أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، بما في ذلك الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، لم ترصد استعدادات مسبقة لهجوم المعارضة المسلحة السورية، الذي أدى إلى سقوط نظام بشار الأسد بشكل مفاجئ، وأشارت التقارير إلى أن الاحتلال كانت تعتمد على تقييمات تفيد بأن نظام الأسد مستقر بدعم روسي قوي، وهو ما جعل التطورات السريعة الأخيرة مفاجئة وغير متوقعة.

 

 

ذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الأسابيع التي سبقت الهجوم شهدت ظهور "مؤشرات استخباراتية" بشأن تحركات في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة، لكنها اعتُبرت آنذاك تحركات اعتيادية في منطقة وُصفت بأنها في حالة "ثبات نسبي" لسنوات، وقدمت دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية تقارير سرية تشير إلى تلك التحركات، كانت دون معلومات واضحة حول نية المعارضة شن هجوم واسع ومفاجئ على النظام. 

 

بحسب موقع "واينت"، لم ترصد أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أي إشارات على احتمال انهيار نظام الأسد، وأكد الموقع أن إسرائيل كانت تعتمد على "مفهوم خاطئ" مفاده أن الأسد مستقر وأن الجيش السوري في طور إعادة الترميم بدعم روسي، واستند هذا التقدير إلى فرضيات اعتبرت أن الوضع في سوريا يشهد "جمودًا سياسيًا وعسكريًا"، وأن الأسد بات أكثر شرعية وقوة مقارنة بالأعوام السابقة. 

 

أشار الموقع إلى أن المستوى السياسي الإسرائيلي كان يعوّل على النظام السوري لتثبيت حالة من الاستقرار الإقليمي، بما في ذلك محاولة دمج روسيا في ترتيبات وقف إطلاق النار في لبنان، بهدف إضعاف حزب الله، لكن الأحداث الأخيرة كشفت عن "انعدام دقة" المعلومات الاستخباراتية، مما وضع القيادة الإسرائيلية في موقف محرج بعد أن "بنت أوهامًا على نظام انهار بشكل سريع". 

 

وفقًا لصحيفة "هآرتس"، فإن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ركزت جهودها في السنوات الأخيرة على مراقبة إيران، حزب الله، والفلسطينيين، بينما أهملت جمع معلومات حول فصائل المعارضة المسلحة السورية، هذا التركيز أدى إلى غياب رؤية واضحة بشأن التحركات الميدانية للمعارضة، ما جعل إسرائيل "تفاجأ تمامًا" بالهجوم وسقوط الأسد. 

 

يرى مراقبون أن هذا الإخفاق الاستخباراتي يعكس تحديات أوسع تواجه إسرائيل في التعاطي مع الواقع المتغير في سوريا، خاصة بعد سقوط الأسد، ويثير ذلك تساؤلات حول قدرة الاستخبارات الإسرائيلية على التعامل مع التحولات السريعة في المنطقة وسط تزايد التعقيدات الإقليمية.

 

توغل دبابات إسرائيلية في المنطقة العازلة بالجولان لأول مرة منذ 1974 

 

ذكرت وسائل إعلام عربية أن دبابات إسرائيلية توغلت، للمرة الأولى منذ اتفاقية فض الاشتباك عام 1974، داخل المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان المحتلة، جاء هذا التطور عقب سيطرة فصائل المعارضة السورية المسلحة على مناطق قريبة من الحدود الإسرائيلية، ما أثار قلقًا واسعًا من تصعيد أمني في المنطقة. 

 

بحسب تقارير إعلامية، عززت إسرائيل وجودها العسكري في الجولان في أعقاب التحولات الدراماتيكية داخل سوريا، وأفادت مصادر عسكرية بأن الخطوة تهدف إلى "تأمين الحدود الشمالية" في ظل الغموض الذي يكتنف المشهد السوري بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. 

 

وكانت فصائل المعارضة السورية قد أعلنت في بيان مقتضب بث عبر التلفزيون الرسمي عن "تحرير دمشق وإسقاط نظام بشار الأسد"، وظهر فصيل "فتح دمشق" ليعلن إطلاق سراح جميع المعتقلين، مع دعوة إلى الحفاظ على ممتلكات الدولة السورية باعتبارها "ملكًا للشعب". 

 

تأتي هذه التطورات بعد سيطرة المعارضة المسلحة على معظم المدن الكبرى في سوريا، لتتمكن في النهاية من دخول العاصمة دمشق والسيطرة على مؤسساتها، بما في ذلك مبنى الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين، ووصفت الفصائل المسلحة المرحلة الجديدة بأنها "عهد جديد"، معتبرة أنها نهاية "حقبة سوداء" في تاريخ سوريا. 

 

يشير مراقبون إلى أن التوغل الإسرائيلي في المنطقة العازلة يعكس مخاوف من اقتراب فصائل المعارضة المسلحة من الحدود، وهو ما قد يغير قواعد الاشتباك في المنطقة، وتعد هذه الخطوة تطورًا لافتًا في ظل الوضع المضطرب في سوريا واحتمالات توسع الصراع إلى دول الجوار. 

 

على الصعيد الدولي، أثار انهيار النظام السوري حالة من القلق إزاء مستقبل البلاد في ظل التوترات المتصاعدة، لا سيما مع وجود قوى دولية وإقليمية ذات مصالح متباينة، ويرى مراقبون أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولات كبيرة في موازين القوى داخل سوريا، مع تأثير محتمل على الأمن الإقليمي برمته.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وسائل إعلام إسرائيلية أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية هجوم المعارضة المسلحة السورية بشار الأسد الاحتلال بدعم روسي مفاجئة وغير متوقعة الاستخبارات الإسرائیلیة المعارضة المسلحة فصائل المعارضة فی المنطقة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

لماذا تتردد واشنطن في رفع العقوبات عن سوريا بعد سقوط الأسد؟

 

وقال كبير مسؤولي مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأميركية تيم ليندركينغ إن "هناك عقوبات فرضناها على سوريا وقيادتها، وهذه العقوبات لن ترفع بين عشية وضحاها، لن نتعجل كما فعلت بعض البلدان".

وفي حديثه لحلقة (2025/5/1) من برنامج "من واشنطن"، أضاف ليندركينغ "نرى لدى بعض شركائنا تعطشا لإعادة فتح السفارات ورفع الأعلام، لكننا ببساطة لم نصل بعد إلى تلك المرحلة، ونتبع نهجا حذرا في التعامل".

وعلى النقيض من الموقف الأميركي، أعلنت بريطانيا مؤخرا إزالة 12 كيانا سوريا إضافيا من قائمة العقوبات، شملت مؤسسات سيادية مهمة، مثل وزارتي الداخلية والدفاع، وعدة أجهزة أمنية واستخباراتية كانت تعتبر سيئة السمعة خلال حكم عائلة الأسد.

ولم يكن هذا الإجراء البريطاني الأول من نوعه، إذ سبقه إعلان في مارس/آذار الماضي برفع العقوبات عن 24 كيانا سوريا آخر، تمثل قطاعات حيوية كالنقل والطاقة والتعامل المالي، وعلى رأسها المصرف المركزي السوري.

تباين مواقف

وبشأن هذا التباين في المواقف، أوضح مراسل الجزيرة في لندن محمد المدهون، أن وزراء الحكومة البريطانية عبروا بوضوح عن قناعتهم بأن استقرار سوريا يمثل مصلحة بريطانية مباشرة، وأن رفع الكيانات السورية من قائمة العقوبات يستهدف تحقيق هذا الاستقرار الإقليمي وتعزيز الأمن القومي البريطاني.

إعلان

وفي تحليلها للموقف الأميركي، كشفت مساعدة وزير الخارجية الأميركية السابقة لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، وجود انقسام حاد في الرؤى داخل الإدارة الحالية بشأن التعامل مع سوريا.

وأكدت ليف -في حديثها لـ"من واشنطن"- أن "لأميركا مصلحة في استقرار سوريا"، موضحة أن الخلاف داخل الإدارة الأميركية يدور بين تيارين:

التيار الأول يرى الرئيس أحمد الشرع "إرهابيا" جاء مع "مجموعة إرهابيين"، وأنه لم ولن يتغير. التيار الثاني يدعو إلى اختبار هذه الفرضية والانفتاح على التعامل مع الوضع الجديد.

رؤية الجالية السورية

بدوره، قدم رئيس الشؤون السياسية في المجلس السوري الأميركي، محمد غانم، رؤية من داخل الجالية السورية الأميركية، مشيرا إلى أن الحكومة السورية حققت تقدما ملموسا في تلبية الشروط الأميركية.

وأقر غانم بأن الجانب الأميركي لا يزال ينظر بريبة وشك كبيرين تجاه بعض الشخصيات في النظام الجديد، "لا بسبب سلوكه، لكن بسبب الماضي".

وكشف عن تطور إيجابي في المفاوضات، إذ أشار إلى أن المسؤولين الأميركيين الذي يتولون الملف السوري يدركون أهمية دمشق الإقليمية، وأن المقترح الحالي على طاولة المفاوضات يتمحور حول "تعليق للعقوبات لفترة طويلة" بدلا من النهج السابق القائم على "مقاربة الخطوة بخطوة".

وتصدر مطلب الكشف عن مصير مواطنين أميركيين اختفوا في سوريا قائمة الأولويات في الشروط الأميركية لرفع العقوبات، خصوصا الصحفي أوستن تايس الذي اختفى عام 2012 في أثناء تغطيته للأحداث هناك.

وفي هذا السياق، استضافت الحلقة ديبرا (والدة تايس) التي عبرت عن ثقتها "الكاملة والقوية" بإدارة الرئيس دونالد ترامب، مشيرة إلى أنها تعتقد أن الرئيس ترامب يشعر بأن إعادة أوستن إلى الوطن أمر مهم.

الصادق البديري1/5/2025

مقالات مشابهة

  • عقد دولي لإدارة ميناء اللاذقية.. أول اتفاق استثماري في سوريا بعد سقوط الأسد
  • لماذا تتردد واشنطن في رفع العقوبات عن سوريا بعد سقوط الأسد؟
  • وثائق تكشف الحلم الإيراني في سوريا: خططٌ سقطت مع رحيل الأسد
  • نيويورك تايمز: إرث نظام الأسد المميت… ألغام أرضية وذخائر غير منفجرة
  • الأحزاب والفصائل المسلحة في السويداء من اليسار الحالم إلى فوضى السلاح
  • رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق: الحرب كلفتنا ثمنا باهظا
  • اعترافات ضابط في نظام الأسد عذّب جثثاً: “أنا مريض نفسي” ..فيديو
  • نبش قبر الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد بعد شهور على إحراقه (شاهد)
  • سوريا.. مجهولون ينبشون قبر حافظ الأسد ويسرقون رفاته
  • المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو فشلت في تدمير حماس على مدار عام ونصف