الأسبوع:
2024-12-25@15:38:23 GMT

الخطر

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

الخطر

هل آن لهذا المجتمع أن ينتبه للخطر المحدق به، والذى يتسلل روافد روافد فى جسده، تتشابك، وتتجذر، وتلتف فى إصرار وإحكام على مفاصله، ونحن نتغافل عن رؤيتها وهى واضحة جلية، ربما تبدو فجأة بغلظتها وفظاعتها فى أحداث تنفجر على سطح الوقائع الحياتية، تكاد أن تكون يومية تسترعى انتباهنا للحظات ثم نكتفى بمط الشفاه تقززا، وتغضن تعبيرات الوجه!!

هل آن لهذا المجتمع أن يفيق من غفلته، ويستيقظ من غيبوبته قبل أن تنقطع الروابط الإنسانية السامية، وتنهار المبادئ الآدمية الطيبة التى تتبدى ضرورتها فى كونها تساهم فى علاج مواجع المجتمع، وإلتئام ما فرط منه تعيد له لحوميته وتنقذه من إغتراباته.

هل آن لهذا المجتمع السادر فى غيه، والمسرع بعجالة فى بحثه الدؤوب، لا يشغله ولا يقض مضجعة ويكدر مزاجه إلاصعوبة البحث عن الأكل، والشرب، واللهو، ويتناسي أن الخطر يلازمه حتى أنفاسه.

هل آن لهؤلاء المسرعين فى لهفه أن يتمهلوا ويلتفتوا إلى هذه المخاطر ويمنحونها ما تستحق من البحث والدراسة والعلاج للعودة بالمجتمع إلى عاداته الحسنة، وتقاليده الطيبة.

هل تنبهوا أن أولادهم يتفلتون من تحت سيطرتهم، ويدوسون بالأقدام، ويعلنون العصيان على مبادئ، وقيم، وتقاليد قام عليها المجتمع وتربى وشب بها قويا معافا وناجحا، وينهجون نهج يأتى من الغرب لا يرجى منه فلاح، ولا يمت لقيمنا الأصيلة بصلة، وقد اتبعها أولادنا من مجتمعات لا غبار ولا جدال أنها لا يروقها أبدا أن نحقق نجاحا لأنه خطر عليهم، وعلى تسيدهم وسيطرتهم للأمور، لذا دأبوا على إستجذاب عقول شبابنا و شاباتنا يوحون إليهم بكل ما هو غث، وقبيح، ومبتذل ليصبح منهاجا فى حياتهم وسلوكاً يرتأونه الأفضل، وهم يزينونه ويجملونه ليبدون بمظهر المحبين، وأنهم لنا ناصحون، وهم كاذبون دوما.

هل لنا أن نتريث من إسراعنا غير المبرر، وحياتنا المارقة والتى يتساقط منها كل ماهو طيب، وحق وعدل، وأن نمعن النظر فى واقعنا الصعب، والذى يزداد صعوبة بإتباعنا لفكر لا ينموا من أرضنا الطيبة، وتراثنا الذى ينعم بقيم، ومبادئ توسدت التاريخ عبر حضارتنا التى سبقت العالم الحديث، وأن نفكر فى ضرورة التصدى لموجات الفساد، والإفساد، وأن نتقارب مع أولادنا، ونقرأ مكنونات عقولهم فهم فلذات أكبادنا التى تسير على الأرض، ما يضرهم يؤلمنا ويوجعنا.

وعلينا بكل الوعى والإدراك حمايتهم ومساندتهم، وإن أبو ذلك عن رعونة، وقاوموا عن حماقة، فنحن ندرك مخاطر لم تتبصر بها بعد أعمارهم، وخبراتهم القليلة، واكتوينا بالماضى نحن بنار تجاربنا من الضرورة أن نقف حائلا بينهم وبينها، وأن ندفع عنهم الإغتراب الذى يسارعون إليه، وهم لا يدركون مخاطره وتبعاته أيضا على أبنائهم فيما تأتى به الأيام القادمة.

اللهم بلغت والحمد فاشهد.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

المجاعة تتفشى في السودان.. و5 مناطق في مرمى الخطر

الخرطوم- الوكالات

ذكر المرصد العالمي للجوع، الثلاثاء، أن نطاق المجاعة في السودان اتسع إلى 5 مناطق ومن المرجح أن يمتد إلى خمس مناطق أخرى بحلول شهر مايو.

يأتي ذلك فيما علقت الحكومة السودانية مشاركتها في النظام العالمي لرصد ومراقبة الجوع احتجاجا على تقرير يظهر انتشار المجاعة في جميع أنحاء البلاد بسبب الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023.

وقال مسؤولون في نظام المراقبة الذي يضم أكثر من 19 منظمة عالمية إن الخطوة التي اتخذتها الحكومة السودانية ستقوض الجهود الرامية إلى معالجة واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، في ظل مواجهة أكثر من 26 مليون شخص خطر الجوع وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

ويشكل السودانيون نحو 40 بالمئة من مجمل الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في شرق أفريقيا والبالغ عددهم 63 مليونا بحسب بيانات منظمة الزراعة والأغذية العالمية.

لكن الحكومة ترفض الإقرار بوجود مجاعة في البلاد. وبحسب "رويترز" فإن وزير الزراعة السوداني اتهم في رسالة بعث بها الإثنين، التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي "بإصدار تقارير غير موثوقة تقوض سيادة وكرامة السودان".

مخاطر ومخاوف

ووفقا لوثيقة إحاطة حول تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، فإن انتشار المجاعة في عدد من مناطق السودان يمثل تعمقًا واتساعًا غير مسبوق لأزمة الغذاء، المدفوعة بالصراع المدمر الذي أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وخلق أوضاعا إنسانية كارثية.

وأبدت منظمات تعمل في مجال العون الإنساني مخاوفها من أن يقوص الانسحاب من نظام مراقبة الأمن الغذائي الدولي الجهود الإنسانية لمساعدة ملايين السودانيين الذين يعانون من الجوع الشديد.

وقال مدير منظمة غير حكومية تعمل في السودان إن الانسحاب لن يغير من واقع الجوع على الأرض، لكنه سيحرم المجتمع الدولي من الحصول على البيانات اللازمة للتعامل مع أزمة الجوع في السودان.

وتستخدم منظمات العون الإنساني العالمية، نظام مراقبة الأمن الغذائي العالمي كأداة أساسية لمراقبة وتخفيف الجوع، وهو مصمم لإعطاء بيانات واقعية بشأن تطور أزمات الغذاء حتى تتمكن المنظمات من الاستجابة.

مؤشرات

ويمثل السودانيون 10 بالمئة من جميع الأشخاص المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في العالم البالغ عددهم نحو 305 مليون شخص.

وانخفض إنتاج الحبوب من نحو 8 ملايين طن متري إلى 4.1 مليون طن متري في نهاية 2023 ومن المتوقع أن يتراجع إلى 3.3 مليون طن متري بنهاية 2024 بسبب فرار عشرات الآلاف من المزارعين من مناطق القتال.

ويلجأ الكثير من النازحين والعالقين في مناطق القتال إلى تدابير قاسية مثل الاكتفاء بوجبة واحدة في اليوم أو تناول وجبات عديمة الفائدة غذائية.

بسبب نقص التمويل وارتفاع أسعار السلع الغذائية، توقفت خلال الأسابيع الأخيرة نحو 90 بالمئة من 300 مطبخ خيري كانت تقدم الوجبات للعالقين في مناطق القتال.

مقالات مشابهة

  • نعمو: نعيش فرحة العيد من أجل أولادنا ونبقى متكاتفين بعضنا ببعض
  • المجاعة تتفشى في السودان.. و5 مناطق في مرمى الخطر
  • بيت إفرام للمسنين في الطيبة يحتفل بعيد الميلاد المجيد
  • في هذا التوقيت.. الجيش سيفجر ذخائر في جرد الطيبة – بعلبك
  • الخطر‎ ‎الحقيقي جنوب‎ ‎الليطاني ‏
  • شهيدان بغارة اسرائيلية على بلدة الطيبة جنوب لبنان
  • استشهاد لبنانيان وإصابة آخر في غارة صهيونية على بلدة الطيبة جنوبي لبنان
  • « اتحقق قبل ما تصدق » ندوة تثقيفية لمواجهة الشائعات بقاعة أم كلثوم فى السنبلاوين
  • دعاء تيسير الامتحان على أولادنا.. «اللهم اشرح صدورهم ويسر أمورهم»
  • السودان واستغلال الفرص