في أولى تصريحاته عقب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن نظام  الرئيس السوري بشار الأسد سقط وانتهت حقبة من عدم الاستقرار في سوريا استمرت 14 عاما، وفق ما ذكرت صحف ووكالات عدة.


أضاف وزير الخارجية التركي بأن :"الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مد يده للنظام السوري من أجل تحقيق الوحدة في سوريا لكن ذلك قوبل بالرفض.

. وفي ظل الوضع الجديد فملايين السوريين الذين اضطروا لمغادرة وطنهم يمكنهم الآن العودة لكن يجب أن يتم الحفاظ على وحدة الأراضي السورية كما ويجب أن تعامل كل الأقليات في سوريا على قدم المساواة ودون تمييز".

وأردف فيدان بأن تركيا "تدعم استقرار سوريا، وبحثنا التطورات الأخيرة في سوريا مع دول عربية ومع الجانب الأمريكي لضمان الاستقرار، كما يجب عدم السماح للمنظمات الإرهابية باستغلال الأوضاع الحالية في سوريا".

وذكر  الوزير التركي: "يجب أن تتم العملية الانتقالية بسلاسة مع عدم الإضرار بالشعب السوري"، مشيرًا إلى إن أنقرة تقدر النهج البناء الذي أبدتاه كل من روسيا وإيران بشأن الأزمة السورية".

ولفت إلى منذ تجميد عملية أستانا عام 2016 توفر للنظام السوري الوقت لعلاج مشكلاته لكنه لم يفعل، وفي الوقت الحالي سنقدم كل السبل لمساعدة الإدارة السورية الجديدة للتغلب على المشكلات الاقتصادية وغيرها.

كما نوه وزير الخارجية التركي إلى إنه يجب ضمان عدم استغلال حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش الظروف الحالية في سوريا، كما لا يجب أن تشكل سوريا تهديدا لأي من جيرانها، وسنواصل العمل مع دول الجوار والإدارة الجديدة في سوريا لإعادة الإعمار ومعالجة مشكلاتها الاقتصادية".


وأكد  هاكان فيدان على أن المعارضة السورية المسلحة مكونة من أطياف مختلفة والتنسيق بينها سيتحسن في الأيام المقبلة، محذرًا في الوقت نفسه من أي امتداد أو توسع لمليشيا حزب العمال الكردستاني والذي لا يمكن اعتباره كيانا شرعيًا في سوريا.

ونوه  فيدان إلى المهاجرين بقوله: "عودة المهاجرين السوريين إلى وطنهم أمر مهم جدا وقد بدأنا بالفعل العمل لتحقيق ذلك".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بشار الأسد الرئيس السوري وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الأسد تصريحاته المزيد المزيد فی سوریا یجب أن

إقرأ أيضاً:

لماذا لم يعد معظم النازحين واللاجئين السوريين رغم سقوط الأسد؟

شمال سوريا- بعد شهر على سقوط نظام الأسد في سوريا لا تزال عودة اللاجئين السوريين من الدولة المجاورة تركيا والنازحين داخليا تبدو خجولة وأدنى من سقف التوقعات، إذ تحكم هذه العودة عوامل اقتصادية وأمنية في الدرجة الأولى تتعلق بالسكن والخدمات والتعليم والاستقرار الأمني.

وتسود حالة من عدم اليقين لدى مئات الآلاف من اللاجئين والنازحين السوريين بشأن جدوى العودة الحالية، ولا سيما أن نسبة كبيرة منهم ممن فقدوا منازلهم في الحرب التي أنهكت سوريا على مدار 14 عاما، كما يشكل تأمين الدخل التحدي الأبرز لتأمين المصاريف اليومية.

وداخل إحدى مقاهي غازي عنتاب جنوبي تركيا يجادل اللاجئ السوري حسام دروبي صديقه محمد بأن العودة إلى البلاد في الوقت الحالي ليست مناسبة، بسبب الانقطاع المستمر للماء والكهرباء وعدم استقرار الوضع المعيشي والأمني.

ويقول دروبي متحدثا للجزيرة نت إن "من المبكر العودة إلى سوريا، والأفضل على الأقل الانتظار 6 أشهر إلى عام حتى تتضح الأمور وتعود الخدمات وتتمكن الحكومة الجديدة من العمل على كافة الأصعدة خدمة للأهالي".

وأضاف أن المخاوف التي تنتابه من العودة هي فقدان منزله في مدينة حلب شمالي سوريا جراء القصف الذي طالها خلال عام 2016، مشيرا إلى أن برميلا متفجرا سقط على البناء وأصبح مدمرا بشكل شبه كامل ويحتاج إلى إعادة إعمار.

إعلان

ولفت دروبي إلى أنه غير قادر على استئجار منزل في حلب في حال عودته، مؤكدا أن أسعار الإيجارات في المدينة تضاعفت بشكل غير مسبوق منذ سقوط نظام الأسد وبدء عودة الأهالي من نازحين ولاجئين إليها للاستقرار، ومنهم من محافظات وبلدات سورية أخرى.

يفضل أغلبية اللاجئين السوريين الانتظار والتريث في العودة إلى حين استقرار الأحوال (الجزيرة) أحلاهما مر

وغير بعيد عن مدينة غازي عنتاب وعلى الطرف المقابل في الشمال السوري تبدو مخيمات النازحين السوريين دون تغييرات بحجم حدث سقوط الأسد، إذ تبدو حالة انعدام الاحتياجات الأساسية من وقود التدفئة والغذاء المناسب مستمرة وتشكل تحديا لا يعرف حلا.

ويجبر استمرار حالة الدمار وفقدان الخدمات في معظم مدن وبلدات أرياف إدلب وحلب وحماة شمالي سوريا -والتي ينحدر منها النازحون القاطنون في المخيمات- الآلاف على البقاء في الخيام الباردة.

ووفق فريق "منسقو استجابة سوريا"، عاد نحو 52 ألفا من النازحين في المخيمات بالشمال السوري إلى مناطقهم الأصلية منذ سقوط نظام الأسد من أصل قرابة مليوني نازح.

ويؤكد النازح المنحدر من معرة النعمان بريف إدلب أحمد السعيد أن منزله في المدينة غير صالح للسكن على الإطلاق، مشيرا إلى أن أغلبية الأهالي لم يرجعوا للسكن فيها رغم توقف الحرب وسقوط نظام بشار الأسد.

ويقول السعيد في حديث للجزيرة نت إن البعض يستغرب من بقاء الأهالي في الخيام هنا، لكنها تبقى أحلى الأمرّين وأفضل من العيش في منازل مدمرة بلا جدران وسقوف، عدا عن انعدام الخدمات من ماء وكهرباء وأسواق.

أما النازحة من مدينة عندان في ريف حلب آمنة درغام والمقيمة في مدينة إدلب فتحدثت عن أن مسقط رأسها أشبه بمدينة أشباح، فقد اعتصر قلبها الألم لدى زيارتها أخيرا لمشاهدة منزلها، بسبب مناظر الدمار وحجم السرقات التي تعرضت لها المدينة.

إعلان

وتشير درغام في حديث للجزيرة نت إلى أن المدينة شأنها شأن معظم المدن والبلدات السورية تحتاج إلى جهود جبارة بهدف إعادة الإعمار والحياة إليها، الأمر الذي يشجع السكان على العودة والاستقرار مجددا، مؤكدة أن أحدا لن يعود للسكن في هذا الظرف المأساوي.

سوريون يعودون من تركيا إلى بلادهم من معبر باب الهوى الحدودي (الجزيرة) إعادة الإعمار

وتواجه الإدارة الجديدة في سوريا أعباء كبرى تتمثل في تسيير أعمال الحكومة وبسط الأمن وإعادة هيكلة الجيش مع دمج الفصائل المسلحة وحصر السلاح بيد الدولة، فضلا عن تحديات تأمين الطاقة والمياه وأجور العاملين.

ويرى المحلل الاقتصادي عبد السلام العمر أن من المبكر الحديث عن عملية إعادة الإعمار في سوريا، قبل أن تتمكن الإدارة الجديدة من حسم ملفات أكثر أهمية وآنية تتعلق بإنهاء أي وجود لفلول النظام البائد التي قد تعكر صفو البلاد والحكم.

ويقول العمر في حديث للجزيرة نت إن ما تتجه إليه الإدارة الجديدة في سوريا والحكومة هو حل مشكلة الطاقة والمياه واستقرار سعر الصرف، باعتبارها احتياجات أساسية يومية للسكان لا يمكن أن تنتظر أو أن يتم استبدالها.

وأشار إلى أن عملية إعادة الإعمار تحتاج إلى دعم أممي وعربي قد يرتبط برفع قريب للعقوبات الدولية عن سوريا، مما يفسح المجال للشركات وأصحاب رؤوس الأموال بالدخول إلى السوق السورية وبدء مرحلة جديدة في بناء بلد أنهكته الحرب.

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية تركيا: لا نطمع في الأراضي السورية
  • وزير خارجية إيطاليا: نشجع العودة الآمنة لكل المواطنين السوريين
  • وزير خارجية إيطاليا يصل العاصمة السورية دمشق
  • لماذا لم يعد معظم النازحين واللاجئين السوريين رغم سقوط الأسد؟
  • بعد 13 عاماً على الثورة السورية: لاجئون تحدثوا مع يورونيوز عن الفرح الممزوج بالخوف وأمل العودة
  • مشروع ‘اللاجئين الأوائل’ يساهم في عودة السوريين.. وتعليق عاجل من وزير الداخلية التركي
  • تركيا .. عودة 52 ألف سوري لبلادهم منذ سقوط الأسد
  • الجالية السورية بالمغرب تراسل وزير خارجية بلادها الجديد لفتح السفارة في الرباط والتراجع عن فتح تمثيلية للبوليسارو
  • وزير خارجية البحرين: حريصون على استقلال سوريا ووحدة أراضيها واستعادة دورها عربيا ودوليا
  • وزير الدفاع السوري: نظام الأسد استغل الجيش لقتل الشعب وسنعيد بناء الثقة