بعد سقوط الأسد| تحركات إسرائيلية مفاجئة في الجولان.. ماذا يحدث؟
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن جيش الإحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، إنه دخل منطقة عازلة منزوعة السلاح في الأراضي التي يسيطر عليها في مرتفعات الجولان المتاخمة لسوريا، وسط هجوم سريع للمليشيات اجتاح سوريا.
ووفق البيانات الواردة حتى الأن فقد سيطرت المليشيات في سوريا صباح اليوم الأحد على العاصمة دمشق، وتزايدت الأدلة على أن القوات السورية وزعيمها الرئيس بشار الأسد قد فروا.
وقال جيش الإحتلال في بيان له إن إسرائيل تشعر بالقلق إزاء الارتفاع المفاجئ في عدم الاستقرار بالقرب من حدودها، وأوضحت أن الهدف من الانتشار الإسرائيلي "تعزيز الدفاع عن الجولان والحدود الشرقية"، وفقًا لبيان صدر يوم الأحد عن مجلس الجولان الإقليمي، وهو كيان حكومي محلي يشرف على المستوطنات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان.
وكانت قد احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان خلال حرب الشرق الأوسط عام 1967. وضمت إسرائيل جزءًا كبيرًا من هذه المنطقة عام 1981، وتسيطر سوريا على بقية المنطقة. وينظر معظم العالم إلى هذه المنطقة باعتبارها أرضًا سورية محتلة من قبل إسرائيل، رغم أن الرئيس السابق دونالد ترامب اعترف بالسيادة الإسرائيلية عليها في عام 2019.
وتهدف العملية الإسرائيلية التي أعلنت عنها الأحد إلى وضع قواتها بين مجموعات من المتمردين السوريين الذين سيطرت على أجزاء من مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها سوريا والبلدات الإسرائيلية على حدود الجزء الذي تسيطر عليه إسرائيل من المنطقة.
وجاء في البيان أن الجيش "لا يتدخل في الأحداث الداخلية في سوريا" لكنه "سيواصل العمل طالما كان ذلك ضروريا من أجل الحفاظ على المنطقة العازلة والدفاع عن إسرائيل ومدنييها".
وقال مجلس الجولان الإقليمي إن عملية عسكرية واسعة النطاق بدأت منذ وقت مبكر من الصباح، وأبلغ السكان أنها ستؤثر على بعض الطرق والمناطق الزراعية.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن منطقتين زراعيتين ستصبحان منطقتين عسكريتين مغلقتين، وأن المدارس في أربع بلدات ستعتمد التعليم عن بعد في الوقت الحالي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جيش الاحتلال الإسرائيلي مرتفعات الجولان سوريا القوات السورية مرتفعات الجولان
إقرأ أيضاً:
ماذا عن العراق؟ .. الأمواج التركية تدفع الإيرانيين بعيدا عن سوريا - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
في عالم السياسة المتقلب، حيث تتشكل التحالفات وتتغير موازين القوى بسرعة، تبرز تركيا كواحدة من أكثر الدول تأثيرًا في الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالقرارات السياسية للبيت السني.
في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، بدءًا من التغييرات الجذرية في سوريا، مرورًا بالعلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، ووصولًا إلى صعود نفوذ حركة الإخوان المسلمين، أصبحت أنقرة لاعبًا رئيسيًا في تشكيل التوجهات السياسية للقوى السنية.
في حديث خاص لـ"بغداد اليوم"، أكد الباحث السياسي عبد الله الحديدي أن التأثير التركي حاليًا هو الأكبر في قرارات البيت السني.
وأوضح الحديدي أن التغييرات الجيوسياسية الأخيرة، خاصة في سوريا، والعلاقة الوثيقة بين أنقرة وواشنطن، ساهمت بشكل كبير في تعزيز هذا النفوذ.
قال الحديدي: "البيت السني متأثر بأوضاع المنطقة والشرق الأوسط بالكامل، وتركيا أصبحت الآن صاحبة النفوذ الأكبر، خاصة بعد التغييرات التي حصلت في سوريا، والعلاقة القوية لأنقرة مع واشنطن".
وأضاف أن تركيا استفادت من الفراغ الناتج عن تراجع أدوار أخرى، مثل إيران ودول الخليج، لتصبح القوة الأكثر تأثيرًا في صناعة القرارات السياسية للقوى السنية. وفقًا للحديدي، كانت هناك ثلاث دول رئيسية تؤثر في البيت السني سابقًا، وهي إيران وتركيا ودول الخليج، مع تركيز خاص على الإمارات العربية المتحدة. إلا أن الدور الإيراني تراجع بشكل كبير في الفترة الأخيرة، بينما حافظت تركيا على حضورها القوي، مدعومة بصعود نفوذ حركة الإخوان المسلمين في المنطقة.
وتشهد المنطقة تحولات كبيرة في موازين القوى، خاصة بعد التطورات في سوريا والعلاقات التركية الأمريكية. تركيا، التي تعتبر نفسها حامية للقضايا السنية، استفادت من هذه التحولات لتعزيز نفوذها، بينما تراجعت أدوار أخرى بسبب التوترات الإقليمية والخلافات السياسية. بعد سنوات من الحرب الأهلية في سوريا، استطاعت تركيا تعزيز وجودها في شمال سوريا، مما منحها نفوذًا كبيرًا في المنطقة. هذا الوجود العسكري والسياسي ساعد تركيا في التأثير على القوى السنية المحلية والإقليمية.
العلاقات الوثيقة بين أنقرة وواشنطن لعبت دورًا كبيرًا في تعزيز النفوذ التركي. الدعم الأمريكي لتركيا في عدة ملفات إقليمية، بما في ذلك ملف سوريا، ساعد في ترسيخ مكانة تركيا كقوة إقليمية رئيسية. بالإضافة إلى ذلك، حركة الإخوان المسلمين، التي تتمتع بعلاقات قوية مع تركيا، شهدت صعودًا في نفوذها في عدة دول عربية. هذا الصعود ساهم بشكل غير مباشر في تعزيز النفوذ التركي في المنطقة.
كانت إيران لاعبًا رئيسيًا في التأثير على البيت السني، خاصة من خلال دعمها للقوى الشيعية في المنطقة. إلا أن التوترات الإقليمية والعقوبات الدولية أدت إلى تراجع الدور الإيراني، مما فتح المجال لتركيا لتعزيز نفوذها. دول الخليج، خاصة الإمارات العربية المتحدة، كانت ذات تأثير كبير في السابق. إلا أن الانقسامات الداخلية بين دول الخليج، بالإضافة إلى التوترات مع تركيا، أدت إلى تراجع دورها في التأثير على البيت السني.
ومع استمرار تركيا في تعزيز نفوذها في المنطقة، يبقى السؤال: كيف ستتعامل القوى الأخرى مع هذا الصعود التركي؟ من المتوقع أن تحاول إيران استعادة بعض نفوذها المفقود، خاصة في العراق وسوريا، مما قد يؤدي إلى تصاعد التوترات بين أنقرة وطهران. قد تحاول دول الخليج، خاصة الإمارات والسعودية، إعادة توازن علاقاتها مع تركيا، إما من خلال تحالفات جديدة أو من خلال دعم قوى محلية لمواجهة النفوذ التركي. ستظل الولايات المتحدة لاعبًا رئيسيًا في المنطقة، ودورها في دعم أو تقليل النفوذ التركي سيكون حاسمًا في تشكيل المستقبل السياسي للشرق الأوسط.
يبدو أن تركيا قد نجحت في ترسيخ نفسها كقوة إقليمية رئيسية في التأثير على البيت السني، متجاوزة بذلك أدوارًا تاريخية لدول مثل إيران ودول الخليج. مع استمرار التطورات في المنطقة، يبقى السؤال: كيف ستتعامل القوى الأخرى مع هذا الصعود التركي، وما هي الآثار المترتبة على هذا التحول في موازين القوى؟
المصدر: بغداد اليوم+ وكالات