وكيل الأزهر: يجب أن ننتبه لمخاطر الذكاء الاصطناعي وتهديده للوجود البشري
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
أثنى الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، على تنظيم كلية التربية بجامعة الأزهر لمؤتمرها العاشر تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي ومنظومة التربية: بين الطموحات والمخاطر»، وأن عنوان المؤتمر يضع بين أيدينا العلاقة التي تربط بين طموحاتٍ وآمالٍ ومخاطرَ ومحاذيرَ، لتضع الكلية بذلك لبنةً جديدةً في تأكيد قدرة الأزهر على إحداث قفزةٍ علميةٍ معاصرةٍ تقف على جذور الماضي، وتحسن قراءةَ الواقع واستثمار معطياته، وتتطلع إلى مستقبلٍ مشرق، مقدما الشكر لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، للقائمين على المؤتمر ورجاءَه أن يخرجَ هذا المؤتمر بتوصياتٍ عمليةٍ معاصرةٍ رشيدةٍ تكون لنا نبراسًا في طريقنا إلى تحقيقها.
وأضاف وكيل الأزهر - خلال كلمته التي ألقاها اليوم الأحد - بالمؤتمر بمركز الأزهر للمؤتمرات أن العصرَ المعاصر الذي لا يمكن تجاوزُه، ولا التَّغافلُ عن عطائه، شأنُه شأنُ كلِّ منجزٍ حضاريٍّ، لا يَملكُ الإنسانُ رفاهيةَ الاختيارِ في رفضه أو قبوله، وإنما عليه أن يتلقاه بالإيجابية، وحسن الاستثمار، والتفاعل المثمر، ليكونَ أهلًا للخيرية التي وصفَ اللهُ بها الأمةَ للحياة. ومن الواجب على العقلاء الأمناء أن يحسنوا قراءةَ ماضيهم وهضمه، مع حسن استثمارٍ لمعطيات العصر ومنجزاته.
وقال الدكتور محمد الضويني إنه وإذا كان الذكاء الاصطناعي قادرًا على تطوير الأنظمةِ والبرامجَ التي تحاكي قدراتِ العقلِ البشريِّ في التحليلِ المنطقيِّ والاستنتاجِ الموضوعيِّ، من خلال قدرته على معالجة كمٍّ هائلٍ من البياناتِ بكفاءةٍ وسرعةٍ مع ضمانة تفوق الإنسان في بعض العوامل، فإنَّنا لا بد أن نأخذَ في الحسبان التحدياتِ الكبيرةَ والمخاطرَ المتعددةَ التي قد تصحبُه، مثل التهديدِ للوجودِ البشريِّ، أو التدميرِ الناتجِ عن استخدام تطبيقاتِه بطرقٍ غير أخلاقية.
وكيل الأزهر عن التعامل مع الذكاء الاصطناعيوأكد وكيل الأزهر أن الذكاء الاصطناعي مجالٌ جديدٌ يثبتُ أقدامَه يومًا بعد يومٍ في مجالاتِ الحياةِ، وإن لم نُخططْ للتعاملِ معه بمعاييرَ تضمنُ الإفادةَ من فرصِه، وتجنبَ مخاطرهِ المحتملةِ، فلن نضمنَ نتائجَه. ومن الواجبِ أن نلقى الذكاء الاصطناعي بتخطيطٍ استراتيجيٍّ مرشدٍ. والتاريخَ يثبتُ أنَّ الأممَ التي تتبنى التخطيطَ كأسلوبٍ للحياةِ يمكنها أن تتداركَ أخطاءَ ماضيها، وتُحسن إدارةَ واقعِها، وتتنبأَ بمستقبلِها. كما أنَّ التخطيطَ من مميزاتِ الحضارةِ الإسلاميةِ، فهو مبدأٌ دينيٌّ بامتيازٍ، وقد تجلَّى هذا التخطيطُ في كثيرٍ من آياتِ القرآنِ، ووقائعِ السيرةِ النبويةِ.
وأشار الدكتور الضويني إلى أن ما نعيشه اليومَ من فيضٍ معرفيٍّ وتكنولوجيٍّ يوجبُ علينا أن نحرصَ على أن تكونَ الأممُ صاحبةَ خططٍ طموحةٍ وواقعيةٍ، وإلا كانت في خطةِ غيرِها. مؤكدا فضيلته أن التربيةَ وعلومَها لن تكونَ بمعزلٍ عن الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، التي يمكن أن تُسهمَ في تطويرِ العملِ التربويِّ، وتحسينِ استراتيجياتِه، واتخاذِ القراراتِ بصورةٍ عامة.
وفي ختام كلمته، أعرب محمد الضويني عن ثقته بأن هذا المؤتمرَ قادرٌ على الإجابةِ عن التساؤلاتِ التي يمكن أن تطرح حول قدرة الذكاء الاصطناعي على ترفير تجارب تعليمية تُثري العمليةَ التربوية، وأثر هذه البرامجِ على العملِ الجماعيِّ والبيئاتِ التربويةِ، وما تُضيفه من مهامَّ جديدةً للتربويين، وإمكانية أن يكون الذكاءُ الاصطناعيُّ فرصةً حقيقيةً لتوصيلِ المعرفةِ إلى الأماكنِ النائيةِ والمحرومةِ، آملا في أن تسهم أبحاث المؤتمر في تقديمِ رؤيةٍ متكاملةٍ حولَ التعاملِ مع الذكاءِ الاصطناعيِّ بحذرٍ ويقظةٍ، مع ضماناتِ الحفاظِ على القيمِ والهويةِ.
اقرأ أيضاًمحافظ الغربية يستقبل وكيل الأزهر الشريف في مستهل زيارته لافتتاح معهد محلة زياد الأزهري
وكيل الأزهر يزور مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة
وزير الأوقاف ووكيل الأزهر يقدمان واجب العزاء في والدة الدكتور جابر طايع
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف التعامل مع الذكاء الاصطناعي كلية التربية بجامعة الأزهر
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر: الشعب الفلسطيني صاحب إرادة قوية يصعب أن يخضع لأي تهديدات
استقبل الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، أحمد فوزي عبدالرازق، حاكم ولاية بينانج بماليزيا، ووفدا مرافقا له، اليوم الاثنين، بمشيخة الأزهر، لبحث سبل التعاون المشترك في المجالين الدعوي والتعليمي.
قال وكيل الأزهر إن أبناء ماليزيا لهم مكانة خاصة، فهم متميزون وحريصون على تلقي العلم بالأزهر، ولا تخلو قائمة المتفوقين من جامعة الأزهر منهم، مبينا أنه ينتسب ما يقارب من خمسة آلاف طالب ماليزي في مراحل التعليم الأزهري المختلفة، ويلقون عناية كبيرة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مضيفا أن الأزهر منبر للوسطية والاعتدال وهو قائم على حفظ اللغة العربية، لذا نحن دائما نحرص على تزويد طلابنا بهذا المنهج الوسطي؛ لتحصينهم من الأفكار المتطرفة وليكونوا خير ناصح ومعلم في بلادهم، فهم سفراء الأزهر خارج مصر، ونحرص على ترسيخ قيم الحوار وقبول الآخر، لضمان عالم آمن ومستقر، موضحا أن الأزهر بابه مفتوح ويرحب بالتعاون مع الجميع ما دام يخدم الإنسانية.
وأوضح الدكتور الضويني، أن الأزهر منذ السابع من أكتوبر وله مواقف قوية في الدفاع عن غزة وأهل فلسطين، مشددا على أن أي مقترح لتهجيرهم هو مرفوض من الدولة المصرية ومن الأزهر الشريف، فأرض غزة لأهل فلسطين ولن نرضى بإبعادهم عن أرضهم بأي شكل، مؤكدا أن شيخ الأزهر شدد على ألا يكون هناك كيل بمكيالين تجاه هذا الشعب الذي نال ويلات كيان لا يعرف إلا منطق القوة، مطالبا بقيام الجميع بمسؤولياته لرفع الحصار عن أهل غزة والكف عن تدمير منازلهم وإعطائهم حقوقهم في إقامة وطنهم دون أن يشاركهم فيه أحد.
من جانبه أعرب السيد/ أحمد فوزي عبدالرازق، حاكم ولاية بينانج بماليزيا، عن تقدير بلاده للأزهر وإمامه الأكبر في جهوده المتواصلة لدعم الأمة الإسلامية والقضايا الإنسانية، مبينا أن الأزهر هو البيت الذي يسعى إليه طلاب ماليزيا وهو اختيارهم الأول، ونحن نعمل على استثمارهم في بلادنا لما يحملونه من منهج وسطي مستنير بعيد كل البعد عن الغلو او التشدد، مشيدا بموقف الأزهر والدولة المصرية في التصدي لتهجير أهل غزة، متمنيا مواصلة الضغط على المجتمع الدولي ليقدم دعما حقيقيا لهذا الشعب الذي ذاق ويلات الإبادة الجماعية، مؤكدا أن قرار الرئيس الأمريكي ترامب هو قرار أحادي غير مدروس وجائر وغير مقبول من الجميع.
وفي وقت سابق اليوم، شهد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، اليوم الأحد، طابور الصباح بمجمع معاهد الإمام علي بن أبي طالب النموذجي بنين وفتيات بمراحله المختلفة (رياض الأطفال- الابتدائي- الإعدادي- الثانوي) بمنطقة سوهاج الأزهرية، حيث يضم المجمع أكثر من ألفي طالب وطالبة في معاهده المختلفة، في أول أيام الفصل الدراسي الثاني، ناقلًا تحيات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتهنئته للطلاب والمعلمين ببدء الدراسة، متمنيًا لهم تحصيلًا علميًّا موفقًا ونجاحًا باهرًا.
وتفقد وكيل الأزهر، يرافقه الشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والدكتور أحمد حمادي، رئيس منطقة سوهاج الأزهرية، سير الدراسة في روضة المعهد، وأشاد وكيل الأزهر بما رآه من يقظة ونشاط لدى الأطفال، ومستوى حفظهم لبعض سور القرآن الكريم، كما تفقد معهد البنين ومعهد الفتيات، واطلع على انتظام العملية التعليمية به، مؤكدًا أن الأزهر الشريف يولي اهتمامًا كبيرا بطلابه إيمانًا برسالته في إعداد أجيال قادرة على حمل أمانة العلم والدعوة إلى الله.
وفي كلمته خلال طابور الصباح، أكد فضيلته أن الأزهر الشريف، بتراثه العريق الممتد لأكثر من ألف عام، يظل الحصن الحامي لعلوم الشريعة واللغة العربية، والمصدر الموثوق لنشر صحيح الدين، ولا يقتصر على العلوم الشرعية فقط، بل يجمع بين مختلف العلوم، حيث يخرج الطبيب والمهندس والصيدلي والمعلم، إلى جانب علماء الفقه والتفسير والحديث والدعوة، ليكونوا جميعًا نماذج مضيئة تسهم في نهضة المجتمع، مشيرا إلى دور الأزهر في الحفاظ على علوم الشريعة واللغة العربية، ونشر صحيح الدين في كل بقاع العالم، عبر علمائه ومنتسبيه الذين يحملون منهج الوسطية والاعتدال.
وأشاد فضيلة وكيل الأزهر بمحافظة سوهاج، مؤكدًا أنها قدمت لمصر وللأمة الإسلامية علماء بارزين في مختلف التخصصات، وكان لها دور ريادي في تخريج نخبة من كبار علماء الأزهر الشريف، أبرزهم الشيخ مصطفى المراغي والشيخ محمد سيد طنطاوي، الذين تولوا مشيخة الأزهر، والشيوخ: عبد الرحمن حسن ومحمود إمبابي وعباس شومان، الذين تولوا وكالة الأزهر، ومن أعضاء هيئة كبار العلماء الشيوخ: عبد العزيز المراغي وعبد الرحمن الجزيري وعبد الله الجهني، وتولى الشيخ محمد إسماعيل البرديسي، دار الإفتاء المصرية، وكان عضوا بهيئة كبار العلماء، وجميعهم نشروا العلم في الداخل والخارج، وساهموا في تعزيز رسالة الأزهر في نشر الفكر المستنير.
كما وجه فضيلته رسالة للطلاب، حثهم فيها على ضرورة مواصلة حفظ القرآن الكريم وإتقانه والازدياد من العلم، حتى يجمعوا بين الحفظ والفهم الصحيح، مشيدًا بالمستوى المتميز لطلاب الأزهر في تلاوة القرآن الكريم، وموضحًا أن هذه النماذج تعكس الدور الريادي للأزهر في تخريج أجيال تحمل كتاب الله وتنشره بأحسن صورة. مصيفًا: «أنتم علماء الغد وأئمة المستقبل، والمصريون والمسلمون في كل مكان ينتظرون منكم حمل راية الأزهر الشريف، وهذا يتطلب منكم الاجتهاد في تحصيل العلم والمذاكرة المستمرة والاطلاع الواسع، والأزهر يفاخر بأبنائه في كل مكان ويستحق منكم السعي دائمًا في إتقان منهجه ونشر رسالته».
كما وجه وكيل الأزهر مجموعة من الرسائل، مؤكدًا أنهم ليسوا مجرد موظفين، بل هم أصحاب رسالة عظيمة، ينقلون العلم للأجيال القادمة، ودورهم لا يقتصر على التعليم فقط، بل يشمل بناء شخصية الطلاب وصقل مهاراتهم، حتى يكونوا أكثر علمًا وأفضل أداءً، فيتواصل عطاؤهم وتستمر مسيرة الأزهر العلمية والدعوية.
وعقب جولته في المعاهد الأزهرية، تفقد وكيل الأزهر سير العمل في ديوان عام منطقة سوهاج الأزهرية، حيث تابع انتظام العمل الإداري، واطلع على آلية تيسير الخدمات التعليمية والإدارية للطلاب والمعلمين، مشددا على ضرورة تسهيل الإجراءات للطلاب وأولياء الأمور، وضرورة التعاون والتكامل بين مختلف الإدارات لضمان تقديم أفضل خدمة تعليمية وإدارية، مؤكدًا أن العمل في الأزهر رسالة قبل أن يكون وظيفة، وأن الجميع مسؤول عن الحفاظ على هذا الصرح العلمي العريق.