سواليف:
2025-01-11@09:48:08 GMT

وراء الحدث

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

#وراء_الحدث

د. #هاشم_غرايبه

الحمد لله الذي نصر عباده المظلومين أبناء الشعب السوري، وبأقل الخسائر، فكفى بلادهم الدمار والخراب، فانهزم الظالم سريعا قبل أن يتمكن أعوانه الشبيحة من الانتقام، كونهم كانوا يرفعون شعار: “يبقى الأسد أو ندمر البلد”.
دخول المقاومة دمشق، وإعطاؤها الأمان لمن لا يحمل سلاحا، وإبقاء الإدارة المدنية على رأس عملها حتى لا تتضرر معيشة المواطنين، كل ذلك ذكرنا بفتح مكة، فدخول المسلمين بقعة منتصرين، مختلف كليا عن دخول الغزاة المحتلين، فأولئك هم مغترون بقوتهم فرحون بتحقيق أطماعهم، لا يردعهم عن اتباع شهواتهم رادع، فلا يرقبون في أعدائهم إلاً ولا ذمة.


أما المؤمن فيدخل بعزة نصر الله له، وليس مغترا بقوته ولا جبروته، فهو يخاف الله ويلتزم بشرعه، فلا يؤذي ولا ينهب ولا يخرق حرمات البيوت، كما أنه يراعي مرضاة الله فلا ينتقم ولا يتجبر، بل يكون مسبحا بحمد الله ومستغفرا لأنه موقن بأن من نصره هو الله.
هنالك من يشكك في أن هذا الانتصار السريع للثوار مرده أنه مدعوم من الشيطان الأكبر، وأنا أعتقد أن تدخله الوحيد كان هو قراره بعدم التدخل لانقاذ النظام مرة أخرى كما تدخل عام 2011 فأنقذه، فكما بينت سابقا، أن الثورة عندما عمت كل مدن وقرى سوريا، فذلك يدل عن أنه لا أحد يؤيد النظام، لذلك فلو لم تتدخل تلك الأصابع القذرة، كان سيسقط آنذاك، بالسرعة ذاتها التي سقط فيها اليوم.
سأبين فيما يلي ما أعتقد أنه الأسباب الحقيقية للسقوط السريع لهذا النظام الذي لم يعرف السوريون لظلمه مثيلا:
1 – النقمة الشعبية على النظام كانت عارمة وشاملة، ما كان يحجبها غير الخوف من القمع البوليسي، فقد أنشأ النظام أجهزة مخابراتية متعددة، ومنفصلة عن بعضها، لذلك كان من يعتقل لا يرى الشمس مرة أخرى، ولا يمكن معرفة مكانه، وكانت نسبة المخبرين تقارب ثلث عدد السكان، فلم تسلم عائلة من فقدان أحد منها أو أكثر.
لذلك كنا نرى أن سكان كل بلدة يدخلها الثوار، كانوا يستقبلونهم بحفاوة محتفلين بهم.
2 – بعد فشل الهبة الأولى عام 2011 تم تهجير عائلات الثوار الى مخيمات في الشمال، وكانت ظروفهم المعيشية قاسية، مما دعا كل القادرين منهم على حمل السلاح الى الالتحاق بالثوار.
عرف الثوار أن أهم أسباب فشلهم كان في تعدد الفصائل، وفي دخول الدواعش بينهم، وهم الذين زرعتهم الأنظمة العربية ليفسدوا ويؤلبوا المواطنين على الثائرين، بهدف تبرير البطش بالمجاهدين إبان الحرب الصليبية المسماة (الحرب على الإرهاب).
فكانت خطوتهم الأولى تنقية صفوفهم من هؤلاء المندسين، ثم توحدهم في غرفة عمليات واحدة أطلقت عليها: “إدارة العمليات العسكرية”، وتضم كبرى الفصائل في إدلب، وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام” و “جيش العزة” و “حركة أحرار الشام” إضافة إلى الجبهة الوطنية لتحرير إدلب.
كما ضمت الغرفة عددا من فصائل الجيش الحر التي كانت تقاتل ضد القوات الكردية المدعومة من قبل الامريكان (قسد)، التي كانت تسيطر على مساحات واسعة من ريف حلب الشمالي والشرقي، ومن هذه الفصائل “الجبهة الشامية” وفصائل “الحمزات والعمشات” و”السلطان مراد”.
3 – عرف الثوار – مثلما عرف المقاومون في القطاع – أنه ما حك جلدك مثل ظفرك، فبادروا الى بناء قوتهم ذاتيا، وبلا شك أنهم نالوا دعما وخبرات تركية، فهم الوحيدون القادرون على التصدي لقوات (قسد) المدعومة من الشيطان الأكبر، والتي توسعت لتغطي أغلب شمال سوريا المحاذية لتركيا، ولم يتمكن جيش الأسد من التصدي لهم.
لذلك عملوا بجد طوال السنوات العشر الماضية تدريبا وتصنيعا حتى كونوا جيشا قوامه مائة ألف، وكانوا على أهبة الاستعداد منذ سنتين، لكن الأحداث التي عصفت بالمنطقة من بعد معركة الطوفان دفعتهم لتأجيل عمليتهم، لذلك وما أن توقف العدوان على لبنان حتى بدأوا العملية.
4 – كما كان للظروف الدولية دور هام، فحلفاء النظام منشغلون بالتعافي من جراحهم، والشيطان لم يعد بحاجة لبقاء نظام بشار، ولا يقلقه قيام نظام بديل اسلامي التوجه، فكل خيوط الأقطار المحيطة به بيده، وقادر على محاصرته عند اللزوم كما فعل في القطاع.
لهذا كله رأينا سقوط الصنم كان سريعا، لكن الشيطان واهم في اطمئنانه، فذلك إيذان بسقوط أصنام كثيرة في ديار الاسلام.

مقالات ذات صلة الحل القومي الجامع لمسار الإنهيار والتقسيم العربي 2024/12/08

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

300 لاعبة ومشجعة في تدريب مدارس السيتي بأبوظبي

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «محاربي الإمارات» تُطلق النسختين العربية الأفريقية والدولية 16 يناير الإمارات والولايات المتحدة تواصلان ترسيخ التعاون في التكنولوجيا والابتكار

شهد اليوم التدريبي المفتوح لكرة القدم والمخصص للفتيات، والذي نظمته مدارس السيتي لكرة القدم، مشاركة أكثر من 300 لاعبة ومشجعة، حيت أتيحت لهن الفرصة للعب في مباريات تنافسية، والمشاركة في جلسات تدريبية شاملة للاعبات بمختلف قدراتهن، بالإضافة إلى مشاهدة تدريبات مانشستر سيتي للسيدات.
وشاركت اللاعبات خلال الحدث الذي أقيم في 321 Sports في جزيرة الحديريات بأبوظبي، باللعب في بيئة ممتعة وإيجابية تبرز العمل الهائل الذي تم إنجازه في السنوات الأخيرة لتطوير مستوى كرة القدم للفتيات في الإمارات.
انطلقت الفعالية بتنظيم دوري تنافسي عالي المستوى بين اللاعبات، وشاركت فيه مجموعة من المدارس والأكاديميات والأندية من أبوظبي ودبي.
كما استضاف الحدث اللاعبات بمختلف قدراتهن ضمن حصص كرة القدم الممتعة تحت إشراف مدربي مدارس السيتي، وتواصل مدارس السيتي تأكيدها على فوائد كرة القدم ودورها الإيجابي على الصحة العامة وسلامة الشباب، إلى جانب تطوير المهارات الاجتماعية والشخصية التي تسهم في رفع مستوى اللاعبات، كما أن الحصص التدريبية الشاملة مهمة أيضاً لضمان مشاركة جميع اللاعبات في لعبتهن المفضلة.
وبعد المشاركة على أرض الملعب، أتيحت لهن فرصة نادرة لمشاهدة تدريبات السيتي، وكانت مشاركة نجمات عالميات مثل كلوي كيلي، وخيرا كيتنج، وجيل روورد، وجيس بارك، في التدريبات، ملهمة للمشجعات اللواتي استمتعن بالمستوى العالي لكرة القدم، حيث تمكنّ بعد ذلك من التحدث مع بطلاتهن والتقاط الصور والحصول على التوقيعات منهن.
كما حضر منتخب الإمارات للسيدات، ليؤكد للفتيات الطموحات على ضرورة مواصلة مسيرتهن الكروية إلى أقصى حد ممكن، وأن الفرصة متاحة لهن للعب على المستوى الدولي.
تتمتع مدارس سيتي لكرة القدم بنظام تدريبي مذهل، يضمن للفتيات تدريبات من أعلى المستويات من خلال فرق النخبة وبرنامج اللاعب الموهوب، حيث مثلت 5 فتيات من مدارس السيتي فرق الإمارات مؤخراً على مستوى الفئة العمرية.
وقال سيمون هيويت، رئيس عمليات كرة القدم في مدارس السيتي لكرة القدم الشرق الأوسط: «تُظهر هذه النوعية من الفعاليات مدى التطور الذي يشهده مستوى كرة القدم للسيدات والفتيات خلال السنوات الأخيرة، وشهدنا إقبالاً هائلاً مع ضمان خيارات تناسب الجميع - تماماً كما ينبغي لكرة القدم أن تكون».
وأضاف: «تم تنظيم الحدث بكل ما تضمنه من مباريات تنافسية وحصص تدريبية شاملة ضمن بيئة ممتعة ومشجعة، زرعت الابتسامات على وجوه المشاركات. واكتمل الحدث بهذه الفرصة لمشاهدة لاعبات مانشستر سيتي أثناء اللعب، لقد منح الحدث الإلهام للجميع، وقدم لهن حافزاً أكبر للعودة إلى الملعب في أقرب وقت ممكن».
وأكد جاريث تايلور، مدرب مانشستر سيتي للسيدات، على إعجابه بهذا الحدث، وقال: «كنت محظوظاً بما يكفي لقضاء بعض الوقت في الإمارات خلال السنوات الماضية، والعمل مع الفريق الرائع في مدارس السيتي، ومن المدهش أن نشهد مدى التطور الذي حققته كرة القدم النسائية هنا، ولا شك في أن هذه الأمسيات، حيث يمكن للاعبات واللاعبين الشبان أن يتابعوا أبطالهم أو ملهميهم عن قرب، هي أمسيات خاصة لأبعد الحدود، إنها تمثل فرصة رائعة لإلهام الجيل القادم».

مقالات مشابهة

  • انتخاب رئيس للبنان مسمار جديد في نعش المحور الإيراني
  • الإفتاء: المصافحة من الأفعال المسنونة التي تغفر الذنوب وتحط بها الأوزار
  • ترامب: بوتين يريد لقائي ونحن نرتّب لذلك
  • أبوظبي تستضيف الحدث الأضخم عالمياً حول الاستدامة 2025
  • دعاء يوم الجمعة للأحباب.. أفضل الأدعية المكتوبة التي يمكن ترديدها
  • ترامب: بوتين يريد عقد اجتماع ويجرى الترتيب لذلك
  • شهود الزور في الإعلام
  • 300 لاعبة ومشجعة في تدريب مدارس السيتي بأبوظبي
  • البكالوريا المصرية..تفاصيل الشهادة الجديدة التي ستحل محل الثانوية العامةوتمنح الطلاب فرصًا عالمية
  • 110 ألف عنصر لحماية "طهران".. ماذا وراء مناورات الباسيج؟