أشهر وزير يهودي بجنوب أفريقيا: إسرائيل تخطط لمحو الوجود الفلسطيني
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
أكد القيادي في حركة تحرير جنوب أفريقيا روني كاسريلز أن خطة إسرائيل النهائية في الضفة الغربية وغزة هي محو وجود الفلسطينيين بشكل تام، مشيرا إلى وضوح هذا الهدف منذ بداية الحركة الصهيونية في نهاية القرن الـ19.
وأوضح الرجل أنه طبقا لأقوال الآباء المؤسسين منذ ثيودور هرتزل، فإن الهدف كان الاستيلاء على كامل أرض فلسطين التاريخية من خلال ممارسة التطهير العرقي والإرهاب والحروب والتهجير القسري بجميع أنواعه، وقد تعمد الصهاينة جعل أهدافهم واضحة.
وأضاف كاسريلز -في حوار خاص للجزيرة نت- أن "الأمر تطور مؤخرا ليكون أكثر تطرفا وقسوة إلى حد الإبادة الجماعية التي صاغها المؤرخ اليهودي إيلان بابيه في مصطلح الإبادة الجماعية التدريجية، التي نراها اليوم بوضوح ومن دون زخارف على يد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته التي تضم مجرمين"، على حد وصف كاسريلز.
وأوضح أن الغرب يتماشى مع هدف تهجير الفلسطينيين، والقضاء عليهم إذا لزم الأمر بعد أن اتضح صمود الفلسطينيين طوال هذه السنين، مشيرا إلى أن هذا هو التاريخ المروع للصهيونية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إيبن بارلو للجزيرة نت: التاريخ سيكون أكثر قسوة على إسرائيل من الفصل العنصريlist 2 of 2إيبن بارلو للجزيرة نت: نعم كان هناك تعاون بين الموساد واستخبارات جنوب أفريقياend of listووصف الرجل -الذي كان من أبرز من تولوا وزارة المخابرات في جنوب أفريقيا بعد انهيار نظام الفصل العنصري عام 1994- الحرب التي تشنها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ضد الفلسطينيين بأنها حرب إبادة جماعية، وأنها تدفع المقاومة لحشد وتنظيم الشعب حتى لا ينسى جوهر فلسطين بوصفها أمة، مؤكدا إيمانه بأن الفلسطينيين مع المقاومة لن يستسلموا أبدا.
روني كاسريلز بالكوفية خلال المؤتمر العالمي الأول لمكافحة الفصل العنصري في ساندتون في 10 مايو /أيار الماضي (الفرنسية)وردا على سؤال عما إذا كان يمكن اعتماد الوسم الذي يستخدم من جانب المجتمع الدولي لإسرائيل بأنها دولة تمارس الفصل العنصري على غرار نظام جنوب أفريقيا السابق، أكد القيادي في حركة التحرير -وهو من يهود جنوب أفريقيا- أنه لا يمكن مقارنة العنف الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين بالعنف الذي واجهوه من جانب نظام الأبارتايد السابق.
إعلانوأوضح أن حركة التحرر الأفريقية عرفت النضال الفلسطيني لعقود طويلة، وأدركت أن الفلسطينيين كانوا أسوأ حالا حتى من شعب جنوب أفريقيا من السود، مشيرا إلى أنه تأكد من ذلك عندما زار فلسطين خلال العامين 2004 و2007.
وقال الرجل إنه خلال زيارتيه كان الأمر مثيرا للصدمة، إذ تيقن من أن الظروف التي يعيشها الفلسطينيون أسوأ بكثير من الظروف المروعة التي عاشها الجنوب أفارقة وعديد ممن ناضلوا مثله من أجل الحرية ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وأن الوحشية التي يواجهها الفلسطينيون حاليا لا يمكن مقارنتها بأي شيء.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس وروني كاسريلز خلال اجتماعهما في الضفة الغربية في 6 مايو/أيار 2007 (رويترز)وكشف الرجل عن أن النظام العنصري في جنوب أفريقيا لم يقصف مدن السود وتجمعاتهم ولم يضربها بالدبابات، بل إنه منح مناطق المعازل للسود (البانتوستونات) مطارات وشركات طيران خاصة بهم ومنحهم ميزانيات ضخمة، في حين أن كل شيء في الأراضي الفلسطينية قد سُوّي بالأرض من قبل نظام نازي فاشي.
وحول أعداد الجنوب أفارقة من اليهود ممن يقاتلون في صفوف الجيش الإسرائيلي في غزة ولبنان، وعدم قيام حكومة جنوب أفريقيا بالوفاء بتعهد الوزيرة السابقة ميلادي باندور بملاحقتهم قضائيا، أشار وزير المخابرات السابق إلى أنه من الصعب تحديد العدد الدقيق سواء كانوا من يهود جنوب أفريقيا أو الصهاينة من غير اليهود.
وقال إن التقديرات تشير إلى أن العدد نحو 70 كل عام، موضحا أن فريقا من المحامين يتابع هذه القضية ولديهم كل الملفات والأسماء، وأن الأمر يتطلب كثيرا من الضغط على السلطة القضائية لملاحقة هؤلاء العناصر الإجرامية التي تشارك في هذه الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وطالب كاسريلز بفرض عقوبات صارمة من خلال الأمم المتحدة ضد إسرائيل لوقف ذبح الشعب الفلسطيني وتهديد دول المنطقة، موضحا أن هذه العقوبات هي التي أسهمت في تعجيل نهاية نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
إعلانواختتم كاسريلز الجزء الأول من الحوار معه بإطلاقه تحذيرا من أنه لا يمكن للعالم أن يقف مكتوف الأيدي بينما الشعب الفلسطيني يُمحى من على الأرض.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی جنوب أفریقیا الفصل العنصری العنصری فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
مأزق سياسي في جنوب أفريقيا بسبب الكونغو الديمقراطية
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية في منطقة البحيرات العظمى، تواجه جنوب أفريقيا تحديات متزايدة نتيجة انخراطها في مهام حفظ السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأكد وزير الخارجية الجنوب أفريقي رونالد لامولا مسؤولية بلاده في دعم الدول المجاورة لتحقيق السلام، مشيرًا إلى أن "جنوب أفريقيا لن تنعم بالاستقرار إذا ما استمرت الاضطرابات في محيطها الإقليمي".
وزير خارجية جنوب أفريقيا رونالد لامولا (الأناضول)تأتي هذه التصريحات في أعقاب مقتل 14 جنديًّا جنوب أفريقيًّا خلال اشتباكات مع متمردي حركة "إم 23" في شرق الكونغو الديمقراطية.
وقد أثارت هذه الخسائر دعوات من بعض القادة السياسيين في جنوب أفريقيا، مثل جوليوس ماليما من حزب "مقاتلو الحرية الاقتصادية"، وموسي مايمان زعيم حزب "بناء جنوب أفريقيا واحدة"، لسحب القوات الجنوب أفريقية من الكونغو الديمقراطية.
في المقابل، رفض لامولا هذه الدعوات، مشددًا على أهمية استمرار مشاركة جنوب أفريقيا في الجهود الإقليمية للحفاظ على الأمن والاستقرار.
وقال "إذا كنا جادين في المساعدة على إسكات البنادق، فلا خيار أمامنا سوى المشاركة في الجهود الإقليمية لتحقيق ذلك، سواء تحت رعاية مجموعة التنمية للجنوب الأفريقي (سادك)، أو الاتحاد الأفريقي، أو حتى مجلس الأمن الدولي".
خريطة جنوب أفريقيا (الجزيرة)وفي هذا السياق، دعت منظمات حقوقية وأطراف سياسية إلى إجراء تحقيق قضائي في ملابسات مقتل هؤلاء الجنود في شرق الكونغو الديمقراطية، بهدف تحديد الأسباب والمسؤوليات واتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
إعلانكما طالب بعض أعضاء برلمان جنوب أفريقيا بإجراء مراجعة شاملة لإستراتيجية البلاد في المهام الدولية، خاصة مع تزايد المخاطر التي تواجه القوات على الأرض.
تجدر الإشارة إلى أن جنوب أفريقيا تشارك بأكثر من 2900 جندي في بعثات حفظ السلام في الكونغو الديمقراطية، في إطار التزامها بدعم الاستقرار والأمن في المنطقة.
وتشمل هذه المشاركة توفير الدعم اللوجستي، وتدريب القوات المحلية، والمساهمة في عمليات مكافحة التمرد.