كيف أثرت أحداث 2011 على المنطقة؟.. حالة من الفوضى والانفلات الأمني
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
شهدت المنطقة العربية في عام 2011 سلسلة من الأحداث التي اندلعت في عدة دول، بدءًا من تونس وصولاً إلى اليمن وسوريا وليبيا ومصر، والتي صاحبتها حالة من الفوضى والانفلات الأمني نتيجة غياب مؤسسات الدولة الوطنية، مما أتاح للميليشيات والجماعات المسلحة التسلل إلى السلطة.
نتائج أحداث 2011 على تونسفبعد إطاحة الأحداث التونسية بزين العابدين بن علي في يناير 2011، دخلت تونس في مرحلة انتقالية صعبة عانت البلاد من اضطرابات أمنية واسعة، حيث تفشى العنف والجريمة في بعض المناطق، وكان الأمن ضعيفًا نتيجة لغياب جهاز الشرطة العسكرية والأمنية لفترة، في البداية، كان هناك تزايد في أعمال السلب والنهب، بالإضافة إلى انفلات أمني في المناطق الداخلية، وبالرغم جهود الحكومة الانتقالية لإعادة الاستقرار، إلا أنه كان من الصعب ضبط الوضع الأمني، خاصة في ظل عدم وجود مؤسسات قوية ومستقرة، ومع مرور الوقت، بدأت تونس تتجه نحو الاستقرار تدريجيًا بفضل الحوار الوطني الذي جمع مختلف الأطراف السياسية.
بينما في مصر أسفرت أحداث 2011 عن سقوط الرئيس في فبراير 2011، أدت إلى فترة من الفوضى الأمنية، حيث كان الانفلات الأمني أحد واضحا فقد تراجع دور الشرطة بشكل كبير، مما أدى إلى انتشار الجريمة والسرقات، خاصة في القاهرة وبعض المدن الكبرى، حيث استغل العديد من المجرمين غياب الشرطة للقيام بأعمال نهب وسرقة في المراكز التجارية والمنازل، بالإضافة إلى انعدام الأمن في بعض المناطق، كما تعرضت مؤسسات الدولة، مثل الأقسام والمراكز الأمنية، لهجمات من قبل مجموعات غير منظمة، وهو ما فاقم من حالة الفوضى، ولكن بعد ثورة 30 يونيو وخلال الـ10 سنوات الأخيرة، شهدت البلاد نجاحات وتطورات في البنية التحتية غير مسبوقة في كل المجالات.
أما في ليبيا، فقد كانت الأحداث ضد معمر القذافي واحدة من أكثر الأحداث دموية وبعد سقوط القذافي في أغسطس 2011، دخلت البلاد في حالة من الفوضى التامة، حيث تحولت ليبيا إلى ساحة حرب أهلية بين مختلف الميليشيات المسلحة التي تنافست على السلطة والنفوذ، وبعدها انتشرت الفوضى بشكل كبير، مع تدمير البنية التحتية وتفشي المجموعات المسلحة، بسبب غياب السلطة المركزية، بالإضافة إلى ظهور مجموعات متطرفة مثل تنظيم الدولة «داعش»، التي استغلت ضعف الدولة لتنفيذ هجمات إرهابية.
حالة الفوضى في اليمن وسوريابينما في اليمن، بعد استقالة الرئيس علي عبد الله صالح في عام 2012، انزلقت البلاد إلى حرب أهلية طاحنة بين القوات الحكومية وحركة الحوثيين المدعومة من إيران، هذه الحرب أدت إلى انقسام البلاد، حيث سيطر الحوثيون على صنعاء في 2014 ، في هذه الفترة شهد اليمن أيضًا تفشي ظاهرة الجماعات الإرهابية مثل تنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب، الذي استفاد من الاضطرابات الأمنية، علاوة على ذلك، كانت الأوضاع الإنسانية في غاية السوء، حيث تعرض الشعب اليمني لمعاناة كبيرة بسبب القصف والاشتباكات المستمرة.
بينما كانت سوريا من أبرز الدول التي شهدت انفلاتًا أمنيًا وعسكريًا بعد الأحداث التي اندلعت في مارس 2011، حيث استخدم النظام السوري استخدم القوة المفرطة لقمع المتظاهرين السلميين، مما أدى إلى تصاعد النزاع وتحوله إلى حرب أهلية طاحنة، في السنوات التي تلت الأحداث، حيث تحولت سوريا إلى ساحة صراع بين النظام السوري والمعارضة المسلحة المدعومة من قوى إقليمية ودولية، كما ظهرت العديد من المجموعات المسلحة مثل «داعش» و«النصرة»، التي استفادت من الانفلات الأمني، تسببت هذه الحرب في مقتل مئات الآلاف من المدنيين، وتدمير البنية التحتية، ونزوح ملايين الأشخاص.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سوريا الأزمة السورية بشار الأسد الفصائل السورية المعارضة السورية الأحداث في سوريا من الفوضى
إقرأ أيضاً:
اليمن ينتصر لغزة
بشرى حمود الهمداني
على مدى العامين الماضيين وتحديدًا منذ بدء معركة طوفان الأقصى البطولية الشجاعة، في الـ7 من أكتوبر 2023، أظهر اليمنيون قدرات عسكرية متقدمة ومتنوعة، مما مكنهم من تحقيق انتصارات هامة ضد الكيان الصهيوني، في إطار معركة الدعم والإسناد المقدم للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
وباعتراف المجرم ترامب، فإن القوات المسلحة اليمنية تتفوق كثيرًا في صناعة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي تجعل ملايين الصهاينة يهرعون إلى الملاجئ خوفًا من الموت بعد سماع دوي صفارات الإنذار، وبالتالي فقد أقر الغرب كله أن اليمن ليس عصيًا على الانكسار، لا سيما وقد بات يمتلك بنية عسكرية منظمة ومدربة جيدًا، حيث قامت قوات صنعاء بتطوير قدراتها العسكرية من خلال التدريب المكثف والخبرة المكتسبة في المعارك السابقة مع تحالف العدوان الذي تقوده السعودية خلال السنوات العشر الماضية.
تمكنت القوات المسلحة اليمنية من تطوير قدراتها الصاروخية الباليستية بشكل متقدم ومنظم، وهو ما مكنها من توسيع نطاق عملياتها العسكرية واستهداف قواعد عسكرية ومناطق حيوية حساسة داخل عمق الكيان الصهيوني، كما أن الطائرات المسيرة المحلية الصنع كان لها الدور الكبير والبارز في تنفيذ عمليات دقيقة ومفاجئة ضد العدو.
أصبحت القوات المسلحة اليمنية اليوم مصدر إلهام لكل الجيوش في العالم، وصارت التكتيكات اليمنية مرجعًا للكليات والمعاهد والأكاديميات العسكرية، كما بات العميد يحيى سريع المتحدث الرسمي للقوات المسلحة مصدر إزعاج للعدو الصهيوأمريكي، وصار منبره يغيظ الكفار.
اليمن هي الدولة الوحيدة التي امتلكت الشجاعة والجرأة في استهداف وضرب حاملات الطائرات والسفن والبوارج الأمريكية من النقطة صفر، وإخراج معظمها عن الخدمة، وهو ما كبد البحرية الأمريكية خسائر كبيرة وأدى إلى زيادة التكاليف العسكرية، الأمر الذي من شأنه أن ينعكس على الاقتصاد الأمريكي.
يمن اليوم ليس كما يمن الأمس.. فبلادنا هي من تقود الآن زمام الأمور في البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي، تحت قيادة السيد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي، وذلك في إطار العمليات العسكرية الداعمة لغزة وإسناداً لحركات المقاومة الإسلامية في فلسطين.