دعاء في صحيح البخاري يكشف الكرب ويفتح أبوب الفرج
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
عند الشدائد والمحن، يلجأ المؤمن إلى الله سبحانه وتعالى طلبًا للراحة والفرج، ومن أبرز الأدعية التي وردت في السنة النبوية دعاء الكرب، الذي ورد في صحيح البخاري على لسان النبي ﷺ، وهو دعاء يحمل في طياته معنى عميقًا من التضرع واللجوء إلى الله في أوقات الشدة، فما هو هذا الدعاء؟ وما فضله؟ وما فوائده على المسلم في حياته؟
دعاء الكرب: نصه ومعناه
قال رسول الله ﷺ: "اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدلٌ في قضاؤك، أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي" (رواه مسلم).
ورد هذا الدعاء في العديد من كتب الحديث ومنها صحيح البخاري، وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه كان يدعو به عند الكرب والشدائد، وهو من الأدعية التي تفتح أبواب الفرج ويُستحب ترديدها في حالات الضيق والحزن. الدعاء هو تعبير عن التوكل الكامل على الله والاعتراف بقدرته الكاملة على تغيير الحال، وهو من الأدعية الشاملة التي تشمل مختلف جوانب الحياة.
التقرب إلى الله:
من خلال الدعاء، يعبر المسلم عن التضرع والافتقار لله سبحانه وتعالى. ويذكر الحديث الكريم أن هذا الدعاء هو طريق لقرب العبد من ربه، مما يفتح أمامه أبواب الرحمة والفرج.
إزالة الهم والغم:
إن دعاء الكرب له فضل عظيم في إزالة الهم والغم، كما جاء في الحديث النبوي. ففي لحظات الحزن، يعتبر هذا الدعاء وسيلة لتخفيف الأعباء النفسية، ويعمل على تهدئة النفس وطمأنتها.
تقوية الإيمان:
من خلال ترديد الدعاء والاعتماد على الله في الأوقات الصعبة، يشعر المسلم بقوة إيمانه ويزداد يقينه بقدرة الله على تغيير أحواله إلى الأفضل.
العون في أوقات الشدة:
يُظهر دعاء الكرب تذكيرًا دائمًا للمؤمن بأن الله هو الملاذ الأول والآخير في أوقات الضيق، وأنه قادر على تغيير الأحوال في لحظة واحدة. الدعاء يُساعد المسلم على تحمل الأوقات الصعبة بثبات وصبر، ويُحفز على عدم اليأس.
فتح أبواب الفرج:
إذا كان المسلم يمر بكرب أو محنة معينة، فإن ترديد دعاء الكرب يُعتبر من الأسباب المشروعة التي تُعين على دفع البلاء. وقد ورد عن النبي ﷺ أنه كان يكرر هذا الدعاء في أوقات الشدة، وكان الفرج يأتي بعده سريعًا.
من الضروري أن تكون النية خالصة لله سبحانه وتعالى عند ترديد هذا الدعاء.الصدق في التضرع:
يجب أن يكون المسلم صادقًا في تضرعه لله، وألا يكون الدعاء مجرد كلمات تُقال دون إحساس عميق بالافتقار إلى الله.الاستمرار في الدعاء:
لا يجب أن يكون الدعاء مقتصرًا على الأوقات العصيبة فقط، بل يجب ترديده في الأوقات المختلفة لزيادة التوكل على الله وتقوية العلاقة به.
دعاء الكرب هو أحد الأدعية التي تفتح أبواب الأمل في قلب المسلم وتمنحه القوة والثبات في الأوقات الصعبة. هو دعاء يذكرنا دائمًا بأن الله سبحانه وتعالى هو الوحيد القادر على تغيير الأحوال وتحقيق الفرج. من خلال ترديده بصدق وإيمان، يُمكن للمسلم أن يواجه الصعاب بثقة في رحمة الله، ويُدرك أن الفرج قريب، كما وعدنا رسول الله ﷺ في حديثه الشريف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدعاء دعاء الكرب الفرج دعاء الكرب ه سبحانه وتعالى صحیح البخاری دعاء الکرب هذا الدعاء على تغییر إلى الله فی أوقات
إقرأ أيضاً:
صلاة الحاجة.. معجزة قضاء الحاجة وتحقيق الأمنيات
تلجأ قلوب المسلمين إلى الله في كل وقت وحين، خاصة عند اشتداد الكروب أو الرغبة في تحقيق أمر معين، ومن العبادات التي سنَّها النبي ﷺ للتقرب إلى الله في مثل هذه الأحوال صلاة الحاجة، التي يؤديها المسلم طلبًا لقضاء حاجته، سواء كانت متعلقة بأمور دنيوية أو حاجات أخروية.
وقد أجمعت آراء جمهور الفقهاء على استحباب هذه الصلاة، مستدلين بأحاديث النبي ﷺ التي توضح مشروعيتها وكيفية أدائها.
مشروعية صلاة الحاجة وحكمهاأكدت دار الإفتاء المصرية أن صلاة الحاجة من العبادات المستحبة، وليست فرضًا أو واجبًا، وإنما هي من السنن التي وردت عن النبي ﷺ، حيث شرعها الإسلام لتكون وسيلة للمسلم يلجأ بها إلى الله تعالى، متضرعًا إليه بالدعاء لطلب العون والتوفيق في أمر من أمور حياته.
وأوضحت الإفتاء أن جمهور الفقهاء أقروا مشروعيتها، مستدلين بما رواه الترمذي وابن ماجه عن النبي ﷺ أنه قال:
"من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحدٍ من بني آدم؛ فليتوضَّأ وليُحسن الوضوءَ، ثم ليصلِّ ركعتين، ثم ليثنِ على الله، وليصلِّ على النبي ﷺ، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل برّ، والسلامة من كل إثم، لا تدعْ لي ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجته، ولا حاجةً هي لك رضًا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين."
كيفية أداء صلاة الحاجةأوضحت دار الإفتاء أن المسلم إذا أراد أداء صلاة الحاجة، فإنه يبدأ بالوضوء وإحسان الطهارة، ثم يصلي ركعتين يقرأ فيهما فاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن الكريم، وبعد التسليم يرفع يديه بالدعاء ويبدأ بالثناء على الله تعالى، ثم يصلي على النبي ﷺ، ثم يدعو بالدعاء الوارد عن النبي ﷺ، وهو الدعاء الذي ورد في الحديث السابق.
وأشارت الإفتاء إلى أنه لا يوجد وقت محدد لصلاة الحاجة، فهي تصح في أي وقت من الليل أو النهار، إلا في الأوقات التي ورد النهي عن الصلاة فيها، وهي بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس، وعند استوائها في كبد السماء حتى تميل، وبعد صلاة العصر حتى غروب الشمس.
أهمية الدعاء واليقين بالإجابةشددت دار الإفتاء المصرية على أن صلاة الحاجة ليست مجرد ركعتين يؤديهما المسلم، بل هي وسيلة روحية عميقة تقرب العبد من ربه، إذ تعتمد على الإخلاص في الدعاء، واليقين بأن الله تعالى يسمع ويرى ويستجيب متى شاء.
وأضافت أن من آداب الدعاء التي ينبغي للمسلم التحلي بها أثناء صلاة الحاجة:
الإخلاص لله تعالى، واستشعار الحاجة إليه وحده.استقبال القبلة ورفع اليدين بالدعاء.البدء بحمد الله والثناء عليه، ثم الصلاة على النبي ﷺ.الإلحاح في الدعاء وعدم استعجال الإجابة، لقول النبي ﷺ: "يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوتُ فلم يُستجَب لي." (رواه البخاري ومسلم).حسن الظن بالله واليقين بأن الخير فيما يختاره الله للعبد.هل يمكن تكرار صلاة الحاجة؟أكدت دار الإفتاء أن صلاة الحاجة لا تُقيَّد بعدد معين، بل يجوز للمسلم أن يصليها مرة أو يكررها أكثر من مرة، مادام لم يتحقق له مراده بعد، شريطة أن يظل متوكلًا على الله، راضيًا بقضائه، متيقنًا أن الله يُدبِّر الأمر لما فيه الخير لعباده.
وختمت الإفتاء المصرية بيانها بتذكير المسلمين بأن الدعاء هو جوهر العبادة، وأن الله لا يرد يد عبدٍ رُفعت إليه بالدعاء، داعيةً الله أن يتقبل دعاء المسلمين، ويقضي حوائجهم، وييسر أمورهم، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.