سواليف:
2025-02-11@12:41:32 GMT

وراء الحدث

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

#وراء_الحدث

د. #هاشم_غرايبه

الحمد لله الذي نصر عباده المظلومين أبناء الشعب السوري، وبأقل الخسائر، فكفى بلادهم الدمار والخراب، فانهزم الظالم سريعا قبل أن يتمكن أعوانه الشبيحة من الانتقام، كونهم كانوا يرفعون شعار: “يبقى الأسد أو ندمر البلد”.
دخول المقاومة دمشق، وإعطاؤها الأمان لمن لا يحمل سلاحا، وإبقاء الإدارة المدنية على رأس عملها حتى لا تتضرر معيشة المواطنين، كل ذلك ذكرنا بفتح مكة، فدخول المسلمين بقعة منتصرين، مختلف كليا عن دخول الغزاة المحتلين، فأولئك هم مغترون بقوتهم فرحون بتحقيق أطماعهم، لا يردعهم عن اتباع شهواتهم رادع، فلا يرقبون في أعدائهم إلاً ولا ذمة.


أما المؤمن فيدخل بعزة نصر الله له، وليس مغترا بقوته ولا جبروته، فهو يخاف الله ويلتزم بشرعه، فلا يؤذي ولا ينهب ولا يخرق حرمات البيوت، كما أنه يراعي مرضاة الله فلا ينتقم ولا يتجبر، بل يكون مسبحا بحمد الله ومستغفرا لأنه موقن بأن من نصره هو الله.
هنالك من يشكك في أن هذا الانتصار السريع للثوار مرده أنه مدعوم من الشيطان الأكبر، وأنا أعتقد أن تدخله الوحيد كان هو قراره بعدم التدخل لانقاذ النظام مرة أخرى كما تدخل عام 2011 فأنقذه، فكما بينت سابقا، أن الثورة عندما عمت كل مدن وقرى سوريا، فذلك يدل عن أنه لا أحد يؤيد النظام، لذلك فلو لم تتدخل تلك الأصابع القذرة، كان سيسقط آنذاك، بالسرعة ذاتها التي سقط فيها اليوم.
سأبين فيما يلي ما أعتقد أنه الأسباب الحقيقية للسقوط السريع لهذا النظام الذي لم يعرف السوريون لظلمه مثيلا:
1 – النقمة الشعبية على النظام كانت عارمة وشاملة، ما كان يحجبها غير الخوف من القمع البوليسي، فقد أنشأ النظام أجهزة مخابراتية متعددة، ومنفصلة عن بعضها، لذلك كان من يعتقل لا يرى الشمس مرة أخرى، ولا يمكن معرفة مكانه، وكانت نسبة المخبرين تقارب ثلث عدد السكان، فلم تسلم عائلة من فقدان أحد منها أو أكثر.
لذلك كنا نرى أن سكان كل بلدة يدخلها الثوار، كانوا يستقبلونهم بحفاوة محتفلين بهم.
2 – بعد فشل الهبة الأولى عام 2011 تم تهجير عائلات الثوار الى مخيمات في الشمال، وكانت ظروفهم المعيشية قاسية، مما دعا كل القادرين منهم على حمل السلاح الى الالتحاق بالثوار.
عرف الثوار أن أهم أسباب فشلهم كان في تعدد الفصائل، وفي دخول الدواعش بينهم، وهم الذين زرعتهم الأنظمة العربية ليفسدوا ويؤلبوا المواطنين على الثائرين، بهدف تبرير البطش بالمجاهدين إبان الحرب الصليبية المسماة (الحرب على الإرهاب).
فكانت خطوتهم الأولى تنقية صفوفهم من هؤلاء المندسين، ثم توحدهم في غرفة عمليات واحدة أطلقت عليها: “إدارة العمليات العسكرية”، وتضم كبرى الفصائل في إدلب، وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام” و “جيش العزة” و “حركة أحرار الشام” إضافة إلى الجبهة الوطنية لتحرير إدلب.
كما ضمت الغرفة عددا من فصائل الجيش الحر التي كانت تقاتل ضد القوات الكردية المدعومة من قبل الامريكان (قسد)، التي كانت تسيطر على مساحات واسعة من ريف حلب الشمالي والشرقي، ومن هذه الفصائل “الجبهة الشامية” وفصائل “الحمزات والعمشات” و”السلطان مراد”.
3 – عرف الثوار – مثلما عرف المقاومون في القطاع – أنه ما حك جلدك مثل ظفرك، فبادروا الى بناء قوتهم ذاتيا، وبلا شك أنهم نالوا دعما وخبرات تركية، فهم الوحيدون القادرون على التصدي لقوات (قسد) المدعومة من الشيطان الأكبر، والتي توسعت لتغطي أغلب شمال سوريا المحاذية لتركيا، ولم يتمكن جيش الأسد من التصدي لهم.
لذلك عملوا بجد طوال السنوات العشر الماضية تدريبا وتصنيعا حتى كونوا جيشا قوامه مائة ألف، وكانوا على أهبة الاستعداد منذ سنتين، لكن الأحداث التي عصفت بالمنطقة من بعد معركة الطوفان دفعتهم لتأجيل عمليتهم، لذلك وما أن توقف العدوان على لبنان حتى بدأوا العملية.
4 – كما كان للظروف الدولية دور هام، فحلفاء النظام منشغلون بالتعافي من جراحهم، والشيطان لم يعد بحاجة لبقاء نظام بشار، ولا يقلقه قيام نظام بديل اسلامي التوجه، فكل خيوط الأقطار المحيطة به بيده، وقادر على محاصرته عند اللزوم كما فعل في القطاع.
لهذا كله رأينا سقوط الصنم كان سريعا، لكن الشيطان واهم في اطمئنانه، فذلك إيذان بسقوط أصنام كثيرة في ديار الاسلام.

مقالات ذات صلة الحل القومي الجامع لمسار الإنهيار والتقسيم العربي 2024/12/08

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

"أورنچ مصر" تُطلق هاكاثون الذكاء الاصطناعي 2025 لتمكين الشباب ودعم الابتكار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

انطلقت في مقر شركة "أورنچ مصر" بالقرية الذكية فعاليات هاكاثون أورنچ مصر للذكاء الاصطناعي 2025، بمشاركة نخبة من طلاب كبرى الجامعات المصرية، ضمن جهود الشركة لدعم المواهب الشابة وتعزيز الابتكار في مجال التحول الرقمي.  
عُقد الهاكاثون يومي 8 و9 فبراير تحت شعار "عندما تلمع الأفكار" (Where Ideas Spark)، بمشاركة طلاب من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والجامعة الألمانية، وجامعتي القاهرة وعين شمس، وESLSCA مصر، حيث تنافست الفرق في تصميم حلول تقنية قائمة على الذكاء الاصطناعي لتحديات مُحددة، تحت إشراف خبراء من أورنچ مصر ومتخصصين في ريادة الأعمال والتكنولوجيا.  

حصل الفائزون على جوائز مالية عبر محفظة "أورنچ كاش"، إلى جانب دعم فني وتدريب مُكثّف لجميع المشاركين لتعزيز مهاراتهم التقنية، فيما سلط الحدث الضوء على الإبداعات الشبابية ودورها في بناء مستقبل التكنولوجيا.  
 
أكدت أماني صادق، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الموارد البشرية بأورنچ مصر، أن الهاكاثون جزء من استراتيجية الشركة لتمكين الشباب عبر برامج تدريبية متكاملة وشراكات مع الجامعات، قائلة: "نسعى لبناء جسر بين المواهب الشابة وقطاع التكنولوجيا، عبر توفير بيئة محفزة للتعلم وفرص تدريب عملي تُهيئهم لسوق العمل".  
يأتي الحدث تماشيًا مع ريادة أورنچ مصر في مجال الذكاء الاصطناعي، عبر استثماراتها في حلول متطورة لتحسين تجربة العملاء ودفع النمو الاقتصادي، مدعومةً بفريق متخصص في البيانات والذكاء الاصطناعي يقود مبادرات رقمية طموحة.  

 

مقالات مشابهة

  • إنفانتينو يحتفل بوصول كأس العالم للأندية إلى مصر ويعتذر عن عدم الحضور
  • «تاكسي دبي» تُقدم حلول تنقل متكاملة
  • انطلاق اللقاء الكشفي الدولي العاشر في الشارقة
  • "أورنچ مصر" تُطلق هاكاثون الذكاء الاصطناعي 2025 لتمكين الشباب ودعم الابتكار
  • لماذا لم تظهر تايلور سويفت في عرض سوبر بول رغم العروض المتكررة؟
  • المسيرة القرآنية من الاستضعاف إلى الانتصار
  • مفاجأة وراء السبب الحقيقي لوفاة الفنانة الشابة إنجي مراد (ما القصة؟)
  • مصر تستضيف فرقة "سحر التانجو" في ليلة استثنائية من "ليالي مصر"
  • أحمد أبو زهرة: حفل فرقة سحر التانجو في القاهرة يعزز التعاون بين البلدين
  • ما هي السورة التي تقرأ في ليلة النصف من شعبان 2025