استدعت ظروف البلاد، وما يجري في المنطقة من تطورات أساسية هامة تستحوذ على اهتمام وعناية جميع اللبنانيين، وهم يتهيأون لتطبيق التفاهمات والترتيبات العائدة لتنفيذ القرار 1701، والتحضير في الوقت ذاته لانتخاب رئيس للجمهورية، بما يستجيب مع إرادة اللبنانيين الجامعة في إخراج لبنان من أزْماته المتلاحقة وحالة الفراغ القائمة، يكون رمزاً لوحدة الوطن، بأن يتنادى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، والرئيسان فؤاد السنيورة، وتمام سلام، انطلاقاً من مسؤولياتهم المواطنية والوطنية، إلى اجتماع عاجل، تباحثوا خلاله في أوضاع البلاد الداخلية وتلك المستجدة.



وألقى الرئيس السنيورة باسم المجتمعين البيان الآتي:

"أولاً مناشدة اللبنانيين، وهم المعنيون بلبنان، كل لبنان، وطناً وأرضاً وشعباً ووجوداً وحريةً وسيادةً واستقلالاً بأن يبادروا إلى لعب دورهم بالحفاظ على لبنان وديمومته وكيانه وسيادته واستقلاله ووحدته وتضامن أبنائه واحتضانهم لبعضهم بعضا، وأن يسيروا به إلى طريق الإنقاذ، والتمسك بالدولة اللبنانية، دولة الحق والقانون، لاستعادة دورها وسلطتها الواحدة وهيبتها.

ثانياً: دعوة اللبنانيين جميعاً إلى دعم الحكومة والوقوف إلى جانبها في مسعاها الأساس بالالتزام بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بكل مندرجاته والقرارات الدولية ذات الصلة، والحرص على وقف إطلاق النار، والتمسّك بالجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية، والتشديد على تعزيز إمكانياتها وقدراتها وجهوزيتها للدفاع عن لبنان وعن سيادته على كل الأراضي اللبنانية، وفي تعزيز الأمن والاستقرار في الداخل اللبناني.

ثالثاً: التأكيد على أنّ لبنان لا يتخلى عن سيادته وحماية أرضه ومواطنيه، ولا عن كرامة لبنان وعزته ولن يتنازل عن أي شبرٍ من أراضيه، ويتمسَّك بنظامه الديمقراطي البرلماني القائم على الحرية والعيش المشترك الإسلامي- المسيحي. فلبنان لا يحتمل مغامراتٍ جديدةٍ بعد أن عانى الكثير من عواقب مغامراتٍ عديدةٍ سابقة.

رابعاً: لن يقبل لبنان باستمرار العدو الإسرائيلي بانتهاك القرار 1701، ويرفض ويدين الانتهاكات والخروقات التي تقوم بها إسرائيل للأرض اللبنانية، وهدم المنازل والتعدي على اللبنانيين، ويحمِّل الدول التي رعت الترتيبات والتفاهمات الجديدة لوقف إطلاق النار مسؤولية احترام هذا الاتفاق وإلزام إسرائيل بتطبيقه.

خامساً: التأكيد على دور ومسؤولية الدولة في تحقيق ضبطٍ كاملٍ للحدود اللبنانية، فالحدود اللبنانية لا ينبغي ولا يجوز أن تكون معابر غير منضبطة . وهنا نعول على الدور الوطني الكبير الذي قام وما يزال يقوم به الجيش اللبناني في أداء مهامه في حفظ حدود الوطن.

ان الأحداث المتسارعة في سوريا التي أدت إلى تغيير النظام تدعونا الى ان نتمنى لسوريا وللشعب السوري الشقيق كل الخير وسرعة الذهاب إلى الاستقرار وإعادة تكوين السلطة وإقرار دستور حديث يراعي جميع أطياف المجتمع السوري وبما يعزز وحدته وسلمه الأهلي على قواعد المواطنة كما والحفاظ على كامل التراب الوطني السوري وبناء علاقات سوريا القويمة مع جميع الاشقاء العرب وجميع الأصدقاء في العالم.

 كما اننا في الوقت عينه نناشد جميع اللبنانيين أن يتعاملوا مع هذا الحدث التاريخي والمهم بحكمة ووعي شديدين وأن لا ينجرفوا لأي نوع من انواع ردات الفعل العاطفية او ان ينزلقوا الى دعوات مشبوهة متعصبة فلبنان أثبت في محنته أنه متضامن مع بعضه بعضاً وفي الوقت عينه أن لبنان يتضامن مع الشعب السوري في خياراته الوطنية التي يتوافق عليها ولما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين وتعزيز العلاقات بينهما والقائمة على الاحترام المتبادل.

سادساً: دعوة مجلس النواب إلى القيام بدوره في إعادة تكوين السلطات الدستورية، بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية، ومن ثم قيام الرئيس العتيد بإجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس مجلس الوزراء المكلف لتشكيل حكومة إنقاذ وطني، تكون قادرة وفاعلة ومتضامنة، وتعمل على وضع لبنان على طريق التعافي والنهوض الوطني والسياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي، ومحاربة الفساد، والحرص على التمسك بالدستور، وحسن واستكمال تطبيق اتفاق الطائف، وعودة جميع اللبنانيين بوحدتهم منتصرين إلى الدولة اللبنانية وبشروط الدولة اللبنانية، وإلى سلطتها الواحدة والموحدة، الدولة القوية والراعية والعادلة.

سابعاً: استنهاض الدعم العربي والدولي لمساعدة لبنان بما يمكّنه من تأمين العودة الكريمة للنازحين اللبنانيين قسراً عن بلداتهم وقراهم، ودعم جهود الدولة اللبنانية في إعادة البناء والإعمار في المناطق المهدمة والمتضررة لإفشال مخططات العدو الإسرائيلي. بعد معاناة دموية وقاسية اتفقت دول العالم على وقف الحرب في لبنان، وتطبيق القرار الأممي 1701 بحذافيره ومندرجاته، فلنتخذ من هذا الموقف مظلة تقينا آثار التحديات القائمة والقادمة.
لن يكون اللبنانيون إلاّ حماة لأرضهم ووطنهم ووحدتهم واستقلالهم، عنوان سيادتهم، وإنها لمسؤولية وإنها لأمانة".

بعد الاجتماع توجه دريان على رأس وفد كبير من العلماء إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت وقرأ سورة الفاتحة على روحه، كما زار ضريح المفتي الشهيد حسن خالد في الأوزاعي".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الدولة اللبنانیة

إقرأ أيضاً:

رئيس الحكومة اللبنانية: الحقائب الوزارية ليست حكراً على أحد

بيروت (الاتحاد) 

أخبار ذات صلة وزير الخارجية السعودي يزور لبنان اليوم البنك الدولي يحضر مؤتمراً لإعادة الإعمار في لبنان

أعرب الرئيس اللبناني جوزيف عون، أمس، عن أمله في أن يتم تأليف الحكومة بأسرع وقت. 
فيما أعلن رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام، تأييده تشكيل حكومة جديدة من 24 وزيراً، مشدداً في الوقت ذاته على أن الحقائب الوزارية، بما فيها وزارة المالية، ليست حكراً على أحد.
وقال عون، خلال استقباله، أمس، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني على رأس وفد: «لقد بدأنا بإعادة الثقة بين الشعب والدولة، ونأمل تأليف حكومة بأسرع وقت تكون ملائمة لتطلعات الشعب، على أن نقوم تباعاً بمد جسور الثقة مع العالمين العربي والغربي، وهذا ليس بالأمر الصعب إذا ما وجدت نوايا صادقة تجاه المصلحة العامة». وأضاف «إن السريان مكون أساسي من مكونات الشعب اللبناني، ونحن لا نؤمن بأقلية وأكثرية، لديكم حقوق كما عليكم واجبات، وهذا أمر طبيعي، وعلى الدولة أن تؤمن لكم حقوقكم، نريد الكفاءات، ذلك أن في لبنان ثروة بشرية أهم من الثروة الطبيعية، وهي مستدامة». 
من جانبه، قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام، في مؤتمر صحفي، عقب لقائه الرئيس جوزيف عون بالقصر الرئاسي في بعبدا، أمس، لبحث أجواء المشاورات والاتصالات لتشكيل الحكومة، إن العملية تسير بخطى ثابتة، وبتعاون كامل مع الرئيس جوزيف عون، مشيراً إلى أنه يتواصل، ويستمع لطلبات الكتل كافة والنواب في البرلمان اللبناني.
وشدد على أنه لا يزال ضد «المحاصصة» السياسية، و«ملتزم بالآلية الدستورية»، وقال: «اليوم بت أكثر اقتناعاً بذلك، وهذا ما يزيدني بالمقابل تمسكاً بالشراكة الوطنية في تأليف الحكومة، والتي تقوم على الكفاءة والنزاهة للتمثيل في الحكومة والاستجابة لتطلعات جميع اللبنانيين».
ورداً على سؤال بشأن اتجاهه لتشكيل حكومة من 24 وزيراً على قاعدة وزير لكل 4 نواب، ذكر سلام أن هذا الكلام غير صحيح، وهو يندرج في باب التكهنات فقط، ولكنه أعرب عن تأييده لتشكيل حكومة من 24 وزيراً، قائلاً إن الحكومات التي تسمى حكومات وحدة وطنية كانت بمثابة برلمان مصغّر، وتحولت إلى حكومة شلل وطني.
وتابع: «الحكومة المصغرة تكون أكثر فعالية على غرار حكومة من 14 وزيراً، وقد كان هناك مثل هذه الحكومات، لكن اليوم من الصعب اعتمادها، لأن ذلك سيؤدي إلى إسناد حقيبتين لكل وزير، وفي ظل حجم المهام الملقاة على عاتقنا حالياً، قد لا تكون حكومة من هذا النوع مناسبة، والأفضل أن يكون لكل وزارة وزير».
ووصف رئيس الوزراء المكلف حكومته المقبلة بأنها حكومة نهوض وإصلاح، مشيراً إلى أن عليها مسؤوليات غير مسبوقة في العمل على انتشال لبنان.
في غضون ذلك، واصل الجيش الإسرائيلي خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وذلك قبل 72 ساعة من انتهاء أول 60 يوماً للاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، أمس: «صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة تعدياتها على أملاك المواطنين والمرافق العامة ودور العبادة، لإلحاق الأذى في قرى حدودية، لا سيما عيتا الشعب ويارون»، لافتة إلى أن إسرائيل أنهت بناء الجدار الإسمنتي بين لبنان وفلسطين المحتلة، على طول الخط الأزرق من بلدة يارين إلى بلدة الضهيرة، في القطاع الغربي جنوبي لبنان. وأفادت بأن الجيش الإسرائيلي عمد إلى نسف وتفجير منازل في بلدة عيتا الشعب، وأطراف بلدة حانين، في قضاء بنت جبيل جنوبي لبنان.

مقالات مشابهة

  • أبعاد المحنة اللبنانية ودور إسرائيل
  • الشيباني: السعودية قدمت لسوريا دعمًا كبيرا بالفعل
  • تطمينات غير مؤكدة عن انسحاب إسرائيل.. ميقاتي: الحكومة أبقت عجلة الدولة ومؤسساتها قائمة
  • ميقاتي: السعودية "صمام أمان" يحفظ وحدة اللبنانيين
  • لم يهدد بعمل عسكري مستقل : «حزب الله» يطالب الدولة اللبنانية بضغط دولي لإلزام إسرائيل بالانسحاب
  • وزير الخارجية السوري يدعو رئيس حكومة إقليم كردستان لزيارة دمشق
  • ميقاتي: الحكومة الحالية استطاعت ان تتخطى كل الصعوبات التي واجهها لبنان
  • رئيس قضايا الدولة: ذكرى عيد الشرطة نقطة مضيئة في تاريخ مصر
  • المدير العام للخطوط الجوية التركية بلال أكشي: يسعدنا أن نستأنف رحلاتنا بعد انقطاعٍ إلى دمشق التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين وهذه العودة تسهم بخدمة سوريا وشعبها وشعوب المنطقة
  • رئيس الحكومة اللبنانية: الحقائب الوزارية ليست حكراً على أحد