شهدت سوريا اليوم الأحد حدثًا تاريخيًا بإعلان سقوط نظام الرئيس بشار الأسد رسميًا، بعد سيطرة المعارضة المسلحة على دمشق وعدة مدن استراتيجية. هذا التطور يمثل نهاية عهد دام 24 عامًا، وشكل محور صراع استمر 13 عامًا خلف دمارًا ومعاناة واسعة للشعب السوري.

المرصد السوري: انسحاب العناصر الإيرانية وماهر الأسد في القرداحة


أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، يتواجد حاليًا في القرداحة بالساحل السوري، مع توقع مغادرته عبر مطار حميميم.

وفي مداخلة مع قنوات "العربية" و"الحدث"، أفاد مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، بأن العناصر الإيرانية انسحبت بالكامل من سوريا، وأن الفصائل المسلحة الموالية لإيران عادت إلى العراق.

وأضاف عبد الرحمن أن المشهد الحالي في سوريا لا يشهد انتقامات، وأن الساعات القادمة ستكون حاسمة لاستقرار الوضع الداخلي.

دمشق تحت السيطرة الكاملة للمعارضة


تمكنت الفصائل المسلحة من السيطرة الكاملة على العاصمة دمشق، حيث تجمع الآلاف من السوريين في الساحات الرئيسية يهتفون للحرية. وأكد شهود عيان أن المشهد كان مليئًا بالفرح والتفاؤل.

هادي البحرة، زعيم المعارضة السورية في الخارج، أعلن عبر بيان رسمي أن دمشق أصبحت "دون بشار الأسد"، مشيرًا إلى أن هذا التطور يمثل نقطة تحول في مستقبل سوريا.

السيطرة على حمص: مفتاح استراتيجي لتحرير سوريا


أعلنت الفصائل المسلحة سيطرتها على مدينة حمص الاستراتيجية، بعد معارك استمرت يومًا واحدًا فقط. وساهم سقوط حمص في فصل دمشق عن المناطق الساحلية التي كانت تمثل معقل الطائفة العلوية، وأعطى للمعارضة نفوذًا كبيرًا في قلب سوريا.

رمزية سقوط حمص:
حمص، التي عانت لسنوات من الحصار والدمار، أصبحت رمزًا لتحول كفة الصراع لصالح المعارضة. كما شهدت المدينة تحرير آلاف المعتقلين من السجون بعد انسحاب قوات الأمن وإحراقها للوثائق الرسمية.

قيادة الجيش السوري تعلن انتهاء حكم الأسد
وفق تصريحات ضابط سوري نقلتها وكالة "رويترز"، أبلغت قيادة الجيش ضباطها رسميًا أن حكم بشار الأسد انتهى، بعد هجوم خاطف شنته الفصائل المسلحة على العاصمة.

تصريحات هيئة تحرير الشام وتنظيم المرحلة الانتقالية


أصدر أحمد الشرع، قائد هيئة تحرير الشام، بيانًا رسميًا عبر تطبيق "تليغرام"، دعا فيه القوات العسكرية في دمشق إلى الامتناع عن الاقتراب من المؤسسات العامة. وأكد الشرع أن هذه المؤسسات ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق، محمد غازي الجلالي، إلى أن يتم تسليمها بشكل رسمي.

رئيس الوزراء السوري: مستعد لدعم الاستقرار


في تصريح مصور، أكد محمد غازي الجلالي، رئيس الوزراء السوري، أنه سيبقى في منزله لدعم استقرار الدولة خلال الفترة الانتقالية. وأضاف أن مؤسسات الدولة يجب أن تُحفظ بعيدًا عن أي صراعات أو انتقامات، داعيًا جميع الأطراف إلى الالتزام بضبط النفس والعمل على استقرار البلاد.

التدخلات الخارجية في المشهد السوري


لعبت القوى الخارجية دورًا محوريًا في الصراع السوري، حيث اعتمد النظام لفترة طويلة على الدعم الروسي والإيراني.

الدور الروسي:
منذ بداية الحرب، نفذت الطائرات الروسية ضربات جوية لدعم قوات الأسد، وكانت القواعد الروسية في الساحل السوري نقاط ارتكاز استراتيجية.

الدور الإيراني:
ساهمت إيران عبر إرسال مقاتلين من حزب الله وفصائل عراقية لدعم قوات الأسد، لكن هذه المجموعات تكبدت خسائر كبيرة مع تصاعد الصراع.

مع انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا منذ عام 2022، تراجع الدعم للنظام السوري، مما أدى إلى تغييرات حاسمة على الأرض.

نهاية عهد الأسد: ماذا بعد؟
إعلان سقوط نظام الأسد يفتح الباب أمام مرحلة انتقالية محفوفة بالتحديات.

إدارة المؤسسات العامة:
أكدت المعارضة أنها ستعمل على تسليم المؤسسات العامة للحكومة الانتقالية بشكل منظم، مع الحفاظ على بنيتها التحتية وتجنب الفوضى.

إعادة الإعمار والمصالحة الوطنية:
يأمل الشعب السوري في أن تكون هذه المرحلة بداية لعملية شاملة لإعادة إعمار البلاد، ومعالجة الانقسامات العميقة التي خلفتها الحرب.

سوريا نحو أفق جديد


بعد 13 عامًا من الصراع، يقف الشعب السوري على أعتاب مرحلة جديدة مليئة بالأمل والتحديات. سقوط نظام بشار الأسد ليس نهاية المطاف، بل بداية لرحلة طويلة نحو بناء وطن تسوده العدالة والسلام.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: سوريا سقوط الأسد دمشق المعارضة السورية حمص ماهر الأسد المرحلة الانتقالية الفصائل المسلحة بشار الأسد

إقرأ أيضاً:

عاجل.. 300 غارة إسرائيلية لتدمير قدرات دمشق: ما مخطط حكومة الحرب في سوريا؟

لم تدع إسرائيل فرصة سقوط نظام بشار الأسد في سوريا تمر دون الاستفادة من الوضع الراهن؛ إذ وجهت ضربات عسكرية على الأراضي السورية، بالإضافة إلى توسيع وجودها في مرتفعات الجولان؛ لتصل هجماتها إلى أكثر من 300 مرة في الأراضي السورية خلال اليوميين الماضيين، بحسب ما ذكره عن المركز السوري لمراقبة حقوق الإنسان، وفقا لما جاء في «القاهرة الإخبارية». 

غارات إسرائيلية في دمشق

وهزت انفجارات كبيرة العاصمة السورية دمشق ومحيطها، جراء غارات إسرائيلية كثيفة، بحسب ما أفادت به تقارير إعلامية سورية؛ إذ واصل طيران الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، استهداف مواقع ونقاط عسكرية في سوريا، لليوم الثالث على التوالي، منفذًا غارات جوية استهدف من خلالها مراكز أبحاث وأسلحة ومخازن ومطارات وأسراب طائرات، في مناطق متفرقة داخل سوريا، ما أسفر عن تدميرها بشكل كامل، وتعطيل أنظمة الدفاعات الجوية وإخراج تلك المواقع عن الخدمة.

وفي ريف دمشق، شن الاحتلال غارات على مقر إدارة الحرب الإلكترونية بالقرب من البهدلية المحاذية للسيدة زينب، ومستودعات للأسلحة بقرية عين منين التابعة لمنطقة التل، كما شن غارات جوية شمال مدينة القارة ومستودعات بالسومرية ومطار عقربا، والبحوث العلمية ببرزة ومطار المزة وبيتيما بجبل الشيخ، مقرات الفرقة الرابعة عند البحوث العلمية، ومستودعات دنحة في القلمون في سلسلة جبال لبنان الشرقية، والمربع الأمني في دمشق.

أين نفذ جيش الاحتلال هجماته؟

وذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنَّ إسرائيل اتخذت قرارًا استراتيجيًا بتدمير جميع القدرات العسكرية المتقدمة والاستراتيجية المتبقية في سوريا، متابعًا: «في أكثر من 300 غارة، دمرت القوات الجوية، الدبابات والطائرات والمروحيات والسفن وأنظمة الدفاع الجوي والصواريخ والمصانع العسكرية ومنشآت الأمن».

ونفذت القوات الجوية التابعة لجيش الاحتلال موجات من الهجمات حول دمشق، بهدف تدمير مجموعات الأسلحة المتقدمة ومنشآت إنتاج الذخائر، إضافة إلى تعرض مستودع للأسلحة الكيميائية في سوريا لهجوم؛ إذ ذكرت وسائل إعلام تابعة لحزب الله، أن دبابات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي عبرت القنيطرة في المنطقة العازلة على الحدود الإسرائيلية السورية، وتقدمت إلى أطراف ريف دمشق.

تمركز دبابات الاحتلال في ريف دمشق

وتتمركز دبابات الاحتلال الإسرائيلي على بعد أقل من 3 كلم من مدينة قطنا في ريف دمشق الجنوبي والتي تبعد عن العاصمة السورية دمشق قرابة 20 كلم، بحسب تقارير إعلامية، أكدت أن جيش الاحتلال احتل 9 قرى وبلدات سورية مجاورة للمنطقة العازلة وهي، عرنة وبقعسم والريمة وحينة وقلعة جندل وحينة والحسينية وجياتا الخشب في ريف دمشق الجنوبي.

وفي بداية الهجمات، دخل جيش الاحتلال الإسرائيلي المنطقة العازلة في الجولان، في الصباح التالي لسقوط نظام الأسد، بعد تمركز الدبابات وقوات المشاة على خط ألفا على حدود مرتفعات الجولان، الذي يفصل مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل عن سوريا، داخل المنطقة منزوعة السلاح، زاعما جيش الاحتلال  تواجده العسكري في مرتفعات الجولان، قائلًا: «إنه في ضوء الأحداث بسوريا ووفقًا لتقييم الوضع واحتمال دخول مسلحين إلى المنطقة العازلة، تمركزت قوات بالمنطقة العازلة وفي عدد من النقاط الضرورية من أجل ضمان أمن مستوطنات هضبة الجولان ومواطني إسرائيل».

مقالات مشابهة

  • بعد سقوط حكم الأسد.. ما مصير الاقتصاد السوري؟
  • الستار ينكشف عن ثروة بشار وعائلته.. ملياردير وزوجته تمتلك إكسسوارات بالملايين
  • عاجل.. 82 ساعة على سقوط نظام الأسد في سوريا: دمشق في قبضة إسرائيل بعد ساعات
  • عاجل.. 300 غارة إسرائيلية لتدمير قدرات دمشق: ما مخطط حكومة الحرب في سوريا؟
  • رسالة عاجلة من المصرف السوري المركزي ودبابات جيش الاحتلال على مشارف دمشق وتفاصيل تحركات بشار الأسد في روسيا| عاجل
  • المعارضة المسلحة تمنح مجندي الجيش السوري عفوًا عامًا
  • الإمارات تصدر أول بيان رسمي بعد سقوط نظام بشار الأسد
  • صور | نهار جديد على سوريا.. أول يوم بعد سقوط نظام الأسد
  • بعد 13 عاما من الحرب الأهلية بسوريا.. كيف سقط بشار الأسد في 11 يوما؟
  • صحيفة تركية تنشر قائمة بأسماء مرشحين محتملين لشغل مناصب قيادية في سوريا بعد سقوط الأسد