ماذا بعد سقوط نظام الأسد "سوريا الجديدة"؟
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
تعيش سوريا تحولًا تاريخيًا مع سقوط نظام بشار الأسد، مما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من البناء الوطني بعد 13 عامًا من الحرب والمعاناة، هذا التطور الكبير يثير تساؤلات جوهرية حول ملامح المرحلة الانتقالية، وشكل الدولة السورية في المستقبل.
وصفت فرح الأتاسي، المتحدثة السابقة باسم قوى الثورة والمعارضة السورية، هذا اليوم بأنه "نهاية معاناة الشعب السوري واستعادة قراره الوطني"، وأكدت أن سقوط النظام يمثل "طي صفحة الهيمنة الإيرانية وولاية الفقيه في سوريا"، معربة عن أملها في أن تكون المرحلة المقبلة مبنية على مشروع وطني شامل يوحد جهود السوريين.
بحسب مهند عزاوي، مدير مركز صقر للدراسات الاستراتيجية، فإن نجاح المرحلة الانتقالية يعتمد على وضع "خريطة طريق واضحة" مدعومة بتنسيق عربي ودولي، وأشار إلى أن الدول العربية أصبحت أكثر استعدادًا لدعم سوريا، لكن ذلك مرهون بتوافق على مشروع سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري.
في المقابل، ركز أسعد الزعبي، العسكري السوري المتقاعد الداعم للمعارضة، على أهمية ضبط السلاح وتجنب الصراعات الداخلية، وقال: "التزام الفصائل المسلحة بالمصلحة الوطنية هو حجر الأساس لتجنب أي اقتتال داخلي مستقبلي".
يتسم المشهد السوري الحالي بتعدد الأطياف السياسية والعسكرية داخل المعارضة، مما يخلق تحدياً لتوحيد الصفوف، ووفقاً للمحلل السياسي عادل محمود، فإن هذا التنوع يشكل عقبة أمام الوصول إلى توافق حول شكل الدولة المستقبلية، وأضاف: "قد يكون الحل في تشكيل مجلس عسكري مؤقت لإدارة البلاد، لكن يبقى السؤال حول طبيعة النظام المستقبلي، سواء ديمقراطياً موحداً أم بنظام فيدرالي".
من المتوقع أن يلعب الدور العربي والإقليمي دوراً حاسماً في إعادة الاستقرار لسوريا، وأكد محمود أن "الدول العربية والولايات المتحدة تحتاج إلى رؤية مشتركة لإعادة الإعمار ودعم الاقتصاد السوري".
من جهتها، شددت الأتاسي على ضرورة "رفع العقوبات عن سوريا" كخطوة أولى لدعم الشعب السوري وضمان استقرار المرحلة الانتقالية.
يبقى مستقبل سوريا مفتوحاً على عدة سيناريوهات، وبينما تتطلع القوى الوطنية إلى بناء دولة ديمقراطية موحدة، يحذر المحللون من خطر التقسيم أو اعتماد نظام فيدرالي.
وقال محمود: "ما حدث في دمشق يمثل بداية مرحلة جديدة، لكن مصير المناطق الأخرى، مثل الساحل وشرق الفرات، يحتاج إلى معالجة لضمان وحدة الأراضي السورية".
في ظل التحولات الجارية، يبدو أن سوريا أمام تحدٍ مزدوج: إعادة بناء الدولة ومواجهة التداعيات الإقليمية والدولية التي خلفتها الحرب، ومع ذلك، فإن توحيد الجهود الوطنية والدعم العربي والدولي قد يكون المفتاح لتحقيق تطلعات الشعب السوري في بناء دولته الجديدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سوريا تحولا تاريخيا سقوط نظام بشار الأسد مرحلة جديدة البناء الوطنى بعد 13 عاما الحرب والمعاناة الشعب السوری
إقرأ أيضاً:
معقل حزب الله في سوريا.. ماذا حلّ بمدينة القصير؟
كتب موقع "الحرة": في عام 2012 اختار حزب الله مدينة القصير السورية بوابة لتدخله العسكري من أجل تقديم الدعم على الأرض لقوات نظام الأسد، وبعد 12 عاما من هذا التاريخ لعبت هذه المدينة دورا مماثلا لكن بصورة مختلفة وبالاتجاه المعاكس. فبعد معارك استمرت لأكثر من 3 أيام دخلتها فصائل من المعارضة المسلحة، قبل يومين، ضمن عمليات عسكرية أوسع وصلت من خلالها إلى أبواب العاصمة دمشق، وأدت في النهاية إلى سقوط نظام الأسد.ويقول باحثون سوريون تحدثوا لموقع "الحرة" إن دخول فصائل المعارضة إلى القصير الحدودية مع لبنان بمثابة ضربة لـ"حزب الله"، لكنها لا تضاهي حجم الضربة الأكبر، بسقوط نظام الأسد كاملا.
وفي المقابل، يوضحون أن دخول الفصائل المسلحة المدينة المذكورة لا يعني السيطرة الكاملة عليها في الوقت الحالي، خاصة أن حزب الله كان حولها لسنوات طويلة إلى حديقة خلفية وشريان حيوي للحصول على الإمدادات من السلاح.
"السيطرة تتطلب وقتا"
وتضم القصير مركز مدينة وتقع في محيطها أكثر من 80 قرية وبلدة، ورغم أن نفوذ حزب الله قبل سقوط نظام الأسد كان يشمل أيضا مناطق أخرى تقع على الحدود السورية-اللبنانية، إلا أن المدينة تحظى برمزية عسكرية ومعنوية في آن معا.
وكانت سيطرة الحزب على القصير بعد 2012 قد فتحت لها الكثير من الأبواب داخل سوريا، وصولا إلى المناطق الحدودية مع العراق. وليس ذلك فحسب طالما كان أمين حزب الله السابق، حسن نصر الله يتغنى بـ"الانتصارات" التي حققوها هناك.
ويرى الباحث السوري في مركز "عمران للدراسات الاستراتيجية"، نوار شعبان، أن "إتمام سيطرة الفصائل المسلحة على القصير سيأخذ وقتا أطول ولن يكون بشكل سريع".
علاوة على ذلك، ما تزال الكثير من المستودعات التابعة للحزب هناك، وقد يكون من الصعب اكتشافها في وقت قصير، لاسيما أنها تحولت قبل شهرين لهدف متكرر للجيش الإسرائيلي.
ويضيف الباحث لموقع "الحرة": "بحسب ما وصلني فإن تمركز فصائل المعارضة في القصير مازال حذرا"، دون أن يشمل ذلك الطرقات الواصلة إليها، والتي تنطلق في غالبيتها من مركز مدينة حمص.
وكان حزب الله دفع الكثير في معركة القصير ضد فصائل "الجيش السوري الحر"، بعد 2012، واتبع ذات الإجراء بالتدريج ليوسع نفوذه إلى عموم المناطق السورية، في وقت كانت تتقاطر قوافل المجموعات القادمة من إيران.
لكن بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية في جنوب لبنان تغيّر كل شيء ليس فقط على مستوى وجود حزب الله في سوريا، بل على مستوى الأراضي اللبنانية التي كانت ينتشر فيها، وأبرزها الضاحية الجنوبية.
ولم تكن العمليات العسكرية التي جرت بشراسة لأكثر من شهرين متركزة فقط على ضرب حزب الله في معاقله، بل تحولت بالتوازي إلى سوريا، لتبدأ إسرائيل بضرب ما تقول إنه "طرق إمداد حزب الله".
وتمر غالبية طرق الإمداد التي كان يعتمد عليها حزب الله من مدينة حمص وتصل إلى القصير لتخترق بعدها الحدود السورية-اللبنانية.
ويوضح الشاب السوري، محمد الزهوري، الذي عاد إلى القصير قبل يومين في أعقاب سقوط نظام الأسد وتمدد سيطرة الفصائل المسلحة على عموم المناطق السورية أن مدينته "أشبه بخراب".
ويقول لموقع "الحرة": "تغيّر فيها كل شيء. نرى الدمار القديم الذي خلفته العمليات العسكرية وخرابا جديدا أحدثته الضربات الإسرائيلية على مستودعات ونقاط تمركز.
ونشرت الفصائل المسلحة، خلال اليومين الماضيين، حواجز أمنية على الطرقات الواصلة إلى القصير، لكنها ما تزال هذه الجماعات بعيدة عن إتمام السيطرة كاملة على المدينة وأريافها، وفق الزهوري. (الحرة)