بوابة الفجر:
2025-04-17@02:44:27 GMT

سوريا.. هنا دمشق الضائعة

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

تطور سريع جدا شهدته رحلة انهيار الرئيس السوري الراحل بشار الأسد، ففي أقل من شهر كان خارج أروقة قصره الجمهوري، في العاصمة دمشق، بعد تحرك المعارضة المسلحة المكونة من فصائل مختلفة التوجه والأيدلوجية، الموحدة البوصلة حول هدف واحد وهو إسقاط الأسد.

لن أقف عند السنوات الماضية، التي بدأت بأحداث الربيع العربي، وما شهدتها من خروج على الحكومات والأنظمة العربية، ومنها النظام السوري بقيادة الأسد، ومطالب السوريين بإصلاحات دستورية واقتصادية في البلاد، ثم ارتفاع سقف تلك المطالب برحيل النظام عن بكرة أبيه، قبل أن يتدخل الروس والإيرانيون، لدعم الأسد ونظامه حتى القضاء على المعارضة وإسكاتها بقوة النيران، ثم هدوء حذر تخلل تلك السنوات حتى فجر يوم رحيل بشار.

ولكن ما يشغل بالي وبال الكثيرين الآن، هو مستقبل ذلك البلد المحبوب ما بعد الأسد، في خضم التكتلات والأطراف المختلفة والمتشعبة التي تزيد المشهد السوري قتامة وتعقيدا شديدا، ينبئ بأيام لا يعلم مصيرها إلا الله.

ينتابني وغيري حزنا عميقا على الحال الذي وصل إليه هذا البلد، من أيقونة في الجمال والرقي والحضارة والقوة، إلى جثة شبه هامدة، تحيطها الأسلحة من كل مكان، وتحفها الأطماع في تحويلها إلى بؤرة صراع، لا رجاء منها.

دائما كانت سوريا منارة للحضارة، وموئلا للتاريخ والثقافة، بلد يحتضن في جنباته آثار أقدم الحضارات التي عرفتها البشرية، وسقوطها في يد الجماعات الإرهابية لا يعني فقط تهديدا لشعبها ومصيرها، بل يعني أيضا كارثة للمنطقة والعالم.

خاصة وأن تلك الجماعات لا تعترف بالحدود ولا تلتزم بالقيم الإنسانية، بل تعمل على تصدير الفكر المتطرف والعنف إلى دول الجوار والعالم بأسره.

وإذا تحولت سوريا إلى قاعدة للإرهاب، فإن العواقب ستكون وخيمة على الأمن والاستقرار الدوليين، فالإرهاب لا يدمر الحجر فحسب، بل يطمس الهوية الثقافية والدينية والاجتماعية.

فماذا سيبقى من تدمر وحلب ودمشق، إذا استمر التطرف في تمزيق النسيج الوطني؟ وماذا سيكون مصير الأطفال الذين يكبرون تحت وطأة القهر والعنف؟

إن مستقبل سوريا، بل والمنطقة، مرهون بمواجهة جادة للإرهاب، ليس بالسلاح فقط، ولكن بالفكر والتعليم والتنمية.

لا أنكر على السوريين تطلعهم إلى الأفضل فهذا حقهم وهذا مصيرهم يقررونه كيفما شاؤوا، ولا أقف مع بشار وأؤيد أفعاله فقد فعل في السوريين الأفاعيل وأحدث فيهم ما لم يحدثه الصهاينة في فلسطين، ولكني بكل صدق أقف مع الدولة السورية، أحد أركان العروبة ودعائم الاستقرار في المنطقة، جناح التوازن الذي شارك مصر نصرها العظيم على الصهاينة في 6 أكتوبر 1973.

يعتصرني الألم ومرارة التفكير في المجهول الذي ينتظر دمشق الآن، فها هي تقف وحيدة أمام الأطماع الإيرانية التي لطالما عبثت فيها ونحرت في شعبها طيلة السنوات الماضية، وكذلك الأهداف الروسية، التي دفعت موسكو لدعم الأسد، إضافة إلى الفصائل التي أتوقع تناحرها قريبا جدا على السلطة، بين جبهة داعش، والأكراد، والدولة العميقة، والعلويين، والدروز، وكذلك ما تطمح إليه تركيا في شمال سوريا، ناهيك عن الأطماع الإسرائيلية التي بدأت تحقيقها فور إعلان سقوط الأسد، إذ سارعت إلى تنفيذ عملية عسكرية في المنطقة الملاصقة لهضبة الجولان المحتلة، وحفرت الأنفاق والخنادق، وضربت مخازن أسلحة في العمق السوري.

كان الله في عون السورين الذين يعيشون حاليا بين خيارين أفضلهما مر جدا، ما بين نشوة الخلاص من بشار وحكمه وأخطائه وذلاته وجرائمه، وبين مصير مجهول ينتظرهم، نتمنى بإخلاص أن يكون خيرا في صالح سوريا العروبة، التي كانت ولا زالت أحد أعمدة الاستقرار في المنطقة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: بشار الأسد الاسد دمشق المعارضة المسلحة فصائل اسقاط الأسد الربيع العربي الأنظمة العربية النظام السوري اصلاحات دستورية الروس

إقرأ أيضاً:

الاتفاق على التعاون فى القبض على المطلوبين من فلول نظام بشار الأسد

اتفق لبنان وسوريا خلال المباحثات التى أجراها اليوم أحمد الشرع مع رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام فى دمشق ، على ضرورة التعاون لإلقاء القبض على فلول نظام بشار الأسد . وفق قناة LBC اللبنانية.

وأشارت مصادر وفق القناة اللبنانية، إلى أن أجواء المحادثات كانت إيجابية ، كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة وزارية من الجانبين لمتابعة الملفات كافة وأبرزها ضبط وترسيم الحدود البرية بين لبنان وسوريا و عودة النازحين السوريين والتعاون لكشف مصير المفقودين، ومعالجة قضية السجناء السوريين غير المحكومين في لبنان.


كما تم الاتفاق على تعزيز الرحلات الجوية بين البلدين ، وهذه  الزيارة ستمهد لزيارات وزارية لاحقة تشمل وزراء الاقتصاد والاشغال العامة والنقل والزراعة وغيرها من وزارات معنية بالعلاقات البينية بين لبنان وسوريا، للبحث في الاتفاقات المعقودة ودرس ما يجب الغاؤه منها وما يجب وضع اتفاقات جديدة له.

ووصل سلام إلى مطار دمشق ، اليوم الإثنين، على رأس وفد وزاري ضم وزراء الدفاع اللواء ميشال منسى ، الداخلية العميد أحمد الحجار والخارجية يوسف رجي. وفق الوكالة الوطنية لإعلام لبنان.


 

 

مقالات مشابهة

  • سوريا.. “إنكار الجرائم الأسدية” يطيح بسلاف فواخرجي من نقابة الفنانين
  • شطب قيد سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين في سوريا لـإصرارها على إنكار الجرائم الأسدية
  • "لإنكار الجرائم الأسدية".. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي
  • شطب عضوية سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين.. لهذا السبب
  • إحباط محاولة انقلاب.. هل لا زالت يد بشار الأسد في سوريا؟
  • بماذا تحلم إسرائيل في سوريا ما بعد الأسد؟
  • بشار الأسد يلعب شد الحبل في شوارع موسكو.. الحقيقة الكاملة
  • السفير السوري في روسيا يطلب اللجوء بعد استدعائه إلى دمشق
  • المدافع "الشرس" عن نظام الأسد.. هل طلب اللجوء في روسيا؟
  • الاتفاق على التعاون فى القبض على المطلوبين من فلول نظام بشار الأسد