د. إيمان شاهين تكتب: الاستدامة الأسرية.. نهج شامل لضمان رفاهية الأجيال القادمة
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
تمثل الأسرة النواة الأساسية في بناء المجتمعات، إذ تعتمد استدامة المجتمعات على استقرار الأسرة وقدرتها على مواجهة التحديات المتزايدة في العصر الحديث. إن مفهوم الاستدامة الأسرية يتجاوز التقاليد والممارسات اليومية ليشمل نهجًا استراتيجيًا متكاملاً يهدف إلى تعزيز استقرار الأسرة على المدى الطويل من خلال ممارسات اجتماعية، اقتصادية، وبيئية مستدامة.
والاستدامة الأسرية هي القدرة على تحقيق التوازن بين احتياجات الأسرة الحالية والمستقبلية من خلال إدارة فعالة للموارد، وتنظيم العلاقات الأسرية بما يضمن استمرارية الأداء الإيجابي للأسرة على الصعيدين الفردي والجماعي. يعتمد هذا المفهوم على القيم التي تعزز الاستقرار الأسري مع الاهتمام بالقضايا البيئية والاجتماعية.
أهمية الاستدامة الأسرية
1. تعزيز الاستقرار الاجتماعي: الأسر المستدامة تُسهم في بناء مجتمعات متماسكة من خلال نشر قيم التعاون والتسامح.
2. التمكين الاقتصادي: تسعى إلى تحقيق إدارة واعية للنفقات والموارد المالية، مما يقلل من الضغوط الاقتصادية.
3. التنمية البيئية: الأسر المستدامة تلتزم بممارسات بيئية صديقة مثل إعادة التدوير، مما يُسهم في تقليل التلوث.
4. التربية القيمية: تؤسس الأجيال القادمة على قيم المسؤولية الفردية والجماعية تجاه الأسرة والمجتمع.
أبعاد الاستدامة الأسرية
1. البعد الاجتماعي
يشمل تعزيز العلاقات الإيجابية بين أفراد الأسرة من خلال التواصل الفعّال، التعاون، وحل النزاعات بطرق بنّاءة.
2. البعد الاقتصادي
يركز على إدارة الموارد المالية بشكل مستدام عبر وضع ميزانيات، تحديد الأولويات، والاستثمار في الاحتياجات الأساسية.
3. البعد البيئي
يتضمن استخدام الموارد الطبيعية بحكمة، تقليل الهدر، وتعزيز الوعي البيئي بين أفراد الأسرة.
4. البعد التربوي
يعني تربية الأبناء على قيم الاستدامة من خلال التعليم والتوجيه، وتعزيز ثقافة المسؤولية.
التحديات التي تواجه الاستدامة الأسرية
1. التغيرات الاقتصادية: ارتفاع تكاليف المعيشة يجعل من الصعب على بعض الأسر تحقيق التوازن المالي.
2. التحديات الاجتماعية: تزايد حالات التفكك الأسري نتيجة لضغوط الحياة.
3. الافتقار إلى الوعي البيئي: ضعف فهم بعض الأسر لأهمية الممارسات البيئية المستدامة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التمكين الاقتصادي احتياجات الأسرة استدامة المجتمعات الاستدامة الأسرية المزيد المزيد الاستدامة الأسریة من خلال
إقرأ أيضاً:
25 مشروعا تشارك في مختبرات مسابقة المشاريع الرياضية
أطلقت وزارة الثقافة والرياضة والشباب مختبرات مسابقة الوزارة للمشاريع الرياضية "شاركنا التغيير" للفرق المتأهلة في الفرز الأول من النسخة الثانية، لعدد 25 مشروعًا، وبمشاركة 100 مشارك من مختلف محافظات سلطنة عمان، وذلك في إطار الجهود المستمرة لتعزيز النشاط البدني وتشجيع المبادرات الرياضية، وتُقام المختبرات خلال الفترة من 10 إلى 14 فبراير الجاري بفندق ميركيور بالخوير، وستُعقد التصفيات النهائية في فندق كراون بلازا، بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين في المجالين الرياضي والصحي.
تأتي هذه المبادرة في سياق دعم "رؤية عُمان 2040"، التي تهدف إلى بناء مجتمع يتمتع بصحة مستدامة، وترسيخ ثقافة "الصحة مسؤولية الجميع"، مما يعزز أهمية ممارسة النشاط البدني كأسلوب حياة صحي.
وخلال حفل افتتاح المختبرات، أوضح الدكتور خليفة الجديدي عضو لجنة التحكيم، أن المسابقة ستعتمد على مجموعة من المعايير الدقيقة لتحديد الفرق الفائزة في مسابقة المشاريع الرياضية "شاركنا التغيير" في نسختها الثانية لعام 2025، وتشمل هذه المعايير عدة جوانب رئيسية، منها منهجية المشروع، التي تركز على وضوح التوصيف، وحجم الشريحة المستفيدة، ومراعاة القيم والتقاليد، ومدى توافق المشروع مع الخطط الوطنية، كما يتم تقييم كفاءة إدارة المشروع بناءً على وجود خطة تنفيذية واضحة، وخطة تسويقية، وخطة مالية محكمة، ودراسة جدوى تفصيلية، مع الأخذ في الاعتبار التنوع الجغرافي والاجتماعي.
أما الإبداع والابتكار، فيتمحور حول مدى توظيف التقنيات الحديثة، وحداثة الفكرة، وإمكانية تطوير المشروع مستقبلًا، ويُنظر إلى القيمة المضافة من خلال قدرة المشروع على معالجة مشكلة صحية، وإشراك المؤسسات الصغيرة، ومراعاة الاستدامة البيئية، وتحقيق عوائد اقتصادية.
وفي جانب الاستدامة والخطط المستقبلية، تشمل التقييمات خطة المتابعة والتقييم، والتحديات وكيفية التغلب عليها، وإجراءات الاستدامة والتطوير المستقبلي، كما يُعطى الأثر المجتمعي أهمية خاصة، إذ يتم قياس مدى قبول المشروع مجتمعيًا، ونوع المستفيدين، وأثره على المجتمع، ومدى انتشاره وإمكانية استخدامه على نطاق واسع.
إضافةً إلى ذلك، يتم تقييم مهارات التواصل من حيث وضوح لغة العرض، والتفاعل مع أسئلة لجنة التحكيم، والجاذبية والتشويق في العرض، والمظهر العام للمحتوى، وأخيرًا، يُؤخذ رأي الجمهور بعين الاعتبار من خلال التصويت، مما يسهم في تحديد الفرق الفائزة بناءً على مشاركة المجتمع وتفاعله مع المشاريع المتنافسة.
برامج التوعية
من جانبها، قدمت الدكتورة نوال بنت علي الراشدية، طبيبة استشارية في طب الأسرة ومديرة دائرة التدقيق وبرامج التوعية الصحية بوزارة الصحة، بالإضافة إلى كونها عضوًا في لجنة التحكيم، عرضًا حول تعزيز الصحة كعملية تمكين للأفراد للتحكم في صحتهم وتحسينها من خلال اتباع أنماط حياة صحية والتأثير في العوامل البيئية، والاجتماعية والاقتصادية، وسلّطت الضوء على جهود سلطنة عمان في مكافحة الأمراض غير المعدية من خلال مبادرات متعددة، مثل "رؤية عُمان 2040"، التي تركز على بناء مجتمع صحي ومستدام، واللجنة الوطنية للوقاية من الأمراض غير المعدية، ومشاريع التوعية مثل "وقاية"، و"همتك معنا"، و"غايته نقلل"، كما ناقشت أهمية مسابقة "شاركنا التغيير" في تحفيز الأفراد على تبني سلوكيات صحية من خلال الابتكار والربط بين التقنية والنشاط البدني، مؤكدةً ضرورة الاستدامة في التأثير وجعل ممارسة النشاط البدني جزءًا من الحياة اليومية.
أما الدكتورة أمل بنت محمد السيابية، اختصاصية صحة عامة بدائرة المبادرات المجتمعية الصحية في وزارة الصحة، فقدمت عرضًا حول الحملة الوطنية الإعلامية والتسويقية لتعزيز ممارسة النشاط البدني (الصحة تبدأ بخطوة)، التي امتدت من 2017 إلى 2020، وسلّط العرض الضوء على التحديات الصحية المتعلقة بالأمراض المزمنة غير المعدية، مثل أمراض القلب والسرطان، وبيّن أهمية تعزيز النشاط البدني في تقليل معدلات الوفيات الناتجة عنها، كما استعرضت الدكتورة أمل الجهود المبذولة في سلطنة عمان لمكافحة الخمول البدني، بما في ذلك المبادرات الصحية المجتمعية، ورفع الوعي عبر وسائل الإعلام المختلفة، بالإضافة إلى تنفيذ سياسات داعمة، مثل زيادة الضرائب على التبغ والمشروبات المحلاة.
وأكدت أهمية تهيئة بيئة داعمة لممارسة النشاط البدني من خلال المدارس، والمراكز التجارية، والمؤسسات الصحية والحدائق العامة، بهدف زيادة عدد الممارسين للنشاط البدني في سلطنة عمان وتحقيق أهداف التنمية الصحية المستدامة.