هل آن لهذا المجتمع أن ينتبه للخطر المحدق به، والذى يتسلل روافد روافد فى جسده، تتشابك، وتتجذر، وتلتف فى إصرار وإحكام على مفاصله، ونحن نتغافل عن رؤيتها وهى واضحة جلية، ربما تبدو فجأة بغلظتها وفظاعتها فى أحداث تنفجر على سطح الوقائع الحياتية، تكاد أن تكون يومية تسترعى انتباهنا للحظات ثم نكتفى بمط الشفاه تقززا، وتغضن تعبيرات الوجه!!
هل آن لهذا المجتمع أن يفيق من غفلته، ويستيقظ من غيبوبته قبل أن تنقطع الروابط الإنسانية السامية، وتنهار المبادئ الآدمية الطيبة التى تتبدى ضرورتها فى كونها تساهم فى علاج مواجع المجتمع، وإلتئام ما فرط منه تعيد له لحوميته وتنقذه من إغتراباته.
هل آن لهذا المجتمع السادر فى غيه، والمسرع بعجالة فى بحثه الدؤوب، لا يشغله ولا يقض مضجعة ويكدر مزاجه إلاصعوبة البحث عن الأكل، والشرب، واللهو، ويتناسي أن الخطر يلازمه حتى أنفاسه.
هل آن لهؤلاء المسرعين فى لهفه أن يتمهلوا ويلتفتوا إلى هذه المخاطر ويمنحونها ما تستحق من البحث والدراسة والعلاج للعودة بالمجتمع إلى عاداته الحسنة، وتقاليده الطيبة.
هل تنبهوا أن أولادهم يتفلتون من تحت سيطرتهم، ويدوسون بالأقدام، ويعلنون العصيان على مبادئ، وقيم، وتقاليد قام عليها المجتمع وتربى وشب بها قويا معافا وناجحا، وينهجون نهج يأتى من الغرب لا يرجى منه فلاح، ولا يمت لقيمنا الأصيلة بصلة، وقد اتبعها أولادنا من مجتمعات لا غبار ولا جدال أنها لا يروقها أبدا أن نحقق نجاحا لأنه خطر عليهم، وعلى تسيدهم وسيطرتهم للأمور، لذا دأبوا على إستجذاب عقول شبابنا و شاباتنا يوحون إليهم بكل ما هو غث، وقبيح، ومبتذل ليصبح منهاجا فى حياتهم وسلوكاً يرتأونه الأفضل، وهم يزينونه ويجملونه ليبدون بمظهر المحبين، وأنهم لنا ناصحون، وهم كاذبون دوما.
هل لنا أن نتريث من إسراعنا غير المبرر، وحياتنا المارقة والتى يتساقط منها كل ماهو طيب، وحق وعدل، وأن نمعن النظر فى واقعنا الصعب، والذى يزداد صعوبة بإتباعنا لفكر لا ينموا من أرضنا الطيبة، وتراثنا الذى ينعم بقيم، ومبادئ توسدت التاريخ عبر حضارتنا التى سبقت العالم الحديث، وأن نفكر فى ضرورة التصدى لموجات الفساد، والإفساد، وأن نتقارب مع أولادنا، ونقرأ مكنونات عقولهم فهم فلذات أكبادنا التى تسير على الأرض، ما يضرهم يؤلمنا ويوجعنا.
وعلينا بكل الوعى والإدراك حمايتهم ومساندتهم، وإن أبو ذلك عن رعونة، وقاوموا عن حماقة، فنحن ندرك مخاطر لم تتبصر بها بعد أعمارهم، وخبراتهم القليلة، واكتوينا بالماضى نحن بنار تجاربنا من الضرورة أن نقف حائلا بينهم وبينها، وأن ندفع عنهم الإغتراب الذى يسارعون إليه، وهم لا يدركون مخاطره وتبعاته أيضا على أبنائهم فيما تأتى به الأيام القادمة.
اللهم بلغت والحمد فاشهد.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
أمسية ثقافية لتكريم المؤلف مجدى صابر بـ «آداب عين شمس»
كرمت كلية الأداب بجامعة عين شمس الكاتب مجدى صابر، عن مجمل أعماله الفنية، فى أمسية ثقافية اقيمت خصصت للاحتفاء به، حضرها عدد كبير من طلاب الجامعة وأدار الندوة الدكتورة حنان كامل عميد كليه الآداب.
وتحدث الكاتب مجدي صابر، عن مشواره الفني وبدايته مع الكتابة، ورحلة تقديمه قصص وأعمال للأطفال فقدم لهم أكثر من 350 عملا متنوعا بين الأسطورية والبوليسية، كما قدم العديد من القصص الشبابية التى تنوعت بين الرومانسي والخيال العلمى ليقدم أعمالا أثرت فى تكوين أجيال مختلفة.
وتحدث مجدي صابر، خلال الندوة عن نشأته فى حى شبرا العريق وأثر ذلك فى تكوينه الثقافى والاجتماعى والإنساني والذى ساعد فى تقديمه أعمالا درامية من واقع المجتمع أثرت فى عقول وقلوب جمهوره.
وتطرق «صابر» إلى بداياته في عالم كتابة الأعمال الدرامية، التى بدأها في سن مبكرة بالكتابة للاطفال، قبل أن ينتقل للكتابة للكبار مع المنتج إبراهيم شوقي الذي أعجب ببعض رواياته فقرر أن يحولها إلى مسلسلات.
وتطرق السيناريست مجدى صابر إلى تعاونه مع كبار النجوم، على رأسهم الراحل نور الشريف ويحيى الفخرانى وعبلة كامل، وغيرهم وكواليس كثيرة فى مشواره، التى جمعته بكبار المخرجين أمثال محمد فاضل ومجدى ابو عميرة واحمد صقر ومجدى أحمد على ورباب حسين وسمير سيف وخيرى بشارة.
وكشف أيضا، عن اكتشافه العديد من الوجوه الفنية التى اصبحت نجوما للصف الأول امثال احمد زاهر، ومنه شلبى ومى عز الدين واحمد رزق وريهام عبد الغفور، وخالد سرحان، وغادة عبد الرازق.
واختتم بالاشادة باهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بتطوير الدراما، مؤكدا أن القيادة السياسية تؤكد دائما على تقديم القيم الإيجابية ودعم وعي المواطن، وتستهدف تقديم أعمالا فنية تعبر عن النسيج الوطنى الاصيل.
وقدم مجدى صابر، الشكر لأعضاء هيئة التدريس وطلاب جامعة عين الشمس، ونصح الطلاب بالقراءة والاهتمام بالثقافة والمعرفة والتاريخ المصرى فى الأدب والفنون والهندسة، مؤكدا أن من لا ماضى له، لا يملك حاضر ليصنعه.
يذكر أن السيناريست مجدى صابر قدم العديد من الأعمال لكبار النجوم، من أهمها “الرجل الآخر لنور الشريف، للعدالة وجوه كثيرة ليحيى الفخرانى، أين قلبى ليسرا، يا ورد مين يشتريك لسميرة أحمد وحسين فهمى، وسلسال الدم بأجزائه الخمسة وغيرها من الأعمال الفنية التى اثرت الفن المصرى.