أبو محمد الجولاني.. من التصنيف الإرهابي لإسقاط نظام الأسد في سوريا
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
وسط الصراع الدامي الذي يعصف بسوريا منذ أكثر من عقد، برزت شخصيات مؤثرة غيرت مجريات الأحداث على الأرض، من بين هذه الشخصيات، أحمد الشرع، المعروف باسم "أبو محمد الجولاني"، قائد هيئة تحرير الشام.
البدايات والنشأةوُلد الجولاني "أحمد الشرع"، عام 1982 في حي المزة بالعاصمة دمشق لعائلة ميسورة، تلقى تعليمه في مجال الطب قبل أن تشهد حياته منعطفًا كبيرًا بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.
وتأثر بالفكر الجهادي وبدأ حضور خطب واجتماعات سرية في دمشق. في عام 2003، توجه إلى العراق للقتال تحت راية تنظيم القاعدة بقيادة أبو مصعب الزرقاوي، حيث اكتسب خبرة ميدانية قبل أن يُسجن لخمس سنوات.
وعقب إطلاق سراحه ومع اندلاع الثورة السورية عام 2011، عاد الجولاني إلى وطنه ليؤسس جبهة النصرة كفرع لتنظيم القاعدة في سوريا، ما جعله أحد أبرز القادة العسكريين في المعارضة المسلحة.
انفصال استراتيجي عن القاعدةفي عام 2016، أعلن الجولاني فك ارتباط جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة وتأسيس هيئة تحرير الشام.
جاء هذا القرار كخطوة استراتيجية لتخفيف الضغط الدولي ومحاولة إعادة صياغة صورة التنظيم أمام العالم، ورغم تغيير الاسم والخطاب، بقيت هيئة تحرير الشام على قائمة الإرهاب الدولية.
التحول من التشدد إلى المرونة السياسية
عمل الجولاني على تغيير صورته تدريجيًا، فبعد ظهوره بزي إسلامي تقليدي وعمامة سوداء، بدأ يظهر بزي عسكري أو مدني، محاولًا تقديم نفسه كزعيم سياسي وعسكري يسعى لتحقيق الاستقرار في المناطق التي يسيطر عليها.
وفي تصريحات إعلامية متعددة، أكد أن هدفه الأول هو "إسقاط النظام السوري" بكل الوسائل.
زار مؤخرًا قلعة حلب التاريخية بعد سيطرة قواته على المدينة، ووجه تطمينات إلى سكانها المسيحيين بضمان أمنهم، محاولًا تعزيز صورة أكثر اعتدالًا، كما دعا مقاتليه إلى تجنب الثأر لمجزرة حماة التي ارتكبها نظام الأسد الأب قبل عقود.
انتقادات دولية وصورة ملتبسة
رغم محاولاته تحسين صورته، يواجه الجولاني اتهامات بارتكاب انتهاكات في المناطق الخاضعة لسيطرته، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والتضييق على الحريات.
ووصفت منظمة الأمم المتحدة بعض أفعاله بأنها قد ترقى إلى جرائم حرب، بينما يرى خصومه أنه يسعى لتحقيق مصالح شخصية تحت غطاء البراغماتية.
الباحثون يصفونه بـ "المتطرف البراغماتي"، فقد مرّ بفترات تشدد قصوى، خاصة خلال صعود تنظيم داعش، قبل أن يتبنى خطابًا أقل حدة في السنوات الأخيرة.
ويرى أنصاره في الجولاني قائدًا واقعيًا يحاول التكيف مع الواقع السياسي المعقد، بينما يعتبره خصومه انتهازيًا يسعى للبقاء في دائرة النفوذ بأي ثمن، وبين هذا وذاك، يظل الجولاني شخصية محورية تلقي بظلالها على مستقبل المعارضة السورية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اجتماعات سرية أبو محمد الجولاني إسقاط نظام الأسد اطلاق سراحه الاعتقالات الاستقرار التصنيف الثورة السورية الجولان اعتقالات الشخصيات السياسية العاصمة دمشق القادة العسكريين المتطرف شخصيات مؤثرة
إقرأ أيضاً:
أردوغان: هناك من يرغب في إشعال الفتنة الطائفية بسوريا
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن هناك من يرغب في إشعال الفتنة الطائفية في سوريا، في الوقت الذي تمر فيه المنطقة بأوقات صعبة.
وأضاف، خلال كلمة له أمام البرلمان التركي اليوم الأربعاء، أن هناك من يحاول استغلال ما يحدث لفلول النظام في سوريا بهدف تخريب مشاعر الأخوة والاستقرار في تركيا.
يُشار إلى أنه بعد إسقاط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، أطلقت السلطات السورية الجديدة مبادرة لتسوية أوضاع عناصر النظام السابق من الجيش والأجهزة الأمنية، شريطة تسليم أسلحتهم وعدم تلطخ أيديهم بالدم.
واستجاب عشرات الآلاف لهذه المبادرة، في حين رفضتها بعض المجموعات المسلحة من فلول النظام، لا سيما في الساحل السوري حيث كان يتمركز كبار ضباط نظام الأسد.
ومع مرور الوقت، اختارت هذه المجموعات الفرار إلى المناطق الجبلية، وبدأت بإثارة التوتر وزعزعة الاستقرار وشن هجمات متفرقة على القوات الحكومية خلال الأسابيع الماضية، خلّفت مئات القتلى من الطرفين.
كما قالت وزارة الدفاع السورية إن قواتها أعادت السيطرة على مناطق بالساحل شهدت "اعتداءات غادرة" على الأمن العام، ونفذت عمليات تطويق محكمة ضيقت فيها الخناق على من تبقى من عناصر فلول النظام المخلوع.
إعلان