توسيع محور نتساريم وسط قطاع غزة يتسبب بأزمة دبلوماسية للاحتلال
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
بالتزامن مع تزايد دعوات وزراء اليمين الفاشي الإسرائيلي لتجديد الاستيطان في قطاع غزة، يعتقد الدبلوماسيون الإسرائيليون أن هذه الدعوات لن تمر بهدوء، حيث سُئلوا في الأسابيع الأخيرة من قبل زملائهم من جميع أنحاء العالم حول ما يحدث في شمال غزة، فيما تتحدث وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية عن تغييرات كبيرة تحدث فيها، بما في ذلك توسيع محور "نيتساريم" لمنطقة عسكرية تبلغ مساحتها 56 كيلو مترا مربعا.
وأكدت المراسلة السياسية لموقع "زمن إسرائيل" تال شنايدر، أن "الوتيرة السريعة التي يشهدها محور نتساريم وسط قطاع غزة من حيث البنية التحتية للطاقة والاتصالات والصرف الصحي والطرق، رافقها قيام وسائل إعلام دولية بنشر تقارير دورية مصحوبة بصور جوية، ومقاطع فيديو حمّلها مهندسون وجنود، على اعتبار أن المحور المذكور سيشكل نوعاً من محور القيادة بين الثلث الشمالي لقطاع غزة ووسطه وجنوبه، كما تم إنشاء 19 قاعدة عسكرية في الأشهر الثلاثة الأخيرة، أو ما يمكن تسميتها بؤرا استيطانية مختلفة تم بناؤها بالفعل".
وأضافت شنايدر في تقرير ترجمته "عربي21" أن "ما أثار الدوائر الدبلوماسية حول العالم ما قام به الجيش الإسرائيلي من أعمال تسوية للمباني المحيطة بنتساريم بالأرض في كل اتجاه بما يسمح للجنود بحماية ما يحدث في البؤر الاستيطانية الداخلية، ووفقا لمقاطع الفيديو والمنشورات التي ظهرت، فقد قام جيش الاحتلال بتسوية 620 مبنى سكنيًا ودفيئات زراعية ومنشآت أخرى في الأشهر الثلاثة الأخيرة".
وأكدت أنه "في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والوزير يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان هآرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، للقيام بجولة في نتساريم بأكملها وصولا إلى شاطئ غزة، فيما شهدت الأشهر الأخيرة تزايد دعوات كبار المسؤولين الإسرائيليين للسماح بالمستوطنات داخل غزة، مع العلم أن الأمر لا يتعلق فقط بالنشاط والتصريحات العلنية لـ"دانييلا فايس" بعد قيامها بجولة في نيتساريم، بل دخولها هناك، رغم نفي الجيش لذلك".
وأوضحت أن "الأمر لا يقتصر على نشطاء المستوطنين، بل في التصريحات الواضحة لكبار وزراء الحكومة: بيتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، وإسحق جولدكنويف، وميكي زوهار، وأوريت شتروك، وآخرون، حيث قال بن غفير: أفكر بالانتقال لغزة مع عائلتي، لأنني أؤيد احتلال الأراضي في غزة، خاصة بعد السابع من أكتوبر، إن تشجيع الهجرة الطوعية والاستيلاء على الأراضي أهم شيء في الوقت الحالي".
ونقلت عن دبلوماسيين من الدول الصديقة أن "ما يشهده محور نتساريم من تحركات ميدانية وتصريحات إعلامية يأخذ بالدولة بوتيرة سريعة نحو العزلة العالمية، إن ما تقوله وتفعله الحكومة الحالية يبعدها عن العالم، محذرين أن هذه أمور لن تمرّ بهدوء، رغم أن نتنياهو لا يستجيب، حتى الآن، لتصريحات شركائه بشأن التحرك العسكري في شمال قطاع غزة، ويترك للعالم تفسيرها على أنها "تطهير عرقي"، وفقاً لوصف الوزير الأسبق موشيه يعلون، مما أثار أصداء كثيرة في جميع أنحاء العالم".
وأشارت إلى أن "الدبلوماسيين الإسرائيليين حول العالم يواجهون مشكلة في التعامل مع ما يشهده محور نتساريم، وتزايد الدعوات الاستيطانية في غزة، معتمدين فقط على رسالة رسمية أرسلها وزير الخارجية آنذاك يسرائيل كاتس ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر لكبار أعضاء إدارة الرئيس جو بايدن، ردا على التهديد الذي تلقته إسرائيل آنذاك من وزيري الخارجية أنتوني بلينكن والدفاع لويد أوستن، بأنه إذا لم تتوقف الأزمة الإنسانية في شمال غزة، فسيكون لذلك عواقب".
وختمت بالقول إن "نتنياهو الذي لا ينكر تصريحات كبار وزراء حكومته بشأن الاستيطان في غزة، وتوسيع محور نتساريم، ويكتفي بالرسالة الدبلوماسية نفسها التي أرسلها كاتس وديرمر للعاملين بوزارة الخارجية لإقناع زملائهم حول العالم بأن هذه السياسة الإسرائيلية، لكن الواقع على الأرض لا يختفي عن عيون العالم الواسعة التي تراقب ما يحدث في غزة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الإسرائيلي غزة نتساريم الاحتلال محور نتساريم إسرائيل غزة الاحتلال نتساريم محور نتساريم سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محور نتساریم قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
أكثر من 20 شهيدا في غزة.. واتهامات للاحتلال باستخدام المياه سلاحا للقتل البطيء
قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، إن 21 شهيدا وحوالي 64 جريحا وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، على وقع استمرار العدوان ومجازر الإبادة الجماعية.
وأفادت الوزارة في بيان لها بارتفاع حصيلة العدوان إلى 50 ألفا و933 شهيدا و 116 ألفا و45 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تاريخ بدء العدوان الوحشي على القطاع.
من جهة أخرى، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، السبت، من أن دولة الاحتلال حولت المياه إلى أداة إبادة جماعية وسلاح قتل بطيء لأكثر من 2.4 مليون فلسطيني في القطاع.
وقال في بيان، إن "إسرائيل تواصل تعمدها حرمان السكان من الحد الأدنى من المياه اللازمة للبقاء على قيد الحياة، عبر استهداف البنية التحتية المائية بشكل ممنهج، ووقف خطوط الإمداد، وتدمير محطات وآبار المياه، وقطع الكهرباء والوقود اللازم لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي".
وأكد المكتب الحكومي أن "إسرائيل" عطلت مؤخرا خطي مياه شركة "ميكروت" الواصلين إلى شرق مدينة غزة والمحافظة الوسطى، واللذان يوفران أكثر من 35 ألف متر مكعب من المياه يوميا لما يزيد على الـ700 ألف فلسطيني.
وأوضح أن "إسرائيل" سبق وأوقفت "خط الكهرباء الذي يغذي محطة تحلية المياه في منطقة دير البلح بالوسطى، ما أدى إلى توقفها بالكامل عن إنتاج المياه المحلاة، وقد عرضت حياة 800 ألف مواطن في محافظتي الوسطى وخانيونس لخطر العطش الشديد".
وذكر المكتب أن قوات الاحتلال دمرت أكثر من 90 بالمئة من بنية قطاع المياه والصرف الصحي، كما أنها منعت وصول الطواقم الفنية لإصلاح الأعطال، واستهدفت العاملين أثناء أداء مهامهم الإنسانية، فضلا عن منعها دخول الوقود اللازم لتشغيل الآبار ومحطات التحلية في ظل انقطاع الكهرباء منذ بداية الإبادة.