، يسعى الجولاني إلى تقليل حدة تطرفه الظاهر والتركيز على تقديم نفسه كزعيم "واقعي" قادر على السيطرة على المناطق التي يحررها من قوات النظام. وقد قام بعدة محاولات لإثبات هذه الصورة الجديدة، مثل حديثه عن عدم الرغبة في مهاجمة الغرب أو شن أعمال إرهابية، فضلاً عن محاولته تحسين العلاقة مع الأقليات، بما في ذلك المسيحيين في مناطق سيطرة المليشيات.
رغم التحولات التي شهدها خطاب الجولاني، يظل السؤال قائماً: هل هو فعلاً في طريقه للتحول إلى "رجل دولة" يسعى لبناء سوريا جديدة؟ أم أن هذا التغيير هو مجرد تكتيك لتحسين صورته في وقت حساس؟ المؤكد أن الجولاني لا يزال يمثل رمزاً للصراع في سوريا، لكنه يواجه تحديات كبيرة في تحقيق طموحاته السياسية وسط تعقيدات الأوضاع الإقليمية والدولية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محمد الجولاني هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني بشار الأسد هیئة تحریر الشام
إقرأ أيضاً:
وزارة المالية تبحث مع وفد نرويجي أولويات دعم إعادة الإعمار في سوريا
دمشق-سانا
التقى مدير التخطيط والدراسات والتعاون الدولي في وزارة المالية محمد الأتاسي، ومدير الأداء المالي بالوزارة محمد البكور وفداً من منظمات المجتمع المدني من مملكة النرويج.
وذكرت الوزارة عبر قناتها على تلغرام أن الجانبين بحثا خلال اللقاء أولويات الدعم اللازم لمساعدة الإدارة السورية الجديدة في عملية إعادة الإعمار، والقضايا المتعلقة برقمنة الأعمال الحكومية.