شهدت المنطقة العربية في عام 2011 سلسلة من الأحداث التي اندلعت في عدة دول، بدءًا من تونس وصولاً إلى اليمن وسوريا وليبيا ومصر، والتي صاحبتها حالة من الفوضى والانفلات الأمني نتيجة غياب مؤسسات الدولة الوطنية، مما أتاح للميليشيات والجماعات المسلحة التسلل إلى السلطة.

نتائج أحداث 2011 على تونس 

فبعد إطاحة الأحداث التونسية بزين العابدين بن علي في يناير 2011، دخلت تونس في مرحلة انتقالية صعبة عانت البلاد من اضطرابات أمنية واسعة، حيث تفشى العنف والجريمة في بعض المناطق، وكان الأمن ضعيفًا نتيجة لغياب جهاز الشرطة العسكرية والأمنية لفترة، في البداية، كان هناك تزايد في أعمال السلب والنهب، بالإضافة إلى انفلات أمني في المناطق الداخلية، وبالرغم جهود الحكومة الانتقالية لإعادة الاستقرار، إلا أنه كان من الصعب ضبط الوضع الأمني، خاصة في ظل عدم وجود مؤسسات قوية ومستقرة، ومع مرور الوقت، بدأت تونس تتجه نحو الاستقرار تدريجيًا بفضل الحوار الوطني الذي جمع مختلف الأطراف السياسية.

بينما في مصر أسفرت  أحداث 2011 عن سقوط الرئيس في فبراير 2011، أدت إلى فترة من الفوضى الأمنية، حيث كان الانفلات الأمني أحد واضحا فقد تراجع دور الشرطة بشكل كبير، مما أدى إلى انتشار الجريمة والسرقات، خاصة في القاهرة وبعض المدن الكبرى، حيث استغل العديد من المجرمين غياب الشرطة للقيام بأعمال نهب وسرقة في المراكز التجارية والمنازل، بالإضافة إلى انعدام الأمن في بعض المناطق، كما تعرضت مؤسسات الدولة، مثل الأقسام والمراكز الأمنية، لهجمات من قبل مجموعات غير منظمة، وهو ما فاقم من حالة الفوضى، ولكن بعد ثورة 30 يونيو وخلال الـ10 سنوات الأخيرة، شهدت البلاد نجاحات وتطورات في البنية التحتية غير مسبوقة في كل المجالات.  

أما في ليبيا، فقد كانت الأحداث ضد معمر القذافي واحدة من أكثر الأحداث دموية  وبعد سقوط القذافي في أغسطس 2011، دخلت البلاد في حالة من الفوضى التامة، حيث تحولت ليبيا إلى ساحة حرب أهلية بين مختلف الميليشيات المسلحة التي تنافست على السلطة والنفوذ، وبعدها انتشرت الفوضى بشكل كبير، مع تدمير البنية التحتية وتفشي المجموعات المسلحة، بسبب غياب السلطة المركزية، بالإضافة إلى ظهور مجموعات متطرفة مثل تنظيم الدولة «داعش»، التي استغلت ضعف الدولة لتنفيذ هجمات إرهابية.

حالة الفوضى في اليمن وسوريا

بينما في اليمن، بعد استقالة الرئيس علي عبد الله صالح في عام 2012، انزلقت البلاد إلى حرب أهلية طاحنة بين القوات الحكومية وحركة الحوثيين المدعومة من إيران، هذه الحرب أدت إلى انقسام البلاد، حيث سيطر الحوثيون على صنعاء في 2014 ، في هذه الفترة شهد اليمن أيضًا تفشي ظاهرة الجماعات الإرهابية مثل تنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب، الذي استفاد من الاضطرابات الأمنية، علاوة على ذلك، كانت الأوضاع الإنسانية في غاية السوء، حيث تعرض الشعب اليمني لمعاناة كبيرة بسبب القصف والاشتباكات المستمرة.

بينما كانت سوريا من أبرز الدول التي شهدت انفلاتًا أمنيًا وعسكريًا بعد الأحداث التي اندلعت في مارس 2011، حيث استخدم النظام السوري استخدم القوة المفرطة لقمع المتظاهرين السلميين، مما أدى إلى تصاعد النزاع وتحوله إلى حرب أهلية طاحنة، في السنوات التي تلت الأحداث، حيث تحولت سوريا إلى ساحة صراع بين النظام السوري والمعارضة المسلحة المدعومة من قوى إقليمية ودولية، كما ظهرت العديد من المجموعات المسلحة مثل «داعش» و«النصرة»، التي استفادت من الانفلات الأمني، تسببت هذه الحرب في مقتل مئات الآلاف من المدنيين، وتدمير البنية التحتية، ونزوح ملايين الأشخاص.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سوريا الأزمة السورية بشار الأسد الفصائل السورية المعارضة السورية الأحداث في سوريا من الفوضى

إقرأ أيضاً:

دمشق بين الفوضى والحياة: كيف تعود العاصمة بعد سيطرة الفصائل المسلحة؟

بعد أيام من الاضطرابات والسيطرة المفاجئة للفصائل المسلحة على العاصمة السورية دمشق، بدأت ملامح الحياة تعود إلى شوارع المدينة. دعا رئيس وزراء حكومة تسيير الأعمال، محمد غازي الجلالي، جميع العاملين إلى استئناف أعمالهم وتقديم الخدمات العامة اعتبارًا من اليوم، الثلاثاء.

حركة المرور والأسواق


شهدت حركة المرور داخل المدينة ومحيطها تراجعًا كبيرًا بسبب آثار القصف الإسرائيلي الأخير على مناطق قريبة من دمشق.
في حي المزة، بدأت الأسواق بفتح أبوابها بشكل محدود، حيث افتتحت بعض المطاعم والمحال التجارية، في ظل الانتشار الأمني المكثف لقوات الجيش الوطني وعناصر الأمن العام.
 

مشاهد من الشوارع


حسب “سكاي نيوز بالعربية” تحدث سكان عن حالة من الاطمئنان النسبي بعد انتشار قوات الفصائل المسلحة وعناصر الأمن، ما شجع بعض التجار على العودة إلى نشاطهم.
أوضح عدنان عيسى، وهو صاحب محل تجاري في حي المزة، أن القلق من الاعتداءات والسرقات تبدد تدريجيًا مع تعزيز التواجد الأمني.
في حي البرامكة، شارك السكان، بمن فيهم طلاب المدارس، في تنظيف الشوارع كجزء من مبادرة شعبية لرفع الروح المعنوية وسط الحي.


تراكم النفايات مشكلة بارزة
 

رغم التحسن الأمني، تعاني الأحياء من تكدس أكياس القمامة حول الحاويات بسبب غياب عمال النظافة، مما يشكل تحديًا كبيرًا في ظل الظروف الراهنة.
السيطرة المفاجئة على دمشق
سيطرت الفصائل المسلحة السورية على العاصمة فجر الأحد الماضي، عقب مغادرة الرئيس بشار الأسد إلى وجهة غير معلنة.
أثارت هذه التطورات مخاوف كبيرة لدى السكان، لكنها بدأت تخف تدريجيًا مع التحسن الأمني وإعادة الخدمات الأساسية.


الأثر النفسي على السكان


عودة الحياة إلى دمشق ليست سهلة؛ ما زالت المدينة تواجه تحديات في البنية التحتية والخدمات العامة، إلى جانب تداعيات السيطرة المسلحة التي تركت أثرًا عميقًا على السكان.

مقالات مشابهة

  • داعش يتربص بدمشق.. التنظيم ينتظر الفوضى فى سوريا ويستعد للعودة
  • ماذا حقق فيلم Smile 2 منذ طرحه بالسينمات؟
  • من جنوب اليمن :وزير الداخلية يدعو لرفع الجاهزية الأمنية ويشدد على توحيد القرار الأمني والعسكري
  • تقرير فرنسي: سوريا تسير على خطى ليبيا نحو الفوضى والتشرذم
  • أحداث مسلسل وتر حساس الحلقة 33.. رغدة تنتقم من مازن وتكشف سره
  • دمشق بين الفوضى والحياة: كيف تعود العاصمة بعد سيطرة الفصائل المسلحة؟
  • قطاع الطاقة أصابه الشلل.. نظام الأسد يترك اقتصاد سوريا منهارا
  • سقوط الأسد.. هل يعيد السوريون تاريخ الربيع العربي من جديد؟
  • طلبة كلية الطب بالرباط يشتكون من تصرفات عميد الكلية التي أثرت على ظروف اجرائهم الإمتحانات
  • انقلاب الأحداث في مسلسل وتر حساس.. من قتل ليلى؟